من اقوال الشافعي
تعمدني بنصحك في انفرادي … وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع … من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي … فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
قال الشافعي في حفظ اللسان
احفظ لسانـــك أيها الإنسان … لا يلدغنك … إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه … كانت تهاب لقاءه الأقران
ستة ينال بها الإنسان العلم
أخي لن تنال العلم إلا بستة … سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة … وصحبة أستاذ وطول زمان
وقال الشافعي في فضل السكــوت
وجدت سكوتي متجرا فلزمته … إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر … وتاجره يعلو على كل تاجر
القناعــة … راس الغنى
رأيت القناعة رأس الغنى … فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه … ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنيا بلا درهم … أمر على الناس شبه الملك
لا شيء يعلو على مشيئة الله … قال الشافعي
يريد المرء أن يعطى مناه … ويأبى الله إلا ما أراد
يقول المرء فائدتي ومالي … وتقوى الله أفضل ما استفاد
كم هي الدنيا رخيصــة … قال الإمام الشافعي
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها … يمسي ويصبح في دنياه سافرا
هلا تركت لذي الدنيا معانقة … حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها … فينبغي لك أن لا تأمن النارا
انظروا ماذا يفعل الدرهم … صدق الشافعي حين قال :
وأنطقت الدراهم بعد صمت … أناسا بعدما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحد بفضل … ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا
من أجمل ما كتب الشافعي في الحكمة
دع الأيام تفعل ما تشاء … وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي … فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا … وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا … وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب … يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا … فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل … فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني … وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور … ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع … فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا … فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن … إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين … فما يغني عن الموت الدواء