عمارة زهاء حديد : واقعية الفضاء الافتراضي

ثمة شعور خاص واستثنائي ، ينتاب المرء ، عندما يجول في فضاءات واقعية ، سبق وان تعرف عليها افتراضا ً عبر مخططات معمارية مشغولة هي ايضا بشكل استثنائي . وهذا ما يحس به زائر التوسعة الجديدة لمتحف " اودغوبغو " Ordrupgaard ، الواقع في شمال ضواحي العاصمة الدانمركية – كوبنهاغن ، والمصمم من قبل المعمارية العراقية الاصل ذات الشهرة العالمية : " زهاء حديد " . وقد جرت مراسيم حفل انتهاء بناء التوسعة مؤخرا ، وتم تدشين افتتاحها في يوم 30 آب ( اغسطس ) 2005 ، بحضور ملكة الدانمرك " مارغيته الثانية " ، وبمشاركة المعمارية المشهورة نفسها .
ومعلوم ، ان " زهاء حديد " في جميع مشاريعها تتكأ في مقارباتها التصميمية على استراتيجية " التفكيك
Deconstruction “، تلك الاستراتيجية التى تدرك الفضاء المصمم و " غطاءه " معا ً ، كقيمة تصميمية مميزة ،تفضي الى تشكيل هيئات معمارية غير عادية " تتلبسها " حركة موارة ، تحيل تلك الهيئات الى محض كتل ، تتندمج فيها وظائف مفردات الانشاء فيما بينها ، وتتلاشي خصوصيتها ، ويتأسس هذا الادراك على قاعدة التفسير الذاتي والتأويل الشخصي لمجمل البرنامج التصميمي للمنشأ المصمم ، مع الاهتمام بخصوصية المكان ، ومن ثم ترجمة كل ذلك الى رسومات تخطيطية تقود لاحقا الى تشكيل نماذج تصميمة عديدة . ومن خلال الاشتغال على هذا الاسلوب ، فانها نجحت في دمج متطلبات برنامج " التوسعة " المتشعب نوعا ما ، للخروج بهيئة معمارية نادرة حافلة بحضور اسلوب " انسياب " الفضاءات بصورة معبرة وجريئة . وفي النتيجة فنحن امام بلاغة متقنة لصياغة معمارية لامعة ،” ليس فقط لجهة الاحساس بها لذاتها ، وانما ايضا لجهة ارتقاء بالامكانات غير العادية ، المرتبطة باسلوب عرض اعمال المتحف الفنية ." ؛ وفقا لتقييم احد النقاد المعمارين الدانمركيين .
لم يكن اسلوب رسم المخططات لوحده امرا غريبا ، اذ بدت العمارة ذاتها انجازا فريدا واستثنائيا ، انجازا يطمح لان يكون متساوقا مع طبيعة متغيرات فلسفية ومهنية طرأت على المشهد الابستمولوجي المعاصر . واذ تتوالى نتاجات زهاء حديد لاحقا ، مع نتاج معماريين آخرين ، فان مرحلة جديدة لعمارة غير مسبوقة بدأت ارهاصاتها تظهر معلنة بوضوح عن تلامس الفعالية المعمارية لتخوم ابداعية ، لم تكن مفرداتها متداولة اصلا ولا معروفة مسبقا لدى المصمميين . وها انا الان ، اقف في" لجة " الحيز الواقعي لتصميم نادر التنفيذ ، من تلك المشاريع العديدة التى عكفت" زهاء " على تصاميمها في الفترة الاخيرة ، وباتت اغلبها رسوما ورقية غامضة وملتبسة ، لم يكن من السهل " قراءتها " ، ناهيك عن محاولة تنفيذها . اقف ، اذن ، في منتصف فضاء متحف " اودغوبغو " ؛ مستذكرا ً احساسي الاولي ، ذلك الاحساس الذي شابته الدهشة ، عندما اطلعت لاول مرة ، على اسلوب مخططاتها في الثمانينات ، واستمرت متابعتي ، لاحقا ، لنشاطها المهني عبر مقالات نقدية سعيت من وراءها الى اضاءة منجزها المعماري ، مقدما اياه الى القارئ العربي ، كاسرا ، في الوقت عينه ، حاجز الصمت الذي لف ّ نتاجها في ادبيات النقد المعماري العربي .
ورغم فرادة الحدث التصميمي الماثل امامي ، واهميته في المسار التطوري للعمارة المعاصرة ، ورغم اني بتُُ شاهدا ومستخدما في آن ، لتلك العمارة المثيرة لنقاشات صاخبة ؛ فقد وددت ان استثمر وجودي الفعلي، غير الافتراضي ، في فضاء المتحف الواقعي ، لاختبار مصداقية اطروحة عمارة التفكيك ، التى تعتبر " زهاء " واحدة من ممثليها الاساسين ، بقراءة " نص " عمارتها باسلوبين ، احدهما يقف بعيدا عن الانقياد لتبعات ضغوط التصورات المسبقة ، والتسليم بصوابية مناهج النقد الحديث المفسرة ( والمبررة … ايضا ً ) لتلك العمارة ؛ والاسلوب الثاني الاستعانة باطروحة التفكيك ، وما تفرزه من مفاهيم غير مسبوقة ، تؤسس لعمارة مخالفة : عمارة ما بعد الحداثة . بكلمات آخرى ، نشدتُ تعقب عمل عواقب الفكر التصميمي الذي تظهره رسومات تخطيطية ذات نفس تشكيلي ملتبس ، كانت دوما تتجنب الالتزام بمعايير القراءة المبسطة .
ويتعين عليّ قبل الشروع برصد التأثيرات الحسيّة التى تولدها عمارة المبنى ، ان اذّكرّ بمسار التصميم ومتطاباته . ففي مارس من عام 2001 ، نظمت وزارة الثقافة الدانمركية مباراة معمارية مغلقة لتوسعة " متحف اودغوبغو " . وقدرت مساحة التوسعة بـ 1.150 مترا مربعا لاضافة قاعات عرض جديدة ، منها 254 مترا مربعا مخصصة الى المعارض الخاصة ، ومثلها من الامتار لعرض المقتنيات الدائمية للمتحف ، كما توخت التوسعة تأمين تسهيلات اضافية الى الجمهور وتأمين فضاءات الى بهوالمتحف ، بالاضافة الى تأمين 220 م2 مخصصة الى فضاءات مقهى مع خداماته ، و قاعة متعددة الاغراض .
دُعيت سبعة مكاتب استشارية للمشاركة في المسابقة المعمارية ، منها ثلاثة مكاتب دانمركية ( بضمنهم مكتب هنينغ لارسن – معمار الدانمرك الاول ، ومصمم مبنى وزارة الخارجية في الرياض بالسعودية 1981-84 ) ، ومكتب " زهاء حديد معماريون" من لندن ، ومكاتب من فرنسا وهولندا والمانيا . ومنحت لجنة التحكيم بالاجماع ، في 28 ايلول < سبتمبر > 2001 مقترح " زهاء " المرتبة الاولي " واعتبرته احسن تقديم ضمن التقديمات السبعة ، واوصت بتنفيذه على ان يراعي التصميم مقترحات اللجنة ، فيما يخص النواحي الوظيفية والتقنية . وفي 6 تشرين الاول < اكتوبر > 2003 ، تم وضع حجر الاساس للمبنى ايذانا ببدء عمليات التشييد ، التى اكـتملت بافتتاح توسعة المتحف في 30 آب < اغسطس > 2005 ، كما اشير سابقا ً .

ومن اخر اخبارها…

فازت مدينة ابوظبي بأول تصميم تقيمه المهندسة المعمارية العراقية زهاء حديد، في العالم العربي. ويربط الجسر الذي يقام على ساحل الخليج ما بين ارض دولة الامارات العربية المتحدة وجزيرة عاصمتها ابوظبي. ويحاط الجسر بتكتم شديد من جانب دائرة الاشغال العامة في ابوظبي المسؤولة عن إنشائه، ويتجنب المسؤولون في الدائرة المرتبطة بالشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء، الادلاء بأي معلومات عن موقع الجسر الجديد او شكله او حتى الاسم الذي يطلق عليه. وفي حديث غير رسمي ذكر مسؤول في الدائرة ان التفاصيل قد تعلن في مؤتمر صحافي ربما يعقد في الشهر المقبل، وقال انه ثالث جسر يربط العاصمة ابوظبي بأرض دولة الامارت العربية المتحدة. وعبر المسؤول
عن سروره بأن الجسر سيكون حدثا انشائيا والاول من نوعه في العالم الذي يتم بناؤه وفق تصاميم مهندسة معمارية.
ومقابل تكتم ابو ظبي احتفت لندن طوال الشهرين الماضيين بعرض لقطات «حية» للجسر الجديد مصنوعة بالكومبيوتر، عرضت اللقطات على شاشات ليزر ضخمة في ساحة «ليستر سكوير»، التي تعتبر ملتقى الشباب والسياح من مختلف انحاء العالم، وامكان التجول على الجسر الجديد «صاعدا نازلا» في فيلم كرتون مصنوع بالكومبيوتر جرى عرضه في «معهد الفنون المعاصرة» CA. والفيلم جزء من معرض خاص بأعمال المهندسة العربية التي يعتبرها النقاد الغربيون «ست العمارة العالمية» La Diva Of World Architucture. وذكرت الآنسة زهاء لـ «الشرق الأوسط» ان بناء جسر ابو ظبي يستجيب لحاجات مجتمعات فوارة بالنشاط والحيوية تقيم وتعمل على سواحل جنوب الخليج التي تربط بين الامارات. وقالت ان تصميم الجسر يتمم بناء النسيج العمراني لأبوظبي ويقيم شكلا يطلق عليه اسم «كثبان»، حيث تتجمع مجموعة هياكل على الشاطئ وتندفع منها خطوط منفردة فوق امتداد القناة المائية تحتها، ويشكل ساحل الامارات قاعدة الانطلاق للجسر الجديد الذي يمتد مسافة 900 متر ويبلغ ارتفاعه 60 متراً عن سطح الماء. وأثار جسر ابو ظبي عواطف الغيرة لدى الاوساط المعمارية الانجليزية، حيث قال فيليب دود، مدير «معهد الفنون المعاصرة»، الذي يعتبر من اكبر مراكز النفوذ الفني البريطانية، الى تسليم زهاء حديد مشروع محطة الطاقة في منطقة باترسي جنوب لندن التي يزمع تحويلها إلى «ديزني لاند»: «اعطوها محطة الطاقة في باترسي كي تعيد بناءها لنا جميعا». وتصلح العواطف المحتدمة المستثارة حول جسر أبوظبي موضوعا لأفلام هوليوود الشهيرة عن الجسور مثل «جسر على نهر كواي» و«جسر واترلو». فهذه ليست المرة الاولى التي تصمم فيها المهندسة العربية جسراً، لكنه سيكون اول جسر تصممه يتم تنفيذه. اول جسر لها كان «على نهر التيمز»، وهو مشروع تخرجها في كلية الهندسة المعمارية في لندن عام 1977، اطلق عليه اسم «الجسر التكتوني». ويعتبره النقاد الغربيون بمثابة «بيان معماري» لاسلوبها التجريدي الذي يستمد اصوله في رأيهم من فن الخط العربي.

مشكور اخوي احمد عبدة على المرور الطيب

شكرا وتسلم على المعلومات الجيدة.

مرسي عبادي عالمعلومات المفيدة
بالمناسبة انا من اكتر المعجبين بزها حديد واعمالها الرائعة وخاصة الابراج الراقصة بتعقد
بالتوفيق عبادي وننتظر منك كل جديد

_*( heshamir )$$&$$ (abady )$$&$$ (ميمي عمارة ) $$&$$ (mony86)>>
مشكووووووووووووووووور على المرور الطيب

thanxxxxxxxxxxxxxx

مشكووووووووووور اخوي localhost
عل المرورررررر الطيب

مشكورين على هذه الجهود

بارك الله فيك وبرك فوقك جمل .

الاخوه …##( الوطواط ) $$&$$ ( jojo99 )
مشكووووووووووووووووور على المرور الطيب

مشكور علي الموضوع عبادي

بارك الله فيك

الاخوه …##( dreamaker ) $$&$$ ( egco )
مشكووووووووووووووووور على المرور الطيب

شكرا أخى الكريــــــم

مشكوررررررررررررررررررررررر

الاخوه …##(hassan1985 ) $$&$$ (هملوخ2)
مشكووووووووووووووووور على المرور الطيب

tht is very goooooooooooooooooood