الاعتزاز بالمهنة والتخصص


جريدة الرياض اليومية
وجهة نظر
الاعتزاز بالمهنة والتخصص
1- 2

م. صالح بن ظاهر العشيش
عندما يختار شخص ما أن يدخل في تخصص معين في الجامعة أو المعهد وينخرط في دراسة هذا التخصص فمعنى ذلك أن هذا التخصص ينسجم مع رغباته ويتطابق مع ميوله ويرى فيه بداية خطوات التأسيس لتحقيق طموحه وبناء مستقبله العملي أو المهني، عندئذ سوف تكون الدراسة فيما يرغبه ويستهويه من مواد دراسية وهذا يؤدي إلى الإقبال على تلك المواد الدراسية والتفوق فيها مما يتكون معه نواة للبراعة ويؤسس للإبداع في مجال التخصص عند ولوجه في العمل والإبحار في الحياة العملية حيث ستكون نتائج أعماله إثراء للتخصص وللمهنة مما ينعكس معه منفعة الوطن وربما الإنسانية.
إن طالب المرحلة الثانوية في التعليم العام تتجاذبه أفكار شتى ومغريات كثيرة فيقع في حيرة، إلى أين يذهب حين حصوله على الثانوية العامة وإلى أي وجهة مهنية أو تخصص يتجه، فلا يعرف كيف يحسم أمره لأنه لا يستطيع اتخاذ مثل هذا القرار لأسباب عديدة منها صغر سنه وقلة تجربته ومحدودية حيلته، وهنا يبرز دور المدرسة وبالتحديد المرشد الطلابي أو مربي الفصل للأخذ بيد الطالب وتوجيهه إلى الوجهة التي تناسب قدراته وميوله من خلال الاحتكاك وتقارير المدرسين ودرجات التقديرات الشهرية والفصلية للمواد الدراسية.
هذا الدور لابد أن يكمّل و يعزّز من البيت (الوالدان، الأخوة) فعليهم ملاحظة أبنائهم لتحديد ميولهم ومواهبهم حتى يساعدونهم على اختيار التخصص الذي يتفق مع هذه الميول والمواهب لأن في ذلك اختصار لجهد المحاولة والتجريب، واستثماراً للوقت، ومنعاً للتيه، والمساهمة في خلق مبدعين، وبهذا نبذر البذرة الصالحة في البيئة المناسبة لنضع لهم موطئ قدم في خارطة الإبداع.
ونستودعكم من لا تضيع ودائعه حتى نكمل ما بدأناه في الأسبوع الآتي