الاسطورة الزائفة "منقول"

[CENTER]الأسطورة الزائفة

دكتور / فتحى حسين

[B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#000080]لم نستغرب أن يتمّ الاعلان فجأة عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة (أسامة بن لادن)، فى خضمّ الفرقعات الإعلامية الأمريكية التى تفننت بعمليات الفبركة وإتقان أقذر الوسائل التى يمكن أن تمارسها دولة (الخداع) وهى أمريكا، بعد أن قادت أعتى حروب القرن، فقتلت وشرّدت ملايين المدنيين العزّل، واحتلت البلاد وانتهكت آدمية العباد بسبب (كذبة)، كما حدث فى العراق وأفغانستان وفلسطين وليبيا وغيرها؟

[/color][/size][/font]بن لادن الذى كان جواز سفر مباح لدخول أمريكا كلّ بلدٍ ودولة قررت معاقبتها، لتكون (القاعدة) بطاقة مرورها، فأفغانستان تمّ احتلالها ودكّت قراها الآمنة - وما زالت تدكّ - بحجّة طلبان وفلولها وأتباع بن لادن، وأسدل اللثام عن حربٍ لم يقدّر عدد ضحاياها إلى يومنا هذا، فحرب الاستنزاف قائمة … [FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#000080]

أما العراق، فنزف فى صميم الأمة ، منذ أن دنسته القوات المحتلة الأمريكية، ونحن نشهد فصول أكبر جريمة عصر عرفها التاريخ، قتلاً ونهباً ووحشية - وما زالت حمامات الدماء - مستمرة وبمباركة صهيونية أمريكية على الرغم من اعترافهم بكذبة أسلحة الدمار الشامل وبطلان علاقة النظام الوطنى السابق بصنيعتهم (القاعدة)، وأن نظام صدام حسين كان يقيم دولة بمؤسسات وقاعدة تحتية قوية، فيما من يتولون سدّة الحكم اليوم زعماء ورق، وقادة فرق للموت، ملفاتهم الموحلة تشهد لهم بذلك … فيما كشفت التقارير الأخيرة أن فرق تابعة للقاعدة يديرها (المالكي) بنفسه وتحت مرأى الاحتلال ومسمع من التحالف الشيطاني.!؟

[/color][/size][/font]زعيم تنظيم القاعدة الذى احتفل بمقتله الأمريكيون السذّج مصدقين تلك التمثيلية المكشوفة، والتى فضح فصولها سرعة التخلّص منه، فقد اعتادت أمريكا صنع أعدائها واختلاقهم، ترفعهم وتهبط بهم، تبرئهم ثم تسقطهم، لكى تبقى العالم أسير أجنداتها وأطماعها وأحد أسباب تدخلاتها السافرة وإرساء قانون (مكافحة الإرهاب) المهزلة، الذى أطلق يدها، لتضرب صواريخها فى أية بقعة، تعتقل من تعتقل وبأية دولة كانت، تبرمج عقول وإعلام مسيّس,وتلك الدولة كلما تقاطعت مصالحها، والنتيجة استهداف تلك الدولة أو ذاك النظام، فكلّ ما فى جعبتها مباح، من دمار وحرق وقتل واغتيال الأعداء ، ولتذهب محاكم الجرائم الدولية وحقوق الانسان إلى حيث، بعد أن أضحى قانون اليانكى الأمريكى هو السائد فى غابة تسودها ضباع وذئاب يحوم حولها الأذناب والأذرع التى تفتك بالشعوب الرافضة لسياستها وهيمنتها الإجرامية… [FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#000080]

لقد كانت التحليلات التى فنّد فيها كتابنا، حقيقة مقتل زعيم القاعدة (ابن لادن)، وفبركة الصور والحدث والتصريحات الهزيلة مفصّلة، ففى خضم معترك ثورات الشعوب العربية التى فاقت على حقيقة واقعة , أن لا إرهاب سوى الإرهاب الأمريكى والصهيونى وأنظمتهم القمعية الفاسدة المدعومة، ولم يعد لتنظيم القاعدة من تأثير، بعد أن افتضح وانكشفت أجنداته بعد عملياته فى العراق، والتى كانت تسير ضمن نهجٍ غريب ، لتنتهى تلك الأسطورة التى شدّت بعض الشباب الحانق على أمريكا وسياستها، وضمّت المتطرفين والمتشددين الذين لا يرون أبعد من مما يراه عمائم التكفير.
[/color][/size][/font]
واندلعت ثورات الشعوب التى رفضت ولفظت الأحزاب (المتأسلمة)… فجاءت (قنبلة) مقتل أسامة بن لادن… وبطريقة تعكس الوحشية التى اعتادت عليها الآلة الحربية الأمريكي… ثمّ ترمى الجثّة فى البحر بهذه السرعة وبعدها تعرض قناة السى إن إن إلقاء الجثّة فى فم أحد أسماك القرش وبمشهد (مقرف)، لإثارة حفيظة وحنق أى متفرج…!؟
فمتى تمّ نقل الجثّة ومتى تمّ اعداد الجثمان ومتى تمّ إنتقاء سمكة القرش التى أعدّها (المتحضرون) ، كى ترمى الجثّة فى فمها…!؟
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#000080]

هل يا ترى هذا الفعل الذى لم يسبق أن شاهده أحد العقلاء ، وعن كيفية الانتقام التى تتم على مرأى العالم وبهذه الوحشية.؟

[/color][/size][/font]فكم قتل بن لادن وكم قتلت قاعدته…!؟ هل يمكن مقارنة جرائمهم بجرائم بوش وجيشه الذى باعتراف - إحصائياتهم - تعدّى المليون شهيد وملايين الثكلى واليتامى والمهجرين…!؟ وماذا لو تمّ معاقبة هؤلاء - لو اتيحت الفرصة - وبهذه البربرية، كيف سيكون ردّة فعل العالم الغربى وربّة الديمقراطية…!؟
[FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#000080]
كما يبدو أن أمريكا التى أعدت مقتل زعيم القاعدة ليكون (زلزالاً)، تفاجئت أن تلك الشعوب العاطفية لم يثرها موته، أو انتفضت لمقتله - كما كان متوقع - وربما ربّة الديمقراطية بحاجة لقنبلة أكثر تأثيراً، لتثير أصحاب النفوس (الضعيفة) الذين ما زالوا فى سبات ويعيشون الخدعة، لتستحثهم القيام بعدّة عمليات إرهابية - بظل إشرافها - لتستمرّ لعبتها السادية القذرة فى التدخّل والاستباحة والسرقة، ولتصنع عدواً جديداً تطلق عليه مسميات جديدة، كما أطلقتها على القاعدة مسبقاً…

[/color][/size][/font]الفيلم المعروض - المفبرك - على الأكثر، لا يستحق ممن صدّق أكذوبة مقتل زعيم القاعدة أن يطالبوا بالثأر، بل ليكن ما عرض جزءاً من الفضيحة الديمقراطية والعدالة (المطلقة) التى انهارت تماماً، فأمريكا الآن بحاجة ماسة لإغراق شعبها بما ينسيه الانهيار الاقتصادى الذى سيهوى بدولته، بل بحاجة لحرب جديدة من أجل حصد المكاسب وتغييب الحقائق وضخّ السلاح، فهل ستجدُ من توكل لهم مهامها القذرة الجديدة ممن يدعون أنفسهم مسلمين أو عرباً، وتريق مزيداً من الدماء…! أم سنقود ( نحن ) حرب تحرير الذات ورفع الغشاوة وإعلان الحرب (الحقيقية)، حرب الإرادات القوية لإسقاط حلفائها وقطع أذرعها ووئد وسائلها وتنوير المغشى على أبصارهم وتطهير جسد الأمة ممن خانها وما زال يرتدى ذات العباءة الدينية والوطنية… لتكون الضربة أقوى.!؟[/b][/center]