دلّني أينَ الطّريق؟

بسم الله الرّحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:

فائدة؛
عسى الله أن ينفعنا بها.

:


[RIGHT] [B][FONT=Courier New][SIZE=5]دلّني أينَ الطّريق؟

[/size][/font][/b]
[/right]

خطوات حائرة
تخبط واضح
مالي قد أضعت الطريق …؟
لم أترك دار ذكرٍ إلا دخلتها،…!
ولم أدع باب حلقةٍ الا طرقته…!
وتَمُرُّ بي الأيام تلو الأيام ، بل الشهور تلو الشهور
بل السنون تلوالسنون، وأنا مثل ما أنا…!!!
لم تسمو بالقرآن أخلاقي، ولم تصلح الآيات صلتي بربي…!!!
لم تردعني المواعظ عن الزلات،…!!!
لم تتحسن تلاوتي، ولم يزد حتى منسوب حفظي…!!!
فأنا أتراوح بين جزء وجزء،
وفي كل مرة أعجز عن المواصلة…!!!
تيه وحيرة وتخبط .
فبالله عليكم دلوني على الطريق
…Oo …اين الطريــــــــــق… oO…

لا عجب منك ذلك التيه
وتلك الزفرات وهذا التخبط،

فكيف ستعرف الطريق وأنت لا تحمل سراجاً ينير دربك ويرشدك؟

نعمأنت بحاجة إلى سراج يضيء لك الطريق

بل تحتاج الى مجموعة من الأسرجة
حتى تصل الى هدفك الاسمى
الا وهو
رضا الله
عز وجل

وكأني بك الان تسال
ترى ماهذه الاسرجة …؟

اليك اياها

السراج الأول

والذي سيجعلك تسير على هدى
وبخطوات ثابتة بإذن الله تعالى هو
تعاهد القلب.إننا حينما نرتاد أماكن الخير هذه مع كثرة المغريات والملهيات من كل شكل ولون وفي كل مكان،
حينما نترك كل ذلك ونأتي إلى هنا،
حتما ستكون نياتنا حسنة ،
إذ أتينا لطلب الآخرة وتركنا الدنيا وراءنا
لكن هذا القلب يحتاج للتعاهد والرعاية حتى لا يدب فيه داء الرياء الذي كان من أخوف
ما يخافه علينا رسولنا صلى الله عليه وسلم
وهو الشرك الأصغر كما تعلم.
فحذار من أن تحسن التلاوة طلباً لثناء فلان،

أو تشترك في نشاطٍ لتنال مديح فلان،

أو تُظْهِر التأثر بالآيات او المواعظ لكي تكبر في عين فلان،

فإنَّ مِنْ أولِ الثلاثة الذين تسعر بهم النار يوم القيامة:
الذي يقرأ القرآن ليقال إن فلاناً قارئ كما ورد في الحديث عند الترمذي
نعوذ بالله تعالى من ذلك
حين تتعاهد قلبك وتحرص على الاخلاص في عملك
سيضئ لك الطريق
وسيتلاشى شيئا من ذلك الظلام
وسيعينك على سلوك الطريق بإذن الله
الى مرضاة الله

السراج الثاني

تحديد الهدف
إننا نعاني من التخبط في كثير من أمور حياتنا
لأننا لا نحددأهدافنا بوضوح ،
وإن حددناها فلا نُوَثِّقُهَا بكتابتها وكتابة خطوات العمل بها

أنا وأنت وكل مسلم ومسلمة على وجه الأرض

ما هو هدفنا الأسمى وغايتنا الكبرى في هذه الحياة؟

بالتاكيد
هدفنا تحقيق رضا الله عز وجل

يقول الله تعالى
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
وبالتالي فإن كل عمل يقوم به المسلم في هذه الحياة

لابد أن يربطه بهذا الهدف وهذه الغاية.

جرب هذه الطريقة وسترى الفرق بإذن الله تعالى

خذ ورقة وقلماً واسأل نفسك
في اي مكان كنت

1- لماذا أنا هنا؟
2- وما الذي أود تحقيقه في هذا المكان؟
3- وهل انا اسير في الطريق الذي يوصلني لمرضاة الله بتواجدي هنا

ثم حدد ذلك على شكل نقاط .
· … دون هذه النقاط وغيرها مما تريد تحقيقه
، وتحت كل نقطة
اكتب خطوات تحقيقها بشكل واضح ودعها أمام عينيك دائماً .

لكن انتبه
أنت أدرى الناس بنفسك
فضع أهدافاً تناسب قدراتك ،
ولا تضع أهدافاً مستحيلة فلا تستطيع تحقيقها ويصيبك الإحباط ،
فمثلا
لا يُعقل أن تضع من أهدافك حفظ القرآن كاملاً في وقت وجيز
وأنت تعرف أنك لا تستطيع ذلك ،
بل تدرج شيئاً فشيئاً حتى تصل في النهاية لمرادك ومقصودك
· هذا سراج مهم
ستحتاجه ليتضح
لك الطريق اكثر
فلا تهمله

السراج الثالث

انه سراج الصحبة .

وقد قيل: الجليس الصالح كالسراج اللائح ،
والجليس الطالح للمرء فاضح،

ومما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال:
ما أعطي عبدٌ بعد الإسلام خير من أخٍ صالح، فإذا رأى أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به

لكن لابد أن تحرص أن تكون صاحبك الصالح من سُكَّانِ القمم .

وسكان القمم يا أخي أناس مثلنا،
قريبون منا، يعيشون على هذه الأرض بأجسامهم،
لكن هممهم وعزائمهم تُحَلِّقُ في السماء،
وتسكن في القمم،
فإذا أردت البحث عن صحبة تعينك في هذا الطريق فابحث بين سكان هذه القمم،

سكان القمم
أصحابُ جِدٍ في السلوك، ونشاطٍ في العمل.
سكان القمم
يتعبون لبلوغ المعالي
لكنه تعب يعقُبُه فرح ونعيم لا شقاء بعده بإذن الله تعالى
لا يقنعون بالمستوى الذي هم فيه،
لأن الإنسان إذا ما اقتنع بذلك فهذه أولى خطوات الانحدار،
بل كلما وصل إلى غاية تمنى غاية أكبر منها
كل ذلك في أمور الآخرة طبعاً

سكان القمم
يجاهدون أنفسهم للوصول إلى ما يظن الناس أن الوصول إليه صعب أو مستحيل
سكان القمم
يسعون إلى تطوير أنفسهم دائماً
سكان القمم
يراعون الأولويات فيبدؤن بالأهم فالمهم
سكان القمم
يبتعدون عن كل ما من شأنه الهبوط بهممهم

فانظر إلى صحبتك
أهُمْ مِنَ الذين قال الله فيهم:
( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)

فأعانوك على الطاعة والاستقامة،
أم هم غير ذلك؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟

·يا رب نسألك
أن تَمُنَّ علينا بصحبة تسكن تلك القمم وتعيننا على سلوك الطريق الى مرضاتك
وجناتك جنات النعيم

السراج الرابع

سراج مهم
سراجٌ يُضيء الطريق،
ويريح القلب،
فيتسامى عن دنياه ويحلق في آفاق الآيات
·
·إنه تدبر القرآن الكريم .
· تأمل أخي
في واقعنا مع القرآن:
نحفظ منه الكثير ثم لا يلبث ما حفظناه أن ينسى
ولا يؤثر علينا لا في قول ولا سلوك أو عمل .
· · ولا عجب
إنْ كُنَّا نَمُرُّ على الآيات بل ونحفظها ولم نكلف أنفسنا يوماً بتأملها
أو النظر في معنى
ما يُشْكِلُ علينا منها،
وبالتالي لا نطبقها واقعاً عملياً في حياتنا.

: يقول ابن قدامة: "
التدبر هو المقصود من القراءة وإن لم يحصل التدبر إلا بترديد الآية فليرددها ".
نعم إن المَقْصَدَ من تلاوة القرآن هو التدبر والعمل به.

يقول ابن عمررضي الله عنه
((كان الفاضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة ونحوها،
ولكنهم رُزِقُوا العمل بالقرآن،
وإنَّ آخر هذه الأمة يُرْزَقُونَ القرآن منهم الصبي والأعمى
ولا يرزقون العلم به ))

فلا حول ولاقوة الا بالله
فكم نحن مفرطون في هذا الجانب.

: يقول ابن القيم رحمه الله تعالى
" فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر؛ لاشتغلوا بها عن كل ما سواها "

. وقد أثنى الله عزوجل
على من تدبر القرآن وتأثر به
فقال:
( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون*)
اي
خَافَتْ وَرِقَتْ قُلُوبُهُمْ
لانهم فقهوا مايتلون

وبالمقابل فقد ذم من ترك تدبر القرآن ولم يتأثر به
فقال عز من قائل :
( وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبراً كأن لم يسمعها
كأن في أذنيه وقراً فبشره بعذاب أليم )
اي
كأنه لم يسمعها; لأنه يتأذى بسماعها ، إذ لا انتفاع له بها

وقال سبحانه:
( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)
اي
هي مطبقة لا يخلص إليها شيء من معانيه

ولكي نحقق التدبر الامثل للايات
والذي به تتحرك هذه القلوب وتلين لذكر الله
فلابد من خطوات نسير عليها
وهي كالتالي

1/ تذكر دوما قوله تعالى كتاب أنزلناه إليك مبارك )
لماذا؟
ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب
2-عليك بالترتيل والتغني بالقراءة وتحسينها .
3- عليك بصلاة الليل وقراءة القرآن فيه
4-احرص على سلامة التلاوة وإتقان التجويد
5- احرص على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند القراءة
6- عليك بالإنصات عند سماع القرآن الكريم
7-اجهر بالتلاوة قليلاً لتتجنب شرود الذهن

هذه بعض من الخطوات المعينة على التدبر
احرص عليها

اللهم ارزقنا تلاوة كتابك على الوجه الذي يرضيك عنا ويقربنا منك

السراج الخامس

· اخر تلك الاسرجة
او بالاصح هو سلاح لكل مؤمن ومؤمنة
الا وهو الدعاء
(وقال ربكم ادعوني استجب لكم )
واثنى الله تعالى على أنبيائه
فقال تعالى:
{إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خـٰشِعِينَ}
[الأنبياء:90]،
فأثنى سبحانه عليهم بهذه الأوصاف الثلاثة:
1-المسارعة في الخيرات،
2- ودعاؤه رغبة ورهبة،
3-والخشوع له،
وبيَّن أنها هي السبب في تمكينهم ونصرتهم
تامل معي الايات
لقد كانوا يسارعون في الخيرات ومع ذلك لم يتركوا الدعاء
فحري بنا ان نسلك طريقهم ونسير على نهجهم
ان اردنا الفوز والفلاح
علينا ان نداوم على الدعاء في كل وقت وحين
في السراء والضراء
في الرخاء والشدة
وألا نستعجل الإجابة،
فرسولنا عليه افضل الصلاة واتم السلام يقول:
( يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي )
**اللهم انر بصيرتي
واجعل اللهم الحق في عيني اوضح مايكون
اللهم أشعل مصابيح قلبي لطاعتك
اللهم أثلج صدري براحة الاطمئنان بعفوك
اللهم اجعل متعتي تلاوة آيات كتابك
وارزقنا اللهم العمل بما فيه
اللهم اجعل راحتي في خشوعي بين يديك
اللهم أجعل كتابك نبراس طريقي
ورضاك عني سبيلي

اخيـــــــــــــــرا

وخلاصة ماسبق

تعاهد قلبك اخي واحطه بسياج من الاخلاص

وناقش اهدافك بوضوح وسطرها على اوراقك حتى ترسخ في ذهنك
ابحث عن اهل العزائم والهمم العالية لتحظى معهم بسكنى القمم
ولا تنس ان تحمل سلاحك في كل وقت في السراء والضراء
تسلح بالدعاء واكثر منه
فان الله قريب يجيب دعوة الداعي اذا دعاه.


انتهى.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
وفقكم الله.

مشكور اخي عمارة على الموضوع القيم ما شاء الله اللهم اجعلنا هادين مهدين لا ضالين ولا مضلين برحمتك يا ارحم الراحمين

بارك الله فيكي ويجزيكي عنا كل خير

جزاااااااااااك الله كل خير