ضرورة اعتماد التخطيط السليم للمشاريع العمرانية

ضرورة اعتماد التخطيط السليم للمشاريع العمرانية في العراق



المهندس نصير عبد الرزاق حسج البصري
يعتبر التخطيط بشكل عام وسيلة علمية وعملية و تنظيمية لخدمة المجتمع ، يقوم بها مجموعة متكاملة من المتخصصين وذوي الخبرة لمسح منطقة عمرانية بها مشكلة ما يراد حلها وذلك للحصول على أفضل قدر ممكن من النتائج الايجابية و لراحة سكانها وتنظيم السكن والعمران والاستفادة قدر المستطاع من طبيعتها و مواردها.مع الاخذ بنظر الاعتبار الترشيد في استخدام الموارد والطاقة سعيا لتحقيق مفهوم التنمية المستدامة لخدمة الانسان والبيئة معآ. وكما يعلم الجميع ما للتخطيط من دور حيوي وفعال في سير عجلة التطور في الكثير من البلدان في العالم ولاسيما البلدان الاوربية بل وحتى بعض بلدان المنطقة والتي شهدت موجة كبيرة في التطور والتنمية العمرانية والاقتصادية بل وحتى الاجتماعية ان تلك البلدان لم تحقق نجاحا في مجال العمران فقط وبمعزل عن بقية المسائل الحيوية والتي هي بتماس مباشر مع التنمية العمرانية ولكنها قطعت شوطا لابأس فية من التخطيط بألاعتماد على تجارب البلدان الحديثة و انا الان اهدف الى وضع القارئ الكريم في الصورة المناسبة التي تهدف لتحقيق التنمية في العراق من خلال تخطيط المشاريع العمرانية والتنموية وبصورة شاملة مع جميع المسائل الاخرى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والصحية وبالتالي اتضح جليا لدى المتابعين من اصحاب الاختصاص بل وحتى المثقفين من ان التنمية المستدامة هي مفتاح الحل والتي نرى انها سوف تجمع بكل تلك المسائل الحيوية المذكورة.ان حجم المشاريع العمرانية في العراق وكما لايخفى على احد حجما نوعيا لم يشهده العراق في تأريخة من خلال مشاريع تنمية الاقاليم اضافة الى المشاريع القطاعية الاخرى والتي خصصت لها مبالغ كبيرة من قبل الدولة ان هذة المشاريع تهدف الى تحسين البيئة العمرانية في العراق بعد ان عانت تلك البيئة من الاهمال والدمار في ظل الحروب والحقب التي مر بها بلالدنا العزيز والتي ادت الى تدمير البنى الارتكازية والمتمثلة بشبكة الطرق والمجاري وشبكة الكهرباء والماء والقطاعات الخدمية الحيوية الصحية والبيئية. ان المشاريع العمرانية في البلاد الان وللاسف الشديد تعاني من عدم وجود توجه صحيح وعدم وجود وخطة رصينة داعمة لتلك التوجهات التنموية مع وجود الامكانيات المادية والبشرية والطاقات العلمية والتجارب السابقة والحالية وهي بجميعها مؤهلات للتوجه نحو التنمية المستدامة وبالتالي رسم خطة تنموية عمرانية وضمان تنفيذ المشاريع العمرانية بصورة علمية وناجحه من خلال التخطيط الناجح والذي سيعمل على التنسيق بل اشراك جميع القطاعات في التنمية المستدامة .ان غياب التخطيط يعني عدم الانسجام بين جميع مفاصل التنمية وبالتالي سيكتب للمشاريع التنموية او المرحلة العمرانية بالفشل وسوف تكلف البلاد الكثير والكثير اضافة الى ماسيتسبب ذلك من تأخير في عجلة التطور في البلاد التي كم كنا ننتظر لأن نرى تلك المشاريع وهي تنجز بالشكل العلمي الصحيح.واورد هنا في هذه المقالة البسيطة دليلين على غياب الاساليب التخطيطية في المشاريع العمرانية في البلاد ومنها الدليل الاول وهو التلكأ الحاصل في الكثير من المشاريع العمرانية وفي اغلب محافظات القطر مع وجود الامكانيات المادية والبشرية وكل مايتطلب الانجاز لتلك المشاريع ومع هذا نسمع ان المشروع الفلاني متوقف ! ومن حقنا ان نسأل طالما عودونا السادة المسؤولين على ضرورة الانتقاد البناء ونسأل عن اسباب ذلك التوقف ؟ في ظل وجود الامكانيات المادية والبشرية وكل مؤهلات الانجاز. وتأتي الاجابة على ان التوقف جاء بسبب وجود بعض العقبات الفنية والتنموية للمشروع.اما الدليل الثاني فهو عدم وجود التنسيق بين المشاريع العمرانية المختلفة فتقرر احدى الدوائر الخدمية مثلا مديرية البلدية تقرر على منح احدى شركات القطاع الخاص مشروعا لأعادة تأهيل احد الطرق في البلاد وهذا معروف ويعرفة الجميع حتى لعامة الناس وعندما تباشر تلك الشركة المناط بها العمل نرى توقف العمل بعد فترة من الانجاز والسبب ان هناك مشروع لمد شبكة المجاري تحت الطريق المنجز او مد خط اتصالات ضوئي تحت الرصيف المنجز وبالتاي عدنا الى نقطة الصفر.ان عدم اتباع اسلوب التخطيط الامثل سيقود الى الكثير والكثير من المآسي للعملية التنموية في البلاد ويؤدي الى عدم التنسيق بين القطاعات الحيوية والهامة والدليل اعلاه يثبت ذلك لكن والحمد لله ان هناك التفاته ولو متأخره من قبل مجلس الوزراء من خلال ما سمعناه من خبر ومفاده (وجهت الأمانة العامة لمجلس الوزراء بتشكيل لجنة تتولى التنسيق بين الجهات المعنية بتنفيذ المشاريع الخدمية المختلفة. وذكر مصدر مسؤول في الأمانة العامة لمجلس الوزراء أن للجنة الموسومة (لجنة الخدمات) سيرأسها عضو في مجلس المحافظة، وتضم في عضويتها رؤساء الدوائر الخدمية في المحافظة . ويأتي هذا التوجيه اثر تضرر كيبلات الاتصالات وأنابيب المياه أثناء تنفيذ المشاريع العمرانية، نتيجة عدم وجود تنسيق مسبق بين الوزارات والجهات المختلفة مع المقاولين).
املنا كبير بالسادة المسؤولين وبناة العراق في النظر بتلك المسائل وحلها وضمان تنفيذ المشاريع على وجهها الصحيح والمقبول لتقديم ثمرة الانجاز الى شعب العراق العزيز وتحقيق الرفاه المنشود والسلام عليكم ورحمة الله.



هذا المقال قد تم عرضه على وزارة البلديات في العراق من قبل المهندس نصير عبد الرزاق حسج البصري ولكن بدون جدوى