عمارة "الهاي تيك"

يعتبر تيار " التقنية المتقدمة " High –Technology ، المعروف اختصارا بـ " الهاي – تيك " Hi- Tec ، من اكثر تيارات عمارة ما بعد الحداثة انتشارا وحضورا في الخطاب المعماري المعاصر، الدكتور خالد السلطاني يبحث تاريخ هذا الموضوع وواقعه ومستقبله.

لقد ساهمت مقاربة " الهاي – تيك " على تطوير حلول واستخدامات التراكيب المعدنية الخارجية والتى مكـنّت من تحديث اشكال واجهات المباني الخارجية و" سللويتها " بالاضافة الى تفعيل عنصر اللون كقيمة تكوينية مضافة فضلا على اجتراح ملمس مميز لواجهات مبانيها . لقد سعى الهاي تيك بصورة واضحة وهادفة الى التعاطي تصميما ليس فقط مع شكل المبنى وواجهاته او فضائاته الداخلية ، وانما استطاع ان يدخل في اهتماماته نوعية الفضاءات المجاورة المفتوحة وعناصرها التزينية ومفرداتها النحتية التى تصنع عادة من تلك المادة اياها التى نفذت بها واجهات المباني .

يعتبر " مبنى مركز جورج بومبيدو للفنون " المطل على ساحة " بوبور" في باريس والمشيد في 1971-77 ( المعماريان : رينزو بيانو R . Piano وروبرت روجيرز R .Rogers ) بمثابة " علامة " ورمز الى نتاج الهاي – تيك . وقد قوبلت عمارة المبنى في بدء ظهورها بموجة من التعليقات القاسية والاوصاف غير المعتادة نظرا لغرابة لغة عمارته وجسارة منطلقات معماريه وجرأتهم في تأويل مرجعيتهم التصميمية ؛ لكن المبنى الذي ُشبه اولا بـ " مصنع لتكرير النفط " تهكما وسخرية من اسلوب عمارته ، بدأ يحظى تدريجيا على اعجاب وتقبل الناس : زواره العديدون ومشاهدو عمارته المميزة . وبدت النقاشات الصاخبة والاراء المتضادة التى اثيرت حول عمارته في بدء ظهوره باعثا مضافا لتكريس حضوره واهميته في سياق عمارة البيئة المبنية وانتشار صيته التصميمي كحدث ثفافي بامتياز .
[SIZE=2]

[/size][CENTER]

مبنى مركز جورج بومبيدو للفنون



[/center]