فيها حاجة حلوة

فيها حاجة حلوة

[SIZE=4]د. محمد سعد أبو العزم | 04-05-2011 01:26

[/size]حصيلة أسبوع واحد: “سائق” يمزق جسد “نقاش”، بعدما انهال عليه بالطعنات، وتركه جثة هامدة أمام المارة في “أبو زعبل”، مسجل خطر يفتعل مشاجرة مع سائق شركة أسفل محور المنيب، ويسرق من سيارته ربع مليون جنيه، في الوراق… 3 أشقاء أحرقوا ربة منزل بزجاجات بنزين مشتعلة بسبب خلافات الأطفال، وفي مدينة السلام… “نجار” ينصب كمينًا ويقتل مواطنًا بسلاح ناري بسبب معاكسة بنات المنطقة، كما بتر ذراع عاطل بالساطور بعد مشاجرة بسبب حضانة طفل، في حلوان… أحداث شغب واستخدام أسلحة نارية بسبب تهدم سور مدرسة نتج عنها وفاة سيدتين وإصابة آخرين، خطف طفل عمره ست سنوات من الجيزة بسبب قضية خلع، وأخيرًا… تم العثور على تاجر وزوجته مشنوقين أمام رضيعهما داخل شقتهما في الإسكندرية.

هل تشعر بالفزع نتيجة هذا الكم الهائل من الحوادث؟ هل تشعر بعدم الأمان بعد هذه الجرعة المكثفة من الجرائم، التي تؤكد وجود فوضى عارمة في البلد؟ إذن فدعني أقدم لك المفاجأة… فكل ما سبق من أخبار هي حصيلة خمسة أيام من الحوادث، ولكن قبل الثورة بما يزيد عن شهر، وبالتحديد في الفترة من الأول إلى الخامس من شهر ديسمبر 2010، أي في أقوى فترات الجبروت الأمني، والتواجد المكثف للشرطة في كل بقاع مصر.

هكذا هو الإعلام يا صديقي، بمجرد أن قمت أنا بتجميع هذه الأخبار وتركيزها في وقت واحد، كان ذلك سببًا في تغيير المزاج العام للقارئ، فوصل إليك هذا الشعور بالفزع، صحيح أن الأمن لم يعد لممارسة مهامه بالشكل المطلوب بعد؛ ولا زالت هناك بعض الممارسات العشوائية التي لا يحكمها ضابط، إلا أن ذلك كله لا يعني أن البلد تعيش في الفوضى التي حذرنا منها الرئيس السابق “مبارك” عندما قال في خطابه قبل الأخير: (علينا الاختيار بين الاستقرار معي أو الفوضى)، ولعلي أذكركم بيوم 28 و29 يناير الذي استطاع فيه الإعلام خلق حالة من الهلع في نفوس المواطنين، الذي اضطروا للجوء إلى اللجان الشعبية، وثبت لاحقًا أن الموضوع كان خطة محكمة من النظام، حتى ينشغل الجميع بحماية نفسه وتتوقف المظاهرات.

ما رأيكم الآن أن أقدم جرعة أخرى من الأخبار الحديثة هذه المرة: رئيس وزراء مصر يصطحب أسرته لتناول الفول والطعمية في مطعم شعبي، رئيس وزراء مصر يصر على دفع المخالفة المرورية لنجله، على الرغم من أن ضابط المرور قد أسقطها بعد علمه بشخصية صاحب المخالفة، الدكتور “أحمد زويل” يلتقي رئيس الوزراء، للبدء في البرنامج البحثي المتكامل لنقل مصر إلى مرحلة جديدة من النهضة العلمية والتكنولوجية، وزير الخارجية المصري يضرب بالتهديدات الإسرائيلية عرض الحائط، ويعلن عن فتح معبر رفح، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة، صحيفة “الغارديان” البريطانية تنشر في صفحتها الأولى: (مصر تترك إسرائيل … لتعاود قيادة العرب).

إنه الوجه الآخر لمصر التي عادت إلينا، وصرنا نشعر بالفخر من انتمائنا لها، قبل الثورة لم يكن يكترث الكثير منا بشأن مجريات الحياة اليومية، أما اليوم… فأنا أتابع كل خبر بشغف، كدت أرقص طربًا عند إعلان خبر توقيع المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس، ليس فقط لأن وحدة الشعب الفلسطيني أمر مهم لمصلحة القضية، وإنما أيضًا لأن مصر ما بعد الثورة عادت من جديد لمكانتها الطبيعية في الصدارة، عادت لتؤدي دورها المفترض في ريادة الأمة العربية، ليس بالكلام… ولكن بأفعال يقدرها ويشعر بتأثيرها الأشقاء، ولذلك فأنا أختلف مع الكثيرين من الشباب الذين أطلقوا حملات عديدة لمهاجمة ترشيح الدكتور “مصطفى الفقي” في منصب أمين عام جامعة الدول العربية، انتهى الأمر وأصبح “الفقي” الآن هو مرشح مصر، أصبح نجاحه في الوصول للمنصب هو نجاح لنا، وفشله في ذلك هو تراجع خطير لدور مصر، هل ستصبح سعيدًا لو حصل مرشح آخر على المنصب، وأصبحت مصر بعد الثورة على الهامش؟ أيًا كان خلافنا حول دور “الفقي” السياسي في فترات سابقة، فالواجب الآن أن نتناسى ذلك لأنه صار مرشح مصر.

هل شاهدت الفنان “أحمد حلمي” في رائعته: فيلم “عسل أسود”؟ حينما قدم شخصية المغترب المصري الذي يعود إلى مصر بعد سنوات طويلة، ليفاجأ بحال الوطن الذي يعج بالفساد والعشوائية في كل مكان، وفي ظل محاولاته المستمرة للعودة إلى أمريكا من حيث جاء، يبدأ في معايشة تفاصيل الحياة اليومية الجميلة لمصر، يعشق نيلها، وترابها، وناسها الطيبين، وبعد مغادرته أرض مصر يقرر العودة والبقاء فيها، برغم كل شيء… فقد وجد فيها-على حد وصف الفيلم- حاجة حلوة لا يستطيع مقاومتها ، صدقوني… المستقبل كله هنا، بلدنا فيها الكثير من الخير، ولكنها تحتاج لمن يشمر عن ساعديه، يبذل من وقته وجهده، ويقدم مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية، حان الوقت ليصبح لكل منا دور ورسالة في بلدنا التي صرنا نملكها، إن كنت لا تزال في مقعد المفترجين الذين يكتفون بانتقاد الأوضاع ومصمصة الشفاه، أو كنت محتارًا وتشعر بأنك قليل الحيلة وضعيف الإمكانيات، أو لعلك تتساءل عن الدور المناسب لظروفك في المرحلة القادمة؟ فدعني أساعدك على الإجابة في الأسابيع القادمة إن شاء الله.

مقالة منقولة من موقع المصريون وجدتها حقا رائعة وتبعث على الامل فأحببت ان اتشاركها معكم واسمع تعليكاتكم عليها وهذا هو رابط المقالة
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=58150
أخوكم اسامة الشريف

ركزوا فى
ولكن قبل الثورة بما يزيد عن شهر، وبالتحديد في الفترة من الأول إلى الخامس من شهر ديسمبر 2010، أي في أقوى فترات الجبروت الأمني، والتواجد المكثف للشرطة في كل بقاع مصر.

مقال رائع ولكن لى تعليق على موضوع مصطفى الفقي
"هل ستصبح سعيدًا لو حصل مرشح آخر على المنصب"
نعم فعلا سأكون فى شدة الفرح والسعادة لو فاز مرشح أخر حتى لو كان من جزر القمر لانى لا اقبل ان يمثل العرب شخصا مزورا

هل تشعر بالفزع نتيجة هذا الكم الهائل من الحوادث؟ هل تشعر بعدم الأمان بعد هذه الجرعة المكثفة من الجرائم، التي تؤكد وجود فوضى عارمة في البلد؟ إذن فدعني أقدم لك المفاجأة… فكل ما سبق من أخبار هي حصيلة خمسة أيام من الحوادث، ولكن قبل الثورة بما يزيد عن شهر، وبالتحديد في الفترة من الأول إلى الخامس من شهر ديسمبر 2010، أي في أقوى فترات الجبروت الأمني، والتواجد المكثف للشرطة في كل بقاع مصر.

مقال رائع جداً جداً للمرجففين في المدينة من المنافقين وعملاء الإعلام، والذي لا يحمل حسني مبارك من وزرهم شيئاً بل هم ذلك كذلك، هم كذلك بدون تأثير من غيرهم، فشلوا في ان يكونوا إعلاميين قدور يقدمون النفع للناس فلم يجدوا إلا في إثارة الفتن وتشويش الآراء وتضليل الغلابة وتهييج الشارع سبيلاً للقمة عيشهم، وإلا فلن يجدوا مكاناً إلا بيوتهم، فهل من الممكن مثلاً أن يكون عمرو أديب شخص قومي يبني مصر، هو لا يجيد إلا السب واللعن وكلامه بعد مبارك معروف وموجود على اليوتيوب وهو أكبر دليل على بذاءة صريرة هؤلاء، وأحمد شوبير مرتضى منصور فضيحتهم بانت للجميع، فهل هؤلاء هم من يقودون، بالطبع لا، فمن أين يتقاضون رواتبهم؟؟؟

مقال رائع جداً