شكرا "بل غيتس" ووا أسفاه.. يا تجار العرب!

جريدة الرياض اليومية

شكرا “بل غيتس” ووا أسفاه… يا تجار العرب!

د. فايز عبد الله الشهري
بعد أكثر من ثلاثين عاما في منصة القيادة لواحدة من أكبر قلاع التقنية وفي سن الثانية والخمسين هاهو عملاق الأعمال والبرمجيات “بل غيتس” يودّع عمله الرسمي في شركة “ميكروسوفت” متفرغا للأعمال الخيرية التي أنشأ من أجلها مع زوجته “ميليندا” مؤسسة خاصة باسم “بيل وميلندا غييتس” gatesfoundation.org بميزانية تقدّر بحوالي 38بليون دولار. وفي واقع الأمر لم تكن أخبار “بل غيتس” قبل منتصف التسعينات مثيرة كثيرا إلا بوصفه واحدا من الأثرياء الجدد لعصر المعلومات مع حزمة اتهامات يروّجها منافسوه عنه بوصفه سارق أفكار محترف ويدلّلون على ذلك بفكرة برنامجه الأول “الدوس” ثم حكايات سرقة فكرة برامج “وندوز” في إصداراتها الأولى.
ولكن مع إطلاق " ميكروسوفت" لبرنامج “وندوز 95” ودعمه مختلف لغات العالم دخلت الشركة وصاحبها عصرا جديد من التألق المترافق مع الإقبال الجماهيري على استخدامات شبكة الانترنت وما صاحب ذلك من نمو مذهل في سوق الحاسبات الشخصية حيث كانت “ميكروسوفت” القائدة والرائدة خاصة في مجال تطوير أنظمة التشغيل وتطبيقات الأعمال المتنوعة.
مؤسسة “غيتس” وزوجته بدأت مشروعاتها الخيرية منذ يومها الأول وقدّمت برامج ومنح لدول ومنظمات وجمعيات مركزة في معظم برامجها على مجتمعات العالم الثالث والأقليات المحرومة. وتقدر المبالغ التي أنفقتها المؤسسة بأكثر من 29بليون دولار منذ إطلاقها عام 2000م.
ففي مجال دعم الأقليات على سبيل المثال قدمت المؤسسة بليون دولار لصندوق كلية الزنوج المتحدين the United Negro College Fund وهي مؤسسة أنشئت عام 1944م لتقديم فرص التعليم والدعم للمحرومين من أبناء الأسر السوداء في الولايات المتحدة.
و"غيتس" ليس وحيدا في مجاله فقد سبق وأعلن صديقه وأغني أغنياء العالم “وارن بفيت” (بحسب مجلة فوربز 2008) عن تبرعه بمعظم ثروته للأعمال الخيرية وقدّر التبرع حينها (2006م) بمبلغ 31بليون دولار ثم أعقبه “بفيت” بتخصيص حوالي 7بليون دولار لمؤسسته الخيرية الخاصة ويقول أن توجهه للأعمال الخيرية كان نتيجة تأثره بوفاة زوجته التي رافقته على مدى 52عاما (20041952) إذ كان يتمنى أن يمتد بها العمر بعده لتقوم هي بهذه الأدوار.
هؤلاء الأثرياء وغيرهم في الغرب أدركوا القيمة الحقيقة للثروة التي تكمن في قدرة من امتلكها على منح المحرومين فرصة أجمل في الحياة، ويبدو ذللك واضحا في كلمة “غيتس” في منتدى “دافوس يناير 2008” التي دعا فيها إلى أهمية النظر في ما اسماه “الرأسمالية المبدعة” التي يجب أن تسعى مع الربح إلى مساعدة من لا يملكون ثمن التقنية الجديدة. “بل غيتس” في معظم أعماله يلخص فلسفة المال في عبارة كبيرة المعنى يقول فيها “الثروة العظيمة تجلب معها مسؤولية عظيمة”.
أما “بفيت” الذي لم يستبدل منزله الذي اشتراه أوائل الخمسينات فيقول " من خلال من عرفت من أصحاب المليارات فان المال يكشف خصائص الإنسان الأساسية، فكل لئيم الطبع قبل حصوله على الثروة سيظل لئيما حتى بعد أن يمتلكها".
سيرة " غيتس" في الصناعة والأعمال الخيرية ذكرى (تنفع) لأثريائنا العرب الذين لم يبنوا صناعة عالمية ولم ينقذوا البشر باكتشاف مذهل وبالطبع لن يكون من بينهم شخص مثل “بل غيتس” الذي اختير كأحد الأشخاص ال 100الذين أثّروا على القرن العشرين. ولهذا نتمنى من أثريائنا أن يتنافسوا في الأعمال الخيريّة ورعاية الإبداع مثل هؤلاء، بدلا من تسابق معظمهم على تلويث الفضاء ببث المزيد من الكباريهات الفضائحيّة، أو تسويد الصحف بغث الشعر وركيك النثر، ناهيك عن إتقان الكثيرين منهم لمهارات التضييق على الضعفاء بالغلاء والاحتكار والتدليس.
مسارات
قال ومضى: أجمل ما في الثروة أنها (تمنح) صاحبها كل (الفرص) لإسعاد من حُرموا السعادة…

جزاك الله خيرا يابشمهندس
بس فيه ملحوظه هامه يمكن تغيب عن بعض الناس
في الولايات المتحده الامريكيه عمل مؤسسات خيريه بيلغي عن الواحد الضرائب يعني الاعمال الخيريه بدل دفع ضرائب عندهم لو الفكره دي انفذت عندنا هاتبقي كويسه برده

…صح …لو الفكرة الغاء الضرائب اتطبقت عندنا…بتكون كويسة كتير …و بتدعم العمل الخيري. الله يعيننا على فعل الصالحات

جزاك الله خيرا
وبارك فيك

و وا أسفاه على أثرياء العرب والمسلمين
الذين أمرهم ربهم بالصدقة وفعل الخيرات