تحرير النقابة والمنهج الهندسى
أعزائى حتى لا يضيع موضوع تحرير النقابة فى زحمة المواضيع الأخرى ، فإننى أقترح ان نخصص له مكاناّ منفردا. تحرير النقابة له الأولوية الأن لأن التحرير هو البداية الجيدة لمشروعات أخرى مثل المشروعات الإصلاحية المعتمدة على المنهج الهندسى للتفكير.
لقد عرضت بعض الأفكار حول المنهج الهندسى للإصلاح وسوف أستمر إن شاء الله لإكمال ما بدأت. ولقد عرضت أيضا بعض الأفكار الهندسية الممكن إلإستفادة منها فى تنفيذ مشاريع الإصلاح. والان أريد ان نعود لموضوع النقابة مرة أخرى هنا لنرى الأفكار التى يمكن ان تساعد فى تحريرها. وسأبدأ بتكرار ما ذكرته سابقاّ خاص بموضوع النقابة.
مشكلة النقابة مشكلة النقابة برزت إلى الواقع بسبب خلل فى عمل منظومة الدولة.
النقابة هى أحد المنظومات الفرعية فى منظومة الدولة الكبيرة أنشئت بهدف مساعدة الدولة لتحقيق الأهداف الكبرى للدولة المرتبطة بمجال الهندسة. والخلل حدث نتيجة من إهمال الدولة للنقابة من ناحية ،
وعدم وجود قوة كافية داخل النقابة لتذكير الدولة بدور النقابة فى خطط التنمية والنهضة. وحدثت تطورات للنظام السياسى فى منظومة الدولة سببت انواع أخرى من الخلل فى أداء وظائف الدولة. وفى الدولة قوى وطنية أخرى تحب الوطن وترى مشاكل يجب إصلاحها على كل المستويات ولكنها لم تستطع ان توصل صوتها للمسؤلين بسبب خلل أخر فى الدولة وهو عدم وجود قنوات شرعية للرأى الأخر المخالف. ووجد أصحاب الاراء ألأخرى، من المهندسين الوطنيين ،وجدوا فى النقابة قناة ممكن ان يعبروا من خلالها عما فى داخلهم من عدم رضا. وبدلا من ان تتحد القوى المختلفة داخل النقابة لإعادة النقابة للوضع الصحى ظهرت معارك داخلية بينهم لها أهداف أخرى .
وبدلا من ان تصلح الحكومة الخلل رأت ان تغلق النقابة على من فيها وبالتالى تتخلص من الصداع الذى يسببة اصحاب الإتجاهات المخالفة للحكومة. ( هل هناك من تعديل أو إضافة لهذا التوصيف؟) الصياغة العلمية للمشكلة النقابة هى منظومة لها أهداف وقوانين ووسائل لتحقيق أهدافها. مشكلة النقابة حدثت نتيجة مباراة بين عدة إتجاهات لكل منهم منظومة فكرية وكان الملعب هو النقابة.
مباراة بين:
1- منظومة الحكومة و لها أهدافها ، و قوانينها و وسائلها وطرقها لتحقيق ما تريد، والحكومة لم توفر قنوات شرعية لأى مخالف او معارض لما تقوم به حتى يعبر عن رأيه، ولم تعمل الحكومة على تفعيل الدور الأساسى للنقابة فى تحقيق أهداف الدولة ومصالحها. والحكومة تريد النقابة ان تسير بطريقة يرضاها أصحاب السلطة التنفيذية.
2- منظومات لها توجهات أخرى ( قومى ، يسارى ، إسلامى، …) لها القوانين التى تحكم فكرها، وهى مهتمة بتحقيق أهداف النقابة ولكن لها أهداف أخرى تعبر عنها فى فكرها. وكل إتجاه له أدواته لتحقيق أهدافه، ويبحث عن قناة شرعية ليسمع صوته للجميع، ولأنه لم يجد قنوات شرعية أخرى خارج النقابة ، فإنه وجد فى النقابة منفذ ليعبر عن إحباطاته.
يضاف الى ذلك: قواعد غير واضحة لإدارة المباراة، وعدم تكافؤ فى الفرص و القدرات بين الداخلين فى المباراة ، وهناك تصادمات بين كل اللاعبين والإتجاهات، وهناك أيضاّ متفرجين لهذه المباراة من المهندسين الصامتين وهم نسبة كبيرة لا يسمع لها صوت.
سيناريوهات الحلول هناك عدة حلول لهذه الإشكالية ولكنها حلول تحتاج مناقشة حتى نرى ايهما أكثر جلبا للمصلحة لغالبية المهندسين.
السيناريو الأول: تتحد كل القوى داخل النقابة وتتعاون فى ان تعيد النقابة الى وضعها الصحى، وتكون لذلك فريق من كل الإتجاهات لإدارة أزمة النقابة.
وعلى هذه القوى ان تتعاون أيضا على تنبيه الحكومة الى دور النقابة فى التنمية والنهضه. وفى نفس الوقت تتفق كل القوى داخل النقابة على العمل معاّ للضغط على الحكومة لإيجاد منافذ وقنوات شرعية أخرى لكل إتجاه ليعبر به عن رأيه خارج النقابة فى أداء الحكومة.
وحتى تستجيب الحكومة لمطالبهم عليهم العمل معاّ فى تصميم ميثاق للعمل المشترك ( أو بلغة الهندسة منظومة من الأفكار) ليعملوا من خلالها داخل النقابة لتزداد النقابة قوة والعمل معاّ على الإقلال من إحتمالات تمزق النقابة.
وعلى كل إتجاه ان يفتح قنوات إتصال مع الأخر لفهم جذور الخلافات الفكرية ، فربما وجدت ارضية مشتركة.
السيناريو الثانى: ان تبقى الأمور كما هى، وتنعزل كل مجموعة بإصحابها وتحارب كل منها الحكومة بطريقتها، وتحارب بعضها أيضا.
وهنا الحكومة تكسب بمفهوم فرق تسد.
السيناريو الثالث: أن تحدث تحالفات بين بعض المجموعات ضد الأخرين والحكومة.
السيناريو الرابع: أن يحدث تحالف بين أحد المجموعات والحكومة فى مقابل باقى المجموعات الأخرى.
السيناريو الخامس: تصحى الأغلبية الصامتة
السناريو السادس: … ( الإضافات مطلوبة هنا ) فأى السيناريوهات يجب ان يعمل المهندسون على تحقيقها؟ و هل هناك من إ ستجابة لحل هذه المشكلة من الأغلبية الصامتة؟ مع تحياتى عبد الحميد