السهر وتأثيره على الخلايا الدماغية والجهاز العصبي

السهر وأثره على الخلايا الدماغية والجهاز العصبي
[FONT=Arial][COLOR=navy][SIZE=5]

[CENTER]السهر … والغذاء

عندما يحدث أي مرض عضوي كحدوث مرض في الكبد أو القلب أو حدوث مرض للأعصاب أو الخلايا العصبية فأول اشارة لهذا المرض هي اضطراب تغذية العضو المتأثر بالمسبب، وأول محاولة للعلاج تكون بابعاد المسبب ثم تحسين تغذية العضو عن التركيز على تناول أغذية معينة تفيد العضو المصاب وتناول بعض الأنواع الدوائية التي تزيل الالتهاب عن ذلك العضو وتحسين ترويته الدموية. وقد لاحظنا في مقالات سابقة أن التغذية تتأثر بالحالة النفسية للانسان، ثم كيف أن اضطراب التغذية يؤثر في نمو الأعضاء الجسمية بسبب نقص المواد الغذائية، وأبعد من ذلك فإنه وبوجود نظام غذائي مثالي فإن استقلاب المواد الغذائية في أعضاء الجسم يتأثر بالساعة البيولوجية للجسم، وأيضا يتأثر بساعات نومه واستيقاظه، وان أي اضطراب في النوم يؤدي الى اضطراب في استقلاب الأعضاء للمواد الغذائية وبالتالي اضطراب بوظيفة العضو يؤدي مع مرور الأيام الى اصابة العضو بتغيرات يصعب معها علاج المريض رغم ازالة السبب، أي تتعدى الحالة من الاصابة المزمنة للخلية الى الاستحالة الخلوية، وان أول ما يتأثر بالسهر الليلي هو الدماغ خصوصا الاستقلاب في الخلية العصبية .

تأثير السهر في الخلايا الدماغية:
العصبونات والخلايا العصبية عبارة عن خلايا غير متجددة ، تتشكل منذ المرحلة الجنينية وتستمر في التطور طيلة فترة حياة الانسان، وهي عبارة عن خلايا لها استطالات وتشعبات وتوجد في الدماغ على شكل قشرة الدماغ ذات اللون الرمادي وتؤلف مراكز التكلم والنطق والذاكرة والتفكير والتعلم والعاطفة ومراكز الحركات الارادية وغيرها.
ويشكل سكر الجلوكوز وفيتامين ب1 والفوسفور المحرك الأساسي لحياة الخلية العصبية، ويتم داخل هذه الخلية عمليات استخدام السكر والفوسفور بمساعدة من فيتامين ب1 على انتاج الطاقة وتخدم هذه الطاقة المنتجة عمليات الخلية العصبية، وان أي تعب يطال هذه الخلية يؤدي الى تراجع عمليات استقلاب السكريات وانتاج الطاقة اللازمة لتمام وظيفة الخلية العصبية، وتعب هذه الخلية يؤدي الى تراجع بوظائفها وارهاقها مما يؤدي الى صعوبة في التكلم والنطق لدى الفرد وصعوبة في التذكر والتفكير وأيضا صعوبة في التعلم وخلل ينتاب الشعور العاطفي وتفسير الأحداث، وهذا ناتج عن ارهاق الخلية العصبية بسبب انخفاض في عمليات امداد الطاقة والخلل الحادث لأجهزة الخلية العصبية كمراكز تصنيع بروتين الخلية وخلل في نفاذية الخلية وتوزع الشوارد على طرفي الخلية بسبب حدوث خلل في مضخة الصوديوم على طرفي الخلية فيحدث انحباس للمواد السامة داخل الخلية نتيجة لصعوبة طرحها خارجا، وتتراكم تلك المواد السامة ويحدث ازمان للحالة وبالتالي استحالة تلك الخلية العصبية ونمو خلايا الدبق العصبي مكانها.

التأثير في عمل خلايا البصلة السيسائية:
توجد في البصلة السيسائية مراكز التحكم في العمليات اللا ارادية كتنظيم التنفس وحركات القلب، وتنظيم عمليات انقباض الأوعية الدموية، والخلايا العصبية المنظمة لتلك الأعضاء تحتاج الى مواد غذائية تستقلبها وتحتاج الى نظام التخلص من نواتج عمليات الاستقلاب وهذا لا يتحقق الا اذا كانت الخلية بوضع صحي يضمن لها انجاز الوظائف المناطة بها وأي خلل في عمليات استقلاب الطاقة وطرح النواتج الاستقلابية خارجا يؤدي لخلل واضطراب في عمل الاعضاء التي تنظم عملها، وبالتالي فإن حدوث اضطراب للمراكز البصلية يؤدي لاضطراب في التنفس وحركات القلب وليونة الشرايين .

[CENTER]التأثير في عمل الجهاز
العصبي المحيطي:
يقصد بالجهاز العصبي المحيطي مجموع الأعصاب وتفرعاتها خارج الدماغ والنخاع الشوكي الموجودة في محيط الجسم والتي تعصب الأعضاء والأجهزة ويتألف الجهاز العصبي المحيطي فقط من الألياف العصبية التي تنقل السيالات العصبية والأوامر من الجهاز العصبي المركزي المتمثل بالدماغ والنخاع الشوكي الى سائر أنحاء الجسم .
يتم نقل السيالة العصبية بشكل نبضة كهربائية ناتجة عن اختلاف توزع الشوارد داخل وخارج الليف العصبي، والسهر يؤثر في تغذية الليف العصبي بشكل سلبي فيؤدي الى اضطراب في توزع تلك الشوارد على طرفي الليف بسبب ارهاق العصب الناتج عن السهر وبالتالي خلل في نقل السيالة العصبية الى الأعضاء المنفذة كالقلب والعضلات كعضلات التنفسية (عضلات القفص الصدري) والعضلات الحركية وغيرها كما أن السهر يؤدي الى خلل في عمل اللوحة المحركة وهي منطقة اتصال العصب بالليف العضلي وبالتالي نجد اضطراباً في الحركة لدى الشخص وعموما يمكن تلخيص التأثيرات السلبية للسهر الناتجة عن اضطراب استقلاب المواد الغذائية في الجهاز العصبي المركزي والمحيطي على النحو التالي:

  • دوخة وصداع وقلق، وضعف بالتركيز، ناتج عن الخلل الحادث في استقلاب السكريات وعمليات انتاج الطاقة في الخلية العصبية.
  • ضعف في نمو الدماغ لدى الأطفال وتأخر عمليات النطق وتأخر التعلم وضعف في الذاكرة.
  • ارهاق دماغي يؤدي الى اضطراب في التروية الدموية للدماغ مؤديا الى نقص أاتقي اللهاتقي اللهجة الخلية الدماغية بسبب انقباض الشرايين المغذية للدماغ نتيجة السهر.
  • تأثر عمل القلب واضطراب نظمه نتيجة توتر الخلايا العصبية في البصلة السيسائية.
  • عدم انتظام حركات التنفس وبالتالي يؤثر ذلك في أاتقي اللهاتقي اللهجة الخلايا الجسمية مؤديا الى هبوط الأاتقي اللهاتقي اللهجة الخلوية.
  • الوهط القيامي الحاصل نتيجة خلل التروية الدموية للدماغ والتجمع الحشوي للسائل الدموي .
  • تأثر عمل الغدد الصم وخلل في افرازاتها وهنا يقصد الغدة النخامية الموجودة في المهاد البصري وهذه الغدة تنظم عمل العديد من الغدد الأخرى من خلال إفراز هرموناتها في الدم .
  • تعب الأعصاب وإرهاقها وخلل في الحركة العضلية وضعف في اللياقة الجسمية ناتج عن سوء نقل السيالة العصبية نتيجة نقص في تغذية العصب. [/center]

[CENTER]التأثير في الصحة

  • تأخر في نمو الخلايا الدماغية بسبب حدوث خلل في استقلاب الطاقة المتمثلة بسكر الجلوكوز مما يؤدي الى ضعف في نمو القشرة الدماغية .
  • ضعف نمو القشرة الدماغية الناتج عن السهر بسبب اضطراب استقلاب الطاقة يؤدي الى ضعف في عمليات التعلم لدى الأطفال المتمثلة بتأخر النطق والتلعثم في الكلام وضعف في الذاكرة الناتج عن ضعف في نمو الخلية الدماغية بقشرة الدماغ والحركات غير المتوازنة والبكاء المستمر والانطواء والاكتئاب أو اضطراب علاقات الطفل مع باقي الأطفال من سنه بسبب اختلاف التفكير بسبب نقص نمو الخلايا الدماغية.
  • قلة الشهية وانحرافها واقبال الطفل على تناول الحلويات نتيجة خلل استقلاب السكريات في الجسم وخلل في انتاج الطاقة (زيادة الطلب على السكريات).
  • ضعف عام وهزال ونقص في نمو الأعضاء والجهاز الحركي المتمثل بالعظام والعضلات واضطراب الافرازات الأنزيمية والهرمونية وسوء امتصاص المواد الغذائية .
  • خلل في الحركة ناتج عن عدة أسباب منها اضطراب تغذية الأعصاب الناقلة للسيالات العصبية، وناتج عن اضطراب انتقال السيالة العصبية عبر الليف نتيجة خلل توزيع الشوارد عبر طرفي الليف العصبي وتعب العصب، وتعب اللوحة المحركة ( منطقة اتصال الليف العصبي بالليف العضلي )، وخلل الحركة هذا يكون ناتجاً أيضا عن ضعف في تكوين العضلات بسبب اضطراب استقلاب العناصر الغذائية كالبروتينات والسكريات والدهون والناتج عن اضطراب النظام الخلطي الكيميائي وعدم توافر الكمية الكافية من العناصر الغذائية اللازمة لإتمام عمليات الاستقلاب في الخلايا الكبدية بسبب انخفاض الشهية الحاصل نتيجة السهر .
  • اضطراب ساعات النوم لدى الأطفال الناتج عن السهر لساعات متأخرة من الليل يؤدي الى اضطراب في عمليات النمو للأعضاء الجسمية كافة .
  • اضطراب ساعات تناول الطعام لدى الأطفال مما يؤدي لصعوبة هضم المواد الغذائية وسوء الامتصاص في الأمعاء وامساك مع اضطراب في إفراز العصارات الهاضمة .
  • ضعف المناعة الجسمية الناتج عن اضطراب الاستقلاب في الجسم، وبالتالي الاصابة ببعض الأمراض المعدية كالزكام والتهاب القصبات والاسهالات المتكررة .
  • يؤثر السهر في المرأة فتزداد بسببه احتمالية الاصابة بالسمنة بالإضافة الى اضطراب في الدورة الطمثية، اضطراب إفراز الهرمونات للأسباب المذكورة سابقا، حالات من الامساك المزمن، اضطراب في حركة القولون تنتج عنه غازات مع اضطراب في هضم المواد الغذائية.
  • السهر المستمر يؤثر بشكل سلبي في المرأة الحامل وفي صحة جنينها مؤديا الى ضعف في نمو الجنين، وحثل عظمي للأم مع الدوخة المستمرة والمغص بسبب التوتر الحاصل في الأعصاب.
  • يؤثر السهر سلبيا في الرجل مؤديا الى ارهاق جميع أجهزة الجسم بما فيها جهاز الدوران والجهاز التناسلي والتنفسي والكبد والبنكرياس وغيرها من الأجهزة الجسمية . [/center]

[CENTER]المواد الغذائية الواجب
تناولها للتقليل من الآثار
السلبية للسهر

  • الابتعاد عن تناول الدهون قدر الامكان لتلافي تصلب الشرايين لأن السهر من العوامل المحفزة على ترسب الكوليسترول على البطانة الداخلية للشرايين .

  • يؤثر السهر المستمر في الضغط الدموي مسببا ارتفاعاً في الضغط والتوتر الشرياني لذا يفضل تناول بعض المشروبات الخافضة للضغط الدموي كالروب، الحليب، البابونج، النعنع، المليسة وغيرها من خافضات الضغط الطبيعية كالموز.

  • ينصح بالاكثار من تناول المواد الغذائية الحاوية على المعادن كالخضار الورقية وتناول المواد الغذائية الحاوية على الفيتامينات كالفواكه المختلفة أو شرب كوكتيل الفواكه الطازج وذلك لرفع وتيرة الاستقلاب المنخفض في الخلايا العصبية بسبب نقص تلك المواد لا سيما احتواء الفواكه على السكريات البسيطة التي تمنح الطاقة للدماغ على شكل سكر جلوكوز.

  • تناول المواد الغذائية الحاوية على البوتاسيوم وذلك لتحفيز عملية الاطراح للنواتج الاستقلابية السامة من داخل الخلية لخارجها وخصوصا للخلايا الدماغية لكي لا تتراكم داخل الخلية العصبية وتؤثر سلبا في عملها.

  • تناول المواد الغذائية الحاوية على الأملاح والمعادن كالموز والقرنبيط يفيد لتحفيز نقل السيالة العصبية عبر محور الخلايا العصبية.

  • السهر المستمر يؤدي لإرهاق عضلة القلب واستنفاد الطاقة الكامنة بالألياف العضلية القلبية المتمثلة بالأدينوزين ثلاثي الفوسفات مؤديا مع الاستمرار بإصابة القلب بالهبوط والقصور الوظيفي ولتفادي ذلك ينصح بتناول مقويات القلب الطبيعية كلحوم النعام والغزلان الغنية بالأدينوزين وحليب النوق والعسل فلحم النعام من الأغذية الغنية بالبوتاسيوم وحليب النوق من الأغذية الغنية بالحديد وفيتامين سي والحموض الدهنية غير المشبعة المهمة لعمل القلب والعسل غني بالسكريات السهلة الاستقلاب .

  • اذا كان سبب السهر دراسياً ومن النوع المتواصل قد يسبب فقر الدم الغذائي لذا ينصح بالاكثار من المواد الغذائية الحاوية على حمض الفوليك ومجموعة فيتامينات ب المركبة وينصح بالتناول اليومي للحليب أو الروب والتقليل من البروتينات والدهون وتناول الشوربات المختلفة مع تناول السلطات الخضرية المختلفة وكوكتيل الحليب لتلافي الارهاق خصوصا وقت الامتحانات وتلافي الاصابة بفقر الدم الغذائي .

  • كما أن السهر المتواصل على الانترنت قد يسبب فقدان الشهية وفقر الدم لذا يراعى تناول مواد غذائية خفيفة وعالية المحتوى الغذائي كالتي ذكرت سابقا والابتعاد عن الكثرة بتناول المنبهات والتدخين .

  • التأخر لوقت طويل في العمل يستنفد الاحتياطي من المواد الغذائية والفيتامينات والأملاح والمعادن الموجودة في الكبد لذا يفضل تعويضها يوميا بالتنوع الدائم بتناول مصادر المواد الغذائية وقد ذكرت سابقا .

  • يراعى عدم الاكثار من تناول المواد الدوائية الحاوية على الباراسيتامول أو الكافيين لتقليل آلام الرأس والصداع الناتج من السهر فكثرتها تؤذي الخلايا الكبدية .
    *السهر الطويل يؤدي لخلل في إفراز الهرمونات وفي تكوين وافراز الأنزيمات وفي تكوين المرافقات الأنزيمية ودورات التحلل والاستحداث للمواد الغذائية، لذا يراعى عدم السهر الطويل واليومي لمرضى السكري ومرضى الكلى ومرضى الضغط الدموي وتصلب الشرايين.

  • السهر الطويل من الأسباب المؤدية لاضطراب التروية الدموية في الجسم فيؤدي لتجعدات في الجلد ولسقوط الشعر نظرا لقلة تغذية الشعر.

  • السهر مع القراءة في الليل يؤدي لإرهاق في العصب البصري والخلايا البصرية أيضا مما يؤدي لرفع الضغط الدموي داخل العين والشعور بالصداع وألم الرأس في المنطقة الصدغية، وعلى هذا يراعى تناول خافضات الضغط الدموي الطبيعية كالروب وغيرها مما ذكر آنفا ويراعى توزيع الإضاءة بحيث تكون كافية لتلافي تعب عدسة العين .

  • ويفضل قبل النوم تناول كوب من الروب أو كوكتيل الفواكه لتعويض النقص في الأملاح والمعادن ولمساعدة الجسم على اعادة تأهيل أعضائه لاستقبال يوم آخر مملوء بالنشاط. [/center]
    [/size][/color][/font]
    [/center]