هذه احدى القصائد لأبو الطيب المتنبي التي تضم بين أبياتها الحكمة والفخر والروعه

هذه احدى القصائد لأبو الطيب المتنبي التي تضم بين أبياتها الحكمة والفخر والروعه…

[SIZE=5][COLOR=black]1- لكـل امـرئٍ مـن دَهـرِهِ مـا تَعـوَّدا … وَعـادةُ سَـيفِ الدولـةِ الطّعْنُ في العِدَى

2 وأَن يُكــذبَ الإِرجـافَ عنـهُ بِضِـدّهِ …ويُمسِــي بِمـا تَنـوِي أَعادِيـهِ أَسـعَدا

3 ورُبَّ مُرِيــدٍ ضَــرَّهُ ضَــرَّ نَفسَـهُ … وَهـادٍ إليـهِ الجَـيشَ أَهـدَى وما هَدَى

4 ومُســتَكبِرٍ لـم يَعـرِفِ اللـه سـاعةً … رأى سَــيفَهُ فــي كَفِّــهِ فتَشَــهَّدا

5 هُـوَ البَحـرُ غُـصْ فيـهِ إِذا كانَ ساكِناً … عـلى الـدُرِّ واحـذَرهُ إِذا كـانَ مُزبـدا

6 فــإِنّي رأَيـتُ البحـرَ يَعـثُرُ بِـالفَتَى … وهــذا الـذي يَـأتِي الفَتَـى مُتَعمِّـدا

7 تَظَــلّ مُلــوكُ الأَرض خاشِـعةً لَـهُ …تُفارِقُــهُ هَلكَــى وتَلقــاهُ سُــجَّدا

8 وتُحـيِي لَـهُ المـالَ الصَّـوارِمُ والقَنـا … ويَقتُــلُ مـا تُحـيِي التَّبَسُّـمُ والجَـدا

9 ذكـــيٌّ تظنِّيــهِ طَليعــةُ عينــهِ …يـرى قلبُـه فـي يَومـه مـا تَرَى غدا

10 وصُــولٌ إلـى المُسـتصعباتِ بخيلـهِ … فلـو كـانَ َرْنُ الشَّـمس مـاءً لأَورَدا

11 لِــذلك سَـمَّى ابـن الدُّمُسـتُقِ يَومـهُ … مَماتــاً وسَــمَّاهُ الدُّمُســتُق مَولِـدا

12 سَـرَيْتَ إلـى جَيحـانَ مـن أَرض آمِدٍ … ثَلاثــا لَقــد أَدنـاك رَكـضٌ وأَبعَـدا

13 فــولّى وأعطــاكَ ابنَــهُ وجُيُوشـهُ … جَميعــاً ولـم يُعـطِ الجَـمِيعَ ليُحـمَدا

14 عَــرضتَ لـهُ دُونَ الحَيـاةِ وطَرِفـهِ …وأَبصَــرَ سَـيفَ اللـه مِنـكَ مُجـرَّدا

15 وَمــا طَلَبَــت زُرقُ الأَسِـنَّةِ غَـيرَهُ …ولكِــنّ قُسـطَنطينَ كـانَ لـهُ الفِـدَى

16 فــأَصبَحَ يَجتــابُ المُسُـوحَ مَخافـةً … وقـد كـانَ يَجتـابُ الـدِلاصَ المُسرَّدا

17 ويَمشِـي بِـهِ العُكّـازُ فـي الدَيـرِ تائِباً … وَمـا كـانَ يَـرضى مَشْـي أَشقَرَ أَجرَدا

18 وَمـا تـابَ حـتى غـادَرَ الكَـرُّ وَجهَهُ …جَرِيحـاً وخـلَّى جَفنَـهُ النَّقْـعُ أَرمَـدا

19 فلَـوْ كـانَ يُنجِـي مـن عَـلِيٍّ تَـرهُّبٌ…تــرَهَّبتِ الأمــلاكُ مَثنَـى ومَوحَـدا

20 وكـل امـرِئ فـي الشَرق والغَربِ بَعْدَه… يُعِــدُّ لـهُ ثَوبـاً مـنَ الشـعْرِ أسـوَدا

21 هنِيئـاً لـكَ العيـدُ الّـذي أنـت عِيـدُهُ … وعِيـدٌ لِمَـنْ سَـمَّى وضَحَّـى وعَيَّـدا

22 وَلا زالــتِ الأعيــاد لُبسَــكَ بَعـدَهُ … تُســلِّمُ مَخرُوقــاً وتُعطَــى مُجـدَّدا

23 فـذا اليـوم فـي الأيام مِثلُكَ في الوَرَى … كمـا كُـنتَ فيهِـم أَوحَـداً كـان أَوحَدا

24 هـوَ الجَـدُّ حـتى تَفضُـلُ العَينُ أُختَها…وحَــتَّى يَكُـونُ اليـومُ لِليَـومِ سـيِّدا

25 فيــا عَجَبًـا مـن دائِـلٍ أنـتَ سَـيفُهُ … أَمــا يَتَــوَقّى شَــفْرَتَي مـا تَقلَّـدا

26 ومَـن يَجـعَلِ الضِرغـامَ للصَيـدِ بازَه … تَصَيَّــدَهُ الضِرغــامُ فيمــا تَصَيَّـدا

27 رَأَيتُـكَ مَحـضَ الحِـلمِ في مَحْضِ قُدرةٍ … ولَـو شـئتَ كـانَ الحِـلمُ مِنـكَ المُهنَّدا

28 ومــا قَتـلَ الأَحـرارَ كـالعَفوِ عَنهُـمُ … ومَـن لَـكَ بِـالحُرِّ الَّـذي يَحـفَظُ اليَدا

29 إذا أنــت أَكــرَمتَ الكَـريمَ مَلَكتَـهُ… وإِن أَنــتَ أكــرَمتَ اللَّئِـيمَ تمَـرَّدا

30 ووضْـعُ النَدى في مَوضعِ السَيف بِالعُلَى… مُضِـرٌّ كوَضعِ السَّيفِ في مَوضِعِ النَدَى

31 ولكــن تَفُـوقُ النـاسَ رَأيـاً وحِكمـةً … كمــا فُقْتَهــم حـالاً ونَفسـا ومَحـتِدا

32 يَـدِقُّ عَـلَى الأَفْكـارِ مَـا أَنْـتَ فاعلٌ … فيُـترَكُ مـا يَخـفى ويُؤخـذُ مـا بَـدا

33 أَزِلْ حَسَــدَ الحُسَّــاد عَنِّـي بِكَـبتهِم … فــأَنتَ الَّـذي صـيّرتَهُم لـي حُسَّـدا

34 إذا شَــدّ زَنـدي حُسـنُ رَأيـكَ فِيهِـمِ …ضـربتُ بسـيفٍ يَقطَـعُ الهـامَ مُغمَـدا

35 وَمــا أَنــا إِلا ســمهَريٌّ حَمَلْتَــهُ … فـــزَيَّنَ مَعرُوضــاً وراعَ مُسَــدَّدا

36 وَمــا الدَّهـر إِلا مـن رُواةِ قَصـائِدي … إِذا قُلـتُ شِـعراً أَصبَـحَ الدَّهـرُ مُنشِدا

37 فَســارَ بِــهِ مَـن لا يَسِـيرُ مُشـمِّراً… وغَنَّــى بِــهِ مَـن لا يُغنّـي مُغـرِّدا

38 أَجِــزْني إِذا أُنشِــدتَ شِـعراً فإنّمـا … بِشِــعري أَتــاكَ المـادِحُونَ مُـردَّدا

39 ودَعْ كُـلَّ صَـوتٍ غَـيرَ صَوتي فإنني … أَنـا الطَّـائِرُ المَحـكِيُّ والآخَـرُ الصَدَى

40 تـرَكتُ السُـرَى خـلفي لمَـن قَلَّ مالُهُ … وأَنعَلْــتُ أَفراسـي بنُعمـاكَ عَسـجَدا

41 وقيَّــدت نَفســي فـي ذَراكَ مَحبـةً … ومَــن وجَــدَ الإِحسـانَ قَيـدا تَقيـدا

42 إِذا ســأَلَ الإنســان أَيّامَــه الغِنَـى … وكُــنتَ عـلى بُعـدٍ جَـعَلنَكَ مَوعِـدا[/color][/size]

[CENTER]بارك الله لك اخي احمد دورين


[/center]