ليس هكذا يكتمل النصر

ليس هكذايكتمل النصر

بقلـم داليـا رشـوان
في هذه الأيام تذكرت قول الشيخ محمد متولي الشعراوي في حديثه التليفزيوني أنه في حرب 73 رفع الجنود المصريون شعار الله أكبر فانتصروا ثم قال أنه بعد يومين وجد الجرائد تمتلئ بأقاويل تفتخر بالنصر بشكل ينسبه لقوة مصر والمصريين وقدرة خارقة على التخطيط وما إلى ذلك فبدأت الثغرة.
النصر من عند الله للمظلوم ولكن إذا نسي هذا المنتصر ربه بعد أيام قليلة من نصره وحتى قبل أن يكتمل هذا النصر وبدأ في مجاراة الأقاويل التي تتحدث عن إرادة الشعب وقوة الشعب وكثر لفظ “نحن” فإن الله قادر على أن يري هؤلاء أن النصر لم يكن بسبب قوة ولا ذكاء ولا عدد ولا إرادة، لقد كان نصرة من عند الله للمظلوم فقط لا غير، وعلى هذا المظلوم أن يشكر الله على نصره حتى يحق عليه قول “لئن شكرتم لأزيدنكم” ويتجنب “ولئن كفرتم إن عذابي لشديد”. وأول ما يشكر به العبد ربه أن يعلم علم اليقين أن النصر من عند الله فإذا رفضت نفسه قبول ذلك فقد كفر بنعمة الله.
لم يكن أحدا يتوقع أن يحدث كل ما حدث من خروج المظاهرات ولا حتى المتظاهرين أنفسهم. لقد قام الشباب بالتظاهر كثيرا منذ عدة أعوام ولكن ما من مرة إستطاع فيها أن يرفع المنظمين عددهم إلى درجة مقلقة، فلماذا اجتمع الناس يوم 25؟ اجتمع لأن الله أراد ذلك وجمع قلوب الناس على إرادة واحدة وكسر سبحانه حاجز الخوف في قلوبهم ثم ثبتهم على ذلك وسخر معهم الجيش ليكون على نفس الإرادة والسخط من النظام فوقف في صفه وهي أيضا إرادة الله، حتى كان النصر. لم تكن هذه العوامل ثوابت وكانت من الممكن أن تختلف ببساطة شديدة ويختل الميزان وينتصر الظالم. فقد كان المتظاهرون في سبيلهم إلى الإنصراف بعد خطاب الرئيس الثاني ومرة أخرى أراد الله أن لا ينصرفوا وجعل غباء مسئولي الحزب الوطني في تسيير المظاهرة المضادة وهجومها على المتظاهرين بعد ساعة واحدة فقط من الخطاب ثم في اليوم الثاني كانت معركة الجمل.
الله سبحانه وتعالى هو الذي أراد سقوط هذا النظام والأنظمة الأخرى لأنه سبحانه أمهل الظلم فرصته حتى استفحل وحق عليه العذاب. ما حدث حتى الآن شئ يستحقه النظام ولكن ما يخص الشعب فهو أمر آخر لأن مكاسبه ستكون بقدر شكره لربه على النصر.
ولكن ما من الكثير هو شئ عجيب.
فجأة بعد الجموع الغفيرة التي كانت تصلي في الميدان أصبحت هناك نداءات من جميع الأرجاء لدولة علمانية وأصبح المتدين تهديد لدولة حرة ويريد أن يخطف الثورة وأصبحت الناس تتبارى لتثبت للعالم أنها حركة ليس لها علاقة بالدين وكأنهم يريدون أن يتخلصوا من وصمة عار على الرغم من أنهم بالفعل مسلمون.
لقد أردت وضع هذه الكلمات بين أيديكم الآن لعل الوقت يكون لايزال متاحا لفهم أبعاد النصر وكيفية الحفاظ عليه وتدارك الخطأ الذي حدث.
ولو لاحظتم كلامي ستجدونه يسري على المسلمين والمسيحيين أيضا فهو ليس طائفيا وليس نبذ لفئة، فشكر الله ليس أمرا جديدا في الإسلام ولكنه في جميع الأديان وكلامي لا يستطيع شخص يعبد الله مهما كان دينه أن ينكره.
منقول

للاسف هذه المشكلة سببها فئة ضاله مازالت تعبث فى مقدرات البلد واستعجب صمت المجلس العسكرى على ذلك