فاروق الباز يخاطب جموع الثورة

فاروق الباز يخاطب جموع الثورة

                                                                                                                                                               [IMG]http://www.aljazeera.net/mritems/images/2010/6/17/1_998912_1_34.jpg[/IMG]   فاروق الباز: أشعر بسعادة غامرة عندما أرى أبناء وبنات مصر يدافعون عن حقوقهم [SIZE=1](الجزيرة-أرشيف)[/size]

إلى جموع الثورة الشعبية…

يتابع كل مصري ومصرية في جميع أنحاء العالم التجمعات الدائمة فى ميادين التحرير بكل أرجاء الوطن. ويأمل الجميع النصر لهذه الثورة ضد الخمول والتقاعس والمحسوبية وكذلك نسيان متطلبات الجيل الصاعد وكأنه جيل لاحق له في حياة كريمة تحقق أحلامه وترفع من مكانة مصر بين باقي الأمم. لقد أثبتم للعالم أجمع أن شعب مصر وإن استكان إلى حين لابد أن ينتفض ليحمي هذه الدولة العريقة وكرامة شعبها العظيم.

إنني أفتخر بشعب مصر الذي لم يقض عليه خمول أجيال الفشل الذي كان سببا في الخيبة التي أفسدت حياتنا وصفاتنا، فكما قالت ابنتي “لقد اختفت الابتسامة من وجوه المصريين”. جيلي أول من رفع شأن المؤسسات الواهية التي تفشي فيها الفساد والخمول والجهل. نتج عن ذلك حرمان الإنسان من التعبير عن الرأي والقدرة على التفوق والحلم بمستقبل زاهر.

أشعر بسعادة غامرة عندما أرى أبناء وبنات مصر يدافعون عن حقوقهم وحقوق كل المواطنين. لقد شعرت بالفخر عندما رأيت شباب مصر يحمي الأفراد والمنشآت وخاصة المتحف المصري الذي يحتوي على أمثلة من تاريخ أجدادنا العظام. كذلك أصفق فرحا عندما أرى شخصا يحمل المصاب من غدر المرتزقة وشباب الأطباء يعالجون جراح كل المصابين من أعمال الغدر. أشعر بالفخر عندما أشاهد شابا مسيحيا يحمي من يصلي من المسلمين. هذه هي صفات الأصالة المصرية العريقة في جذور التاريخ.

عليكم الثبات في موقفكم العادل حتى يتم الإصغاء إلى مطلبكم الأساسي وهو تنحي الرئيس حسني مبارك. يجب عليه أن يترك الساحة لغيره باختيار الغالبية العظمى من الشعب المصري في انتخابات نزيهة يعد لها الهيكل الحكومي الحالي تحت أنظار الشعب والقانون. كفى مصر ثلاثة قرون من غياب الرؤية والخمول والانسياق والانسياب وتفشي الفساد والمحسوبية والقمع. مصر أم الدنيا وأعرق حضاراتها وعلينا جميعا الحفاظ عليها.

لا تقبلوا وصاية أي فرد أو جماعة عليكم, ومن يتحدث عنكم لابد أن يسمعكم أولا. ابتعدوا عن الأحزاب والجماعات في هذه الآونة الحرجة لأنها تفرق لتسد. يجب أن يكون ولاؤكم للوطن أولا وأخيرا ولابد لكم من الشعور بالأمل.
ربما بدأتم من اليوم أن تحددوا رؤيتكم لمصر المستقبل والتي تستدعي الرؤية الثاقبة والعمل المضني الدؤوب. يبهج النفس مثل هذا العمل ويزيد من احترام الإنسان لنفسه لأن غرضه هو الصالح العام.

يلزم أيضا أن تكون هناك رؤية لمسار الإصلاح شاملا ذلك على إصلاح التعليم والحفاظ على أرض مصر الخصبة ومياه النيل. وكذلك فتح آفاق جديدة للتوسع العمراني والزراعي والصناعي والتجاري والسياحي لكي تجد الأجيال القادمة الوسائل التي تؤهل دوام الرفعة والازدهار، وأهم من ذلك كله التطلع للمستقبل بأمل.

أناشدكم الاستمرار في وحدتكم داعيا لكم بدوام النجاح والتوفيق, وعاشت مصرنا حرة أبية.