ذكريات الطفوله

توت توت هي اغنيه اطفال لعبدالمنعم مدبولي وهي جزء لا يتجزأ من ذكريات الطفوله المبكره في حياتي…وبالرغم من اني اعتزلت سماع الاغاني الا اني حين وقعت هذه الاغنيه تحت مسامعي لم استطع الا ان استمع اليها وقد وقع في نفسي منها شيء كثير من الذكريات الجميله …واظن اني لا اتحدث عن نفسي فحسب حين اقول الذكريات الجميلعه عن ذكريات الطفوله…فمن منا لا يحن لتلك الايام ولا يتنهد تلك التنهيده العميقه حين يتذكر تلك الايام…لا زلت احن لها بالرغم من المصروف الضئيل والعلقات السخنه…لكن كل شيء كان بسيط وكل شيء كان مفرح وسلي…حبه من البنبون كانت توقع في قلبي فرحه لا يوقعها في قلبي الان كرنفال…لا هموم ولا ذنوب ولا شيء يستحق ان ينام معك في السرير كحقد او هم او خصومه الا خطه صغيره ليوم غد وابتسمه منطبعه على الوجه…

نحن الان مسؤولون عن ذكريات جيل قادم هم ابنائنا…مسؤولون عن ان نترك لديهم شيء جميل يتذكروه…هناك ما يسمى بعلم النفس بالرابط الذهني وهو باختصار شعور حسي يربطنا بشعور داخلي معين…كأن ترتبط رائحه عطر معينه بشخص معين فتتذكره كلما شممتها لانك اعتدت ان تشمها عليه…اعتقد انه تقع على كاهلنا مسؤوليه ايجاد روابط ذهنيه صحيه لابنائنا في طفولتهم…مثلا بدل من ان يرتبط رمضان بالفوازير لماذا لا نجعله يرتبط بالمسجد والقران…فحين يشب الشاب ويأتي عليه رمضان يرتبط ذهنه بما كان يفعله في الطفوله مع ابيه من ذهابه الى المسجد وحفظ القران وتجده يذكر هذا بحنين واستمتاع…لا زلت احب سماع شريط قصار السور لعبد الباسط علما اني افضل بالعموم السماع للعجمي والسديس لكن شريط قصار السور لعبدالباسط له ذكريات في طفولتي …

والله صدقت وبالذات بالنسبة لي فأنا أعيش في غربة ومعي أولادي وهو فقدوا كثيراً من حنان العائلة، فأنا أحاول أن أعوضهم عن ذلك والله المستعان

أما بالنسبة للذكريات الحسنة فربما يكون شاطئ جدة ومياه البحر الأحمر من أهم الأشياء التي أتوقع أن يتذكروها في كبرهم (بالمناسبة الشواطئ في الممكلة تختلف عن هذه التي بمصر، وأنا في مصر ما ذهبت لمصيف في حياتي قط ولا أعرف شكله قط)

ولكن والحمد لله مما ارتبط به ابني الأكبر عمره أكثر من عامين بقليل هو “مكة” وطيبة" وهو يقصد الكعبة والمسجد النبوي فهو يحب رؤيتهما جداً (والحمد لله) وكذلك كل يوم يلح علي شتري له موبايل بيقول “يا طيبة” فبأضطر أن أشغلهاله من على موبايلي انا، ويبدو أن أحمد إن شاء الله سيكون على نفس الطريقة لأني لاحظت أمس فرحته حينما سمع الأذان في التليفزيون وكيف توجه للشاشه وطبعاً من علاملات فرحته إنه قعد يخبط فيها لما كان هايقلب التليفزيون.

ولكن هذا لا ينفي أننا لابد أن نغرس فيهم إرتباطاً بمعالم دين الله كالمسجد وحلقة التحفيظ، وهي بال شك أحسن من “توت توت أطر صغنطوت” والمره الجاية أوعى تكمل سماع الأغنية لأن علام أذكر إنه كان فيها موسيقى

غفر الله لاهلينا لقد ربونا بمحبه كما يعرفون…ولكن الوعي يضيف علينا مسؤوليه ان لا نكرر اخطائهم وان كنا على ما نحن عليه بفضل تربيتهم بعد فضل الله…الطفل تربه خصبه طاهره تنمي ما تزرعه فيها فلنزرع فيها كل طيب …وانا للأسف ابو انس شجره توت توت وغيرها من زروع الطفوله في قلبي واظن اني بحاجه للكثير من الوقت والجهد لانتزع جذورها العميقه…رزقك الله ذريه طيبه…وصلاح الاباء ينفع الابناء

نعم كنت أنتظر هذه منك وبشدة بعدما قرأت مقدمة كلامك، ولكنك والحمد لله لم تخيب ظني، فأحسن الله لك وبارك في والديك وجعلهما قرة عين لبعضهما وجعلك لهما كذلك وجعلكم للمتقين إماماً، وإيانا ووالدينا اللهم آمين.

امين