أيها المدير.. اكتشف بنفسك

د.عبد الرحمن الشلاش
مهارة المدير أو القائد الإداري الناجح في كل المؤسسات والدوائر الحكومية أو الخاصة ليست في التسيير الروتيني والنمطي لدفة العمل… والضبط والربط… وتوقيع الشروحات البيروقراطية على ذلك الكم الهائل من المعاملات التي أثقلتها كثرة الأوراق… وعلاها الغبار من تقادم الزمن عليها نظير بقائها وقتا طويلا في أدراج الموظفين… وتمازجت فيها ألوان الطيف السبعة نتيجة لمرورها على تلك المكاتب التي تكسوها البقع المستطيلة والدائرية والمثلثة من جراء تناثر بقايا القهوة والشاي والعصير… تلك الشروحات التي لا تخرج عن المألوف “لإكمال اللازم - حسب النظام - للمفاهمة - للحفظ… .الخ”
ومهارة المدير لا تتحدد في اختيار الأشخاص لشغل المراكز الحساسة والمناصب من بين أولئك الذين علا صوتهم وقل نفعهم… أو من بين عاشقي الظهور والبروز ممن يجيدون لبس الثياب “الكشخة”… أو من هواة المنظرة… أو “الترزز” أمام الكاميرات وفلاشات المصورين… أو من يبدعون في سبك أعذب الكلام… “ولحس” العقول بمدائحهم وإطرائهم وثنائهم على سعادة المدير… والسير وفق ما يهواه ويرغبه… أو من يظهرون وهم في قمة المثالية أمام سعادته… وينقلبون إلى وحوش كاسرة أمام المرؤوسين والمراجعين… ويجيدون كل فنون المراوغة والتملق وإخلاف الوعود… “وتطفيش” المراجعين.

مهارة المدير أو القائد الإداري الناجح تكمن في قدرته الحقيقية على التوظيف الصحيح ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب… وهذا لن يتيسر لمدير يظل طيلة ساعات الدوام قابعا بين جدران مكتبه الأربعة… لا يغادره إلا لاجتماع أو زيارة أو مهمة… وطوال تلك الساعات لا يتمكن إلا من مشاهدة تلك الأصناف والنوعيات التي ذكرتها… ومن يسمح لهم سعادة السكرتير بالدخول بعد أن يتأكد تماما من ولائهم لشخصه “الكريم” .

المدير الناجح أو القائد الفعال هو من يبحث عن النوعيات المتميزة في كل الإدارات والأقسام والوحدات التابعة لإدارته… فلو قرر سعادته البحث والاكتشاف بنفسه سيجد بكل تأكيد المئات من الموظفين المغمورين والمطمورين والمدفونين في أقسام صغيرة طواهم النسيان… وحجبت عنهم الفرص… ولم يحظوا ولا حتى بالفتات… لكنهم برغم ذلك أول من يحضر وآخر من يخرج… مخلصون في أداء أعمالهم… يؤدون ما يوكل إليهم بكل أمانة… تجد الفرد منهم بعشرة… “رجالا ونساء”… لو بحثت عنهم ستجد أنهم من يحرك دفة العمل… وتتوقف الإدارات على عطائهم وإنتاجيتهم… باختصار سيجد المدير عندما يحاول الاكتشاف طاقات هائلة تم إبعادها بفعل فاعل عن كل المناصب بأسباب أوهى من بيت العنكبوت وخذ أمثلة عليها:

صحيح الموظف/ الموظفة كفء ونشيط ويمتلك قدرات هائلة لكن لديه شيء من الحدة… أو شخص تصادمي… أو لديه كل الامكانات لكنه شخص تنفيذي فقط… أو مشكلته البطء في العمل… أو ليس لديه دورات كافية… أو ثقيل دم… أو شخص يعتد برأيه… أو لا يدخل ولا يطلع… أو ما يصلح لنا… إلى آخر القائمة من الأعذار والحجج المضحكة.

لو اكتشف المدير بنفسه سيجد كنوزاً… تحتاج منه فقط إلى نفض الغبار عنها… وتقديمها لتخدم الوطن بكل إخلاص.

.,._

فعلاا بنعااااااااااااااااني كتير من المدرين الروتنين
انا شخصيااا بتوقفلي حاجات كتير بسبب كده
اللهم اعنا وربنا يهديهم
شكرراا لك