اهمية المرحلة التعليمية في تحقيق البناء الفكري للمخطط الحضري العراقي لبناء ثقافة فكرية حضرية

[FONT=Simplified Arabic]
اهمية المرحلة التعليمية في تحقيق البناء الفكري للمخطط الحضري العراقي لبناء ثقافة فكرية حضرية.
المهندس نصير عبد الرزاق حسج البصري
1-المقدمة
ان التقدم العلمي وتقنية الاتصالات والمعلوماتية في عصرنا الراهن، قد انعكست في تأثيراتها على تغير انماطنا الحياتية في كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية التربوية منها والعلمية. ويتوقع ان يكون هذا التغير شاملاً، شئنا ام ابينا، ولكن بدرجات متفاوتة تبعا لمدى تطور المجتمع وتقدمه. ففي المجتمعات المتقدمة ستكون الاستجابة لهذه التغيرات سريعة ولا يتوقع حدوث مشكلات حادة تؤثر في الفرد والمجتمع. اما في الدول النامية فان هذه الهوة ستكون كبيرة بين التقدم العلمي وما يفرزه من تسارع في وتائر المعلوماتية والاتصالات وقدرة هذه الدول على استيعاب هذا التقدم والتكيف معه.
وفي الاعتقاد ان هذه القدرة ستكون نسبية في مدى تسارع الدول النامية على مواكبة ناصية العلم والتفاعل معه. وهذا يتطلب قبل كل شيء اصلاح في نظامها التربوي– التعليمي ليتماشى مع روح العصر. فلقد اثبتت التجارب ان التقدم قرين العلم والمعرفة، وان رفاهية الشعوب لابد ان تعتمد على نظام تعليمي رشيد. هذا النظام لا يقتصر فقط على تلقين المعرفة وانما ايضا اقتران ذلك ببناء تربوي يساهم في تأصيل القيم وانعكاسها على السلوك والتصرف للانسان مع الآخر وفي اطار البيئة التي يتعامل معها.
ولذلك تعتبر المرحلة التعليمية الاساس في البناء الفكري عن طريق اعداد كادر تخطيطي ناجح يسهم في بناء ثقافة فكرية ,ان وجود المؤسسات التربوية والتعليمية والهيئات التخطيطية كان لة الدور الاساس في نجاح الكثير من الخطط الحضرية التي اشرف على انتاجها كادر تخطيطي كان للمرحلة التعليمي الدور الكبير في اعداده.
[FONT=Simplified Arabic]

2-البناء القيمي والسلوكي

الذي يجب ان تركز عليه الجهات العاملة في اوساط الشباب من مؤسسات تربوية ومنظمات جماهيرية التأكيد على:
1- دراسة مظاهر السلوك للشباب بين فترة واخرى، وان تشترك اطراف متعددة في دراستها ومعالجتها ذات علاقة بمهمة اعداد وبناء الشباب.

2- البناء النفسي والاجتماعي للشاب، وذلك بفسح المجال له في التعبير عن ارائه والاستماع اليها وبما يتناسب واستيعابه، ومعرفة خصائص نموه الجسمي والنفسي من خلال ممارسة النشاطات والفعاليات التي تعكس نوعية العلاقات والبناء التربوي للشاب: هل هذا الشاب اعتدائي ؟ وهل هو انطوائي ؟ ما هي الالفاظ التي يستخدمها ؟ كيف هي عندما يتاح له قدر من الممارسة؟ لذلك فان هدف النشاط هو ليس ترويحيا فقط، بل له هدف تربوي يتوخى منه امتصاص كل حالات التوتر التي تتكون عند الشاب نتيجة مرحلته العمرية ونمو جسمه، ذلك عن طريق النشاطات التي نستطيع من خلالها ان نميز رغباته وهواياته في الحياة: ادبية، فنية، اجتماعية … الخ.

-3عقد ندوات مفتوحة بين الهيئات التدريسية وبين اولياء امور الطلبة ضمن برنامج مركزي لعقد مثل هذه الندوات على صعيد القطر، تناقش اعداد الطالب من الناحية الوطنية والتربوية في محاولة لاشراك البيت والمجتمع في هذه المسؤولية. والهدف هو اجراء حوار ليس على طراز الحوار التقليدي مثل مجالس الاباء، ولكن حواراً يشعر من خلاله الاب، ان له مسؤولية كبيرة مع المدرسة في تربية ابنه.

4-الابتعاد عن الاسلوب القسري في توجيه الشباب، اذ من الضروري جدا ابراز النموذج الحي في التصرف والسلوك مع مفردات الحياة لمن يتحمل مسؤولية اعداد الشباب. سواء في المحلة او المدرسة في الاتحاد او المنظمة الجماهيرية وكذلك في مختلف مرافق الحياة، فحيثما يكون المربي والمعلم فان الاخرين ينظرون اليه ممثلا للقيم والعلم وبالتالي فان التأثير على الشباب انما يكون بالفعل المنسجم مع مبادئ واخلاقية المجتمع وليس فقط بالكلام والجمل الانشائية المغايرة للتصرف والسلوك لقيم المجتمع وعاداته، لذلك فان سلوك كل تربوي يجب ان يكون نموذجا لكل ما تحترمه وتقدره الجماهير في شخوص قياديها.

5- الرعاية وتنمية الاعتداد بالنفس: ان الرعاية التي يجب ان يحاط بها الشاب ليست بالاستجابة للطلب غير المشروع، وانما بالتبصر على الطريق الصحيح، وفي التأكيد على ضرورة بناء الذات وخلق الثقة لدى الشاب في امكانياته للابداع وتكوين ذاته في مسيرة الاصلاح والاعمار في البلد، وان فرص العمل لا تأتي إلا من خلال الجد والمثابرة والابتعاد عن الركون على الدولة في كل شيء بل يجب عليه شق طريقه في تبني المهن الحرة والعمل في القطاع الخاص وان يتحلى بالتضحية والصبر والتوغل في مسارات العلم والمعرفة، فالمرحلة القادمة هي مرحلة المنافسة مع الاخرين لاثبات من هو الافضل في خدمة المجتمع. وبعكسه فان انجرار بعض الاباء والامهات في الاستجابة لمطالب ابنائهم غير المتناسبة واعمارهم او غير المشروعة ضمن الظروف الراهنة، انما يولد فيهم بذور التخريب النفسي او عدم الاعتماد على الذات، بل يدفعهم ذلك الى حالة من التباهي والتصرف غير المنضبط ذو التأثيرات السلوكية المنافية للعرف الاجتماعي وبما ينعكس على دائرة اخرى من الشباب ذات العلاقة المباشرة او غير المباشرة بهذا الشاب. اذن لا بد من الاهتمام بالبيت، ومن هنا يبرز وبشكل خاص دور المنظمات الجماهيرية وبالذات النسائية منها.
ان هذا الثالوث البيت والمدرسة والمجتمع سيساهم بالتأكيد في اعداد الطالب وطنيا وتربويا وعلميا واختفاء الكثير من المظاهر السلوكية الغريبة مع انضاج في صيغ الانضباط والالتزام.

3-البناء العلمي – المعرفي

ان التحدي يزداد امام المؤسسة التعليمية، بفعل ثورة المعرفة والتكنولوجية، في مجال تقديم تعليم ذي كفاءة لمواكبة العولمة، من حيث مضمون التعليم وطرائقه ووسائله، فمهما بلغت كفاءة المعلم لا يكتمل الاثر او تحقيق الاهداف إلا بالتطور النوعي لبقية عناصر عملية التعليم والتعلم. وكذلك محتوى المنهج الدراسي والمصادر المستخدمة في تطبيقه لاعداد نظام تربوي–تعليمي يتماشى ومتطلبات عصرنا الراهن.ان تحقيق عملية التفاعل مع متطلبات العصر التقنية والعلمية انما تعتمد على مدى القدرة والكفاءة في التوفيق بين الركائز الثلاث المكونة للبناء التعليمي للطالب، وهي: المعلم, المنهج ,الاسلوب او طريقة التدريس

4- مرونة الاسلوب والمنهاج التعليمي ويتماشى مع متطلبات المجتمع
في ظل المتغيرات الراهنة سواء على مستوى البلاد او على مستوى العالم في تطور وسائل الاتصال وعولمة الثقافة والاكتشافات العلمية والتقنية وتطوير اساليب الانتاج والتغيير الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية، وظهور معايير جديدة في العلم والمعرفة، اصبح حتما علينا تطوير المناهج التربوية.
ان نهضة المجتمع محكومة بنوعية المناهج في اعداد وبناء ابناءها نحو المستقبل الذي يعتمد على المعرفة العلمية المتقدمة، مركزين في ذلك على:
الاستفادة من مصادر التعلم المتوفرة في الانترنيت والتي تتسم بالحداثة، مع اكتساب المنهاج المرونة الكافية للتفاعل الايجابي مع المتغيرات المعاصرة .
وربط المنهاج ببيئة المتعلم ومجتمعه لمساعدته على التكيف والتعايش مع محيطه بعد التخرج.وحدة المعرفة العلمية والعقلية والوجدانية للمنهج.

5-البناء الفكري
هو إدراك محيط ما من خلال الدوامة المتكونة من تحصيل وتراكم المعرفة وبرمجتها وتنظيمها بالاستنتاج (التفقه) إلى سلوك وخبرة من خلال التفاعل مع المحيط.والبناء الفكري في البيئة مثلاً يفرز خبرة ومهارة علمية في حقل علمي وفي البيئة الاجتماعية يفرز دراية وقدرة في التعامل مع البيئة الاجتماعية محلية كانت أو دولية، وفي البيئة الاقتصادية يبني القدرة على إدارة المال وتنميته وهكذا في كل بيئة من بيئات الحياة الواسعة.

ما هي أدواته؟

للبناء الفكري أدوات كما للبناء المادي أدوات.
ويمكن ترتيب أدوات البناء الفكري على أساس غاياتها البنائية وهي كالتالي:
أولاً: الأدوات التأسيسية: ويقصد بها الأدوات التأهيلية التي تحدد حجم وشكل البناء وأبعاده وأهم هذه الأدوات:

أ- التربية.
ب - الفطرة.
ج- العبادة.
ثانياً: الأدوات المعرفية

ا- القراءة العلمية.
ب- المناقشة.
ج- الاستماع والمشاهدة.
د- التجارب والاختبار.
ثالثاً: الأدوات التطويرية والإبداعية.
أ- الكتابة والتأليف.­­
ب- الحوار.
ج- المشاركة في تأسيس وتطوير المشاريع الاجتماعية وبناء المؤسسات.
د- إلقاء المحاضرات.
ه- التجارة.
ح- البحث العلمي والدراسات العليا.
6- منظور استراتيجي للنظام التربوي–التعليمي في العراق
ان اولى متطلبات الاصلاح يكمن في ايلاء التربية والتعليم مزيداً من العناية كماً ونوعاً :
SIZE=5[/size] اعادة النظر في مناهجها والتدقيق في محتواها وفي الطرائق واساليب التقويم والوسائل وتجديدها وجعلها مواكبة لعصر العولمة.
SIZE=5[/size] غرس مبدأ التعليم الذاتي في نفس المتعلم والتفكير الناقد لسلوكيات حياته اليومية.
SIZE=5[/size] الاهتمام بالبحث العلمي على مختلف المستويات والحقول المعرفية
SIZE=5[/size] التمسك بالتراث وقيم المجتمع ومبادئه الاصيلة، فالتعليم هو الوسيلة الفعالة لتغيير هيكل المجتمع وهوية افراده وسماته الثقافية.
كل ذلك يتطلب اعادة النظر في آليات عمل النظام التربوي– التعليمي في العراق انطلاقا من وحدة تكامل مكونات النظام الى تجذير وترسيخ الترابط بين التربية والتعليم.
الخلاصة
ان المرحلة التعليمية لها الدور الكبير في جميع المجالات سيما مجال البناء الفكري واعداد الكادر التخطيطي وبالتلي مرحلة اعداد الشوط الاكبر في نجاح العلية التخطيطية التي تهدف الى خدمت المجتمع عن طريق خلق بيئة افضل ورفاة اقتصادي اجتماعي وصولا الى الهدف الاساسي وهو نجاح التخطيط القومي الشامل. ان ما نريد قوله هنا، هو ان عملية الاصلاح المنشودة انما ترتكز على الركيزة الاساسية في بناء الانسان وهي بناء الطفل وتنميته وبناء شخصيته باتجاه الاستزادة العلمية ومواكبة كل ما هو جديد في مرحلة الشباب. فالشاب هو طفل الامس وشيخ الغد ورجل اللحظات الحاسمة. ومن هنا، جاء الارتباط العضوي بين التربية والتعليم لايجاد انماط من السلوك الفردي تتعامل مع السياقات العلمية وفق الخصائص الاجتماعية وبما يحقق الهدف الانساني في الاستفادة من العلم وآليات تطبيقه. اذ ان المعرفة لا تكتمل بدون تربية، والعلم هو ليس فقط في تعلم القراءة والكتابة وتأليف ونشر البحوث والدراسات، بل هو في مسايرة المجتمع والمساهمة في تطويره. فالتربية هي رحم العلم، كما ان العلم هو جذوة التربية وعنفوانها.

[/font][/font]

5-البناء الفكري
هو إدراك محيط ما من خلال الدوامة المتكونة من تحصيل وتراكم المعرفة وبرمجتها وتنظيمها بالاستنتاج (التفقه) إلى سلوك وخبرة من خلال التفاعل مع المحيط.والبناء الفكري في البيئة مثلاً يفرز خبرة ومهارة علمية في حقل علمي وفي البيئة الاجتماعية يفرز دراية وقدرة في التعامل مع البيئة الاجتماعية محلية كانت أو دولية، وفي البيئة الاقتصادية يبني القدرة على إدارة المال وتنميته وهكذا في كل بيئة من بيئات الحياة الواسعة.

ما هي أدواته؟

للبناء الفكري أدوات كما للبناء المادي أدوات.
ويمكن ترتيب أدوات البناء الفكري على أساس غاياتها البنائية وهي كالتالي:
أولاً: الأدوات التأسيسية: ويقصد بها الأدوات التأهيلية التي تحدد حجم وشكل البناء وأبعاده وأهم هذه الأدوات:

أ- التربية.
ب - الفطرة.
ج- العبادة.
ثانياً: الأدوات المعرفية

ا- القراءة العلمية.
ب- المناقشة.
ج- الاستماع والمشاهدة.
د- التجارب والاختبار.
ثالثاً: الأدوات التطويرية والإبداعية.
أ- الكتابة والتأليف.­­
ب- الحوار.
ج- المشاركة في تأسيس وتطوير المشاريع الاجتماعية وبناء المؤسسات.
د- إلقاء المحاضرات.
ه- التجارة.
ح- البحث العلمي والدراسات العليا.
6- منظور استراتيجي للنظام التربوي–التعليمي في العراق
ان اولى متطلبات الاصلاح يكمن في ايلاء التربية والتعليم مزيداً من العناية كماً ونوعاً :
SIZE=5[/size] اعادة النظر في مناهجها والتدقيق في محتواها وفي الطرائق واساليب التقويم والوسائل وتجديدها وجعلها مواكبة لعصر العولمة.
SIZE=5[/size] غرس مبدأ التعليم الذاتي في نفس المتعلم والتفكير الناقد لسلوكيات حياته اليومية.
SIZE=5[/size] الاهتمام بالبحث العلمي على مختلف المستويات والحقول المعرفية
SIZE=5[/size] التمسك بالتراث وقيم المجتمع ومبادئه الاصيلة، فالتعليم هو الوسيلة الفعالة لتغيير هيكل المجتمع وهوية افراده وسماته الثقافية.
كل ذلك يتطلب اعادة النظر في آليات عمل النظام التربوي– التعليمي في العراق انطلاقا من وحدة تكامل مكونات النظام الى تجذير وترسيخ الترابط بين التربية والتعليم.
الخلاصة
ان المرحلة التعليمية لها الدور الكبير في جميع المجالات سيما مجال البناء الفكري واعداد الكادر التخطيطي وبالتلي مرحلة اعداد الشوط الاكبر في نجاح العلية التخطيطية التي تهدف الى خدمت المجتمع عن طريق خلق بيئة افضل ورفاة اقتصادي اجتماعي وصولا الى الهدف الاساسي وهو نجاح التخطيط القومي الشامل. ان ما نريد قوله هنا، هو ان عملية الاصلاح المنشودة انما ترتكز على الركيزة الاساسية في بناء الانسان وهي بناء الطفل وتنميته وبناء شخصيته باتجاه الاستزادة العلمية ومواكبة كل ما هو جديد في مرحلة الشباب. فالشاب هو طفل الامس وشيخ الغد ورجل اللحظات الحاسمة. ومن هنا، جاء الارتباط العضوي بين التربية والتعليم لايجاد انماط من السلوك الفردي تتعامل مع السياقات العلمية وفق الخصائص الاجتماعية وبما يحقق الهدف الانساني في الاستفادة من العلم وآليات تطبيقه. اذ ان المعرفة لا تكتمل بدون تربية، والعلم هو ليس فقط في تعلم القراءة والكتابة وتأليف ونشر البحوث والدراسات، بل هو في مسايرة المجتمع والمساهمة في تطويره. فالتربية هي رحم العلم، كما ان العلم هو جذوة التربية وعنفوانها.