امريكاوالخلافة الاسلامية-بروفيسور فرنسي

انقل لكم ما قرأت دون تصرف :

شبح الخلافة يؤرق الولايات المتحدة
نوع التحليل: تحليلات غربية المصدر: لوموند دبلوماتيك
المؤلف: جان بيير فيليو التقييم:


شبح الخلافة يؤرق الولايات المتحدة
في حين يتم إحياؤها من قبل بعض الفرق الإسلامية

لعدّة مرّات خلال خطاباته عن “الحرب العالمية ضد الإرهاب”، لوّح الرئيس جورج بوش بخطر عودة “خلافة” إسلاميّة كبرى تسيطر من أوروبا إلى آسيا. هذه الفكرة كانت أيضاً حاضرة في ذهن الرئيس نيكولا ساركوزي. وبالمقابل، وحدها فرقٌ صغيرة جدّاً بين المسلمين، كما حزب التحرير الذي أسسّه عام 1952 شيخٌ فلسطينيّ، تأخذ على عاتقها هدف الخلافة هذا، من خلال الاستناد إلى الحنين إلى ماضٍ مزدهر.

تظاهر حوإلى عشرة آلاف فلسطيني في شوارع رام الله، في 11 آب/أغسطس 2007، مطالبين بعودة الخلافة. وكان وراء هذه التظاهرة حزب التحرير الاسلامي - ويعرف اختصاراً بـ"حزب التحرير" - الذي استفاد من انكفاء التأييد عن الإخوة الأعداء في فتح وحماس، معوّضاً بقوّة في الشارع عن رفضه خوض الانتخابات. وفي 27 تشرين الثاني 2007، بادر حزب التحرير في الخليل هذه المرة إلى تنظيم أوّل تظاهرة اعتراض على مؤتمر أنابوليس، الذي كان مفترضاً به إطلاق مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية برعاية الولايات المتحدة. وقد انضمّت حماس إلى المظاهرة التي انتهت بتصدّي حركة فتح لها، ما أدّى إلى مقتل أحد المتظاهرين.

لم ينفكّ حزب التحرير الاسلامي عن مدّ شبكاته في الضفة الغربية وصولاً إلى الجامعة، حيث تحث مجموعته (“الوعي الإسلامي”) الطلاّب على التخلّي عن أي استلهامٍ قوميّ من أجل التركيز فقط على إعادة الّخلافة [1]. حتّى أقلّ المراقبين تساهلاً والذين قدّروا عدد أعضاء هذا الحزب من الفلسطينيين بما بين 200 و300، يؤكّدون على جديّة وثبات هؤلاء المناضلين في قناعاتهم.

بالنسبة لحزب التحرير الاسلامي الذي أسسه عام 1953 الشيخ الفلسطيني تقيّ الدين النبهاني، إنّها عودة قويّة إلى الينابيع. فالنبهاني الذي كان قاضياً شرعيّاً في حيفا خلال حقبة الانتداب البريطاني (1922-1948)، حصّل دراسته في جامعة الأزهر المصرية حيث التحق بصفوف حركة الإخوان المسلمين. وبعد أن أصبح عضواً فاعلاً في التنظيم في نابلس وبعدها في القدس، انشقّ عن الإخوان عام 1950 ليُصدِر كتابه: “إنقاذ فلسطين”. يستنتج فيه الدروس من تأسيس دولة اسرائيل ولكن أيضاً من ضمّ الضفة الغربية إلى الأردن، ليؤكّد أن الطرح القومي هو أكبر عائقٍ في طريق استعادة فلسطين.

فبرأيه أن الدول الاستعمارية قد استغلّت المعارضة العربية في مواجهة الخلافة العثمانية التي ألغاها مصطفى كمال أتاتورك، عام 1924. ويدعو النبهاني، على العكس من ذلك، إلى قيام دولة اسلامية فيديرالية بقيادة خليفة عربي، كما حصل منذ وفاة النبي محمد (ص) عام 632 حتى سقوط بغداد العبّاسية في يد المغول، عام 1285. أما أداة هذا الانبعاث الشامل، والذي يُظهِر المشاريع السياسية للأخوان المسلمين نسبيّاً معتدلة، فستكون طليعة نخبويّة وعابرة للأوطان متمثّلة في حزب التحرير الاسلامي.

قاعدة خلفية في لندن
فشل النبهاني عام 1953 في الحصول على ترخيصٍ لحزبه في الأردن حيث يتمتّع الإخوان المسلمون بحرية الحركة، وتمّ تسجيل حزب التحرير فقط كجمعية. ثمّ تمّ نفي النبهاني إلى سورية بين 1953 و1959، في حين ترك أعضاء حزبه يشاركون في الانتخابات التشريعيّة الأردنية. لكن عملية طردٍ جديدة، هذه المرّة من دمشق إلى بيروت، ستدفعه إلى التنديد بمبدأ الانتخابات بحدّ ذاته من أجل التركيز على البناء السرّي لتنظيم حزبه. فأعضاء “الحلقة”، وهي النواة القاعديّة للتنظيم، لا يعرفون شيئاً عن مراتب التنظيم الأعلى. وبفعل هذا البعد غير القانوني والدعوات المتكرّرة لإقامة الخلافة، يحقّق حزب التحرير إجماع أجهزة المخابرات في الشرق الأوسط ضدّه، حتّى زال وجوده تقريباً في السبعينات. وبعد عقدين من الركود السياسي، عاد حزب التحرير للظهور مع ديناميّة مفاجئة على أطراف العالم الاسلامي، في آسيا الوسطى من جهة، وداخل الجماعات الاسلامية المهاجرة في أوروبا، من جهة أخرى.

هكذا فقد شهد تفكّك الاتحاد السوفييتي على تمركزٍ نشط لحزب التحرير الاسلامي في طاجيكستان، حيث اتخذ موقفاً محايداً خلال الحرب الأهلية (1992-1995) بين الإسلاميين والشيوعيين السابقين، في موقف يستبق اعتراضه الموازي على حماس وفتح بعد 15 عاماً في فلسطين. وقد وسّع الحزب صفوفه بفضل عملية السلام في طاجيكستان، ما سيسمح له باستنكار تواطؤ الحركة الاسلامية مع السلطة “الكافرة”، وكذلك رفض الحدود الموروثة عن الاتحاد السوفييتي [2].

وفي أوزبكستان، تحوّل حزب التحرير إلى العدوّ الأول للشرطة السياسية التي تلوّح بأشباح الفوضى الإقليمية من أجل الحصول على تفهّم القوى الغربية. وعلى كل حالّ، ما من شكّ أنّ هناك شبكة قويّة في آسيا الوسطى لحزب التحرير. وإلى الشرق، يتمتّع حزب التحرير بأكبر تجذّرٍ في إندونيسيا؛ ويدلّ على ذلك التجمّع الذي أقامه لعشرات آلاف من المتظاهرين بإسم الخلافة في ملعب في جاكارتا في شهر آب/أغسطس 2007. أمّا في بقية العالم الاسلامي، فلا وجود لحزب التحرير الإسلامي سوى عبر مجموعاتٍ صغيرة تستقوي بارتباطها بتنظيمٍ دولي.

في أوروبا، تبقى بريطانيا، بالطبع، نقطة الارتكاز الرئيسية لحزب التحرير الإسلامي، الذي يقوم فيها بنشاطات دعائية مكثّفة [3]. فقدأصدر هناك مجلّتان فصليتان: واحدة ذات طابع ثقافي، “الحضارة الجديدة” New Civilisation، والأخرى مخصصة للتوجيه العائلي، بعنوان “سلام” Salam. ويستفيد الحزب من تيارٍ هنديّ-باكستاني ضمن المهاجرين يدعم تاريخيّاً الخلافة الإسلاميّة [4] (من خلال انقلابٍ تاريخيّ ملفت، إذ أنّ إعادة إدخال هذا التقليد النضاليّ إلى بنغلادش الحديثة ، سيقوم انطلاقاً من العاصمة الاستعمارية السابقة، على يد أعضاء حزب التحرير ذوي الأصول البنغالية).

وقد نجح حزب التحرير الاسلامي في تجّميع عضوات تنظيمه المنقبّات أمام سفارة فرنسا في لندن احتجاجاً على قانون آذار/مارس 2004 حول العلامات الدينية الفارقة في المدارس الرسمية. وهو يناضل بشراسة ضد “تذويب الإسلام” في القيَم الغربية قائلاً: “في فرنسا يريدون تغيير ما يضعه المسلمون فوق رؤوسهم، أما هنا فإنّهم يريدون تغيير ما في داخل رؤوس المسلمين” [5]. هذا الموقف الصارم يؤدّي، ضمن التعددية الثقافية الأنكلوساكسونية، إلى التشدّد في النظرة الدينية الذي يعبر عن نفسه بالقول: “إنّ أخوّتنا حقيقية، أمّا مواطنيّتهم فمغلوطة” [6].

ارتبط اسم حزب التحرير الإسلامي في بريطانيا لوقت طويل بالجهادي ذي الأصول السوريّة اللبنانيّة [7] المثير للانتباه عمر بكري، والذي قطع علاقته بهذا التنظيم ابتداء من 1996. وبالرغم من إدانة حزب التحرير العلنيّة لإرهاب تنظيم القاعدة، استمرّ يتعرّض لاتهامات بعض وسائل الإعلام اللندنية بعد اعتداءات تموز/آب 2005؛ لكنّ أجهزة الأمن البريطانية لم تجمع أدلّة يمكن أن تؤدّي لحظر الحزب. وبات الدكتور عبد الواحد، رئيس الهيئة التنفيذية لحزب التحرير في المملكة المتحدة خبيراً في حقّ الردّ يستنكر تباعاً الالتباسات التي تسوّقها الصحافة هناك. مع ذلك فإن عداء حزب التحرير المبدئي للمؤسسات الديموقراطية وإنكاره على اسرائيل أي حقٍّ بالوجود قد تتسبّب له بمشاكلٍ قضائيّة في كل من ألمانيا والدانمارك. أمّا في فرنسا وإسبانيا، فتخضع خلايا حزب التحرير الاسلامي غير القانونية إلى مراقبة لصيقة من قبل أجهزة الأمن.

وتبرهن شعبيّة حزب التحرير المتجدّدة على قدرة هذا التنظيم العابر للأوطان أساساً على التأقلم بنجاحٍ ضمن منطق العولمة. ولكنّها تخفي ضعف أعداد مناصريها عبر محاولة الارتقاء إلى وحدة إسلامية مجرّدة بقدر ما هي تهويمية، كما هي حال كلّ الشبكات الهامشيّة و/أو المتطرفة. فبنفس الطريقة، حاول تنظيم “القاعدة” تعويض صبغته الأقلويّة الصغيرة عبر إعلانه قيام “الخلافة” على… الانترنيت، في تشرين الأول/أكتوبر 2006، وتوكيل قيادتها الافتراضية إلى أحد الجهاديين في بغداد.

لم يطل أمد المناورة: فهي لم تخفّف من عدائيّة المتمرّدين القوميّين ضد تنظيم القاعدة في العراق، كما لم تشهد المبادرة أيّ التفافٍ يُذكر. بيد أن موضوع الخلافة يخدم بصورة ملفتة ومقلقة مطلقي “الحرب على الإرهاب” في إرادتهم توجيه الأنظار إلى خطرٍ شاملٍ وحيد. فالرئيس بوش يجيّش رأيه العام ضد “هذه الخلافة التي تشكّل إمبراطورية إسلامية شموليّة تغطّي أراضي الإسلام الراهنة والماضية، لتمتد من أوروبا إلى شمال إفريقيا إلى الشرق الأوسط وإلى جنوب شرق آسيا [8]”.

هكذا تتحوّل الخلافة الجهادية بصورة ملائمة إلى إمبراطورية شرٍّ جديدة، تنبع نزعتها التوسعية من عدوانيّة لا تنطفئ تجاه غربٍ تمّ تعريف جوهره كذلك. ولا يهمّ البيت الأبيض أن يعرف أنّه ما من خلافة في التاريخ كانت قد امتدّت “من أوروبا إلى جنوب شرق آسيا”. فالخلافة الأموية التي انهارت عام 750، والتي كانت الأقدم والأكثر اتساعاً، كانت قد جمعت، تحت وصاية غير متينة، أراضٍ قائمة بين جبال البيرينيه ونهر الهندوس (فقط). لكن التجربة لم تطَل، وأمّا الخلافة العثمانية البائدة فقد كانت أقلّ طموحاً بكثير.

لا انتخابات ولا انتفاضة مسلّحة
وبينما يأتي الحنين للخلافة نتيجة مساراتٍ معقّدة ومتعارضة (في أوروبا، توجّه جماعات المهاجرين نحو الإسلام في ظروف متأزّمة؛ وفي آسيا، التأكيد الرمزي على إسلامٍ يكمن تاريخياً وجغرافياً بعيداً في الأطراف)، يسهّل منظّرو “حرب الحضارات” مهمة الأقليّات النشطة مع إهمال أي نظرة حقيقيّة للواقع ومع تضخيم حجم الخطر الكوني المزعوم. هكذا تصف مؤسسة “هاريتاج” منذ عام 2003 حزب التحرير بأنّه “خطرٌ ناشئٌ ضد المصالح الأميركية في آسيا الوسطى” [9] ويكمّل مركز نيكسون التوجّه نفسه في العام التالي، عبر تخصيصه ندوةً (في أنقره) وتقريرٍ له لدراسة هذا “التمرّد السياسي” [10]. على الأرجح، أن حزب التحرير الاسلامي يضمّ بضع عشرات الآلاف من الأعضاء في العالم أجمع؛ لكنّ رقم المليون عضو في أربعين بلداً الذي تقدّمه المراجع الأميركية نفسها، يذكّي شبح أمميّة (الكومنترن) إسلامية حديثة.

أمّا الدعوة لإقامة خلافة إسلاميّة في فلسطين، فيجب تحليلها ضمن سياقها. إذ أنّها تدلّ على رفض حزب التحرير لإرساء جناحٍ عسكريّ على غرار تنظيميّ حماس وفتح. هكذا تبتعد ملصقات حزب التحرير على جدران الضفة الغربيّة عن مناحات صور “الشهداء” التي لا تنتهي للفرق المختلفة هناك. إذ يدعو هذا الحزب إلى ثقافة نضالية طهرانية، دون إثارة غضب اسرائيل أوالسلطة الوطنية الفلسطينية، وحتّى دون المخاطرة بخسارة انتخابية، كون الحزب يحظّر المشاركة في أي عملية اقتراع.

هكذا يترجَم الإرث المتأخر للشيخ النبهاني رفضاً للسياسة العملية وتراكماً كبيراً لليأس. ويمكن المراهنة بأنّ إعادة فتح الطريق أمام دولةٍ مستقلّة فعلاً سيستنفذ الوظيفة التعويضية لحزب “التحرير” هذا، ويعيده إلى وضعية الطائفة الصغيرة التي كان عليها خلال جيلَين.

  • أستاذ مشارك في معهد الدراسات السياسية في باريس. من مؤلفاته Les Frontières du jihad (2006) et de L’Apocalypse dans l’Islam (2008), tous deux publiés chez Fayard.

[1] الخليفة في الإسلام هو خليفة الرسول محمد(ص). وبعد الخلفاء الأربعة الأول (الراشدين)، قامت الخلافة الأمويّة ثمّ من بعدها العباسية في عام 750، والتي أزالها المغول عام 1258. التجأ ورثة آخر الخلفاء العباسيّين إلى القاهرة بحماية المماليك. وستقوم السلالة العثمانية بعد فتح مصر، عام 1517، بالمطالبة بالخلافة التي ستبقى تركية حتى العام 1924.

[2] إقرأ الدراسة المقارنة بين حزب التحرير وحزب النهضة الإسلامية في طاجيكستان في Cahiers d’Asie centrale, n°15-16, Maisonneuve et Larose, Paris, 2007, pp.103-117.

[3] راجع موقع hizb.org.uk

[4] خصوصاً داخل لجنة الخلافة لعموم الهند والتي قوي عودها بين 1920 و1924 داخل الأمبراطورية البريطانية.

[5] Jean-François Mayer in Samir Amghar (Samir, dir.), Islamismes d’Occident, Lignes de repère, Paris, 2006, p.93.

[6] شعار وارد في كتابOlivier Roy, L’Islam mondialisé, Seuil, Paris, 2002, p.201.

[7] ولد عمر بكري وترعرع في لبنان، وحصل أبوه السوري (من حلب) على الجنسية اللبنانية عندما كان في السادسة من عمره. راجع المقابلة التي أجرتها معه قناة “العربيّة”: http://www.alarabiya.net/programs/2

[8] George W. Bush, « Remarques sur la guerre contre la terreur », Washington, 5/9/2006.

[9] Ariel Cohen, diffusée par l’Heritage Foundation, Washington, 30 mai 2003.

[10] Zeyno Baran, « Hizb ut-Tahrir, Islam’s political insurgency », Nixon Center, Washington, décembre 2004.

امريكا مرعوبة من فكرة عودة الخلافة

طبعا مرعوبة جدااااااااااااااا اخي الكريم
من فكرة عودة الخلافة

لا عز للمسلمين الا بالحكم لما انزل الله وللمعلوم فان حكام المسلمين ايضا خائفين جدا من عودة الاسلام والخلافة

جزاكم الله كل خير