البسمة.. أيسر الصدقات

البسمة… أيسر الصدقات

أسهل صدقة:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “تبسمك في وجه أخيك لك صدقة،…” (صحيح).
ومن المعروف:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك” (صحيح لغيره).
ولا تحقر المعروف:
قال -صلى الله عليه وسلم-: “اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي وأن تلقى أخاك و وجهك إليه منبسط…” (صحيح).
ومع الصغار:
كان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: إن كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: “يا أبا عمير ما فعل النغير” (البخاري).
قال البخاري: (ليخالطنا) يلاطفنا بطلاقة الوجه والمزح.
وأنت تسلم على الناس:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت طليق الوجه” (صحيح لغيره).
البسمة من أنوار القلوب:
قال بعض العارفين: التبسم والبشر من آثار أنوار القلب (وجوه يومئذ مسفرة. ضاحكة مستبشرة).
قال ابن عيينة: "والبشاشة مصيدة المودة والبر شيء هين؛ وجه طليق وكلام لين ".
لله در الابتسامة ما أعظمها!
تريح الأعصاب وتروح عن النفوس وتجلب الآخرين وتحببهم فيك، فتتوسع دائرة المحبة، وتعم المودة وتنتشر، فيسعد صاحبها ويسعد من حوله، ويحظى بالأجر والمثوبة من الله عز وجل…
فهل نسعى جميعاً لأن نمتلك هذه الابتسامة، ونرسمها على شفاهنا ومحيانا، فنقابل بعضنا بها دون عبوس أو تكشير، فنقرب القلوب إلى بعضها، ونقضي على نزغات شياطين الإنس والجن ووسوساتهم، ونقطع الاستفسارات والشكوك من أنفسنا عند لقائنا ببعضنا، ونبدأ يومنا بصفاء نية ونقاء سريرة ، بعيداً عن أية خلفية فننتج ونتفوق ونسر ونسعد.
بسمة تصنع ثروة !!
وكم كان للابتسامة دور في إكساب الناس كثيراً من الخير في حياتهم، حتى يذكر أن مدير إحدى الشركات العالمية، أكسبته ابتسامته مع موظفيه (مليون دولار)، وذلك للأثر الذي تركته هذه الابتسامة في نفوسهم بشكل إيجابي فزاد إنتاجهم، وتحسنت نوعية الإنتاج، فكسب هذا المبلغ .
ولذلك يقول المثل الصيني: “الرجل بوجه غير باسم لا ينبغي أن يفتح دكاناً”.
فلنبتسم ولنزرع الابتسامة وننشرها ونقابل بعضنا بها، وليكن شعارنا – ابتسم من فضلك.
بالبسمة تكسب الأصدقاء!
يقول ديل كارنيجي -أحد علماء النفس المشهورين- في كتابه كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين: “إن ما يقال أن سر النجاح يكمن في العمل الجاد والكفاح فلا أؤمن به، متى تجرد من الإنسانية اللطيفة المتمثلة في البسمة اللطيفة”.
وتذكر دوماً أن:
الابتسامة تحدث في ومضة ويبقى ذكرها دهراً، وهي المفتاح الذي يفتح أقسى القلوب، وهي العصا السحرية التي تكبت الغضب، وتسري عن القلب.

محمد مسعد ياقوت
29/9/1428هـ