دعوة للحوار "الملتقى الأول"

[CENTER]العلمانية بين المعاداة والمناداة

[RIGHT]هذا هو أول موضوع أردت أن أثيره كموضوع للحوار وكـ “الملتقى الأول” لنا في سلسلة لقاءات ارجو أن نلتقي فيها لاحقاً بعد نجاح هذا الملتقى إن شاء الله نتحاور فيها عن بعض القضايا المجتمعية التي نعيش فيها نثيرها للحوار ولتبادل الأراء وذلك من خلال صرح هندسي ضخم تلتقي فيه كوادر الأمة ألا وهو منتدى المهندس.

ولقد دعاني إلى إثارة هذا الموضوع هو انتشاره في جميع اللدان المسلمة وفي ذات الوقت انتشار الحركات المعادية لها حتى بات أمر العلمانية بين أمرين لا ثالث لها إما أن تسود وإما أن تعود. غما أن تسود وتحكم المسلمين في بلادهم وإما أن تعود من حيث أتت إلا الدول الغربية. فصار حتما علينا كطبقة من اعلى الطبقات الفكرية -كما ينبغي أن تكون- أن نناقش هذا الفكر وهذا المد وننقده من وجهة نظرنا كأمة متتحررة لها طبعها المستقل عن باقي الأمم. ولابد أن تححد مصيرها بنفسها وتختار ما يناسبها هي لا ما يفرضه عليها الآخرون.

ومن ثم يسعدني جداً أن نتحاور جميعاً محاورة بناءة ويجب على كل منا أم يشارك سواء كان من العلمانيين أو من المعادين.

وأستأذنكم أن أكون أنا مديراً لهذا الملتقى واعداً إياكم أنني سوف أكون على أعلى قدر من الحيادية حين أكون بين الطرفين. غير أنني سوف أنزل من على طاولة الإدارة في بعض الأحيان لكي أقول رأيي كأحد المشاركين في الحوار.

[/right]
[/center]

كلمة الافتتاح:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العلمانية كما هو تعريفها في الويكيبديا
"العلمانية (بالإنجليزية: Secularism) تعني اصطلاحاً فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة، وعدم إجبار الكل على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية. ينطبق نفس المفهوم على الكون والأجرام السماوية عندما يُفسّر بصورة مادية عِلمية بحتة بعيداً عن تدخل الدين في محاولة لإيجاد تفسير للكون ومكوناته."
ويمكنكم مشاهدة البحث كاملاً على هذا الرابط

وبالطبع ظهرت حركات معادية للعلمانية من قبل المتدينين فكانت الحركة الأصولية عند النصارى الأمريكان البروستنت وكذلك نشط السلفيون عند المسلمين وصار السلفيون يدافعون عن الدين كمنهج حياة وليس فقط تناول علوم الدين من حيث الدراسة والتدريس ومن ثم صار لازماً عليهم أن يحاوروا العلمانيين بالطرق المادية والنظريات التطبيقية والتي لا يقبل غيرها العلمانيون.

ثم بدأ المذهبان في الانتشار وبقوة في جميع أوساط الشعوب وارتقيا منابر الإعلام كل يدعو لفكره على الصحف والفضائيات حتى بات كما ذكرنا أمر العلمانية بين أمرين إما أن تسود وإما أن تعود من حيث أتت.

أتترككم الآن للحوار رجاء أن القى منكم تفاعلاً يليق بكم كمهندسين كأحد أهم طبقات المجتمع وبمنتدانا كأحد أكبر الصروح الهندسية على الإنترنت منبهاً على مايلي
-أنه مقبول في الحوارات أن ترتفع الأصوات وتحتد العبارات ولكن لابد أن نكون مرتبطين جميعاً براوبط القيم والأخلاق وكذلك قوانين المنتدى مع الاحتفاظ لمشرفي المنتدى بكامل الحق لحذف أي مشاركة أو الموضوع بالكامل أو غلقه بما يترائ لهم

  • أن نلتزم بطبيعة الحوارات من قبول النقد وإن كان حاداً وعدم التعصب المنحرف الذي يجعل صاحبه يغلق سمعه وبصره أثناء الحوار

أخوان الكرام
أين المشاركات الحيوية في مثل منتدى جميع أعضاؤه مهندسين وقد تم تسجيل عدد من المشاهدات وإلى الآن لم يشارك ولا واحد أو حتى على الأقل صوت.
أنا لا أحب أن أكون أول من يبدي برأيه
وعلى العموم أنا منتظر تفاعلاتكم في الحوار حتى لا ينقلب الموضوع إلى “محاضرات حول العلمانية"
وأنا أفتح الباب على مصراعيه للحوار للمؤيدين وللمعارضين وحتى الآن لازلت مجنباً مذهبي ورأيي حتى لا أعطي الحوار وجهة محددة وإنما أتركه لنفسه ولمشاركيه
ونجاح هذا الحوار سيفتح المجال للتحاور في قضايا أخرى مثل
"الإسلام — المجتمعات العربية — المرأة — الغرب من الظالم ومن المظلوم”
“الهندسة واللغة العربية — واقع مرير”
"الهندسة أم المال — من يحكم التكنولوجيا"
وهكذا يا أخوان
أرجو التفاعل ولو بالتصويت فقط

بالنسبة الي …اختصر رايي بالموضوع بكلمات قلائل … الدين برأيي هو “ثقافة حياة” و "اسلوب حياة"
فهو باختصار ما يحدد جوانب حياة الفرد …الخاصة و العامة …برايي مستحيل فصل الدين عن الحياة … و لو تم هذا الفصل برغم ارادة الفرد …سيعيش الافراد في تناقض تام …كما يحصل تماما عندما تبتعد الشعوب عن تطبيق تعاليم دينها في كافة جوانب حياتها…

شكراً أختي عنود على المبادرة
ونظراً لوجود ولو مشاركة واحدة على الأقل أصبح من حقي أن أشارك في الموضوع برأيي

بالطبع أنا لست من أنصار العلمانية بل أنا من أنصار الفكر السلفي ليس لأنه الحركة المضادة للعلمانية وفقط ولكنه هو السبيل الوحيد لصلاح حال أمتنا من قبل ظهور العلمانية
والسلفية كما أنها مذهب ديني في استنباط الأحكام والعقيدة فهي كذلك منهج حياة، نعم منهج للحياة العملية، وأنا لن أتكلم عن السلفية الآن ولكن في مشاركة لاحقة.

أما عن “العلمانية في أعين سلفية” فالمصطلح المستخدم لكلمة “علمانية” هو مصطلح كاذب للحركة الموجود في الدول الغربية فنقلاً عن الموسوعة الحرة:
"
“العَلْمَانِيَّة” ترجمة غير دقيقة، بل غير صحيحة لكلمة “Secularism” في الإنجليزية، أو “Sécularité” أو “laïque” بالفرنسية، وهي كلمة لا علاقة لها بلفظ “العِلْم” ومشتقاته، على الإطلاق. فالعِلْم في الإنجليزية والفرنسية يعبر عنه بكلمة “Science”، والمذهب العِلْمِي، نُطلق عليه كلمة “Scientism”، والنسبة إلى العِلْم هي “Scientific” أو “Scientifique” في الفرنسية، والترجمة الصحيحة للكلمة هي “الدنيوية”، لا بمعنى ما يقابل الأخروية فحسب، بل بمعنى أخص، وهو ما لا صلة له بالدِّين أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد.
وتتضح الترجمة الصحيحة من التعريف، الذي تورده المعاجم، ودوائر المعارف الأجنبية للكلمة:

[ul]
[li]تقول دائرة المعارف البريطانية مادة “Secularism”: "وهي حركة اجتماعية، تهدف إلى صرف الناس، وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة، إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها، وذلك أنه كان لدى الناس في العصور الوسطى رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا، والتأمل في الله واليوم الآخر، وفي مقاومة هذه الرغبة طفقت الـ “Secularism” تعرض نفسها من خلال تنمية النزعة الإنسانية، حيث بدأ الناس في عصر النهضة يظهرون تعلقهم الشديد بالإنجازات الثقافية والبشرية، وبإمكانية تحقيق مطامحهم في هذه الدنيا القريبة.[/li][/ul]

[ul]
[li]ويقول قاموس “العالم الجديد” لوبستر، شارحاً المادة نفسها:[/li][/ul]

[ol]
[li]الروح الدنيوية، أو الاتجاهات الدنيوية، ونحو ذلك على الخصوص: نظام من المبادئ والتطبيقات “Practices” يرفض أي شكل من أشكال الإيمان والعبادة.[/li][/ol]

[ol]
[li]الاعتقاد بأن الدين والشئون الكنسية لا دخل لها في شئون الدولة، وخاصة التربية العامة.[/li][/ol]

[ul]
[li]ويقول “معجم أكسفورد” شارحاً كلمة “:Secular”[/li][/ul]

[ol]
[li]دنيوي، أو مادي، ليس دينياً ولا روحياً، مثل التربية اللادينية، الفن أو الموسيقى اللادينية، السلطة اللادينية، الحكومة المناقضة للكنيسة.[/li][/ol]

[ol]
[li]الرأي الذي يقول: إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية.[/li][/ol]

[ul]
[li]ويقول “المعجم الدولي الثالث الجديد” مادة “Secularism”:[/li][/ul]
“اتجاه في الحياة أو في أي شأن خاص، يقوم على مبدأ أن الدين أو الاعتبارات الدينية، يجب ألا تتدخل في الحكومة، أو استبعاد هذه الاعتبارات، استبعاداً مقصوداً، فهي تعني مثلاً السياسة اللادينية البحتة في الحكومة”. “وهي نظام اجتماعي في الأخلاق، مؤسس على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والخلقية على اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعي، دون النظر إلى الدين”.
إنتهى من الموسوعة الحرة.

يتبين لنا أن العلمانيين العرب ما هم إلا مجموعة من السذج الذين لا ثقافة عندهم ثم بعد ذلك انبهروا بما قاله الغرب غذ قالوا لهم هذا هو “العلم” والتكنولوجيا وزعموا أنهم علمانيين أي منتسبين إلى العلم
والذي يبين جهل هؤلاء لنفسهم ودينهم ما قاله أحد العلمانيين وهو يزعم أنه شاعر مدافعاً عن العلم (هذا الرابط فيه مصدر الموضوع من كاتبه بنفسه)

يقول " قال الله تعالى: (إن الله يخشى من عباده العلماء)"
قلت: أستغفر الله العظيم، أترون هو لم يقرأ القرآن أصلاً فضلاً عن أن يدرس تفسيره. فهم قالوا له أن رب الإسلام -أعوذ بالله- يخاف من العلماء وأنهم هم أهل العلم والدعاة إليه -العملمانيين- وانتهزوا فرصة أن المسلمين كانوا إذ ذاك في محنة وضعف سياسي واقتصادي نتج عنه تأخر في الحياة العملية فزعموا أن علماء الإسلام يدعون إلى الجهل فصدقوهم ثم رددوا ما سمعوا منهم كما يفعل الببغاء لا عقلاً وعى ولا حرفاً أتقن.
ونتج عن ذلك وجود علمانيين، في بلاد المسلمين من المسلمين وأغلبهم من المبتعثين للدراسة في الخارج عادوا بشخصيات ممسموخة يرددون ما لا يعون وينعقون بما لا يفهمون فأصبحوا وهم لا يعلموا عباءة اختبئ به الغرب ليدسوا سمومهم بين الصف المسلم.

وأما من كذب ذلك بدعوى أنهم يطبقون العلمانية في بلادهم، وإذا كانو يريدون بها أن يدمروا المسملين فهل يريدون أن يدمروا أنفسهم أيضاً، فذلك أجيب عليه في مشاركة لاحقة بعنوان “العلمانية بين اليهودية والنصارنية والإسلام”

…يكفينا فقط المعنى الحرفي للكلمة …“دنيوية”…للحكم على هذا المبدأ …

بوركت اخي ابو انس على طرح الموضوع الساخن…

شكراً أختي على تفاعلك ولكني أريد أن أبين أنها ليست فقط ترجمة حرفية بل هو المعنى الجوهري والمراد الحقيق من تلكم الحملة الفكرية وأن كلمة علمانية ما هي إلا تحريف فقط ولا تنطبق أبداً على هذا الفكر كما أراده أصحابه

بداية اشكرك بش مهندس ابو انس على الطرح الممتاز لهذا الموضوع فعلا المفروض نوقف على قضايا اجتماعية بتهمنا وبتهم الوطن الاسلامي كله … ثانيا انا بعتذر منكم على التقصير بحق المنتدى بس هذا لاسباب فوق إرادتي
اما بالنسبة لرأيي بموضوع العلمانية فأنا مو مقتنعة ابدا انه السياسة شي والدين شيء ثاني والي بيثبت كلامي انه القرأن الكريم جاء منظما لحياة الأنسان وشاملاً لكل تفاصيل حياته الأسرية والدينية والاجتماعية وحتى السياسة ونحن كمجتمعات اسلامية لابد لنا من الحكم بما شرعه الله عز وجل في كتابه المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم والا نسمح للقوانين الوضعية بانها تمشي بيننا وهي التي تحكم
اعلم ان الكلام الذي اقوله شبه مستحيل فاصبح في كل دول العالم وليس معظمها والاسلامية منها وهذا ما يزيد غيظي يعتمدون على القوانين الوضعية وينحوا القران وشرع الله جانبا بعيدا عن الحكم بين الناس رغم انه - القرآن الكريم - هو الوحيد الذي يحتوي على قانون عادل شامل كامل غير قاصر مثل القوانين الوضعية …
والان يرودون ان يبتعدوا عن دين الله اكثر فأكثر وينادوا بالعلمانية …
فعلا اشكرك اخي ابو انس على هذا الموضوع الرائع الذي يوقظ المشاعر

هل العلمانية دين؟
في الحقيقة العلمانية لما قامت كان هدفها هو التحرر من الأديان حتى لا تؤثر على أخذ القرارت الحياتية العملية ولكنها مع مرور الوقت صارت “العلمانية دين” نعم أقولها وأكرر ولن أمل التكرار “العلمانية دين فاحذروه” فكما بينا من قبل أن من مبادئ العلمانية القديمة -والتي أيضاً لا نقبلها ولكنها أفضل من علمانية اليوم بكثير- أنه لا بد من فصل الدين عن الدولة فلا يكون لرجال الدين سلطة في اتخاذ القرارات السياسية والاجتماعية وكذلك عدم إجبار الناس على اعتناق دين أو مذهب معين، ولكن أسألكم بالله هل هذا ما يحدث في تونس أو تركياهل تعلمون أخواني أن جميع المواقع الإسلامية محجوبة في تونس فهل هذه حرية اعتقاد وحرية اختيار الدين وكذلك الفتيات المحجبات التركيات غير مسموح لهن دخول الجامعات وأغلبهم ذهبن للدراسة خارج البلد للدراسة فأين العلمانية الفكرية إنها دين فهل من مستنكر؟؟؟؟؟

وأما عن علاقة الأديان الموجودة مع العلمانية فإن جميع الأديان غير السماوية فهي أصلاً أديان وضعية من صناعة البشر شأنها شأن العلمانية وغالباً ما تكون هذه الأديان بمنأى عن الحياة العلمية وجوانبها بل عبارة عن بعض طقوس وخرافات تروى كالأساطير تسلى بسماعها الناس فقط لا غير. ولذلك فهؤلاء ليسوا في حاجة للعلمانية ولا يشعرون بها لأن الداعي غير موجود أصلاً.

وأما عن اليهود فلم تعرف لهم العلمانية طريقًا ولا سبيلاً، وإن كانوا يطالبون بها في البلاد التي يكونون فيها أقلية وإلا فإسرائيل من منشأها إلى الحين وهي دولة دينية بحته والدليل هو اسمها فإسرائيل هو النبي يعقوب أبو جميع أنبياء بني إسرائيل من بعده وكذلك ما ينادون به وصرحون بالمطالبة به من إعادة إنشاء هيكل سليمان فكل هذه أمور دينية تسيطر على القرارات السياسية داخل دولة اليهود. بل رفض الهالك شارون أن يقابل وزيرة خارجية أمريكا عندما زارت إسرائيل يوم “السبت" وأرجأ الاجتماع إلى الأحد. بل تجلى الأمر واضحاً هذه الأيام أكثر عندما يطالبون وبكل صراحة بـ"يهودية إسرائيل” ويعزمون على طرد كل المواطنين الإسرائليين – إن صح التعبير– الذين لا يدينون باليهودية.

أما عن النصارنية فهي منبع العلمانية وهي سر وجودها على وجه الأرض ولولا النصرانية وما بها من جهل وتحريف ما رأينا العلمانية. فمخترعي العلمانية هم النصارى الكاثوليك الأوروبيون. وذلك أن الإنجيل الذي في يد النصارى إنما هو إنجيل “منزوع الدسم” بمعنى أنك لا تجد في كتب النصارى شريعة. وأقصد بكلمة شريعة أي أحكام فقهية كما عندنا من زكاة وحج وبيوع وتجارة والمضاربة والشركات والمواريث والوصيات والديات، كل هذا لا تجده عند النصارى بعد أن حرف دينهم اليهودي “بولس” الذين يزعمون أنه رسول وإنما هو زعيم تحريف الدين النصراني فلاقى من النصارى في ذلك الوقت قبولاً لأنهه سيستريحون بذلك من حربه لهم وكذلك من كل ما يفرضهم عليه الدين من أحكام. فقبلوا كل تحريفاته على أنها تعديل رباني لدين المسيح منزل على بولس الرسول. ثم بعد ذلك آل الأمر إلى الكنيسة فصاروا يحكمون بما يروا لا بما تريد الشريعة المنعدمة فتحكموا وتجبروا على عباد الله وأنقل لكم الكلام التالي من موقع صيد الفوائد:

[RIGHT]"بداية النشأة في أوروبا، وكان ذلك بسبب عبث الكنيسة بدين الله المنزَّل، وتحريفه وتشويهه، وتقديمه للناس بصورة منفرة دون أن يكون عند الناس مرجع يرجعون إليه لتصحيح هذا العبث وإرجاعه إلى أصوله الصحيحة المنزلة كما هو الحال مع القرآن المحفوظ بقدر الله ومشيئته من كل عبث أو تحريفٍ خلال القرون

إنّ ما نبذته أوروبا حين أقامت علمانيتها لم يكن هو حقيقة الدين ـ فهذه كانت منبوذة من أول لحظة ـ إنما كان بقايا الدين المتناثرة في بعض مجالات الحياة الأوروبية أو في أفكار الناس ووجداناتهم، فجاءت العلمانية فأقصت هذه البقايا إقصاءً كاملاً من الحياة، ولم تترك منها إلا حرية من أراد أن يعتقد بوجود إله يؤدي له شعائر التعبّد في أن يصنع ذلك على مسئوليته الخاصة، وفي مقابلها حرية من أراد الإلحاد والدعوة إليه أن يصنع ذلك بسند الدولة وضماناته

ويمكننا تلخيص تسبب الكنيسة في نشأة العلمانية في الآتي:

ـ عقيدة منحرفة: أن الله ثالث ثلاثة، وأنه هو المسيح ابن مريم. (قلت: والإكثار من الكلام الفلسفي عن الناسوتية واللاهوتية والتي غالباً لا يفهمها كثير من النصارى ولكن حتِّم عليهم أن لابد أن يعتقودا بها)
ـ حصر الدين في العبادة بمعناها الضيق فقط، وفي العلاقة الروحية بالخالق. (قلت: وذلك بعد أن نزعوا منها الشريعة)
ـ نفوذ رجال الدين على الملوك وعلى عامة الناس، بحيث لا يقع تصرف منهم فيكون صحيحاً إلا عن طريق رجال الدين؛ ولو كان ذلك وفق توجيه رباني صحيح ولمصلحة البشر لم يكن فيه إشكال؛ لكن لمصلحة رجال الدين.
ـ قيام رجال الدين بالتشريع من عند أنفسهم تحليلاً وتحريماً, حسب أهوائهم ومصالحهم مثل: تحليل الخمر والخنزير، وإبطال الختان.
ـ محاربة الكنيسة للعلم وقتلها للعلماء. (قلت: ولا ادل على ذلك من قتلهم لجاليليو لمجرد اختراعه التلسكوب والكلام عن الأجرام السماوية، أما مندل مؤسس علم الوراثة فهو أصلاً كان من قلب الكنيسة فهو أصلاً قسيس)
ـ استغلال رجال الدين لمكانتهم في فرض عشور (قلت: أي ما يشبه بالضرائب ولكن صبغوها بصبغة الزكاة ولكنها لا تصرف للفقراء) في أموال الناس، وتسخيرهم للخدمة في أرض الكنيسة، وفرض ما يعرف بصكوك الغفران.
ـ الفساد الخُلُقي بكل أنواعه كان يمارسه رجال الدين. (قلت: والدليل على ذلك ما يحدث مراراً وتكراراً من حوادث زنى أثناء عملية الاعتراف، والقصة المشهورة للزانية التي أرادت أن تتوب فقال لها القس إذا أردت أن تتطهري من الذنوب فعلي أن أجامعك حتى أطهرك؟؟؟؟ وهي قصه مشهورة عندنا في مصر ولكني لا أعلم لها مصدراً للأمانة)
ـ مناصرة الكنيسة للمظالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية الواقعة على الناس. [/right]

[RIGHT]-(قلت: وكذلك تجنيب الناس عن قراءة الأنجيل وحصره على رجال الكنيسة فقط، ولم يفتح الإنجيل للناس إلا مع ثورة العلمانية)

كل تلك الأسباب وغيرها أدت إلى نبذ أوروبا للدين وإقبالها على العلمانية باعتبارها مخلصاً لها مما عانته من سطوة رجال الدين، وسبيلاً للانطلاق والتقدم الذي كان الدين ـ بذلك التصور وتلك الممارسات ـ حجر عترةٍ أمامه.[/right]

أما عن النصارى البروتوستنت فالأمر إلى حد ما يختلف فارتباطهم بالدين اقوى من الكاثوليك ولذلك الحركة النصرانية الأصولية المعادية للعلمانية ظهرت فيهم. وأمريكا بصفتها مأوى البروتوستنت فهي وإن كان المعلن عندهم رسمياً العلمانية إلا أنها في الحقيقة دولة دينية. ومن له نظرة تحليلية وعلى علم بمعتقد البروتوستنت يدرك ذلك ومثاله أن جورج بوش وبصفته أكثر الرؤساء بغضاً عند الشعب الأمريكي نفسه وكذلك أبوه من قبل، لم ينجح في الانتخابات أمام منافسه جون كيري لأن الأخير كاثوليكي. وكذلك مراعاة أمريكا للدولة الإسرائيلية ليس لأن اليهود هم المتحكمين في القرار الأمريكي فحسب – وإن كان ذلك وحده دليلاً على أن القرار فيها يحكم بالدين- وإنما لأن المعتقد البروتوستنتي أن المسيح لن يعود للأرض إلا إذا كان اليهود في أرض فلسطين فلذلك هم يمهدون لنزول المسيح.

وأما عن أقباط مصر الأرذوسوكس فالأمر يختلف بين التأييد والرفض. والحقيقي أنهم قبلوا خيار العلمانية بصفته هو السبيل الوحيد الذي سيمكنهم للتحكم في مصر كما يفعل اليهود بأمريكا بحجة العلمانية. وزعموا أن العلمانية هي السبيل الوحيد للمواطنة في مصر فطفقوا ينادون بها في كل فج وعلى كل صحيفة، تراهم يتبعون أذناب الصحفيين العلمانيين في مواقعهم يمدحون لهم ويثنون عليهم والطيور على أشكالها تقع.

أما عن الإسلام فكلامنا إنما هو يدور بالجملة عنه ضد العلمانية ونتكلم عنه مفرداً في مشاركة قادمة إن شاء الله.

السلام عليكم:بارك الله فيك أخي ابو أنس على الموضوع الجد ممتاز،حقا هذا ما نحن بحاجة إليه مواضيع تحسيسية و توعوية.
- أما بالنسبة لي فأنا و بكل تأكيد أعارض و بشدة هذا التيار بما حوى.
- فكيف لا و هو تيار يدعو إلى فصل الدين عن السياسة(الدولة).و بصريح العبارة إنه تيار جاء يدعو لفصل الدين الإسلامي عن الحكم بصورة أدق.
فكيف لهم ألا يفعلوا و قد علموا أن الدولة الاسلامية كانت في أوج حضارتها و قوتها(سادت العالم) لما طبقت شرائع دينها (ديننا الاسلامي) ،و قد كانت فيما قبل أمة مستضعفة، و أصبحت بذلك تشكل تهديدا على أعدائها.الذين اتبعوا سبلا عديدة في سبيل تحطيمها و من بينها هذه COLOR=red[/color] المسماة بالعلمانية
مع العلم أننا ارتقينا أعلى درجات العلم من خلال اتباعنا لتعاليم ديننا.(كما أنهم يعلمون أن تعاليم الاسلام هي المحور الذي تتمركز عليه حياة المسلم)
-فالامم الغربية لا يمكنها التفكير في فصل الدين عن الدولة فذلك ليس بصالحهم لأنه بذلك ستتساوى حقوق المسلمين الذين يعيشون عندهم بحقوق شعبهم
،لأن العلمانية مبدأ يدعوا إلى الحرية العقائدية(فلما تكون بدولة غربية انتحل أي ديانة تشاء فلك من الحقوق ما لغيرك و عليك من الواجبات ما على غيرك،إلا…المسلمين فحقوقهم مقيدة).
- و على العكس الغربيين لما يعيشون عندنا يجدون مختلف الأبواب مفتوحة عليهم بمصراعيهافلقد قالوها(مت غيضا يا مسلم)
- إذن فمبدأ العلمانية لا يدعو إلى فصل الدين عن السياسة و هذه هي الحقيقة بل يدعو لفصل الدين الاسلامي عن السياسة في المدن الاسلامية، أي طبق القوانين الموضوعية يا مسلم و ستكون النتيجة أن تعيش على أنقاض ما يصنعونه الغربيون.
فلا حولة و لا قوة إلى بالله

جزاك الله أخي حسين خيراً
أنعم به من وعي.

السلام عليكم

يعطيك العافية اخي ابو انس على الموضوع الرائع
انا كنت قد علقت بماشعرت به عندما قرأت موضوعك اخي ابو انس ولكني مندهشة من قلة المشاركات والردود الخاصة بهذا الموضوع رغم انه موضوع مهم جدا بالنسبة لنا وايضا هذا منتدى للمهندسين الذين يعدون من اكثر الناس ثقافة وادراك لما حولهم …

والله يا أخت المشرفة الكريمة
يبدو أن الموضوع صادف ركود في المشاراكات وفي تفاعل الأعضاء داخل المنتدى وهذه هي السمة العامة والتي لاحظتها على جميع الأقسام وعلى سبيل المثال القسم الإسلامي منذ أكثر من أسبوع لم يتم إضافة ولا موضوع واحد
ولكن هذا يبدو بسبب بداية الدراسة أسأل الله التوفيق
المهم أن الله يوفق طلابنا وهمندسينا -الصغيرين -

اخي الفاضل ابو انس…ربما كانت المشاركات قليلة و التفاعل محدوود …و لكن الاستفادة بلا شك عظيمة … شكرا جزيلا لك على المعلومات الهامه … بصراحة لم اقرأ من قبل اي موضوع يفسر معنى العلمانية و يشرحها كما انت شرحتها …
و اود ان اشير بان محدوودية و قله المشاركات ربما تعود الى اننا جميعا في المنتدى الاسلامي لنا موقف محدد و محسوم من هذه القضية و الحمدلله …
جزاك الله خيرا مرة اخرى اخي ابو انس…

صدقتي أختي الكريمة هذا ايضاً ما وقع في نفسي ولكني كنت أحب من المشاهدين التصويت على الأقل لأن الموضوع حتى الآن سجل أكثر من 120 مشاهدة فلو تخيلنا أن 40 منهم لي وأن عدد نسبة المشاهدات المتكررة حوالي 60% فهذا يعني أن عدد المشاهدين الحقيقيين هو أكثر من 30 عضو وهو عدد رائع بالنسبة لي لو استطعت أن أجمع أصواتهم ولكن يبدوا ان عدد الزوار كان أكثر من عدد الأعضاء
على العموم الحوار لا يزال مفتوحاً ولا يزال لدي بعض عناوين لمشاركات انتظر فسحة من الوقت لجمع مادتها وكتابتها
أشكر كل من تفاعل مع الموضوع من أجل أمتنا الغالية

(على هامش أعمال الملتقى)
أختنا عنود معلش نسيت أباركلك على الصورة الجديدة

رئيس الحكومة الحالي لتركيا “أردوغان” شخص تعجب فيه الآراء ولكني وجدت عنه المقال التالي مكتوباً في أحد المنتديات وهو متعلق بأخبار ما حدث في المسجد الأقصى أدعكم تعيشون مع عجائب هذا الرجل.
"[SIZE=5][B][COLOR=navy]على خطى من سبقه من القادة المسلمين يحاول اردوغان أن يخلص تركيا من عبىء العلمانية التي حكمت بلاده أكثر من ٧٠ سنة رويداً رويداً . وها هو مرة أخرى يبرهن عن حسه الإسلامي ويلغي المناورات العسكرية الروتينية التي تقيمها عادة جيوش التأمر علينا ، وذلك إحتجاجاً على ما تقوم به إسرائيل في القدس الشريف .


صفع اردوغان وحكومته وشعبه التركي الأصيل الكيان الصهيوني مرة خرى بعد المرات السابقة عبر الغاء مناورة عسكرية تتكرر سنويا منذ سنوات مع القاوت التركية والامريكية وقد كان من المقرر عقدها بين 12 و 14 اكتوبر الحالي …

وقد كانت القواعد الشعبية كلها تطالب بهذا الاغاء ومنذ سنوات ولكن يبدو أن أردوغان وحكومته وحزبه كانوا بعملون على نار هادئه حتى جاءت الفرصة خاصة وأنها اي المناورات تأتي في ظل التصعيد الصهيوني ض القدس والاقصى والذي رفضته الحكومة التركية بشدة وكذلك خرج الالاف من الاتراك ليحاصروا القنصلية في اسطنبول .

الله أكبر يا أردوغان لقد أحرجت حكام العرب بأصالتك . والله لقد أعزه الله حين لم يطلب العزة من أمريكا واسرائيل … فياذلكم يا حكام العرب يا من تركعون تحت نعال الصهاينة والامريكان ليفعوكم فما زيدكم ذلك الا ذل وهوانا …

وهذه رسالة لبعض الاخوة الذين يتهمون حكومة العدالة والتنمية وليعلموا أن المؤمن كيس فطن وليس كيس قطن … وقد خدم اردوغان وحكومته قضايا المسلمين وعلى راسها قضية فلسطين أكثر من الدول العربية مجتمعة حتى أن الدول الاسلامية أصبحت تحتمي بجرأة تركيا وشهامتها"[/color][/b][/size]

طبعا لا والف لا لست من انصار العلمانية
نحن امة اعزنا الله بالاسلام فان ابتغينا غير الاسلام اذلنا الله , فكيف اكون من انصار العلمانية ان كنت حاملا للمبدأ الوحيد الصيحيح بالوجود اضف الى ذلك انه من صنع الخالق فليس بعاقل من يؤمن بمبادئ من صنع البشر حيث ان البشر من صفاتهم النقص وبالتالي من صفات مبادئهم الوضعية النقص .لذلك لا يمكن ان نؤمن بمبادئ وضعية وفي نفس الوقت يوجد لدينا مبدأ كامل متكامل اكرمنا الله به وبه حل جميع مشاكل البشر بكل العصور والاوقات

سلمت يمناك اخي ابو انس على الموضوع فالامة تحتاج الى مثل هذه المواضيع كي تعي ما يحاك ضدها