الزواج والأغلال!

[CENTER]الحمد لله مولانا، والصلاة والسلام على مصطفانا، وبعد:

قال الله تعالى: ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 157].

يقول العلامة السعدي رحمه الله: "أي: ومن وصفه أن دينه سهل سمح ميسر، لا إصر فيه، ولا أغلال، ولا مشقات ولا تكاليف ثقال" اهـ

وقال ابن كثير: "أي: إنه جاء بالتيسير والسماحة، كما ورد الحديث من طرق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بعثت بالحنيفية السمحة)، وقال لأميريه معاذ وأبي موسى الأشعري، لما بعثهما إلى اليمن: (بشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، وتطاوعا ولا تختلفا)، وقال صاحبه أبو برزة الأسلمي: “إني صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت تيسيره”. اهـ

بوضع الإصر والأغلال ونشر الحنيفية السمحة بعث النبي صلى الله عليه وسلم… تضمنت رسالته صلى الله عليه وسلم التبشير والتيسير والتطاوع… وكان لا يخير بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما… دعا لمن رفق بالأمة ودعا على من شق عليها فقال: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشق عليه)…

ونحن لو أردنا تتبع مظاهر يسر شريعته صلى الله عليه وسلم ورفعها الحرج عن العباد لما استطعنا… لكثرتها… والذي يعنيني في هذه الكلمة: يسر شريعته صلى الله عليه وسلم في الجانب السلوكي للفرد المسلم، ومدى امتثاله لتعاليم شريعته صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب…

لقد أبينا على أنفسنا إلا أن نقيدها بالأغلال التي وضعها عنّا النبي صلى الله عليه وسلم! فكان على إثر ذلك –كنتيجة طبيعية- عجزنا عن الطيب المباح وبحثنا عن الرخيص السهل ولو كان محرمًا خبيثًا!

انظر كيف لجأ معظم شباب وفتيات الأمة إلى العلاقات المحرمة! بعد عجزهم عن الحلال الطيب بالقيود والأغلال التي وضعها المجتمع بأسره أمامهم! ناسين أن كبح الغرائز مما لا يقدر عليه الإنسان ولا يستطيعه… فكيف إذا كان هذا الشاب في عنفوان شبابه؟ وكيف إذا كان يرى العاريات صباح مساء؟ في الجامعة وفي العمل؟ فكيف إذا كان من رواد الشبكة العنكبوتية؟ أو كان في بيته جهاز التلفاز؟ فكيف وكيف وكيف…

فتيات في العقد الثالث من عمرهن ولم يقدم لهن أحدًا! دينات ومثقفات وجميلات! قتلهن الرغبة في الزواج! ولا سامع لشكواهن ولا مجيب لرغباتهن! وكيف ستتزوج هذه المسكينة؟ وكيف سيتزوج هذا المسكين؟ ونحن مكبلون بهذه الأغلال!

أغلالنا عادات! أغلالنا كماليات! أغلالنا ترف في ترف!

أغلالنا طالتنا جميعًا! حتى أصحاب الدين لم تدعهم! والنبي صلى الله عليه يقول: (إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)!

وقد أشار بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم إلى تخفيف مؤن الزواج وتيسيره بقوله: (خير النكاح أيسره)…

فليت قومي يعلمون![/center]