أكثر من مائة فائدة من أدعية الاستفتاح في الصلاة

[CENTER]

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
وبعد:

فقد تعددت صيغ أدعية الاستفتاح للصلاة الثابتة عن النبي
ولا شك بأن هذا التعدد له مميزاته
وفيه أسراره الإيمانية
أحببت أن أذكر بعض الفوائد التربوية وغيرها من أدعية الاستفتاح
طالبا من ربي المدد والإعانة والفتح
وألا يحرمني بذنوبي:

الدعاء الأول:

" اللهم بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كما بَاعَدْتَ بين الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
اللهم نَقِّنِي من الْخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ منالدَّنَسِ

اللهم اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ ".

وفيه من الفوائد التربوية وغيرها ما يلي:

الفائدة الأولى:

مناسبة دعاء الاستفتاح في أول الصلاة وقبل القراءة ظاهرة جدا
بل إنه لا يحسن به إلا هذا الموضع، فهو كالمقدمة بين يدي الملوك
لأن الفاتحة مناجاة ومخاطبة بين العبد وربه
وأي مناجاة ومحادثة من الأليق أن يتقدمها جمل ليست بالطويلة المملة
فيضيع معها مقصود المناجاة، وليست بالقصيرة التي لا تغني
فكان موقعه أنسب المواقع
والحاجة له داعية.

الفائدة الثانية:

من تأمل ألفاظ الحديث وجد أن النبي يطلب ربه المباعدة بينه وبين ذنوبه
وأن ينقيه من الخطايا، وأن يغسله بالماء والثلج والبرد
وبهذا رفع الله رسله وأنبياءه
حيث أنهم يجتهدون في الأعمال لمعرفتهم بعظمة من يعبدونه
فأمتهم أحرى بذلك.

الفائدة الثالثة:

فيه الاعتراف بالذنوب والخطايا
فمن تأمل الحديث وجد تكرار " خطاياي " ثلاث مرات
وهذا له أثره على طرد العجب، ومعرفة قدر النفس
وشدة الارتباط بالله، وذلك أكثر مناسبة للوقوف بين يدي الله

والتقديم بين مناجاته، حيث يعترف العبد بذنوبه وخطاياه
ويطلب من ربه أن يباعد بينه وبينها بحيث لا تحول بينه وبين ربه.

الفائدة الرابعة:

في الحديث ثلاث مراتب للمؤمن مع خطاياه
وكلها لها اعتبارات مختلفة، وهي:

المرتبة الأولى:

" باعد بيني وبين خطاياي " وهي مرتبة المباعدة
وهذه الحالة تصدق على المؤمن قبل مواقعة الذنب
فإنه يسأل ربه أن يباعد بينه وبين خطاياه أمدا بعيدا
فإن هذا أدعى للسلامة من الوقوع فيها.
المرتبة الثانية:

" اللهم نقني من خطاياي " وهي مرتبة التنقية
والمراد والله أعلم محو الذنوب وإزالتها
وهذه المرتبة تتناول الذنوب التي واقعها
فيطلب من ربه أن يمحوها ويزيلها عنه ويغفرها له.
المرتبة الثالثة:

" اللهم اغسلني من خطاياي " وهي مرتبة الغسل
والمراد والله أعلم إزالة أثر الذنب بعد فعله
وتصدق هذه الجملة على من تلبس بالذنب وواقعه
ثم تاب لربه فإنه يسأل ربه أن يزيل أثر الذنب عنه
فإن للذنوب أثرا غير كتابتها
فكم من نظرة أورثت ندامة وأزالت علما
مع أنها قد تغفر لصاحبها
وذلك والله أعلم حتى لا يستوي من وقع بالذنب مع من لم يقع فيه.

فشملت هذه الجمل الثلاث " باعد – نقني – اغسلني "
مراتب المؤمن أمام الذنوب، والله أعلم بأسراره شرعه.

الفائدة الخامسة:

وهناك رأي آخر في المراتب الثلاث قاله الكرماني رحمه الله:
" يحتمل أن يكون في الدعوات الثلاث إشارة إلى الأزمنة الثلاثة
فالمباعدة للمستقبل، والتنقية للحال، والغسل للماضي ".

الفائدة السادسة:

في قوله " اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب
" المراد بها الذنوب التي لم يمارسها
وعلى هذا يأتي سؤال: لماذا طلب المباعدة دون غيرها ؟

والذي يظهر والله أعلم لأن الله كتب على ابن آدم حظه من الذنوب

مدرك ذلك لا محالة،فلا نجاة للعبد منها أبدا
فاقتصر في الدعاء على المباعدة وهي تدل على التأخير
وهذا أنسب لأنه أبطأ أثرا.

الفائدة السابعة:

في تكرار لفظ " بين " في قوله: " بيني وبين خطاياي "
دليل على شدة طلب العبد ربه أن يباعد بينه وبين ذنوبه

أبعد مما بين المشرق والمغرب
ولهذا لم يتكرر لفظ " بين " في قوله "بين المشرق والمغرب "
وهذا الشعور في شدة الطلب بالمباعدة له أثره

على معرفة العبد لأثر الذنوب والوقوع فيها.

الفائدة الثامنة:

في قوله " باعد بيني وبين خطاياي " دليل على أن الدنو من المعاصي

والقرب من الذنوب وأماكنها أحد الأسباب التي تجعل العبد يقع فيها
فمن هنا طلب العبد من ربه أن يباعد بينه وبين الخطايا

حتى لا يجد سبيل يوصله إليها.

الفائدة التاسعة:

قوله: " باعد بيني وبين خطاياي" المباعدة تشمل:

أ ـ

طلب مباعدة الأثر: والمراد المباعدة من تأثيراتها
وعقوباتها الدنيوية والأخروية، فإن للذنوب أثرا في الدنيا والآخرة
فيطلب المؤمن من ربه أن يباعد بينه وبين أثارها الدنيوية والأخروية.

ب ـ

وتشمل المباعدة المكانية: فيسأل ربه أن يباعد بينه

وبين ذنوبه من حيث المكان
فلا يكون قريبا من مواقع المعاصي ومواطنها

لأن ذلك يسهل الوقوع فيها.

ج ـ المباعدة الزمانية: فيسأل ربه أن يباعد بينه

وبين زمن الوقوع في الخطايا، فإن المؤمن يكون في عافية
حتى يقع في شيء من الذنوب
وهذا كالنتيجة للمباعدة الأولى.

الفائدة العاشرة:

المؤمن هو الحريص على إبعاد نفسه عن الذنوب
فلذلك بدأ في طلب المباعدة بنفسه فقال:

" باعد بيني " فبدأ بنفسه إشعارا منه لربه بأنه هو الحريص على الهروب

من الذنوب
وهذا في مقام الاستفتاح مناسب جدا
فإن العبد بين يدي ربه يريد أن يظهر لربه وهو

– وهو سبحانه أعلم به – أنه حريص كل الحرص

على أن يقف بين يدي ربه هاربا بنفسه من الذنوب ومواقعها
وهذا أنسب من لو قال:
باعد بين خطاياي وبيني.

الفائدة الحادية عشرة:

قوله: " بين المشرق والمغرب " هذه أبعد مسافة بين نقطتين
فكأن المراد باعد بيني وبين خطاياي بُعداً كثيرا كأبعد مكانين عن بعضهما

وهما المشرق عن المغرب
فإن ما عداهما من الأمكنة وإن بَعُد لا يصل إلى بعدهما.

الفائدة الثانية عشرة:

قال: " باعد " ولم يقل: أبعد لأن صيغة " باعد " تقتضي المبالغة في الإبعاد
بخلاف الإبعاد فإنه يطلق على مجرد البعد دون الأبعد
وهذا هو شعور المؤمن حين يقف أمام ربه يناجيه ويسأله

مستعدا لمخاطبته فإنه يسأل ربه أن يباعد بينه

وبين ذنوبه أبعد ما يمكن
فاختار من الكلمات ما يناسب هذا الحال.

الفائدة الثالثة عشر:

نسب الذنوب لنفسه فقال: " خطاياي "

فالعبد هو الذي باشرها ولذلك نسبها لنفسه
وفي هذا رد على القدرية.

الفائدة الرابعة عشر:

دل الدعاء على أن الخطايا والذنوب تؤثر على مناجاة العبد لربه
فكلما سلم العبد منها، وتطهر من آثارها كلما كانت المناجاة أتم
فلما كان المصلي بحاجة لتمام المناجاة
والذنوب تؤثر عليها صار العبد يطلب من ربه المباعدة
بينه وبين خطاياه.

وعلى هذا من أراد التلذذ بمناجاة الله فليطهر نفسه من الذنوب

فإن لها أثرا في المنع.

الفائدة الخامسة عشر:

في دعاء الاستفتاح يُظهِر العبد لربه تمام ذله بين يديه
وأن الله هو مالك الأمر، وبيده كل شيء، وأن العبد ضعيف مذنب
وهذا من مقاصد العبادة، ولهذا يقول المستفتح:
" اللهم باعد بيني وبين خطاياي " ويقول:
" اللهم نقني من خطاياي " وهكذا.

الفائدة السادسة عشر:

في قوله: " نقني من خطاياي "
اعتراف بالذنب وأن العبد قد قارف الذنوب والمعاصي

الفائدة السابعة عشر:

في طلب العبد من ربه المباعدة والتنقية والغسل دليل على أن العبد
ليس له ملجأ إلا لربه، فالعبد على هذا محتاج لله قبل الذنب
بأن يباعد الله بينه وبين ذنبه
ومحتاج لربه بعد الذنب بأن ينقيه منه ومن أثره
وهذا تفسير لقوله في الحديث الآخر:

" ? لا ملجأ ولا منجا إلا إليك ?.

الفائدة الثامنة عشر:

شبه النفس بالثوب في قوله: " كما ينقى الثوب "
وهذا له ما يشابهه في قوله تعالى:

وثيابك فطهر فقد فسرها جماعة من المفسرين بأن المراد بالثياب:
النفس، والحديث يشهد لهذا التفسير.

الفائدة التاسعة عشر:

شبه الذنوب بالدنس، والدنس هو التلطخ بقبيح
ولا أقبح من الذنوب، والوقوع فيها تلطخ بها.

الفائدة العشرون:

صيغة " نقني " أبلغ في طلب التنقية من " أنقني "

ولهذا أتى بالصيغة التي تدل على زيادة في طلب التنقية
وهي أليق بمقام التذلل لله سبحانه وتعالى
فإنها تشعر أن العبد ملئ بالخطايا والذنوب
فهو محتاج إلى المبالغة في تنقيتها
فكلما ازدادت الأوساخ زادت الحاجة إلى زيادة التنقية.

الفائدة الحادية والعشرون:

ذكر الثوب الأبيض دون غيره من الألوان
لأنه أظهر من غيره من الألوان.

الفائدة الثانية والعشرون:

وكذلك قوله: " الثوب الأبيض " إشعار منه إلى أن هذا هو الأصل
فالأصل أن نفس المؤمن تكون صافية ناصعة البياض
سليمة مما يدنسها
فإن تلطخت بالذنوب فإن المؤمن مطالب

بأن يرجع إلى ما كان عليه من الأصل
وهو البياض.

الفائدة الثالثة والعشرون:

وكذلك قوله: " الأبيض " إشعار منه إلى أن نفس المؤمن
تتأثر بأدنى ذنب
كما يتأثر الثوب الأبيض – دون غيره من الألوان - بأدنى دنس
وعلى هذا فإن المؤمن عليه أن يحذر من الذنوب دقيقها وجليلها
وعلى هذا كان نهج الصحابة ش كما قالت عائشة ك:
" إنكم تعملون أشياء كنا نعدها زمن النبي > من الكبائر ".

الفائدة الرابعة والعشرون:

سبب تخصيص الغسل بالماء والثلج والبرد مع كون الماء الحار

أبلغ في التنظيف؛ لأن " الخطايا توجب للقلب حرارة ونجاسة وضعفا
فيرتخي القلب وتضطرم فيه نار الشهوة وتنجسه
فإن الخطايا والذنوب له بمنزلة الحطب الذي يمد النار ويوقدها
ولهذا كلما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب وضعفه
والماء يغسل الخبث ويطفئ النار، فإن كان باردا أورث الجسم صلابة وقوة
فإن كان معه ثلج وبَرَد كان أقوى في التبريد وصلابة الجسم وشدته
فكان أذهب لأثر الخطايا ".

" وقال الكرماني: جعل الخطايا بمنزلة نار جهنم لأنها مستوجبة لها

بحسب وعد الشارع، فعبر عن إطفاء حرارتها بالغسل تأكيدا في الإطفاء
وبالغ فيه باستعمال المبردات ترقيا عن الماء إلى أبرد منه
وهو الثلج ثم إلى أبرد من الثلج وهو البرد
بدليل جموده لأن ما هو أبرد فهو أجمد ".

الفائدة الخامسة والعشرون:

في قوله: " كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس " وقوله:
" اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد "
تشبيه للأمر المعنوي بالأمر الحسي
وهذا له أثره على التفكر بالدعاء ومعرفة معانيه ومقاصده
فإن المؤمن إذا دعا بطلب التنقية من الذنوب

وذكر تنقية الثوب الأبيض من الدنس كان عارفا بمعناها
مستظهرا لمدلولها، ومثله إذا دعا ربه

أن يغسله من ذنوبه بالماء والثلج والبرد أيضا.

وكلما كان الإنسان متفكرا بمعنى دعائه
مدركا له، كان ذلك أدعى للإجابة.

الفائدة السادسة والعشرون:

في قوله: " بالماء والثلج والبرد " طلب المبالغة في التطهير
وهكذا المؤمن يسأل ربه أن يطهره ويغفر له وينقيه
ويكرر العبارات، ويعيد الجمل مع اتحاد المدلول
وذلك مبالغة منه في طلب التطهير.

***************************************
الدعاء الثاني:

(وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وما أنا من الْمُشْرِكِينَ
إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

لَا شَرِيكَ له وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وأنا من الْمُسْلِمِينَ
اللهم أنت الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إلا أنت
أنت رَبِّي وأنا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جميعا

إنه لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا أنت
وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إلا أنت
وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلا أنت
لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ وَالشَّرُّ ليس إِلَيْكَ
أنا بِكَ وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ)
وفيه فوائد:

الفائدة السابعة والعشرون:

ذكر الوجه دون غيره من الأعضاء لأنه أشرفها
ففيه دلالة على التعبير عن الكل بالجزء، وتسمية الشيء ببعضه
فقد عبر عن الجسم بالوجه.
**********************

الفائدة الثامنة والعشرون:

لم يذكر القلب – في الحديث - مع أنه أهم في توجهه
ولعل السبب لأن المؤمن مطالب بأفعال الظواهر لأن عليها الثواب والعقاب
أما البواطن فأمرها إلى الله
فعلق الأمر على أمر ظاهر يمكن مشاهدته.
*************************

الفائدة التاسعة والعشرون:

ذكره الوجه دليل على ارتباط الظاهر بالباطن
والقلب بالجوارح كما هو مذهب أهل السنة والجماعة

في العلاقة بين أعمال القلوب وأعمال الجوارح.

فتوجه قلب المصلي لله أثر على توجه جوارحه ومنها الوجه
ثم يبقى بعد ذلك مقدار هذا التوجه مبني على مقدار توجه القلب لربه
فكلما زاد توجه القلب لربه زاد توجه الجوارح
فخشع البصر فلم يتعد موضع سجود، وسكنت جوارحه فلم تطيش
وأما إذا ضعف توجه القلب لله ضعف أيضا توجه الجوارح
فأصبح البصر يلتفت وهذا اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة المرء
والجوارح تعبث
وقد يصل الأمر إلى أضعف من هذا.
*********************************************

الفائدة الثلاثون:

قوله: " وجهت وجهي للذي فطر السموات
" دليل على تلازم توحيد الربوبية مع الألوهية
فمن عرف أن الله هو فاطر السموات والأرض

قاده ذلك إلى التوجه له بالعبادة.

الفائدة الحادية والثلاثون:

قوله: " فطر السموات والأرض ".
فيه حث على التفكر في مخلوقات الله وآلائه
وأن التفكر فيها يهدي للتوجه لربها وفاطرها ومبدعها سبحانه وتعالى.

فكم يمر الإنسان بجبال وأنهار ؟

وكم نغفل عن الليل والنهار والشمس والقمر ؟
وصدق الله وفي أنفسكم أفلا تبصرون.

الفائدة الثانية والثلاثون:

فيه دليل على أن قراءة جزء من الآية في الدعاء أو غيره لا يعتبر قرآناً
لأن قوله:

" فطر السموات والأرض وما أنا من المشركين إن صلاتي
ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين
لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين "
هذه جزء من آية
فلو كانت قرآنا لكان المستفتح بهذا الدعاء مخالفا للسنة

حيث قرأ قرآنا قبل الفاتحة
فصح القول بجواز قول الدعاء والذكر ولو تضمن جزء من آية
وعلى هذا لو قرأ في ركوعه تسبيحا فيه جزء من آية
لم يكن داخلا في النهي عن قراءة القرآن وهو راكع.
***************

الفائدة الثالثة والثلاثون:

فيه التوكيد على الاعتراف بالتوحيد لله سبحانه
وقد تكرر الاعتراف له في هذا الدعاء أكثر من مرة:
فقوله: " وجهت وجهي "، وقوله: " حنيفا "
وقوله: " مسلما "، وقوله: " وما أنا من المشركين ".
كلها عبارات تدل على التوحيد
وتعطينا الأهمية التي ينبغي أن يكون عليها المؤمن في ذكره لتوحيده
وهذا التكرار والاعتراف يناسب دعاء الاستفتاح جدا
فإن المصلي يريد أن يناجي ربه
ولهذا يذكر له توحيده له ويكرر هذا الأمر فإنه لن يجد أمرا يذكره

في هذا المقام أفضل من ذكره للتوحيد.
******************************************

الفائدة الرابعة والثلاثون:

ما تقرب متقرب لله سبحانه وتعالى أفضل من أن يوحده
ويبرأ من الشرك به.
***********************

الفائدة الخامسة والثلاثون:

بين هذا الدعاء أن الإنسان لا يخلو من حالتين فقط:

حنيف موحد أو مشرك، لأنه قال: " حنيفا وما أنا من المشركين "
ولو كان هناك خيار ثالث لذكره، لأن المقام مقام إثبات ونفي
فيقتضي الحصر، فعلى الإنسان أن يفتش عن نفسه
ويجدد إيمانه بالله سبحانه وتعالى.
***************************

الفائدة السادسة والثلاثون:

الملاحظ أن الصيغة في أول الحديث صيغة إفراد، ثم قال:

" وما أنا من المشركين "
وهي صيغة جمع، ولعل ذلك – والله أعلم –
ليبين أن المؤمن لا يغتر بكثرة الهالكين، فكأن لسان حال المؤمن الموحد:
أني وجهت وجهي موحدا لك، ولست من أولئك الذين أشركوا بك
فلم أغتر بهم وبعددهم لأنهم على ضلالة.
*******************************

الفائدة السابعة والثلاثون:

في قوله: " صلاتي ونسكي " ذكر أهم عبادتين وهما:

الصلاة والذبح لأنهما يتضمنان كثيرا من العبادات الأخرى
فالصلاة تتضمن الذكر وقراءة القرآن والدعاء
والخشوع والإخلاص وغيرها
والذبح يتضمن التسليم والانقياد والتعظيم والبذل المادي وغيرها
وكثيرا ما تقترن الصلاة بالذبح كما في قوله:
" فصل لربك وانحر ".

الفائدة الثامنة والثلاثون:

قوله: " ومحياي ومماتي " يشمل ما يلي:

أ ـ

حال الحياة وحال الموت، والمعنى على هذا:
أن حياتي كلها، وموتي لله رب العالمين
أحيا على التوحيد وأموت عليه
وهو هنا يشمل الحياة على التوحيد والثبات عليه.

ب ـ

حال الحياة وما بعد الموت، والمعنى على هذا:

أن حياتي كلها لله أطيعه فيها، وأعمل الصالحات
و ما بعد الموت أيضا لله من الحشر والصراط وغيره
إلا أن ما بعد الموت على هذا التفسير لا يستقيم مع قوله
" لله رب العالمين " فإن الآخرة در جزاء.

ج ـ
أن حال الحياة وحال الموت بيد الله، الله متصرف فيها كما يشاء
وهذا وإن كان صحيحا من حيث المعنى إلا أنه ناقص المعنى

فإن الله متصرف بكل شيء بقوته وقهره سبحانه وتعالى.

ولا شك بأن المعنى الصحيح من هذا الأمور هو أكملها

وأوسعها وهو الاحتمال الأول، لأنه يشمل حال الحياة وحال الممات
فكان لسان حال المؤمن:

أن حياتي كلها بجميع أعمالها أصرفها لله وحده
فأعبده فيها موحدا له لا أشرك معه غيره
وأستمر على هذا التوحيد إلى حال مماتي فاثبت عليه
أيضا موحدا بالله غير مشرك.
**********************

الفائدة التاسعة والثلاثون:

دل قوله: " وبذلك أمرت " أن المؤمن يستسلم لأمر الله
وأنه لا خيار له في عبادته لربه، وإنما هو طاعة لأمره
وتنفيذا لحكمه سبحانه، فإن قصر في ذلك فقد قصر في واجب

من الواجبات التي شرعها الله له.
[/CENTER]

[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff3300][B][CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الأربعون:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=darkslategray][B]في قوله: " وأنا من المسلمين " روايتان: [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[COLOR=darkslategray] [/COLOR]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=darkslategray][B]" وأنا من المسلمين " و " وأنا أول المسلمين " وكل واحدة لها معنى: [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[COLOR=darkslategray] [/COLOR]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=darkslategray][B]فرواية مسلم: " وأنا من المسلمين "[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=darkslategray][B]أي أصرف صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله وحده لا شريك له[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=darkslategray][B]وأنا بذلك من المسلمين المأمورين بذلك.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[COLOR=darkslategray] [/COLOR]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=darkslategray][B]والرواية الأخرى: " وأنا أول المسلمين " أي: [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[COLOR=darkslategray] [/COLOR]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=darkslategray][B]أنا أمرت بأن أصرف صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=darkslategray][B]وسأكون أول المسلمين الممتثلين بذلك[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=darkslategray][B]وعلى هذا فيها دلالة على المسارعة في فعل الخيرات[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=darkslategray][B]وامتثال الأوامر.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[COLOR=darkslategray] [/COLOR]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الحادية والأربعون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]المستفتح بهذا الدعاء تلكم عن نفسه أولا بما مضى بيانه [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" وجهت وجهي…"[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ثم توجه بخطابه إلى ربه بأنه الملك [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" اللهم أنت الملك… ".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وهذا أحسن ما يكون من ترتيب الخطاب أن يبدأ الفقير ببيان حاله [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وأنه قاصد الملك لا يقصد غيره أبدا[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ثم يثني على الملك بما هو أهله، فإن ذلك يقع من الملك الموقع الحسن[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ولهذا بعد أن بيّن المصلي حاله وأنه توجه لربه لا شريك له[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وأنه لم يتجه لغيره[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]بدأ بالثناء المباشر على ربه بأنه الملك لا إله غيره، فقال: [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الثانية والأربعون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]اسم الله الملك يناسب مقام الاستفتاح دون غيره من الأسماء الحسنى[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]لأن المقام مقام مناجاة ومخاطبة وتذلل[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]واسم الملك أليق بذلك، ولهذا بدأ به المصلي في قوله في هذا الدعاء[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" اللهم أنت الملك ".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الثالثة والأربعون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]هذا الدعاء كله ثناء على الله ومن ذلك: [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" الذي فطر السموات والأرض " و " لله رب العالمين "[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]و " اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت " و " أنت ربي " [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]و " إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " و " لا يهدي لأحسنها إلا أنت " [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]و " لا يصرف عني سيئها إلا أنت " و [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" والخير كله في يديك، والشر ليس إليك " و [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، تباركت ربنا وتعاليت ".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Times New Roman][COLOR=#2a00b2][B]ومقام الاستفتاح يناسب أن يكثر المصلي من الثناء على الله[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فإن الثناء بوابة الملوك[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]والله ملك الملوك[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ولا يليق المدح إلا له سبحانه وتعالى.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff3300][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff3300][B]الفائدة الرابعة والأربعون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]هذا الدعاء يُظهر فقر العبد لربه، ومن ذلك: [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" وبذلك أمرت " و " وأنا عبدك ظلمت نفسي[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي " و " أنا بك وإليك ".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Times New Roman][COLOR=#2a00b2][B]ومقام الاستفتاح يناسب أن يظهر العبد فقره لربه وذله له[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فإنه أرجى لرحمة ربه.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الخامسة والأربعون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]في قوله: " أنت ربي وأنا عبدك " تمام منزلة العبودية لله[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]والمسكنة له، فإن المصلي يعترف بربوبية الله [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]التي تعنى أنه قائم بشئون عبده وحاجاته كما[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]هي دلالة معنى " رب " [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]في اللغة، وبالمقابل العبد يعترف بأنه عبد لهذا الرب[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ومن صفات العبد أنه لا يملك شيئا[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ولا يتصرف بشيء إلا فيما يرضي سيده[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فأي فقر يظهره العبد لربه أشد من قوله[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" أنت ربي وأنا عبدك ".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة السادسة والأربعون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]كما أن قوله: " أنت ربي " يشعر بالتودد لله[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ويتضمن معنى طلب الرحمة، فإن الرب يرحم مربوبه[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]والمصلي بحاجة لرحمة الله وهو قائم يناجي ربه.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة السابعة والأربعون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]في قوله: " ظلمت نفسي " [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]دليل على أن ما يرتكبه العبد من خطأ وذنب هو ظلم لنفسه[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]في المقام الأول.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الثامنة والأربعون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]كما يشعر أيضا قوله: " ظلمت نفسي " بأن العبد هو المتضرر الوحيد في حال ارتكابه الذنب، وأن ضرر ذنبه سيعود على نفسه، فكأن لسان حال العبد: يا رب ما فعلته من ذنوب لا يعود ضرره عليك لكمالك، وإنما أنا المتضرر به، وقد اعترفت بظلمي لنفسي.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة التاسعة والأربعون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]يدل قوله: " ظلمت نفسي واعترفت بذنبي "[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][COLOR=#2a00b2][FONT=Times New Roman][B]أن العدل مع النفس هو بإقامتها على شرع الله وقهرها عليه. [/B][/FONT][/COLOR][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الخمسون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#666600][B]في ترتيب قوله: " ظلمت نفسي[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#666600][B]واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#666600][B]" ترتيب بديع حيث قسم الأمور إلى ثلاثة أشياء: [/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B][COLOR=#660099]أولا:[/COLOR] منزلة الاعتراف بالذنب[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وهي قوله: " واعترفت بذنبي ".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B][COLOR=#660099]ثانيا:[/COLOR] منزلة الطلب، وهي قوله: [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" فاغفر لي ذنوبي جميعا ".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B][COLOR=#660099]ثالثا:[/COLOR] منزلة النتيجة، وهي قوله: " ظلمت نفسي ".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فكان الأصل أن يقدم قوله: " اعترفت بذنبي "[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]لكنه بدأ بالنتيجة " ظلمت نفسي " إظهار لتمام الافتقار لله[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فكأنه قال: لم أستفد شيئا، فقد أذنب[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وها أنا اليوم أطلب منك المغفرة، وهذا بهذا المقام أليق[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فسبحان اللطيف الحكيم.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الحادية والخمسون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]في قوله: " واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا “[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]تحقيق لما جاء في الحديث الآخر القدسي:”[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]قد غفرت لعبدي فليعمل ما يشاء ".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ولعمر الله إن الإنسان ليعمل الذنب وهو عالم به[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]معترف بخطيئته، نادم على مخالفة ربه[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]لهو أهون عند الله ممن يعمل الذنب متحايلا على شرع الله[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]كما يحدث اليوم في بعض المعاملات المالية، وقضايا الأنكحة[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]والله المستعان.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الثانية والخمسون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]من تأمل الحديث وجد جميع رواياته - التي وقفت عليها – بلفظ [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" واعترفت بذنبي " ثم لما طلب المغفرة قال:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" واغفر لي ذنوبي " فنلاحظ أنه غاير بين اللفظين[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فأفرد أولاً ثم جمع ثانيا، فما السر في ذلك ؟ [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Times New Roman][COLOR=#2a00b2][B]لعل من الأسرار – والله أعلم وأحكم – [/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]أن المصلي المستفتح بهذا الدعاء يتكلم عن نفسه أولا [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]مبينا توحيده وتوجهه للذي فطر السموات والأرض[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ثم أثنى على ربه بما هو أهله، ثم تحدث عن نفسه وأنه عبد لله[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وقد ظلم نفسه وجاء معترفا بذنبه، فهو يبين حاله[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وأنه كالعبد الآبق الهارب من سيده الذي جاء عائدا لسيده معترفا بخطئه[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فناسب ذلك أن يقول: " واعترفت بذنبي ".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فلما انتقلت المناجاة إلى طلب بين يدي ربه[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ناسب أن يطلب من ربه مغفرة خطاياه جميعا[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فإن مقام الطلب يناسبه الجمع.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الثالثة والخمسون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]في قوله: " إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " مع قوله:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" فاغفر لي ذنوبي جميعا " تناسب واضح في الدعاء ونهايته[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وهذا يرجع إلى فقه العبد بدعائه، وتفكره وتدبره له.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الرابعة والخمسون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]قوله: " إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " أليق بهذا المقام من قول:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]إنك أنت الغفار، وذلك لأن مقام المصلي في استفتاحه [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]مقام العائد إلى ربه، والعائد يناسبه أن يعترف بأنه لم يجد غير ربه[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فناسب أن يبدأ بالنفي " إنه لا يغفر".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ولذلك جميع ألفاظ الحديث بدأت بالنفي:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" لا يغفر الذنوب إلا أنت " و " لا يهدي لأحسنها إلا أنت " [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]و " لا يصرف عني سيئها إلا أنت " و " لا منجا ولا ملجأ ".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الخامسة والخمسون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]قوله: " واهدني لأحسن الأخلاق "[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]يدل على أن الأخلاق فيها حسن وأحسن، وأنها مقامات[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]والمؤمن الموفق من هداه الله لأعلى مقاماتها[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وهذا يجعل الإنسان يتجاوز التفكير بالانتصار للنفس من الغير [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]عدلا من دون ظلم إلى خُلُقٍ أحسن من ذلك وهو العفو والصفح[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وحياة النبي فيها الدلالة على التعامل بأحسن الأخلاق[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فمنه تستقى مادة أحسن الأخلاق.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة السادسة والخمسون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]في سؤال المصلي - المستفتح بهذا الدعاء -[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]حسنُ الأخلاق لطيفة على التأكيد على موضوع الأخلاق[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وأن أهميتها وصلت إلى أن المصلي يسألها ربه قبل صلاته.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وهذا يرد على الذين ينظرون على الأخلاق وأنها من محاسن الأمور[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ومن نوافل الإيمان دون فرائضه[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فقد رفع هذا الحديث قدر الأخلاق [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]حتى جعلها مما يستفتح بها المصلي صلاته[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وأنها من الواجبات شرعا، فإن الدين كله يقوم على الأخلاق. [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة السابعة والخمسون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]أظهر الحديث أن العبد لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وأن الأمر بيد الله، فالله هو الهادي لأحسن الأخلاق[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وهو الصارف لسيئها، وهو غافر الذنب[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وهذا شعور يجب أن يخالط العبد الداعي لربه[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]لأن العبودية تقوم على ذلك.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الثامنة والخمسون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]قول المصلي في دعاء الاستفتاح: " واهدني لأحسن الأخلاق [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" دليل على ارتباط الصلاة بحسن الخلق، فمن حسنت صلاته[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وقام بحقوقها وأركانها وواجباتها، وخشع فيها[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]كان له نصيب وافر من حسن الأخلاق[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]كما أن الصلاة الكاملة تنهى عن الفحشاء والمنكر[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]والتي هي في مقابل حسن الأخلاق[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فكذلك تأمر بحسن الأخلاق.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Times New Roman][COLOR=#2a00b2][B]ويمكن لنا أن نستنبط أن من وسائل حسن الأخلاق [/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]المحافظة على الصلاة بسننها[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]بما في ذلك دعاء الاستفتاح هذا.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة التاسعة والخمسون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]الملاحظ أن لفظ دعاء الاستفتاح:" واهدني لأحسن الأخلاق[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" ولم يقل بعد ذلك: واصرف عني أسوأ الأخلاق[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]تماثلا في اللفظ بين " أحسن " و " أسوأ “، وإنما قال:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]” واصرف عني سيئها " [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]لأن المؤمن لا يريد أدنى المرتبتين في السوء[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]بينما يسعى لأكمل المرتبتين في الكمال[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فكأن لسان حال المؤمن: اهدني لأكمل الأخلاق الحسنة[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]واصرف عني أي خلق سيء[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ففي الأخلاق الحسنة يسعى لأكملها وأعلاها وأفضلها[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وفي الأخلاق السيئة يسعى لإزالتها كلها لا يفرق بين السيئ والأسوأ.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الستون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]في قوله: " واهدني لأحسن الأخلاق " تربية للمؤمن على الهمة العالية[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]والسعي في تكميل نفسه[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ولا يرضى بالمرتبة الدنيا مع وجود غيرها أعلى منها.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وكم أصبح الحصول على أدنى مراتب العلم الشرعي[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وبذل أقل جهد دعوي، عذرا في عدم المواصلة[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ولا يزول ذلك إلا بهمة عالية تجعل المؤمن يسعى للكمال دائما.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الحادية والستون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]في الحديث تربية للمسلم على الاستعاذة بالله من الأخلاق السئية.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الثانية والستون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]لم يكتف الحديث بسؤال الله حسن الأخلاق[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وإنما أضاف لها سؤال الله أن يصرف عنه سيئها[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]مع أن المتبادر للذهن أنه إذا رزق أحسن الأخلاق [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فقد صُرف عنه سيئها، لكن هذا يدل على أن الأخلاق مراتب[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#666600][B]وهي حسب تقسيم الحديث: [/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B][COLOR=#660066]1ـ[/COLOR] أحسن الأخلاق، وهي أعلى المراتب.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B][COLOR=#660066]2ـ[/COLOR] سيء الأخلاق، وهي أسوأ المراتب.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B][COLOR=#660066]3ـ[/COLOR] يكون فيه حسن أخلاق من جهة وسوء أخلاق من جهة أخرى. [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ولهذا لم يكتف بسؤال الله حسن الأخلاق [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]حتى أضاف لها السلامة من سيء الأخلاق[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ليصل بذلك إلى أعلى المراتب[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وهي التي تجمع بين حسن الأخلاق مع السلامة من سيئها[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وهو هديه.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الثالثة والستون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B][COLOR=#666600]قوله: " لبيك " قيل في معناها أربعة أمور[/COLOR]: [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#660066][B]أحدها:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]إجابتي لك يا رب، وإقامتي معك مأخوذ من:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ألب بالمكان وألب به: إذا أقام به، ومعنى التثنية فيه[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]أي: إجابة بعد إجابة، وإقامة بعد إقامة[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]كما يقال: حنانيك، أي: رحمة بعد رحمة. [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B][COLOR=#660066]والثاني معناه[/COLOR]:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]اتجاهي إليك وقصدي، من قولهم: داري تلب دارك[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]أي تواجههما، والتثنية للتأكيد. [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Times New Roman][COLOR=#2a00b2][COLOR=#660066][B]والثالث:[/B][/COLOR][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]محبتي لك من قول العرب:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]امرأة لبة: إذا ما كانت محبة لولدها. [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#660066][B]والرابع:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]إخلاصي لك ".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B][COLOR=#660066]والخامس:[/COLOR] [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]أنه انقياد، من قولهم لببت الرجل إذا قبضت على تلابيبه[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ومنه لببته بردائه والمعنى انقدت لك.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Times New Roman][COLOR=#2a00b2][COLOR=#660066][B]السادس:[/B][/COLOR][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]أنه من قولهم داري تلب دارك أي تواجهها وتقابلها[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]والمعنى مواجهتك بما تحب متوجه إليك [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Times New Roman][COLOR=#2a00b2][B][COLOR=#660066]السابع:[/COLOR] [/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]من قولهم فلان رخي اللبب، وفي لبٍ رخي أي:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]في حال واسعة منشرح الصدر، والمعنى:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]أني منشرح الصدر متسع القلب لقبول دعوتك.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#660066][B]الثامن:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]من الألباب، وهو الاقتراب أي: اقترابا إليك بعد اقتراب[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]كما يتقرب المحب من محبوبه. [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Times New Roman][COLOR=#2a00b2][B]والمستفتح للصلاة المناجي ربه تشمله هذه المعاني كلها[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]لأنه لا تناقض بينها فالمؤمن مقيم على إجابة ربه كلما دعاه[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]منقاد له، وقصده واتجاهه لربه سبحانه لا لغيره حسا ومعنى[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ومحبته الكاملة لله أيضا فهو المحبوب لذاته[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وإخلاصه عبادته لربه لا يخالطه شرك ولا رياء[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وهو بذلك منشرح الصدر[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ومن استفتح صلاته بهذا الشعور فحري أن يستجاب له.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الرابعة والستون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]قوله: " وسعديك " أي مساعدة في طاعتك[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فهي تتضمن طلب المساعدة من الله على طاعته[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]كما تتضمن السعد والسرور بذلك.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الخامسة والستون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]الجمع بين " لبيك وسعديك " يدل على: [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]أن المؤمن يستجيب لدعاء ربه[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ومع ذلك يطلب منه العون على عبادته[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فرجع أمر المؤمن كله لله بداية ونهاية.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Times New Roman][COLOR=#2a00b2][B]فالاستجابة لدعاء الله هو " لبيك "[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وطلب العون منه هو " سعديك ".[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة السادسة والستون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]دل قوله: " وسعديك "[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]على أن المؤمن يعبد ربه بانشراح صدر مسرورا بذلك[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ولا يكون ذلك إلا بتحقيق ركني العبادة: الذل والمحبة.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وهما لا يجتمعان إلا لله[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]فالله هو المعبود لذاته، المطاع محبة له[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وهذا كله من قول المستفتح بهذا الدعاء " وسعديك [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][FONT=Times New Roman][B]" فهي كلمة تدل على السعد والانشراح والفرح بطاعة الله [/B][/FONT][/COLOR][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة السابعة والستون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]في قوله: " لبيك " في استفتاح الصلاة مناسبة[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]لأن الله نادى المؤمن لحضور الصلاة عن طريق المؤذن[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]والمؤمن يقول: " لبيك " فهي إجابة لنداء حقيقي.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة الثامنة والستون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]الملاحظ أن قوله: " لبيك وسعديك "[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]لم تأت في أول دعاء الاستفتاح [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]مع أن النظر يقتضي أن يكون موقعها أول الكلام[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وذلك لأن اللائق بحال العبد الذي يريد مناجاة الله [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]أن يبدأ الكلام بالثناء على الله، وبيان ضعفه وخطئه وذنبه. [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Times New Roman][COLOR=#2a00b2][B]وحاله في ذلك حال العبد المتمرد على سيده[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وسيده يدعوه، فالأولى بحال هذا العبد إذا رجع لسيده [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]أن يبدأ بالثناء على سيده والاعتراف بخطئه [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]ثم يذكر أنه إنما رجع إجابة لنداء سيده[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وهذا أليق من كونه يبدأ خطابه بإجابة نداء سيده[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]لأن الذنوب تدل على عدم تمام صدق العبد في تلك الإجابة.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][COLOR=#ff6600][B]الفائدة التاسعة والستون:[/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]في قوله: " والخير كله في يديك [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]" تفاؤلا من المؤمن بما عند الله، وأن ما عند الله كله خير للعبد[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#2a00b2][B]وتفاؤلا بقبول صلاته.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

الفائدة السبعون:

قوله: " والخير كله في يديك " مناسب جدا لما قبله
وهو قوله: " لبيك وسعديك "
فكأن لسان حال المؤمن المستفتح بهذا الدعاء يقول:
استجيب لك يا رب، فساعدني على طاعتك، فإن الخير كله في يديك
ولا يأتي منك إلا الخير.

الفائدة الحادية والسبعون:

في قوله: " والخير كله في يديك " أبلغ من قول:
والخير في يديك كله، لأن المقام مقام ثناء على الله
وصيغة الحديث أبلغ في تحقيق الثناء على الله بتقديم

" كل " لئلا يحول بين المؤكَد والمؤكِد شيء.

الفائدة الثانية والسبعون:

في قوله: " والشر ليس إليك " لم يقل: كله
كما قال في الخير " والخير كله في يديك "
وذلك لأن الله لا ينسب له شر محض البتة
مهما دق كما هو منهج أهل السنة والجماعة.

الفائدة الثالثة والسبعون:

قوله: " والشر ليس إليك "
يبين منهج أهل السنة والجماعة في القضاء والقدر

وأن الله لا ينسب له شر البتة
وهذا يعود أثره على إيمان الإنسان وثقته بربه.

فالمؤمن يعيش حياته واثقا بربه أنه لن يقدر عليه شر محض
وكل أمر كان ظاهره شرا فإن عقيدة المؤمن

تجعله ينظر له بأن في باطنه من الخير ما لا يعلمه
إلا مقدره سبحانه فإن الخير كله في يديه
والشر ليس إليه.

الفائدة الرابعة والسبعون:

قوله: " والشر ليس إليك " فيها أدب مع الله حتى في الألفاظ
فلم يقل: والشر ليس في يديك، كما قال في الخير

" والخير كله في يديك " وذلك لأن ظاهر قول:
ليس في يديك يدل على أنه خارج عن ملك الله
والله سبحانه لا يخرج عن ملكه شيء، فكان الأولى أن يقال:
ليس إليك، وهي أبلغ في أداء المقصود
وهذا يجعل المؤمن يتحرى حتى في ألفاظه أنسب العبارات والجمل.

الفائدة الخامسة والسبعون:

قال في نفي الشر عن الله: " والشر ليس إليك "
والقياس أن يقول: والشر ليس منك
وقد عدل عن ذلك لأنها أكثر أدبا في حق الله
ولأن المؤمن ينفي نسبة الشر لربه
وهي نتيجة لأن الله لا يخلق شرا محضا، فذكر النتيجة ونفاها
وهذا أبلغ، فإن نفي النتيجة نفي لمقدماتها.

الفائدة السادسة والسبعون:

قوله: " أنا بك وإليك " شملت حياة الإنسان وموته، وبيان ذلك:

أن قوله: " أنا بك " يشمل حال الحياة، فالإنسان في حال حياته مرتبط بربه، ولولا ربه لم يحيا ولا يستطيع فعل أي شيء.

وقوله: " وإليك " يشمل حال الموت، فمرجع الإنسان إلى ربه
وعودته إليه.

فالمصلي المستفتح بهذا الدعاء أرجع أمر حياته وموته لربه سبحانه
وهذا من عظيم منازل العبودية لله
وهذا المعنى أوسع المعاني التي قيلت في هذه اللفظة.

الفائدة السابعة والسبعون:

قوله: " أنا بك " تدل على ضعف الإنسان وأنه لا يستطيع شيئا
ولا يملك شيئا، وإنما قوامه بالله، فربط أمره بربه " أنا بك ".

الفائدة الثامنة والسبعون:

قوله: " أنا بك وإليك " يحتمل أيضا أن المراد حالات المؤمن مع الطاعة والمعصية، وبيان ذلك:

أنه في حال الطاعة لله ما كان ذلك إلا بالله وإعانته
وهو المراد بقوله:" أنا بك ".

وفي حال المعصية المرجع والمآب لله وحده
وهو المراد بقوله: " وإليك "
والإنسان لا يخلو من حالة طاعة أو المعصية.
فكأن لسان حال المؤمن أن يقول:
يا رب في حال طاعتي لك فإن هذا لم يكن إلا بإعانتك لي
وفي حال معصيتي لك فليس لي أحد أرجع إليه إلا أنت.

الفائدة التاسعة والسبعون:

في بعض الروايات: " لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك "
وهو تفسير لقوله في هذه الرواية: " أنا بك وإليك "
ولقول: لا حول ولا قوة إلا بالله
وبيان معناها في الفقرة القادمة.

الفائدة الثمانون:

قوله: " لا منجا ولا ملجأ إلا إليك "
معناها لا مفر منك إلا بالرجوع إليك
فأين المهرب وأنت تملك كل شيء
ولا منجي من قدرك إلا إلى قدرك
ولا من عذابك إلا إلى طاعتك.

الفائدة الحادية والثمانون:

قوله: " لا منجا ولا ملجأ " ليشمل الهروب والاختفاء
والإنسان لا يخلو من هاتين الحالتين، فرجع الأمر كله لله.

الفائدة الثانية والثمانون:

قوله: " لا منجا ولا ملجأ إلا إليك "

إغلاق لجميع الطرق إلا طريق واحد، وهو طريق الرجوع إلى الله
فمن خلاله يدخل العاصي والطائع
فالعاصي لا طريق للسلامة من عذاب الله
إلا بالرجوع إلا الله والتوبة
والطائع لا طريق لقبول طاعته إلا بالالتجاء إلى الله وسؤاله
فرجع الخلق كلهم لله.

الفائدة الثالثة والثمانون:

قال في الدعاء: " لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك

" ولم يقل " إلا بك " وذلك ليتضمن معنى الرجوع إلى الله
أما الاستعانة بالله فقد مضى الإشارة إليها بقوله "

أنا بك " فاقتضى السياق أن يكون هنا لفظ يشعر

بالرجوع فجاءت صيغة " إليك ".

الفائدة الرابعة والثمانون:

قوله: " تباركت ربنا " جاءت في آخر الدعاء
وهذا المكان أليق بها من غيره لأن التبارك كثرة الخير فناسب

أن يختم بها صفات الثناء على الله لأن غيرها يدخل فيها
ومخاطبة الملوك تقتضي هذا
فإن المخلوق يثني عليهم ويمدحهم
فإذا أراد أن يختم جاء بصفة مدح عامة

ليدخل ما لم يذكره من الصفات فيها
والله ملك الملوك سبحانه وأحق بذلك.

الفائدة الخامسة والثمانون:

قوله: " تباركت وتعاليت " يكثر الاقتران بين هاتين الكلمتين

" تبارك " و " تعالى " والمناسبة بينهما ظاهرة

لأن التبارك تعني السعة والعظمة والرفعة
فناسب أن يأتي بلفظ يناسب الرفعة وهو " تعاليت ".
فصاحب الخير الكثير في مكان عالٍ في قلوب الناس
والله سبحانه وتعالى لا خير أكثر من خيره
ولهذا تعالى حسا ومعنى
فهو عالٍ على خلقه مستو على عرشه
وعالٍ في قلوب عباده المؤمنين.

الفائدة السادسة والثمانون:

قوله: " أستغفرك وأتوب إليك " ناسب أن يختم بها
حيث سبقها عبارات ثناء على الله فناسب أن يختم بطلب قبل صلاته
فطلب المغفرة والتوبة وهي أعلى أماني المؤمن.

الفائدة السابعة والثمانون:

قوله: " أستغفرك وأتوب إليك "
قرن بين الاستغفار والتوبة لينصرف الاستغفار إلى الذنوب التي فعلها
وتنصرف التوبة إلى ما بعد حال الذنب
فالعبد يسأل ربه أن يتوب عليه ويقبل رجوعه بعدما تلطخ بالذنب.

الفائدة الثامنة والثمانون:

قدم الاستغفار على طلب التوبة لأن محو الذنب مقدم على ما بعده
فالعبد في بداية الأمر يسعى لئن يغفر الله له ذنبه
ثم يأتي بطلب آخر، فجاء ذلك على هذه الهيئة.

الفائدة التاسعة والثمانون:

كرر الاستغفار في هذا الدعاء في وسطه وآخره
ليعطينا بذلك تصورا عن خطورة الذنوب
وأنها تكون حاجبا بين العبد وربه في صلاته
فلا تؤتي صلاته ثمرتها.

الفائدة التسعون:

في رواية لهذا الحديث: "
واهدني لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت "
وهو دليل على أن الأخلاق تؤثر في الأعمال ولهذا قرن بينهما
فإن المهدي في أخلاقه مهدي في أعماله
فإن الأخلاق تشمل الأقوال والأفعال
فإذا حسنت أخلاقه حسنت أعماله ولا بد.
نور الايمان[COLOR=#ff6600]

[/color]

الفائدة الحادية والتسعون:

وبالمقابل أيضا "
واصرف عني سيء الأخلاق والأعمال لا يصرف عني سيئها إلا أنت

" وهو أيضا دليل على تأثير الأخلاق السيئة على أعمال العبد
فمن ساءت أخلاقه ساءت أعماله ولا بد.

[COLOR=#ff6600]

[/color]

الدعاء الثالث :
" سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ولا إِلَهَ غَيْرُكَ ".
وفيه فوائد :

الفائدة الثانية والتسعون :
هذا الاستفتاح اختاره بعض أهل العلم على بقية الأنواع .
لأجل أنه كله ثناء محض على الله

وكان عمر بن الخطاب ط يعلمه الناس

وهذا يعطينا مؤشرا على فهم الصحابة في تعليم الناس

وأن المعلم عليه أن يختار أفضل أنواع العلم لينشرها

فقد تضمن التسبيح والتحميد والبركة والعلو .

الفائدة الثالثة والتسعون :
بدأ هذا الحديث على خلاف الأدعية الأخرى

فالغالب أن الأدعية تبدأ بـ " اللهم "
بينما هذا الحديث بدأ بـ " سبحانك اللهم "
وذلك تقديما لتنزيه الله على أي كلام آخر

وهذا أليق بحال المصلي أن يبدأ بلفظ يشعر بالتنزيه أكثر من غيره .

الفائدة الرابعة والتسعون :
معمول التسبيح محذوف حيث قال :

" سبحانك " ولم يذكر عن ماذا ؟

وذلك ليشمل تنزيه العبد لربه كل النقائص وبدون ذكر أو تحديد

وهذا أبلغ في مقام التنزيه .

الفائدة الخامسة والتسعون :
جمع هذا الدعاء أحب الكلام وهي : سبحان الله

والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر

وقد ثبت أنهن أفضل الكلام

فاجتمع لهذا النوع من الاستفتاح ميزتان:

الأولى :

كونه مما يستفتح به في للصلاة .

الثانية :
كونه أفضل الكلام .

الفائدة السادسة والتسعون :
بُدء في هذا الحديث بالتسبيح والتنزيه قبل التحميد

لأن موضوع هذا النوع من الاستفتاح كله تقديس

وتمجيد لله فناسب أن يبدأ بالتنزيه .

الفائدة السابعة والتسعون :
قوله : " سبحانك اللهم " أبلغ في تخصيص التنزية من قول :
سبحان الله

وذلك لكاف الخطاب وهي تفيد الإغراق في تخصيص الخطاب

والصلاة مقام مخاطبة بين العبد وربه فناسب تخصيص الخطاب .

الفائدة الثامنة والتسعون :
قوله : " اللهم " يدخل فيها جميع الأسماء الحسنى والصفات العلى
والمصلي يريد أن يخاطب ربه بأكبر قدر ممكن

من الأسماء الحسنى

فناسب " اللهم " لأن غيرها يدخل فيها .

الفائدة التاسعة والتسعون :
قوله : " وبحمدك " أي : أبتدئ بحمدك .


الفائدة المائة :
قرن بين التسبيح والتحميد لأن التسبيح تنزيه

عن صفات النقائص جميعا

فاقتضى إثباتا لصفات الكمال كلها وهو ما يشعر به التحميد

وهذا دليل على أن النفي المحض لا يمدح الله به

كما هو قول الجهمية والمعطلة

بل الله سبحانه ينفي عن نفسه المقدسة صفات النقص

لإثبات صفات الكمال .

مواضيعك كلها جميله و شيقه
ولها فائده كبيرة
ولقد اتخذت قرار ان اغير نظارتى لتستطع قراءة هذا الكم من الفائده
بارك الله فيكى ونفع بكى
شكرا على هذا المجهود الرائع
جزاكى الله الف خير

مشاء الله : ممتاز جدا ارجو المزيد مع جزيل الشكر والاحترام اخت سارة المميزة