يديعوت: أوباما جيد أيضًا لـ"إسرائيل

[CENTER]

سيفر بلوكر/ واي نت نيوز

ترجمة: شيماء نعمان

مفكرة الإسلام: بينما تتعلق أنظار العالم بسباق انتخابات الرئاسة الأمريكية بين مؤيد لرئيس جمهوري ومؤيد لرئيس ديموقراطي، وبين من يطمح في قدوم رئيس أسود إلى البيت الأبيض أو تولي امرأة لرئاسة الولايات المتحدة، فإن اليهود الأمريكيين قد بدءوا فعليًا في وضع دعمهم خلف مرشح ديموقراطي يتمتع بشعبية كبيرة بين قطاعات معروفة بالعداء لـ “إسرائيل”.

ويرى الصحافي والمحلل الصهيوني "سيفر بلوكر" أن تولي ديموقراطي لرئاسة الولايات المتحدة سيكون أكثر نفعًا بالنسبة لـ “الدولة اليهودية” من تولي رئيس جمهوري حتى لو كان أكثر ولاءً لـ “إسرائيل” مثل “جون ماكين”.

وقدم بلوكر تفسيرًا لوجهة النظر تلك من خلال مقال له نشره موقع " واي نت نيوز"الناطق باللغة الإنجليزية-التابع لمجموعة يديعوت الإعلاميةالصهيونية- تحت عنوان “أوباما جيد لإسرائيل”. تناول خلاله بالتحليل بعض التحفظات المحيطة بالمرشح الديموقراطي “باراك أوباما” والأسباب التي تجعله بالرغم من ذلك مقبولاً لدى “إسرائيل”.

غير أنه في ختام المقال يكشف الكاتب عن مرشح آخر في سباق الرئاسة الأمريكية يراه أفضل من كل من أوباما وماكين.

ونعرض في السطور الآتية نص مقال بلوكر الذي نُشر يوم الثلاثاء 5 فبراير، والذي عُرف بيوم “الثلاثاء الكبير” في إطار الانتخابات الأمريكية. وجاء فيه:

لقد انشغلنا بصورة كبيرة خلال الأسبوع الماضي بتقرير فينوجراد مما جعلنا لم نلحظ تطورات فرعية شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية. وإليكم ما لم ننتبه له:

فقد أعلن “مارتين بيريتز”، رئيس تحرير مجلة “نيو ريبابليك” البارزة، دعمه الكامل لـ “باراك أوباما” كمرشح للحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية.

و"نيو ريبابليك" مطبوعة تعرف بتأييدها الجارف لوجهات النظر السياسية “الإسرائيلية” المتشددة وصراعها الصريح والسافر ضد الإسلام السياسي. وكان رئيس تحرير الصحيفة قد ساند من قبل حربي لبنان، وعمليات “إسرائيل” بالأراضي الفلسطينية، واحتمالية قصف إيران. وقد اختلف مع عائلة كلينتون بسبب دعمها المفترض للفلسطينيين.

في الوقت نفسه، حصل “باراك أوباما” على دعم صحيفة يهودية في الطرف الآخر من الطيف السياسي الأمريكي وهي: “نيويورك صن” شديدة المحافظة، التي طالما عبرت عن مواقف الليكود التقليدية، والتي منحت كذلك المباركة اليهودية لحملة أوباما الانتخابية الرئاسية.

غير أن الصحيفتين لم تفعلا شيئًا استثنائيًَا. فالإعلام الأمريكي قد اصطف وراء أوباما من خلال حملة حماسية لم يسبق رؤية مثيل لها خلال العقود الأخيرة. فخطب أوباما السطحية، شديدة العاطفية، الخالية من المحتوى يراها الإعلام الأمريكي على أنها ذروة الجاذبية القيادية.

إننا جميعًا شعب واحد، ولا يوجد هنا يسار أو يمين، هناك فقط شعب واحد يسعى من أجل التغيير، فدائمًا ما يتفوه أوباما بمجموعته من الكليشيهات، فيلتهب حماس المعلقين.

ولذلك فإن أوباما تقدم نحو “الثلاثاء الكبير” ومعه جوقة من صانعي الرأي العام تمنحه دعمًا كاملاً. وللمراقب عن بعد، فإن الأمر ربما يبدو له وكأن الأمريكيين قد فقدوا حس التقييم لديهم وعلقوا في نوع من الابتهاج الأعمى. وهذا يتضمن اليهود كذلك.

هل دعم أوباما لـ “إسرائيل” حقيقي؟

في غضون الشهور الأخيرة الماضية، فعل أوباما كل شيء، وأعني كل شيء، من أجل طمأنة اليهود الأمريكيين وكسب تأييدهم. وكان يفعل ذلك بنجاح. على سبيل المثال، فقد كتب “مايكل شابون”- وهو كاتب يهودي أمريكي شهير- مقالاً فائق الحماس في دعم أوباما وذلك لموقع " هافينجتون بوست" اليساري.

وتحدث شابون بصورة علنية ضد هؤلاء الذين تجاسروا بالسؤال عن العلاقات الشخصية العميقة التي تربط بين أوباما والقس “جيريميا رايت”، المعادي للسامية ولـ “إسرائيل”.

وينتمي أوباما لكنيسة رايت ويقول إنه يراه كمصدر معنوي للإلهام لهذا العصر. ورايت، بالمناسبة، منح وسام شرف خاص لكاره آخر لـ “إسرائيل” العام الماضي هو "لويس فاراخان"، زعيم جماعة "أمة الإسلام" الأمريكية.

على النحو الآخر، فإن أوباما طالب ونتاج لأفضل الجامعات الأمريكية، وتصريحاته العلنية لا تحمل أي أثر لدروس رايت الوعظية الحاقدة المعادية لليهود والصهيونية. كما أن أوباما لا يمت بصلة على الإطلاق لجماعة “أمة الإسلام” أو لفاراخان المزعج.

إلا أنه لا يزال هناك بعض من يجادل- خاصة بين المدونين اليهود- حول أن أوباما يحتفظ بآرائه “الحقيقية” لنفسه وأن ما يبديه من دعم لـ “إسرائيل” غير صادق. ويعتمد جدلهم على زلة لسان واحدة لأوباما حين قال إن “الفلسطينيين في الشرق الأوسط عانوا أكثر من غيرهم”- وذلك خلال جلسة مغلقة- بالرغم من أنه أضاف علنيًا في وقت لاحق أن ذلك نتيجة لقيادتهم.

ويشير النقاد كذلك إلى فريقه الخاص من المستشارين السياسيين، حيث يختصمون حول أنه يضم عددًا كبيرًا من اليهود اليساريين. فهل هذا يشهد على طبيعة أوباما “غير الملائمة لإسرائيل” إذا تم انتخابه؟

أشك في ذلك. فأوباما، بعكس ما قد يبدو في ظاهر الأمر، ربما يصبح سندًا غير متوقع لـ “إسرائيل”. فهو جيد لليهود نظرًا لأنه يحظى بتأييد واسع بين تلك القطاعات من الرأي العام الأمريكي والدولي المعادية لـ “إسرائيل”، سواء بصورة علنية أو خلف الأبواب المغلقة. حيث إنه بالنسبة لهم، أوباما هو وسيط الوحي الجديد، وإذا قال :إن “إسرائيل” لها الحق في الوجود إلى الأبد كدولة يهودية ومن ثم يجب على الفلسطينيين نسيان حق العودة- وهو بالفعل قال ذلك- فإن كلماته سوف يكون لها صدى بينهم، وكذلك تأثير على قطاعات لا تستطيع العلاقات العامة “الإسرائيلية” حتى الوصول إليها.

إن أوباما كرئيس ديموقراطي موال قليلاً لـ “إسرائيل” يعد “أكثر قيمة” بالنسبة لها عن “جون ماكين” كرئيس جمهوري ذو ولاء كبير لـ “إسرائيل”. بالرغم من ذلك، فإن “هيلاري كلينتون”، بكل تأكيد، ستكون رئيسة أفضل كثيرًا من كلٍ من أوباما وماكين معًا. فهي أكثر جدية، وأكثر واقعية، وأكثر وعيًا، وأكثر ملائمة عن كليهما لقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. أتمنى أن تفوز.[/center]