ليتنى اتنفس ثانية

ولدت شمسا فى الشروق تسعى حتى ياتى المغيب
واصبحت بنعمه ربى شابا ولا اظن انه حان المغيب
فاذا بى اسقط من دون عله وجرى الأحباب واتو بالطبيب
فقلت ليس الطبيب ما احتج وانما احتاج شهادة حب الحبيب
واصبحت انفاسى تهرب منى فلا اعلم كيف رئتاى لا تستجيب
فبدات اذكر الذمب تلو الآخر واقوا أتوب الى الله وأنيب
فاذا برجل عال القامه يدفع الناس ووقف على راسى وقال حان المغيب
حينها علمت انى انتهيت واقول باكيا ياليتنى كنت حسيب
وجاء له كمثله كثيرين حتى انى لا أرى منهم أى حبيب
وقد جاء لى الشيطان وقال انى برئ مما فعلت وتركنى فى موقف مهيب
وجاءنى ذلك الضخم وقال ويده على راسى ابدئى يا شمس بالمغيب
فاذا بالطبيب ينفخ فى فمى ويضرب على صدرى ولا يعلم انى فى المغيب
فقال لى ذلك الضخم انى مبعوث ربى لأخرجك من الدنيا واجعلك غريب
فتذكرت حينها ذنوبى فقلت اتوب يا رب اتوب وانيب
فنظرت واحدا من ألئك وفال لا تقبل التوبه فى حضور هذا الرهيب
فقلت بئس ما سولت الى نفسى وساء فعلى اذ كنت عن الله اغيب
فبداء التنارع فى نفسى فهو يقول اخرجى وهى تخشى لقيا الرقيب
فمد يدة الى وصاح وقال اخرجى …فخرجت بتقطيع كل عرق ووريد
فخرجت الروح بيدة فما تركها اصدقاؤة وأخذوها الى الفضاء البعيد
وتنظر الروح فاذا بالأب يبكى والأم تندب والأخ يرثوا أخوة الحبيب
فقالت الروح اوكل هذة شموس تسعى الى المغيب …؟
ويئس الطبيب الآن من تدليك جسمى وقال حسبكم فيه الله المجيب
فاذا بالأب يسعى ويقول اين المغسل ليغسل هذا المغيب
فاذا برجل يجردنى من الثياب وأخى وأبى يغسلانى بدمع القلب والعين
فانتهى منى المغسل وكفننى وقال خذوة الى أى مسجد بعيد او قريب
فاحتضننى أبى وقبلنى وأخى كذلك ورفعا جسدى وانا ارقب من بعيد
فوضعونى على تلك الخشبه التى مارأيتها الا وخفت وقلت الى اين يا أبت…؟
وجاؤونى الناس كل منهم يحمل من طرف فحملونى الى مسجد قريب
وقدموا ابتى فقال تراصوا واستووا وقال صلاة الجنازة على ولدى الحبيب
ألن تصلوا على ولدى …؟ أثابكم الله ! ولعل الله يثيبكم فالله المثيب !
فتقدم الناس والعم يبكينى والخال يبكينى واذا بالصديق ينتحب نحيب
وقدمونى عن الامام وانصرفوا خلف الامام فصلى وقال ودع دنيا المغيب
وانتهى ابى من الصلاة على فاذا بالناس يتدافعون فى حملى على الأعناق
فمشوا فى الجنازة وانا اقول ويحكم أين تذهبون بى ولا يبالون لى ولا أجد مجيب
فمشوا فى الجنازة وانا اقول ويحكم أين تذهبون بى ولا يبالى لى أى حبيب
فاذا بى اصرخ صرخه ظننتهم سامعوها ولو سمعوها لخروا فى وقتهم الى المغيب
واذا بحفرة فى الأرض تنادينى عبد الله اتعلم انك ذاهب لبيت ما فيه مغيب
عبد الله انا بيت الوحشه بيت الظلمه بيت الدود هذا ما أعددت لكل سليم او معيب
عبد الله ماذا اعددت انت لى …فقلت حسبى ربى ان يغفر لى واليه انيب
وأنزلوووووونى …
الى تلك الحفرة ونزل أبى و أخى وصديق آخر حبيب
فقبلونى على جبينى والصديق قبلنى وقال الى اللقاء فى يوم قريب
فاذا بالامام يقول هيلوا عليه التراب واغتنموا فما سمعوا الا وردمونى
حتى انتهوا فقال الامام ادعوا له وانصرفوا لعل الله يرحمه
فانصرف الناس وانا انادى يا أبى ويا أخى ويا أمى ويا أختى هل من مجيب…؟
فاذا بصوت يجيبنى أن منها خلقتكم واليها أعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى
ويقول عبدى أخذوك ورموك وفى التراب دفنوك ولو بقوا معك ما نفعوك
فعلمت انه ربى عز وجل واذا باثنين يدخلان على وقالا لى قم وانهض يا اقرب مغيب
فقمت كأنما مستيقظ من النوم فقالا من ربك فخشيتهما ولم اجيب
فقلا ما دينك ولا اجب فقالا ما تقول فى الرجل الذى بعث فيك فاذا بى لا اجيب
فنادى من فوقنا مناد ان كذب عبدى فافرشوا له من النار واللهيب
واذا برجل اخر نظرته فقلت من انت فان وجهك وجه سوء عجيب
فقال انا خبيث عملك انت نميتنى وكبرتنى لأكون صاحبك ولأكون منك مؤنسا وقريب
ولما فتحت على النار استاذن رمش عينى ربى لقد بكى من خشيتك مرةة وانا شهيد
فاذا مناد من عند الله عز وجل يقول فافتحوا له الجنه وليرى منها كل جمال عذيب
فقلت بدمعة واحدة تفتح لى الجنه ما ارحمك يا ربى وانت المطلع الرقيب
فذكرت يا نفس توبى واعملى حسنا عسى تجازين بعد الموت بالحسن
وقلت اريد ان اتنفس ثانية



واختم بكفارة الجلس " سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك و توب اليك "


23\7\2007