نصيحة خاصة للطلبة

من حكم الواقع و التجربة أنصح الطلبة الذين يدرسون المواد العلمية من فيزياء ورياضيات و كمياء و غيرها أن لا يقرأو الدروس و يحلون التمارين فقط, بل عليهم أن يفهموا ويستوعبوا تطبيقاتها في أرض الواقع.

أخي و أختي لما تحلون معادلة رياضية هل سألت نفسك أو سألت أستاذك ما الغرض من طرح هذه المعادلة ! هل هناك مجال تطبيقي خاص لها ! هل هناك أمثلة ! و هكذا, لا تترددوا و لا تنحرجوا منها. لأنكم لو فهمتم أهميتها تطبيقيا فإنكم سوف تحبون هذه المادة أكثر فأكثر, فكثيرا من الأجيال الماضية لم تكن في حوزتهم التكنولوجيا الحديثة ووفرة و تسهيل الحصول على معلومات دقيقة و بسرعة فائقة مثلما هو موجود الآن و لهذا إستغلوا هذه الآليات في تطوير نمط التدريس و التعليم لأنه في كل موضوع أو درس إلا وله حكمة تطبيقية, فلا تدرسو فقط مجرد الحصول على درجات عليا بل يجب أن تفهمو جيدا التطبيق فهو الأهم.

أضرب لكم مثال واقعي (أرض أرض) حتى تفهموا ما يجري في الساحة الميدانية. في أمريكا هناك العديد من المهندسين المتخرجين من الجامعات. كيف يمكن على رئيس شركة مثلا إختيار مهندس من غيره, هل تعتقد أنه يسأله عن سيرته الذاتية, أو عن نقاطه العليا, أو عن جامعته!

لا… فالعديد منهم أصبحوا لا يثقون من هذه المعاملات و البروتوكولات, بل يضع ملفه في جهة, و يأتي به الى آلة و يحدد له وقت معين ويقول له دلنا عن العطب و يتركه لوحده ! فإن إستطاع إيجاد العطب في الوقت المحدد, تحصل على الوضيفة, و إلا فسوف لا يسمع سوى كلمة : شكرا مع السلامة. فلا ينفعه لا ديبلوم و لا علامات و لا هم يحزنون.

فالعالم الذي نعيشه هو عالم التطبيقات و ليس النظريات و الجلوس في المكاتب الفخمة. فالى متى نظل نستورد من الغرب أجهزة و معدات, لماذا لا يكون هناك جهاز مكتوب في داخله صنع في بلاد عربي مثلا عوض أن نقرا كالمعتاد Made in USA أو Made in china فمن المسؤول عن هذا !

أتذكر عمي وهو كبير في السن كان يقول بشيء من المزاح, إنا أبنائي يذهبون الى المدارس و الثانويات و التكميليات و الجامعات صباحا و يعودون مساء مثلما تذهب القطعان من الغنم في الصباح و تعود في المساء (على فكرة هل لاحظتم ذلك في البادية, أنا شاهدت ذلك بنفسي و إستغربت عندما يدخل الراعي الى المدينة كيف ان كل غنم و خاصتا المعز منها تركض لوحدها عبر الطرق الضيقة مسرعة و متوجهة الى منازلها و حتى و إن وجدت البيت مغلق تطرقه بأرجلها و لما تفتح البيت تذهب مباشرة الى عكرها المخصص لها. سبحان الله رأيت ذلك عند بيت جدتي أيام الصبى).

نعود لموضوعنا و نواصل حديث العم بقوله ماذا يستفيدون من ذهابهم هذا اليومي, فإن سألت أحدهم لقد تقطع خيط كهربائي في المنزل لا يستطيع إصلاحه, و إن تعطل جهاز التلفاز نفس الشيء شأنه في ذلك شأن البنات, يا بنت أطبخي لنا, لا تعرف ذلك و هي جامعية. فهو بذلك محق في قوله, ففي مخيلته أنك إذا ذهبت للتعلم فيجب أن تتعلم الجانب التطبيقي. فهو يريد الشيء الملموس. و لا يهمه إختصاص و لا شعبة.

و الغريب كذلك أنه شبه أمي و حرفته الميكانيكا العامة لا ادري كيف تعلمها و عندما يشرح لك مشكل ميكانيكي أو عطب يتكلم بلغة بسيطة و كأنه يخاطب المعادن, يا ريت الأساتذة يشرحون مثل طريقته في إيصال المعلومات.

فأيها الكميائي أو الفيزيائي لو كنت في جزيرة لوحدك هل تستطيع أن تدبر نفسك بنفسك !

[FONT=Traditional Arabic]المهم الموضوع طويل, فما يسعني أن أقول سوى أن تفكروا و تتمعنوا في الموضوع, أرجوا أن أكون مخطء, و أن كل ما قلته مجرد كلام.

[/font]