مدخل البيت.. مرآة تعكس أسلوب وفنية البيت

مساحة صغيرة… تأثير قوي

مدخل البيت… مرآة تعكس أسلوب وفنية البيت

بيروت: كارولين عاكوم
بين الاهتمام بتصميم ديكور غرف المنزل والصالون وغرفة الطعام، قد ينسى البعض أهمية مدخل المنزل وما تلعبه هذه المساحة الاساسية من دور إيجابي، والانطباع الأول الذي تولده لدى الزائر.
هذا الأمر قد لا ينطبق على الكثير من الناس الذين يولون مدخل المنزل اهتماما ملحوظا، ولكن البعض الآخر قد يؤجل حتى التفكير به الى حين تأمين كامل مستلزمات الغرف الأخرى، فيأتي في نهاية المطاف تصميم ديكور المدخل «بما توفّر»، أي لا يمت الى القواعد الهندسية بصلة، مع أن الاهتمام بهذا الركن مسألة ضرورية وتخضع لمبدأ الوسطية في توزيع الأثاث وفي تصميم هندسته بشكل عام، كي يشكّل خطوة أولى لاكتشاف هندسة البيت ككل، ولا يعطي انطباعا سلبيا.
القطع البسيطة من حيث التصميم والحجم تأتي على رأس أولويات هذا الركن، تليها طريقة توزيعها بشكل متناسق في التصميم والألوان بينها وبين الغرف التي تطلّ عليها. تعتبر مهندسة الديكور كلوديا كيروز أن مدخل البيت يجب أن يحمل لمسة من كل شيء. فهو، برأيها، المرآة التي تعكس ما تخفيه جدران البيت من تفاصيل ولمسات.
وتميّز كيروز بين المدخل ذي المساحة الكبيرة وبين ذلك الذي لا يعدو كونه صلة وصل بين باب البيت وغرفه. صحيح ان القواعد عامة نوعا ما، الا انها تختلف في بعض التفاصيل حسب قولها: «في المساحة الكبيرة من الأفضل تركيز مرآة كبيرة على الحائط كي تزيد من الشعور بالاتساع، وتزيين الحائط ببعض اللّوحات ذات الأشكال النافرة شرط أن تكون متناسقة مع تصميم المرآة ولون اطارها، أما في المساحة الصغيرة فلا بدّ من التنبه لوضع مرآة بحجم صغير متناسب مع حجم المكان، والأمر نفسه ينطبق على اللوحات التي من الأفضل الاكتفاء بالقليل منها. وتشير كيروز الى أمور قد تبدو أبجدية، لكنها مهمة ويمكن ان تؤثر إما إيجابا أو سلبا على المكان: 1- من الأفضل، في حالة السقف العالي، التقليل من ارتفاعه باللجوء الى الجص كي تكون المساحة بين الطول والارتفاع متناسقة. 2- موقع المدخل يحدّد قواعد هندسته: «وجوده في الوسط، اي أن يكون مطلا على باقي الغرف، يفرض عدم الاكثار من قطع الأثاث، والاكتفاء بالقليل منها كي لا تعيق تحرك المارين فيه». 3- انفصال مدخل المنزل قليلا عن باقي الغرف يمنح حرية أكبر في التفنّن في تصميم الديكور الخاص به: «بالإضافة الى مبدأ التناسق بين هذا الركن وغرف المنزل، نستطيع تزيينه بالنباتات وكل ما يمت الى الطبيعة بصلة ليمنح جوا فرحا وأجواء مريحة لاهل البيت ولكل من يدخله». 4- كي تأتي ألوان حيطان مدخل البيت متناسقة مع الأجزاء الأخرى، وتكون امتدادا لها، تقول كيروز: «اذا كان هذا الركن مفتوحا لا بد عندها من أن تكون ألوان جدرانه منسجمة مع غرفتي الصالون والطعام، أما اذا كان منفصلا فليس هناك من قواعد محددة لطلاء الجدران بل تترك الحرية الكاملة لاختيار اللون المناسب وحتى ان كانت فاتحة أو قوية». 5- للاضاءة تقنية خاصة بحسب كيروز: «السقف العالي يحتاج الى ثريا في وسطه، تنشر نورها في أرجائه وتخفّف من الشعور بالارتفاع المزعج. كما يمكن الّلجوء الى تقنيات الانارة الحديثة التي توزّع على الزوايا من دون أن تظهر بشكل واضح بالعين المجرّدة. أما اذا كان السقف منخفضا فلا بدّ عندها من الاستغناء عن الثريا والاستعاضة عنها بمصابيح تفي بغرض الاضاءة المطلوبة وتتمتّع بشكل هندسي جميل، وهذا ما يعرف بالطابع الغربي في هندسة الديكور، كما بالإمكان تركيز كونسول في احدى الزوايا مع الاضاءة الخاصة به».
وفي حين تشير كيروز الى أن هندسة هذا الركن ليست بحاجة الى الكثير من التعقيدات، تؤكّد أن تقنية الانارة الحديثة تمنح المكان لمسة خاصة تجمع بين العملي والجمالي. «وتكمن خصوصية هذه التقنية في أنها تتطلّب تركيزها قبل توزيع البلاط على الأرضية، أي ما يسمى زرع الكهرباء. والعملية عبارة عن تمديد الكهرباء الخاصة بهذه الانارة في داخل الجدران أو فوق البلاط الموجود في أسفل الحائط، فتعكس نورها على النباتات الموجودة في المكان ويشكلان معا لوحة هندسية مضيئة». وتجدر الإشارة هنا إلى أن تشغيل هذه الانارة سهلة وحساسة جدا، بحيث تعمل على اللمس، اي أنها تضيء مجرد المرور في المدخل، وحتى اذا أطفأت انارة البيت بشكل كامل يبقى نورها يضيء المكان.

من جروب الهندسة