المعماري .........فرانك لويد رايت

فرانك لويد رايت… الأب الشرعي للعمارة الحديثة

?
فرانك لويد رايت أحد أكبر المعماريين في العالم، والأب الشرعي للعمارة الحديثة في الولايات المتحدة، وصاحب نظرية العمارة العضوية، تلك التي تنبت كالشجرة متآلفة مع الطبيعة، انتشرت مبانيه في أكثر من ثلاثين ولاية، ومنذ ذلك الحين أصبحت العمارة والطبيعة في أسلوب رايت يتعانقان ليشكلا بعناصرهما وبمفرداتهما نسيجا معماريا متميزا.

ولد رايت عام 1869م في ريتشلان سنتر في ولاية (وسكون سين) الأميركية، وقد أمضى معظم طفولته في مزرعة والدته التي ساهمت إلى جانب موهبته الخلاقة في تكوينه المعماري، أمضى سنوات من حياته يدرس الهندسة التقنية ثم تركها وتوجه إلى شيكاغو للبحث عن عمل، وهناك عمل لدى واحدة من أكبر شركات البناء، وخلال السنوات السبع الأولى التي أمضاها في تلك الشركة اظهر مواهبه الاستثنائية في مجال الهندسة والتجديد، مما جعله ينفرد بمكتب خاص يعمل به، وسرعان ما بدأ يشتهر بتمرده على أسلوب العمارة الكلاسيكية ويظهر ميوله الى التجدد المعتمد على الخطوط الأفقية والفتحات الكبيرة، وعلى تصميم مباني ترتبط بالحيز الخارجي المحيط به، وكان من أول إنجازاته المهمة في ذلك الحين تصميم المنزل الريفي في مجموعة مساكن فرديك روبي في شيكاغو عام 1909م، وكذلك صمم مباني إدارية في بوفالو تتميز ببساطتها وبكونها أول مباني تستخدم فيها الأبواب والأثاث المعدني والتكييف المركزي.
أعظم المشاريع
تتلمذ رايت على يد المعماري لويس سوليفان في مكتبه من 1887 إلى 189، وتعلم من أستاذه الشيء الكثير، حيث أجاد الرسم بطريقة وأسلوب معلمه، بعدها بدأ في تطوير أعماله والعمل لحسابه الخاص، ففتتح مكتبه الخاص الذي خرجت منه خلال ثلثي قرن اروع المشاريع المعمارية والتي وضعته في مقدمة معماريي القرن العشرين، ومن ابرزها (بيت ويليام ونسلو)، ( مبنى لاركن) (بيت الألعاب في آفري كونلي)، (مبنى شركة جونسون للشمع)، و(متحف غوغنهايم)، كما قام بابتكار أساليب جديدة في الإنشاء واستعمال مستحدث لمواد البناء الجديدة والأثاث والمعدات.
تكوين إنشائي
التكوين الإنشائي كان طابع (رايت) في كل مبانيه التي تزيد عن 600 مشروع، فهو يستوحي النظام الإنشائي لمبانيه من الطبيعة، وهذا بدا واضحا في تصميمه لمصنع جونسون للشمع ذي الأعمدة الرفيعة الرشيقة التي تشبه فطر عش الغراب، والتي أشبه ما تكون بالزهور البرية القائمة على أعوادها، فقد استوحى فكرته من زهرة «بهجة الصباح» التي تتألف من خمسة أضلاع مقوسة تتشعب من المركز، وهي بمثابة دعامات ضلعية منحنية، وايضا البلاطات الخرسانية المسلحة البارزة بروزا صريحا وجريئا، وتلك الأسطح المرفرفة على واجهات المبنى لتظليله ولحماية الفرندات الخشبية من العوامل الجوية، مثل ذلك كمثل النباتات المورقة التي تنتشر أوراقها من فروعها لكي تظل و تحمي ما تحتها.
في الوقت الذي كانت فيه هذه السمات تثير غضب المهندسين الكلاسيكيين في الولايات المتحدة، كانت سمعة رايت تكبر وتكبر في الخارج، وكان تأثيره على العمران الاوروبي بدأ يتضح، ثم كانت نجاة فندق أمبريال من زلزال طوكيو الحدث الذي أوصل شهرته إلى قمتها.
بيت الشلال
قبل وفاته بعام، أنجز المعماري الأميركي الكبير رايت تصميماً لواحد من أغلى مشاريعه على قلبه، المشروع هو عبارة عن بيت خاص حمل اسم (شلال الماء)، استغرق بناؤه، اربع سنوات كاملة، واستوحاه من كتاب كان قد ألفه في العام 1932 عنوانه (المدينة المختفية)، أعلن فيه نزعته المعادية للمدينة كعمران مركزي، دافعا الناس للخروج من المدن الملوثة المكتظة الخانقة، ومناديا بالعودة إلى سكن الطبيعة واستعادة العلاقة مع الريف، وفي هذا المبنى الرائع والبسيط، طبق رايت بوضوح كل نظرياته المتعلقة بالمزج الفعال بين العمران والطبيعة لما فيه فائدة وجمال الاثنين معاً.
وحرص رايت في تصميمه لهذا البيت وتنفيذه في ذلك المكان الذي جرى اختياره بعناية، على ان يجعل سكان البيت في تلاحم تام مع عنق الجبل، من جهة، ومع الأشجار وأوراق الشجر والنباتات البرية من جهة ثانية، ومع الماء المتدفق، من الجهة الثالثة.
جدير بالاشارة ان رايت حقق عشرات الابنية طوال حياته، داخل الولايات المتحدة وخارجها، لكنه ظل حتى آخر ايامه يتحدث عن منزل كوفمان (شلال الماء) بصفته احب اعماله الى قلبه.

مشكووووووووووووور

موضوع جميل يعطيك العافية