العبور

[CENTER]العبور

بقلم م/ضياء جمال [/center]


دائما نتطلع الى العبور
فكلمة العبور لها رونق خاص لدى المصريين لفظا ولدى كل العرب فى المعنى
انتصار اكتوبر نسميه العبور المجيد
المدينة التى فى طريق مصر اسماعيلية الصحراوى اسمها العبور
حتى شعار الحملة الانتخابية الرئاسية القيادة والعبور للمستقبل !!!
فكلمة عبور تحمل الذكرى الخالدة والمستقبل المترقب
لذا تجدها مناسبة فى مواطن الفخر
وتجدها اكثر ملائمة لوعود المستقبل
لذلك لم يتاخر استخدامها فى كل المواطن التى يسعى صاحبها لاعطاء الوعود والاحلام للغد المشرق
ولكن … ماذا بعد العبور ؟
لا اخفى عليكم ان الشعوب العربية تحلم بكلمة عبور لحد ذاتها وليس لمضمونها وقد اكون قاسيا فى هذا التعبير ولكنى ارى بلحاظ الرأى ما هو واقع
فى الماضى كلمة العبور كانت تعنى …
فى مصر
عبور خط برليف
فى سوريا
عبور هضبة الجولان
فى فلسطين
عبور حائط المبكى
فى الصومال
عبور الاشلاء الخمس
وهكذا …
اما الان فقد اصبح العبور هو العبور بمعناه الحرفى كالاتى …
فى مصر
عبور البحر الاحمر وصولا الى دول الخليج
فى سوريا
عبورا الى داخل الاراضى اللبنانية
فى فلسطين
عبورا للوصول الى السلطة التشريعية ومنها عبورا لقيادة الفصائل الفلسطينية
فى الجزائر وتونس والمغرب
عبور البحر المتوسط وصولا الى فرنسا اوسبانيا
فى ليبيا
عبور المتوسط وصولا الى ايطاليا
فتحول معنى كلمة العبور من …
الهجوم والدفاع الى الهروب
العمار الى الخراب
الاقامة الى الهجرة
ففقدت الكلمة كل ما كانت تحمله من معانى للعزة والكرامة
دعنى اسالك مجموعة من الاسئلة القاسية التى نحاول تداركها بمصمصة الشفاه وضرب الكفوف
ترى اذا تم احتلال مصر هل سنجد من يقوم بدور الفدائيين كما حدث فى السويس وبورسعيد من قبل ام ستظل الاحلام معلقة ببريق الذهب الاسود واليورو والدولار
مع العلم انى لم اتى بسيرة الشهوات و الملذات التى تسيطر على العقول انا اتحدث عن فئة شغلتها الاموال فما بالك بالفئة التى لا يشغلها اى شئ اصلا
وليس المقصود بالكلام هو جمهور الشباب المسكين او طلاب الجامعة او … او …
ولكن هذا الكلام ينطبق على كل شرائح المجتمع بداية من اعلى الفئات وصولا الى اقلها ماديا واجتماعيا
فدعنى احدثك عن اصحاب الشعارات البراقة الذين يهتفون حبا وشوقا الى الوطن
فهيا توقع رد فعل احدهما اذا جاءت له فرصة عمل بالخليج بمبلغ ذو اربع اصفار هل سيسير مع الهاتفين حبا وشوقا للوطن ام انه سينسحب الى العتبة !!!
لاتندهش اقصد شراء شنطة للسفر من العتبة !!!
للاسف هذا هو الواقع فى مجتمعنا العربى الولاء اصبح للافراد وليس للاوطان والشعوب
حتى الشعوب ليست بافضل حالا من الانظمة فانظر …
فى العراق صراع بين الشيعة والسنة والاكراد
فى فلسطين فتح وحماس
فى مصر الوطنى والاخوان
اما بلاد الخليج فمازالت فى صراع الفضائيات بين art و rotana
اما بلاد الهدوء بلاد المغرب العربى فالصراع قائم بين الشاب سوسو والشاب شوشو على الكليبات واجد ان دم الفدائية جميلة بو حريد سيظل امانة فى عنق الشاب توتو وكل شباب المغرب العربى الذين تركوا العربية وتشدقوا بالفرنسية
اما عن ليبا فهناك صراع مع المتوسط على لنش يهرب من الحدود حلما بايطاليا
اما عن الصومال فقد عقدت اثيوبيا العزم فى اعادة مشروع الاشلاء الخمس على الاراضى الصومالية مرة اخرى
ناهيك عن سوريا ولبنان ودارفور وموريتانيا والعيون
ارجوك لا تعدنى متشائما او انظر الى الدنيا من منظار اسود قاتم ولكنى
انظر الى وطنى الكبير الذى اصبح مهددا بنار الفرقة بين الشعوب والانظمة
انظر الى عمر المختار وجميلة بو حريد و جواد حسنى
انظر الى محمد الدرة وايمان حجو
انظر الى ابو غريب وجوانتانمو
انظر الى الكعبة والى الاقصى
انظر الى النيل و الفرات
انظر الى دجلة وعرفات
هذا ما انظر اليه
فهل مازلت تنظر الى العبور !!!

[RIGHT]القاهرة

[RIGHT]اول 2007

أنا بقرتى محلوبة لعدوى … هو يقوى وأنا أمرض فما الحل

ربما دبح البقرة يعدل المسئلة

جميله ???