منهج قرآني في التربية

[CENTER]منهج قرآني في التربية

محمد حسين جمعة

Jomaaa1978@hotmail.com[/center]

سئمنا من الغرب ونظرياته التربوية الأخلاقية ؟؟!!!
سئمنا من دجلهم وأكاذيبهم ؟!
سئمنا من أبناء جلدتنا الذين صدق فيهم وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم : [ لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه وراءهم ]
وكما يقول مثلنا الشعبي : ( فاقد الشيء لا يعطيه )
نحن نعترف بنهضتكم العلمية التقنية ، ونأخذ بها ، ونتجرعها على أنها الدواء المر إلى أن تستيقظ أمتنا من سباتها ! ولعل الأمر قريب بعون الله .
أما أن نستورد منكم عاداتكم ، وأخلاقكم ، ونظرياتكم في التربية !
فهذا ما لا نقبله ولا نقرّ به أو نعترف .
لقد صعدتم الفضاء علمياً ، هذا صحيح .
لكنكم هبطتم إلى ما دون البهائم أخلاقياً ؟!
لقد اكتشفتم أعماق البحار ، لكنكم غرقتم في وحول النزوة والشهوات ؟!
لقد اخترعتم وسائل الاتصال ، وكنتم أبعد الناس عن الله اتصالاً .
وما فسد هذا العصر إلا حين قدتم العالم بزيفكم وضلالكم ونظرياتكم التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وحين تراجعت أمة أقرأ عن الرسالة التي كُلّفت بها .
ولن أطيل أكثر لندخل في صلب الموضوع :
قرأت مكرهاً نظريات الغرب في التربية بحكم البحث والدراسة ، ووجدت أنها لم تتعدَ الأوراق التي كُتبت عليها ، أو المداد الذي شربت منه ؟!
وظننت أن عقلي سيشبع من علومهم وأفكارهم ولكنني ازددت جوعاً إلى جوع ؟!
واعتقدت أني سأرتوي من بحور نظرياتهم هذه ، لكنها كانت والله أجاجاً فزادت ظمئي وعطشي ؟!
ولو أخذنا التعليم مثلاً : نظريات كثيرة وآراء عديدة ، لا تجتمع إلا لتفترق ، تارة يقرون بمبدأ الشدة والحزم التام ، ثم يتراجعون ليقروا مبدأ اللين والتساهل المفرط ، ثم يكتشفون أنهم مخطئون ، فهم بين هذا وذاك يتخبطون كما يتخبط الذي مسه الشيطان.
وليتهم اطلعوا على المنهج الرباني الأمثل في التربية ، منهج أمة الوسط ؟!
قال تعالى :َ ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا )) البقرة [ 143 ]
وتأمل أخي الإنسان هذه الآيات القرآنية لترى العجب العجاب :
قال تعالى : }إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً{56} وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً{57} النساء .
قال تعالى : }أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً{121} وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً{122} النساء .
قال تعالى : }فأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ{85} وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ{86} المائدة .
قال تعالى : }َمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً{17}الفتح .
سورة الحج : (( 23 – 25 )) سورة التغابن : (( 9 – 10 ))
سورة الطلاق : (( 10 – 11 )) سورة التحريم : (( 7 – 8 ))
وآيات كثيرة لا يتيح المقام لنا أن نطيل أكثر .
فلو أمحصت ودققت النظر ، ستجد أن الله قد ذكر الأسلوب التربوي الأمثل …
تأمل كيف أن الله سبحانه كلما ذكر آية أو آيات في النعيم أو وصف المؤمنين ، أعقبها أو جعل قبلها آيات العذاب أو وصف الكافرين .
فالإنسان لا يعيش بالرجاء وحده وإلا تواكل وهبطت عزيمته وبطل عمله …
كما أنه لا يحيا بالخوف وحده وإلا فقد الأمل واستسلم لليأس والحَزَن …
إذاً يجب أن يسبح الإنسان بين مدّ الرجاء والأمل وجزْر الخوف والخجل ليصل إلى شاطئ الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة .

جعلنا الله وإياكم ممن يصلون إلى هذا الشاطئ بمنّه وفضله