شقاوة فى القطار ... ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[SIZE=“3”][COLOR=“blue”]
يقول : س.ك.
كنت في صباح يوم أحد الأيام في قطار الأنفاق بمدينة نيويورك
وكان الركاب جالسين في سَكِينة بعضهم يقرأ الصحف وبعضهم مُسْتغرق بالتفكير
وآخرون في حالة استرخاء , كان الجو ساكناً مُفْعَماً بالهدوء !!

فجأة … صعد رجل بصحبة أطفاله
الذين سرعان ما ملأ ضجيجهم وهرجهم عربة القطار …
جلس الرجل إلى جانبي وأغلق عينيه غافلاً عن الموقف كله …
كان الأطفال يتبادلون الصياح ويتقاذفون بالأشياء ,
بل ويجذبون الصحف من الركاب وكان الأمر مثيراًً للإزعاج …
ورغم ذلك استمر الرجل في جلسته إلى جواري
دون أن يحرك ساكناً …!!؟؟
لم أكن أصدق أن يكون على هذا القدر من التّبَلُّدْ …
والسماح لأبنائه بالركض هكذا دون أن يفعل شيئاً …!؟
يقول (س.ك.) بعد أن نفد صبره …
إلتفَتُّ إلى الرجل قائلاً : … إن أطفالك ياسيدي يُسَبّبُون إزعاجا للكثير من الناس …
وإني لأعجب إن لم تستطع أن تكبح جماحهم أكثر من ذلك …!!؟
إنك عديم الاحساس .
فتح الرجل عينيه …
كما لو كان يَعِي الموقف للمرة الأولى وقال بلطف :
… نعم إنك على حق …يبدو أنه
يتعين عَلَيَّ أن أفعل شيئاً إزاء هذا الأمر … لقد قدِمْنا لِتَوِّنا من المستشفى …
حيث لفظت
والدتهم أنفاسها الأخيرة منذ ساعة واحدة … إنني عاجز عن التفكير …
وأظن أنهم لايدرون كيف
يواجهون الموقف أيضاًً …!!

يقول ( س.ك. ) … تخيلوا شعوري آنئذ ؟؟
فجأة إمتلأ قلبي بآلام الرجل وتدفقت مشاعر التعاطف والتراحم دون قيود …
قلت له : هل ماتت زوجتك للتّوّ … ؟
… إنني آسف … هل يمكنني المساعدة …؟؟
لـــــــــقد … تغيـــــــــــــــــر كل شيء في لحـــــــــــــــــظة !!

ولكن

ما انتهت المشاعر المرتبطة بهذا الموقف في نفوسنا …
نعم …كم ظلمنا أنفسنا حين ظلمنا غيرنا …
في الحكم السريع المبني على سوء فهم وبدون
حتى أن نبحث عن الأسباب التي أدت إلى
تصرف غير متوقع من إنسان قريب أو بعيد في حياتنا …
وسبحان الله … يوم تنكشف الأسباب … وتتضح الرؤية …
نعرف أن الحكم الغيبي الغير عادل … الذى
أصدرناه بلحظة غضب ,
كان مؤلما على النفس … ويتطلب منا شجاعة للإعتذار والعودة إلى الله
… والتوبة عن سوء الظن …

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ .. وَلَا تَجَسَّسُوا … وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً … أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ … وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } الحجرات12

أيها الأعزاء
هذي القصة … تذكرنا بحوادث كثيرة في حياتنا …
كنا في أحيان ظالمين وفي أحيان مظلومين …
ولكن المهم في الأمر … إن ما نتسرع في إصدار الأحكام على الغير .
ويوم نخطأ نعتذر …
ويوم يقع علينا الظلم … نغفر …
وهذه هي الشجاعة … وحسن الخلق … مع من حولنا من الناس .

يقول خالقنا تبارك و تعالى :-[/color][/size]

{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } آل عمران134

{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } الشورى37

{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ … وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } النور22

ودُمْتم بوُد واطمئنان بذكر الله و حُسْن عبادته .

بوركت اخي …

فعلاً صدقت

بارك الله فيك،موضوع ممتاز،(هذا هو الخلق الكريم حقا)