صوت صفير البلبل.للأصمعى

قصة قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي
بقلم الكاتب :سالم الكعبي
كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور يضيق على الشعراء فهو كان يحفظ القصيدة من أول مرة يسمعها فيها فكان يدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه و كان لديه غلام يحفظ القصيدة بعد أن يسمعها مرتين فكان يأتي به ليسردها بعد أن يقولها الشاعر و من ثم الخليفة و كان لديه جارية تحفظ القصيدة من المرة الثالثة فيأتي بها لتسردها بعد الغلام ليؤكد للشاعر بأن القصيدة قد قيلت من قبل و هي في الواقع من تاأليفه و كان يعمل هذا مع كل الشعراء فأصيب الشعراء بالخيبة و الإحباط خاصة أن الخليفة كان قد وضع مكافأة للقصيدة التي لا يستطيع سردها وزن ما كتبت عليه ذهبا فسمع الأصمعي بذلك فقال : إن بالأمر مكر . فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني و لبس لبس الأعراب و تنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير فدخل على الأمير وقال : إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك و لا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك ، فألقى عليه القصيدة التالية :

صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلي

المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي

و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي

فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي

قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي

فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي

والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلي

فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي

فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي

قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي

وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي

شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلي

في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي

والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي

طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي

والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي

شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي

وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي

ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي

يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي

والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي

والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي

لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي

إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلي

يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي

اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلي

انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلي

نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي

أقول في مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلي

حينها أسقط في يد الأمير فقال : يا غلام يا جارية . قالوا : لم نسمع بها من قبل يا مولاي. فقال الأمير : أحضر ما كتبتها عليه فنزنه و نعطيك وزنه ذهباً. قال : ورثت عمود رخام من أبي و قد كتبتها عليه ، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال الوزير : يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي . فقال الأمير : أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير : أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟! قال : يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير : أعد المال يا أصمعي . قال : لا أعيده. قال الأمير : أعده . قال الأصمعي : بشرط . قال الأمير : فما هو ؟ قال : أن تعطي الشعراء على نقلهم و مقولهم . قال الأمير : لك ما تريد .

القصيدة لها قراءات صوتية رائعة منها واحدة للشيخ الصغنون “مسلم” موجودة على اليوتيوب

هذه القصيدة بالرغم من أنها تحظي بإقبال كثير من المهندسين (كما عبر لي ابن خالتي أديب وشاعر ومعيد في كلية دار علوم) إلا أن الأدبيون يحطون من شأنها حتى اعتبرها بعضهم من موضوعات الروافض للطعن في خلفاء الدولة العباسية

بس بما اننا مهندسين فلا يهمنا أنها جاءت بقافية متكررة في كل ابياتها “لي” ولكن ما يهمنا هو الابداع الموجود في نظم القصيدة مما يلزم سامعها أن لا يسكت عن الضحك حتى تنتهي

كانت فقط هذه خواطر “لي” حول هذه القصيدة

انا عايز بس اسئل عن حاجة
ايه هو اسم الصيغة البلاغية لما يكون شطرى اول بيت على نفس القافية ؟

لا حرمنا الله ردودك وتعليقاتك اخى ابو انس
لديك افضل الردود على الاطلاق على الموضوعات لانك دائما تشارك فى الموضوع
بالنسبة للقصيدة انا فعلا ما يعجبنى فيها الفكاهه والقدرة على استخدام الالفاظ حتى انى اسال نفسي مرار هوه احنا عرب:sm248: بمعنى هل لدينا قدرة على استيعاب مثل تلك الافكار وابتكارها بالنسبة لى مستحيل احنا بنتكلم عربي مكسر

بالنسبة لموضوع هو احنا عرب؟ فالإجابة لا وأنا أضرب في ذلك مثالاً لفقدنا لتذوق اللغة العربية واعجابنا فقط باللفظة الجنبية، على سبيل المثال الذي طرحته من قبل في “ملتقى الهندسة واللغة العربية بين العملية والعولمة” لو قالوا لينا هناك شامبو ممتاز لغسيل الشعر وهو فعال للوقاية من القشرة وما تسببه من أذى في شكل الرأس وكذلك أكتاف البدلة ومن أجل ذلك هانسميه “شامبو الراس والكتاف”… هل ضحكتم من هذا الاسم، ربما أرى على وجهوكم بسمة سخرية وربما واحد عيار ضحكته يعدي ويقول “آيه الفقاقة دي؟” في حين إننا كلنا بنستخدم “هيد آند شولدرز” دا بس مثال مزاحي أما لو توغلنا لتحول مجرى الموضوع لغم بعد الضحك على صوت صفير البلبل

طبعاً إذا تتطابقة نهاية شطري البيت الأول فهذا “تصريح” من “فتح مصراعي الباب” وهذا من المحسنات البديعية وليست البلاغية لأنها لا تخدم المعنى ولكنها تخدم الفن والموسيقى الذاتية للأدب، هذا المحسن كان لا يفوت الشعراء القدامى مثل مطلع معلقة ابن كلثوم

أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا *** وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا

أما إذا تتطابقا في وسط القصيدة فهي “قافية داخلية” مثل هذا البيت في نفس المعلقة

قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا *** نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا

بس لا تظنوا إن أخوكم بالكلمتين دول له خلفية في الشعر وإنما هي بقايا من الثانوية العامة

العلامة ابو انس والله بجد لديك تذوق لغوى
بالنسبة للمهندس احمد معذرة لم انتبه على سؤالك فمشاركتى كانت متزامنة مع مشاركتك واخونا ابو انس اجاب فابلغ هوه تصريع
بس حقيقي والله انا من اشد المعجبين بالشعر العربي وتذوقه وخاصة شعر العصر العباسي وينتابنى شعور غريب حينما اقرا تلك الاشعار واحس اننا من قمنا بدفن اللغة العربية ولا عزاء لاحد

جزاكم الله خيرا ابو انس على الرد والوافى وفعلا المثال الذى ذكرته من شعر المعلقات لعمرو بن كلثوم من الشعر المفضل لدى

وهذه هى المعلقة كاملة



معلقة عمرو بن كلثوم
ألا هُـبَّي بِصَحْنِكِ iiفاصْبَحِينا ****** ولا تُـبْقِي خُـمورَ iiالأنْدَرِينا
مُـشَعْشَعَةً كَـأنَّ الحُصَّ iiفِيها ****** إذا مـا الماءُ خَالَطَها iiسَخِينا
تَـجُورُ بِذي الُّلبانَةِ عَنْ iiهَواهُ ****** إذا مـا ذَاقَـها حَـتَّى iiيِـلِينا
تَرَى الَّلحِزَ الشَّحيحَ إذا iiأُمِّرَتْ ****** عَـلَيِهِ لِـمالِهِ فِـيها مُـهِينا
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ iiعَمْرٍو ****** وكـانَ الكَأْسُ مَجْراها iiالَيمِينا
ومَـا شَـرُّ الثَّلاثَةِ أُمَّ iiعَمْرٍو ****** بِـصاحِبِكِ الذي لا تَصْبَحِينا
وكَـأْسٍ قَـدْ شَرِبْتُ iiبِبَعَلْبَكٍ ****** وأُخْرَى في دِمَشْقَ وقاصِرِينا
وإنَّـا سَـوْفَ تُدْرِكُنا iiالمَنايَا ****** مُـقَـدَّرَةً لَـنـا iiومُـقَدَّرِينا
قـفِي قَـبْلَ التَّفَرُّقِ يا iiظَعِينا ****** نُـخَبِّرْكِ الـيَقِينَ iiوتُـخْبِرِينا
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً ****** لِـوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ iiالأَمِينا
بِـيَوْمِ كَـرِيهَةٍ ضَرْباً iiوَطَعْناً ****** أَقَـرَّ بِـها مَـوَالِيكِ iiالعُيُونا
وإنَّ غَـداً وإنَّ الـيَوْمَ رَهْنٌ ****** وبَـعْدَ غَـدٍ بِـما لا iiتَعْلَمِينا
تُـرِيكَ إذا دَخَلْتَ عَلَى iiخَلاءٍ ****** وقَـدْ أَمِنَتْ عُيونَ iiالكَاشِحِينا
ذِراعَـيْ عَـيْطَلٍ أَدْماءَ iiبِكْرٍ ****** هِـجانِ الـلَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينا
وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ iiرَخْصاً ****** حَـصَاناً مِنْ أَكُفِّ iiاللاَّمِسِينا
ومَـتْنَىْ لَدْنَةٍ سَمَقَتْ iiوطَالَتْ ****** رَوَادِفُـها تَـنُوءُ بِـما iiوَلِينا
ومَـأْكَمَةً يَضِيقُ البابُ iiعَنْها ****** وكَـشْحاً قَدْ جُنِنْتُ بِه iiجُنونَا
وسـارِيَتَيْ بِـلَنْطٍ أوْ iiرُخـامٍ ****** يَـرِنُّ خَـشاشَ حُلَيْهِما iiرَنِينا
فَـمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ iiسَقْبٍ ****** أَضَـلَّتْهُ فَـرَجَّعَتِ iiالـحَنِينا
ولا شَـمْطاءُ لَمْ يَتْرُكْ iiشَقَاها ****** لَـها مِـنْ تِـسْعَةٍ إلاَّ iiجَنِينا
تَـذَكَّرْتُ الصِّبْا واشْتَقْتُ iiلَمَّا ****** رَأَيْـتُ حُمُولَها أُصُلاً iiحُدِينا
فَأَعْرَضَتِ اليَمامَةُ iiواشْمَخَرَّتْ ****** كَـأَسْيافٍ بِـأَيْدِي iiمُـصْلِتِينا
أبَـا هِـنْدٍ فَـلا تَعْجَلْ iiعَلَيْنا ****** وأَنْـظِرْنَا نُـخَبِّرْكَ iiالـيَقِينا
بِـأَنَّا نُـورِدُ الرَّايَاتِ iiبِيضاً ****** ونُـصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ iiرَوِينا
وأَيَّــامٍ لَـنا غُـرٍّ iiطِـوالٍ ****** عَـصَيْنا المَلْكَ فِيها أنْ iiنَدِينا
وسَـيِّدِ مَـعْشَرٍ قَـدْ iiتَوَّجُوهُ ****** بِتاجِ المُلْكِ يَحْمِي iiالمُحْجَرِينا
تَـرَكْنا الـخَيْلَ عاكِفَةً iiعَلَيْهِ ****** مُـقَـلَّدَةً أَعِـنَّـتَها iiصُـفُونا
وأَنْـزَلْنا البُيُوتَ بِذي iiطُلُوحٍ ****** إِلَى الشَّاماتِ تَنْفِي iiالمُوعِدِينا
وقَـدْ هَرَّتْ كِلابُ الحَيِّ iiمِنَّا ****** وشَـذَّبْنَا قَـتَادَةَ مَـنْ iiيِـلِينا
مَـتَى نَـنْقُلْ إلى قَوْمٍ iiرَحَانَا ****** يَـكُونُوا في اللِّقاءِ لَها iiطَحِينا
يَـكُونُ ثِـفَالُها شَـرْقِيَّ iiنَجْدٍ ****** ولَـهْوَتُها قُـضاعَةَ iiأَجْمَعِينا
نَـزَلْتُمْ مَـنْزِلَ الأضْيافِ iiمِنَّا ****** فَـأَعْجَلْنا القِرَى أنْ iiتَشْتِمُونا
قَـرَيْـناكُمْ فَـعَجَّلْنا قِـرَاكُمْ ****** قُـبَيْلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً iiطَحُونا
نَـعُمُّ أُنَـاسَنا ونَـعِفُّ عَنْهُمْ ****** ونَـحْمِلُ عَـنْهُمُ مَـا iiحَمَّلُونا
نُطاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ iiعَنَّا ****** ونَضْرِبُ بِالسُّيوفِ إذا iiغُشِينا
بِـسُمْرٍ مِـنْ قَنا الخَطِّيِّ iiلَدْنٍ ****** ذَوَابِـلَ أوْ بِـبِيضٍ يَـخْتَلِينا
كَـأَنَّ جَـمَاجِمَ الأبْطَالِ iiفِيها ****** وُسُـوقٌ بِـالأماعِزِ iiيَرْتَمِينا
نـشقُّ بها رُءُوسَ القوم iiشَقّاً ****** ونَـخْتِلبُ الـرِّقابَ iiفَتَخْتَلينا
وإنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ iiيَبْدُو ****** عَـلَيْكَ ويُخْرِجُ الدَّاءَ iiالدَّفِينا
وَرِثْـنا المَجْدَ قَدْ عَلِمْتَ iiمَعَدٌّ ****** نُـطاعِنُ دُونَـهُ حَـتَّى iiيَبِينا
ونَـحْنُ إذا عِمادُ الحَيِّ iiخَرَّتْ ****** عَنِ الأَحْفاضِ نَمْنَعُ مَنْ iiيِلِينا
نَـجُذُّ رُءُوسَـهَمْ في غَيْرِ iiبِرٍّ ****** فَـمَا يَـدْرُونَ مـاذَا يَـتَّقُونا
كَـأَنَّ سُـيوفَنَا فِـينَا iiوفِيهِمْ ****** مَـخَارِيقٌ بِـأَيْدِي iiلاعِـبِينا
إذا مَـا عَـيَّ بِالإِسْنافِ iiحَيٌّ ****** مِـنَ الهَوْلِ المُشَبَّهِ أنْ iiيَكُونَا
نَـصَبْنا مِثْلَ رَهْوَةَ ذاتَ iiحَدٍّ ****** مُـحَافَظَةً وكُـنَّا iiالـسَّابِقِينا
بِـشُبَّانٍ يَـرَوْنَ القَتْلَ iiمَجْداً ****** وشِيبٍ في الحُرُوبِ iiمُجَرَّبِينا
حُـدَّيا الـنَّاسِ كُـلِّهِمِ iiجميعاً ****** مُـقارَعَةً بَـنِيهِمْ عَـنْ iiبَنِينا
فـأَمَّا يَـوْمُ خَـشْيَتِنَا iiعَلَيْهِمْ ****** فَـتُصْبِحُ خَـيْلُنا عُصَباً iiثَبِينا
وأمَّـا يَـوْمُ لا نَخْشَى iiعَلَيْهِمْ ****** فَـنُـمْعِنُ غـارَةً iiمُـتَلَبِّبينا
بِرَأْسٍ مِنْ بَني جُشَمِ بِنِ iiبَكْرٍ ****** نَـدقُّ بِـهِ السُّهُولَةَ iiوالحُزُونَا
ألاَ لاَ يَـعْـلَمُ الأَقْـوامُ iiأنَّـا ****** تَـضَعْضَعْنا وأَنَّـا قَـدْ وَنِينا
ألاَ لاَ يَـجْهَلْنَ أَحَـدٌ iiعَـلَيْنا ****** فَـنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينا
بِـأَيِّ مَـشِيئَةٍ عَمْرَو بنَ iiهِنْدٍ ****** نَـكُونُ لِـقَيْلِكُمْ فِـيهَا iiقَطِينا
بِـأَيِّ مَـشِيئَةٍ عَمْرَو بنَ iiهِنْدٍ ****** تُـطِيعُ بِـنا الوُشَاةَ iiوتَزْدَرِينا
تَـهَـدَّدْنا وأوعِـدْنا iiرُوَيْـداً ****** مَـتَى كُـنَّا لأُمِّـكَ iiمُـقْتَوِينا
فـإِنَّ قَـناتَنا يَا عَمْرُو iiأَعْيَتْ ****** عَـلَى الأعْدَاءِ قَبْلَكَ أنْ iiتَلِينا
إذَا عَضَّ الثِّقَافُ بِها iiاشْمَأَزَّتْ ****** وَوَلَّـتْهُمْ عَـشَوْزَنَةً iiزَبُـونا
عَـشَوْزَنَةً إذَا انْقَلَبَتْ iiأَرَنَّتْ ****** تَـشُجُّ قَـفَا المُثَقَّفِ iiوالجَبِينا
فَهَلْ حُدِّثْتَ في جُشَمِ بن iiبَكْرٍ ****** بِـنَقْصٍ في خُطُوبِ iiالأوَّلِينا
وَرِثْـنَا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بن iiسَيْفٍ ****** أَبَـاحَ لَنا حُصُونَ المَجْدِ iiدِينا
وَرِثْـتُ مُـهَلْهِلاً والخَيْرَ مِنْهُ ****** زُهَـيْراً نِـعْمَ ذُخْرُ iiالذَّاخِرِينا
وعَـتَّـاباً وكُـلْثُوماً iiجَـمِيعاً ****** بِـهِمْ نِـلْنا تُـرَاثَ الأَكْرَمِينا
وذَا الـبُرَةِ الذِي حُدِّثْتَ iiعَنْهُ ****** بِهِ نُحْمَى وَنحْمِي iiالمُحْجَرِينا
ومِـنَّا قَـبْلَهُ الـسَّاعِي iiكُلَيْبٌ ****** فَـأَيُّ الـمَجْدِ إلاَّ قَـدْ iiوَلِينا
مَـتَى نَـعْقُدْ قَـرِينَتَنا iiبِحَبْلٍ ****** تَـجُذُّ الحَبْلَ أو تَقَصِ iiالقَرِينا
ونُـوجَدُ نَـحْنُ أَمْنَعَهمْ iiذِماراً ****** وأَوْفَـاهُمْ إذَا عَـقَدُوا iiيَـمِينا
ونَحْنُ غَدَاةَ أُوقِدَ في iiخَزَازَى ****** رَفَـدْنَا فَـوْقَ رَفْـدِ الرَّافِدِينا
ونَحْنُ الحَابِسُونَ بِذِي iiأَرَاطَى ****** تَـسَفُّ الـجِلَّةُ الخورُ الدَّرِينا
ونَـحْنُ الحاكِمُونَ إذَا iiأُطِعْنا ****** ونَـحْنُ العازِمُونَ إذَا iiعُصِينا
ونَـحْنُ التَّارِكُونَ لِمَا iiسَخِطْنا ****** ونَـحْنُ الآخِذُونَ لما iiرَضِينا
وكُـنَّا الأيْـمَنِينَ إذا iiالْـتَقَيْنا ****** وكـانَ الأيْـسَرِينَ بنُو iiأَبِينا
فَـصَالُوا صَـوْلَةً فِيمَنْ iiيَلِيهِمْ ****** وصُـلْنا صَـوْلَةً فِيمَنْ iiيَلِينا
فَـآبُوا بِـالنِّهَابِ iiوبِـالسَّبايا ****** وأُبْـنَا بِـالمُلُوكِ iiمَـصَفَّدِينا
إِلَـيْكُمْ يَـا بَـني بَكْرٍ iiإِلَيْكُمْ ****** أَلَـمَّا تَـعْرِفوا مِـنَّا iiالـيَقِينا
أَلَـمَّا تَـعْرِفُوا مِـنَّا iiومِـنْكُمْ ****** كَـتـائِبَ يَـطَّعِنَّ ويَـرْتَمِينا
عَـلَيْنا البَيْضُ واليَلَبُ اليَمَانِي ****** وأَسْـيافٌ يُـقَمْنَ iiويَـنْحَنِينا
عَـلَيْنا كُـلُّ سـابِغَةٍ iiدِلاصٍ ****** تَرَى فَوْقَ النِّطاقِ لَها iiغُضُونا
إذا وُضِعَتْ عَنِ الأبْطالِ iiيَومًا ****** رَأَيْـتَ لَها جُلُودَ القَوْمِ iiجُونا
كـأَنَّ غُـضُونَهُنَّ مُتُونُ iiغُدْرٍ ****** تُـصَفِّقُها الـرِّياحُ إذَا iiجَرَيْنا
وتَـحْمِلُنا غَـدَاةَ الرَّوْعِ جُرْدٌ ****** عُـرِفْنَ لَـنا نَـقَائِذَ iiوافْتُلِينا
وَرَدْنَ دَوارِعاً وخَرَجْنَ iiشُعْثَا ****** كَـأَمْثالِ الـرَّصائِعِ قَـدْ بِلِينا
ورِثْـناهُنَّ عَـنْ آبَاءِ iiصِدْقٍ ****** ونُـورِثُـهَا إذا مُـتْنا iiبَـنِينا
عَـلَى آثَـارِنا بِـيضٌ حِسانٌ ****** نُـحَاذِرُ أنْ تُـقَسَّمَ أَوْ iiتَـهُونا
أَخَـذْنَ عَـلَى بُعُولَتِهِنَّ عَهْدَا ****** إذا لاقَـوْا كَـتائِبَ iiمُـعْلِمِينا
لَـيَسْتَلِبُنَّ أفْـراساً iiوبِـيضاً ****** وأَسْـرَى فـي الحَدِيد مُقَرَّنِينا
تَـرَانا بَـارِزِينَ وكُـلُّ iiحَيِّ ****** قَـدِ اتَّـخَذوا مَـخَافَتَنا قَرِينا
إذا مَـا رُحْـنَ يَمْشِينَ الهُوَيْنا ****** كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتْونُ iiالشَّارِبِينا
يَـقُتْنَ جِـيَادَنا ويَـقُلْنَ لَسْتُمْ ****** بُـعُـولَتَنَا إذا لَـمْ iiتَـمْنَعونا
إذا لَـمْ نَـحْمِهِنَّ فَـلاَ iiبَـقِينا ****** لِـشَيْءٍ بَـعْدَهُنَّ ولاَ iiحَـيِينا
ظَعَائِنَ مِن بَني جُشَمِ بن iiبَكْرٍ ****** خَـلَطْنَ بِـمَيَسمٍ حَسَبًا iiودِينا
ومَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ ****** تَـرَى مِـنْهُ السَّواعِدَ iiكالقُلِينا
كَـأَنَّا والـسُّيوفُ iiمُـسَلَّلاتٌ ****** وَلَـدْنا الـنَّاس طُراًّ iiأَجْمَعِينا
يُدْهَدُونَ الرُّءُوسَ كَمَا iiتُدَهْدِي ****** حَـزَاوِرَةٌ بِـأَبْطَحِها iiالكُرِينا
وقَـدْ عَـلِمَ الـقَبائِلُ مِنْ iiمَعَدٍّ ****** إذا قُـبَّـبٌ بِـأَبْطَحِها iiبُـنِينا
بِـأَنَّا الـمُطْعِمُونَ إذا iiقَـدَرْنا ****** وأَنَّـا الـمُهْلِكُونَ إذا iiابْـتُلِينا
وأَنَّـا الـمَانِعونَ لِـمَا iiأَرَدْنا ****** وأنَّـا الـنَّازِلُونَ بِحَيْثُ iiشِينا
وأنَّـا الـتَّارِكُونَ إذا iiسَخِطْنا ****** وأنَّـا الآخِـذُونَ إذا رَضِـينا
وأنَّـا الـعَاصِمُونَ إذا iiأُطِعْنا ****** وأنَّـا الـعازِمُونَ إذا عُصِينا
ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً ****** ويَـشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً iiوطِينا
أَلاَ أَبْـلغْ بَـنِي الطَّمَّاح iiعَنَّا ****** وَدُعـميّا فَـكَيْفَ iiوَجَـدْتُمُونَا
إذا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ iiخَسْفاً ****** أَبَـيْنا أَنْ نُـقِرَّ الـذُّلَّ iiفِـينا
لـنَا الـدُّنْيَا ومَنْ أمْسَى عَلَيْها ****** ونَـبْطِشُ حَيِنَ نَبْطِشُ iiقَادِرِينا
بُـغَاةٌ ظَـاِلَمينَ وَمَـا iiظُلِمْنَا ****** وَلـكِـنَّا سَـنَـبْدَأُ ظَـاِلِميِنَا
مَـلأنَا الـبَرَّ حَتَّى ضاقَ iiعَنَّا ****** ونَـحْنُ الـبَحْرُ نَمْلَؤُهُ iiسَفِينا
إذا بَـلَغَ الـرَّضِيعُ لَنَا iiفِطاماً ****** تَـخِرُّ لَـهُ الـجَبابِرُ iiساجِدِينا

طبعاً كنت أتمنى لو أهديتك إياها لما قرأت أعجابك بالقصيدة فهممت أن أدرجها كاملة لك ولكنك سبقتني