قالت هابي فالانتاين فماذا اقول لها؟

الحمد للهشرع لنا دينًا قويمًا، وهدانا صراطًا مستقيمًا، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما ،أما بعد: فإن المفخرة الكبرى لكل مسلم أن هداه الله لهذا الدين الذين رضيه لعباده فقال سبحانه " إن الدين عند الله الإسلام " ومن أيقن شرف هذه النعمة فلن يكون مفتقرا بعدها إلى رأيِمخترِع ولا هوى مبتدِعٍ ,وقد اتصل خطاب السماء بخطاب الأرض في يوم عرفة العظيم بآية المائدة العظمى"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتعليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا"إخواني : سأتحدث موجزا عن يوم الحب المزعوم ( فلانتاين ) بعد أن كتبت لي أحد الأخوات عن انتشار الاحتفال به بين البنات وأنهن يتبادلن هذه التحية الافرنجية ( هابي فلانتاين ) وبين يدي الحديث أذكركم بهذا الحديث صلى الله على قائله "لتتبعُنّسَنَنَ من كان قبلكم، شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبّتبعتموهم"، قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال “فمن ؟” رواه البخاريها هي دعاوى التغريب تَكِرّ من جديد، وتروّج لعيد ما أمكَرَه من عيد، عيدٍ سموه بغير اسمهتدليسًا وتلبيسًا، سمّوه باسم شريف، ليروج على التقي النقي العفيف، سموه عيد الحبوهو في الحقيقة عيد الخنا والرذيلة ، ينشرون الرذائل في أثواب الفضائل، على نهج أبي مرة الخبيث : "وقاسمهما إني لكما لمنالناصحين "ولأن خبر هذا اليوم المزعوم عيدا قد ذاع في بعض وسائل الإعلام والمنتديات والمواقع والقنوات والمحال والطرقات كان حريا بنا أن نقترب منه هنية لنعلم حقيقته وقصته , فلقد زعموا أن روما الوثنية كانت تحتفل في يوم 15 فبرايرمن كل عام، وكان هذا اليوم عندهم يوافق عطلة الربيع، وفي تلك الآونة والنصرانية فيبداية دعوتها أصدر الإمبراطور كلايديس الثاني قرارا بمنع الزواج على الجنود، وكانرجل نصراني راهب يدعى فالنتاين تصدى لهذا القرار، فكان يبرم عقود الزواج خُفيةَ،فلما افتضح أمرُه حُكم عليه بالإعدام، وفي السجن وقع في حب ابنة السجّان، وكان هذاسرًّا لأنَّ شريعة النصارى تحرّم على القساوسة والرهبان الزواج وإقامة علاقاتعاطفية، ولكن شفع له لديهم ثباتُه على النصرانية، حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفوَعنه على أن يترك النصرانية ويعبُد آلهة الرومان، ويكون لديه من المقربين ويجعلهصهراً له، إلا أنه رفض هذا العرض وآثر النصرانية، فأُعدم في يوم 14 فبراير عام 270ميلادي ليلةَ الخامس عشر وهو عيد الرومان، ومنذ ذلك الحين أطلق عليه لقب القديس. وبعدما انتشرت النصرانية في أوربا أصبح العيد يوم 14 فبراير، وسمي بعيد القديسفالنتاين، إحياءً لذكراه، لأنه فدى النصرانية بروحه، وقام برعاية المحبينزعموا. ووقع في شراك الحب الخائن لابنة السجانهذه هي قصة هذا العيد، الذي جمع بين طوام الشبهات وهوام الشهوات فصاحبه قسيس رقيع , ووقع في حب وضيع , وهام بذكره أهل الهوى , ونشروا له طقوسا تزيت باللون الأحمر , وإنك لمبصر عجبا وضائق أدبا حين ترى المحلات التجارية وملاكها من أهل صلاة الفجر وحفاظ القارعة والعصر , وقد عرضوا الورود الحمراء إبان هذا اليوم ليكسبوا من المراهقين والمراهقات حزمة من الريالات في انفصام نكد وتبعية مقيتة , ولا تسل عن تبادل التهاني والتحيات، والهدايا والبرقيات، في ذلك اليوم , وكأن الحب في الإسلام قاصر على يوم واحد وموسم واحد ألا فليعلم هؤلاء أن الاحتفال بهذا اليوممن البدع الكبرى وأنه محرّم في دين الإسلام، ولا خلاف في ذلك بين أهل العلمالربانيين
أما إنه لو كان هذا العيد من إحداث المسلمين لكان الاحتفال به حرامًا لقوله صلى الله عليه وسلم "من أحدثفي أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري , فكيف وهو من ابتداع الكفرة الفجرة ؟!
لقد جمعت هذه البدعة بين الحشف وسوء الكيلة ولبست الكبر وسوء العيلة , ولقد عجبت لمن يدعو للتسامح في إظهار الحب في ذلك اليوم وكأن ديننا بحاجة ليوم نجدد فيه الحب لمن نحب , إن ديننا قائم على تمجيد الحب ومن درر الإمام الأغر صاحب الكلم القيم المسدد ابن القيم قوله رحمه الله: " فبالمحبة وللمحبة وجدت الأرض والسموات، وعليها فطرت المخلوقات، ولهاتحركت الأفلاك الدائرات، وبها وصلت الحركات إلى غاياتها، واتصلت بداياتهابنهاياتها، وبها ظفرت النفوس بمطالبها، وحصلت على نيل مآربها، وتخلصت من معاطبها،واتخذت إلى ربها سبيلاً، وكان لها دون غيره مأمولاً وسؤلا، وبها نالت الحياةَالطيبة وذاقت طعم الإيمان لما رضيت بالله ربا وبالإسلام دينًا وبمحمدرسولاً"ولقد دعا المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم لإشاعة الحب بين الناس في غير ما حديث فمنها أنه جعلدخول الجنة معلقا على تحقيقهذه الخصلة الكريمة، فقال "لاتدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموهتحاببتم؟! أفشوا السلام بينكم" رواه مسلم, وقالصلى الله عليه وسلم : " إذا أحبالرجل أخاه فليخبره أنه يحبه" رواه أبو داود والترمذي , ولقد ضرب قدوتنا وحبيبنا المصطفىصلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة للحب، كما وصفه الله الكريم "وإنك لعلى خلق عظيم"وهذا شيء من خبره صلى الله عليه وسلم وصادق حبه وسمو مشاعره فداه أبي وأمي ونفسي وبنيّ وما أملك
ها هو يعرف مشاعر زوجه
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة: أنى لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عنى غضبى… أما إذا كنت عنى راضية فإنك تقولين لا ورب محمد… وإذا كنت عني غضبى قلت: لا ورب إبراهيم؟؟ رواه مسلموتأملوا كيف يقدر غيرة زوجه وحبها ويتعامل برقي وسمو بالغ…
تقول أم سلمة: أتيت بطعام في صحفة لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، فقال: من الذي جاء بالطعام؟ فقالوا أم سلمة، فجاءت عائشة بحجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وقال: كلوا، يعنى أصحابه، كلوا غارت أمكم غارت أمكم ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمه لعائشة"!!صححه الألباني
وتأملوا إبداء المشاعر
كما في حديث أم زرع الطويل والذي رواه البخاري: قال عليه السلام لعائشة “كنت لك كأبي زرع لأم زرع” أي أنا لك كأبي زرع في الوفاء والمحبة فقالت عائشة بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع!!
وهاهو يختار أحسن الأسماء لها
كان صلى الله عليه وسلم يقول لـ[عائشة] :" يا عائش، يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام". متفق عليه. .
وها هو يأكل ويشرب معها…
تقول عائشة رضي الله عنها : كنت أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ، وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ. رواه مسلم والعَرْق: العظم عليه بقية من اللحم
وكان عليه السلام لا يكره منها شيئا
تقول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض. رواه مسلموها هو يتنزه معها ويصطحبها…كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث. رواه البخاري
وها هو يساعدها في أعباء المنزل
سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان في مهنة أهله. رواه البخاريوها هو يهدي لأصدقاء زوجه خديجة وفاء لها رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة يقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة. رواه مسلم.بل يعلن حبه لها يقول صلى الله عليه وسلم عن خديجة “أنى رزقت حُبها”. رواه مسلموها هو يمتدح زوجه عائشة رضي الله عنها
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. رواه مسلم
وها هو يتطيب لها في كل حال
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كأني أنظر إلى وبيض المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم وسُئِلَتْ عائشة: "بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك"
وتأملوا العاطفة الجياشة
كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان ذلك يومها، فأبطأت في المسير، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكي، وتقول حملتني على بعير بطيء، فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها، ويسكتها…"رواه النسائيوها هو يسابقها ويلعب معها…
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: تعالي أسابقك، فسابقته، فسبقته على رجلي" وسابقني بعد أن حملت اللحم وبدنت فسبقني وجعل يضحك وقال هذه بتلك!
وها هو يراعيها نفسيا حال مرضها…
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات ورقاها بيديه. رواه مسلم
والمواقف سواها كثيرة جدا ! فهل يسوغ أن نلتفت للنكرة فلانتاين وعندنا هذا القدوة العظيم ذو الخلق العظيم !!
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

منقووووووووووول

[CENTER]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا اعلم ماذا اقول سوى

"اللهم اهدي شباب وفتيات المسلمين "
الله امييييييين[/center]

بارك الله في القائل وفي الكاتب وفي الناقل وفي القارئ وفي من أمن على دعائنا
اللهم آمين
عوداً حميداً يا ميمو هندسة