الثورة الرقمية الى اين؟؟؟

إن التقدم المعرفي والعلمي الذي يشهده هذا العصر ً، وما تبعه من تنمية معلوماتية قد أثر على كافة مناحي الحياة ، والذي غيّر كثيراً من أنماط الحياة وأساليبها بزمن قياسي واصبح الوصول الى المعلومة بالثانيه واجزائها و نجد كثير من الدول أنشأت بما يسمى بالحكومات الالكترونية والجامعات الافتراضية التي تعتمد على المعلومات بشكل أساسي وعلى وسائل الاتصالات الحديثة. وأيضا نجد مراكز البيع والشراء التجارية والبنوك الالكترونية التي هي بالتالي تعتمد على وجود وسائل الإتصال المتاحة للشعوب واستيعاب الشعوب لهذه التقنيات الحديثة واستعماله، وأدى ايضا إلى ظهور أساليب وطرق جديدة للتعليم ، تعتمد على توظيف مستحدثات تكنولوجية لتحقيق التعلم المطلوب، منها استخدام الكمبيوتر ومستحدثاته، والأقمار الصناعية والقنوات الفضائية، وشبكة المعلومات الدولية يطلق عليه التعليم الإلكتروني ( وهو طريقة التعليم والتعلم باستخدام الوسائط الإلكترونية في عملية نقل وإيصال المعلومات بين المعلم والمتعلم مثل الحواسيب والشبكات. والوسائط مثل الصوت والصورة، ورسومات، والمكتبات الإلكترونية، والإنترنت وغيره ) ويعتبر عمليا من الثورات التي أحدثت وستُحدث تغيرات مستقبلية إيجابية في كافة المجالات الحياتية و هذا ما جعل الدول تنفق الكثير من الأموال في سبيل الاستفادة منه، الا ان إن أكبر التحديات التي تواجه التربويين هي الفجوة الرقمية (الفجوة بين مستخدمي وسائل تقنية الإتصال الحديثة ) واهم اسبابها اختلاف ثقافات الأجيال و البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كلفة الإنترنت، مستوى الدخل والقدرة الشرائية. وايضا طبيعة المجتمعات الشرقية الرافضة لفكرة حلول الحاسوب مكان الأنسان في انجاز المهام كبديل أساسي من الناحية الأقتصادية والنوعية في انجاز الأعمال وعلاوه على ذلك الأهمال المبالغ فيه من قبل الأدارات العليا في تلك المجتمعات في الأهتما م ورعاية جانب المعلوماتية والحاسبات واعطاء الأهمية الى جوانب اخرى ان العوامل اعلاه تعتبر من اهم العوامل التي خلقت الفجوة الرقمية ، وعلى مدى عشرة اعوام ماضية فقط، نجد في العالم النامي كل 1 من 1000 شخص يحصل على جهاز حاسوب مقابل 600 من كل 1000 شخص من العالم المتقدم اما في آسيا اكل 4 اشخاص يملك جهاز كمبيوتر لكل1000 مقارنة مع 585 لكل 1000 شخص في الولايات المتحدة. وايضا الفجوة إتسعت واتضحت بين العرب والعالم فقد أصدرت منظمة الإسكوا اواخر العام 2008، تقريرا يشير إلى أن الصفحات العربية على الإنترنت لا تتجاوز 0.1 في المائة من إجمالي عدد الصفحات على الشبكة العنكبوتية، حيث يناهز مجموع الصفحات العربية أربعين مليون صفحة، في حين يقدر العدد الإجمالي العالمي بأربعين مليار صفحة وأكد التقرير، الذي أعده مستشار منظمة الإسكوا في قضايا المعلوماتية، نبيل علي أن «العرب لم ينافسوا لغاية الآن في مجال إعداد البرمجيات في معظم المجالات، وبالتالي فإنهم يحصلون على أدنى حصة في مجال صناعة المعلوماتية». وبين التقرير، الذي ارتكز على دراسة طالت أكثر من مائتي موقع إلكتروني عربي، وجود فجوة في صناعة المحتوى الرقمي بين الدول العربية وإسرائيل، مشيرا إلى أن نسبة ولوج مستخدمي العبرية إلى المواقع الإلكترونية بلغت 66 في المائة، في حين أنها لم تتعد بالنسبة للمستخدمين العرب حاجز 13.6 في المائة ؟؟؟؟ وذكر تقرير المعرفة العربي لعام 2009 (( يلفت النظر الغياب الكلي لتعليم تقانات الحاسوب في دول عربية عديدة وندرة الدول التي ادخلت الحاسوب في المرحلة الابتدائية )) (( مازالت صناعة البرمجيات تمر في المرحلة الجنينية في الدول العربية مقارنة مع الدول المتقدمة الاخرى ))
اذا ما هي الخطط التي يجب إتباعها لتقليص الفجوة الرقمية ؟؟؟؟ وللاجابة عن هذا السؤال والتساؤل نقول ان النظام التعليمي او المدرسي يلعب دوراً هاماً نحو تحقيق وتعلم مهارات الحاسوب و الاتصال بالإنترنت، و استخدام إستراتيجيات البحث الرقمي فبالاضافة الى مميزات وفوائد التعليم الإلكتروني المتمثلة سرعة تطوير المناهج والبرامج بما يواكب متطلبات العصر وتقليل تكلفة تطوير المناهج والبرامج. وسهولة وصول المادة العلمية (المناهج، والمراجع،…) إلى الطلاب سواء في الحضر أو في الأرياف وهذا سيوسع أفق ومدارك الطلاب من خلال تنوع مصادر المعلومات و سيساهم في تضييق الفجوة بين المدرسة والمنزل.وستكون للتقنيات المتقدمة وتكنولوجيا المعلومات عامل جذب مهم للمدرسين والتلاميذ وبالتالي سوف تتراجع معدلات غياب التلاميذ تراجعاً كبيراً بعد انتشار أجهرة الكمبيوتر في الصفوف وسيساهم التعليم الإلكتروني في إيجاد مجتمع افتراضي يدور في فلك عمليات التعلم ومحوره المعرفة‏. وايضا ستتراجع ظاهرة الدروس الخصوصية. وعند تطبيقه فانه سيعمل بالمستقبل القريب على تقليص الفجوة الرقمية ومحو الأمية التكنولوجية والانتقال الى استخدام الحكومة الالكترونية
إن التعلم الإلكترونى ضروى ليس فقط كونه أحد مصادر التعليم ولكن أيضا كوسيلة للاتصال، حيث يكون بإمكان الحميع أن يتصلوا ببعضهم البعض ومع الخبراء منهم في أي مكان في العالم، و بالتالي يمكن أن يعطي هذا دفعة قوية للتعليم وطرائقه وعليه يجب ان نسرع ونجتهد على تطبيق التعليم الإلكتروني في التعليم بحيث يصبح التعليم الإلكتروني بديلاً أو موازياً للتعليم التقليدي وقبل كل شىء يجب علينا نشر التوعية الشاملة لجميع أفراد المجتمع بالتعليم الإلكتروني وأهميته في التربية والتعليم من خلال وسائل الإعلام المختلفة وايضا تحديد الجهة المشرفة والمسئولة عن التعليم الإلكتروني حتى لا تتضارب الآراء وتتبعثر الجهود بين الجهات ويجب ان يتولى الإدارة والعمل أكاديميون ومهنيون متخصصون في هذا المجال ولديهم الخبرات الكافية وتشجيعهم بامتيازات خاصة وبعد ذلك يبدا العمل وفق الخطة التالية
اولا :دراسة الواقع والإمكانيات المتاحة حالياً من حيث الاستعداد للاستفادة من التعليم الإلكتروني
ثانيا: تبنى مشروع التعليم الإلكتروني ووضعه على سلم الأولويات الوطنية وتشجيع إجراء الدراسات والأبحاث العلمية و الندوات والمؤتمرات العلمية التي تناقش التعليم الالكتروني
ثالثا : تعمل الجهة المشرفة على التعليم الإلكتروني بالتعاون مع الجهة المسئولة عن المناهج والمقررات الدراسية على تحويل المقررات الدراسية من الصورة المكتوبة إلى الصورة الرقمية ووضعها على شبكة الإنترنت أو شبكة الإنترانت للطلاب الذي يرغبون في الاستفادة منها.
رابعا : عمل خطة تدريبية على مدى سنوات قادمة يتم من خلالها تدريب المعلمين والمدرسين والإداريين والمشرفين التربويين في المدارس والمعاهد والكليات على برامج التعليم الإلكتروني.
خامسا : العمل على تبادل الخبرات والتجارب مع الدول المتقدمة والعمل على استخدام التؤمة بين المدن المتقدمة في هذا المجال ومدننا
سادسا : العمل على توفير البنى التحتية المتمثلة في الشبكات و الأجهزة والبرمجيات التعليمية وبناء المختيرات اللازمة لنجاح تطبيق التعليم الإلكتروني.
سابعا : التعاقد مع شركات القطاع الخاص ومؤسسات تجارية متخصصة في مجال التعليم الإلكتروني للعمل على تسهيل تطبيقه في مؤسسات التعليم وتشجيعها على تدريب المعلمين والطلاب على استخدام التعليم الإلكتروني وتقنياته.
ثامنا: تبني “مشروع حاسبة محمولة لكل طالب” وينفذ على مراحل حيث يتم توزيع حاسبات على الطلاب ونبدا من الصف الرابع والخامس والسادس الابتدائي في المرحلة الاولى وتبقى هذة الحاسبة معه في المراحل اللاحقة الى انتهاء المرحلة الجامعية وخلال ستة سنوات يكون جميع الطلاب من الصف الرابع الابتدائي الى الصف السادس الاعدادي يمتلكون حاسبات محمولة
وختاما نعتقد ان مثل هذه الخطط ترسم لنا الطريق للدخول الى ميدان التنافس المعلوماتي وردم الفجوة بيننا وبين الدول المتقدمة و ليس فقط في المجال المعلوماتي وتقنيات الحاسبات فحسب وانما في جميع المجالات والأختصاصات الأخرى. وسنجعل من مواطننا مواطنا يعيش في مجتمع دولي، يمتلك مهارات ومعلومات تساعده على العيش في عصر المعلومات والعلم والمعرفة ونجعل العالم العربي ينهض من غفوته و يأخذ بزمام المبادرة حتى يتفاعل مع المستقبل
نعم أن الوقت لم يفت بعد لكي نلحق بباقي الأمم.