بيان حول تصريحات رامي مخلوف و دور النظام السوري في استقرار إسرائيل

في مقال أنتوني شديد المنشور في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بتاريخ 15/ مايو/ 2011 والذي يمكن الوصول إليه من الرابط التالي:
http://www.nytimes.com/2011/05/11/world/middleeast/11makhlouf.html?_r=1&hp
صرح ابن خال الرئيس السوري رامي مخلوف وخازن أموال العائلة الحاكمة في سوريا بأن النظام السوري سوف يقاوم المنتفضين حتي النهاية ، وأن البديل عن انتصاره على شعبه المنتفض هو سيطرة السلفيين في سورية ، وعدم الاستقرار في اسرائيل لأن استقرار تلك الأخيرة مرتبط باستقرار نظام حكم عائلة الأسد في سورية.

وإننا نؤكد بأن هذا الخطاب هو تناقض صريح ومطلق مع ادعاءات أبواق النظام السوري وأركانه الذين يحيلون انتفاضة الشعب السوري الي مؤامرات خارجية تحاك ضد النظام الممانع في سورية عقوبة على احتضانه للمقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين ، ورفض النظام للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني.

وإن هذه التصريحات التي تكشف محاولات النظام البائسة للعب بطريقته الذرائعية المعهودة على أوتار المصالح الدولية للأطراف الفاعلة علي الساحة الدولية و خاصة الأمريكية و الإسرائيلية منها ، وأساسها تقديم النظام لنفسه بأنه الركيزة الأهم لضمان أمن اسرائيل في حدودها الشمالية التي لم تشهد إطلاق رصاصة واحدة منذ حرب أكتوبر في العام 1973 ، و هو العام الذي لم يبذل فيه الطاغية الأسد الأب جهداً لتحرير الجولان الذي خسره يوم كان وزيرا للدفاع في حزيران 1967 حين أمر بانسحاب القوات السورية منه دون أن تحارب العدو الصهيوني خوفاً من أن تحاصرها تلك الأخيرة وبقيت الحال عليه كذلك منذ ذلك التاريخ وحتى الآن.

كما تؤكد تلك التصريحات بأن كل المزاعم والشعارات التي يسوق النظام السوري نفسه بها ابتداءً من قلعة الصمود والتصدي إلى حصن الممانعة الأخير مروراً بحاضنة وراعية المقاومة ما هي إلا ألاعيب نفاقية لكسب أوراق تفاوضية تستند إلى استغلال الدماء الفلسطينية واللبنانية في حركات المقاومة الاسلامية في لبنان وفلسطين لمصلحة النظام السوري فقط ، وقبض مزيد من الأثمان إلي جيوب الطغمة الحاكمة فيه لمنع حركات المقاومة من أن تصل الي الحد الذي يمكن أن تؤثر فيه فعلياً علي الكيان الصهيوني جراء الاختراق الحقيقي والعضوي و الشامل عمقاً و سطحاً للمخابرات السورية لتلك الحركات و هو ما أفضى برأي مجموعة كبير من المحللين لمقتل الشهيد عماد مغنية في العاصمة دمشق و هو الذي كان من المفترض أن يحظى بأعلى مستوى من الحماية الأمنية في سورية ، و لكن توجب قتله بعد انتهاء دوره في حرب تموز 2006 في لبنان كضربة قاصمة متفق عليها بين المخابرات الصهيونية و الأجهزة الأمنية في سورية الحاكم الممثل الفعلي لحكم عائلة الأسد في سورية .

وإن ثورة 15 آذار في سورية هي ثورة وطنية ديموقراطية شعبية تطالب بالحرية والكرامة للمواطن السوري الذي أنهكه تغول الدولة الأمنية عليه وعلي أحلامه و طموحاته بالعيش الكريم، وهي حركة عمادها الأساسي الشباب السوري المتعلم والواعي والمهمش بنفس الوقت ، والذي سرقت قوته و أمنه الاقتصادي الآلة المافيوية الاقتصادية التي يديرها رامي مخلوف و نشاطات “الشبيحة” الذين يعملون لصالحه حتى بلغت البطالة في سورية أكثر من 20% من قوة العمل في سورية ، وأصبح أكثر من 40% من الشعب السوري يعيشون تحت خط الفقر في وطن تشير جميع الإحصائيات العالمية بأنه الأعلى عربيا في مستوي الناتج القومي نسبة إلى عدد السكان ، وهو الذي لم يشهده المواطن السوري أبداً ولم يستطع أن يحلم به قبل قيام ثورة 15 آذار المظفرة.

ليس هناك مكان للسلفيين في ثورة 15 آذار في سورية ولا مكان للطائفية المنبوذة أو العرقية البائسة فكلنا أبناء هذا الوطن الذي يتسع لكل من يريد العيش فيه بكرامة وحرية . و إن ممارسات النظام البائسة في محاولة تصوير نفسه بأنه ممثل و حامي الطائفة العلوية في سورية هو محاولة لأن يماهي بين فئة مافيوية يمثلها النظام السوري ومرتزقته مع طائفة ينتمي إليها عدد كبير من أبناء هذا الوطن وأعطت الكثير من المناضلين الذين قضوا سنوات طويلة في غياهب سجون النظام المافيوي من أمثال : عارف دليلة و عبد العزيز الخير وفاتح جاموس وأكثم نعيسة وغيرهم. وإن شباب ثورة 15 آذار يعلنون بكل وضوح لا لبس فيه أو مواربة أن لا خلاف أبداً مع أي طائفة أو مذهب في سورية ، وإنما التناقض هو فقط مع النظام المافيوي وأزلامه بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية أو المذهبية .

وإن جميع مكونات الطيف الواسع من أبناء هذا الوطن السوري الكبير بكل إثنياته ومذاهبه الذي شكل جماهير الثورة السورية الكبري التي انطلقت في 15 آذار 2011 من أكراد وتركمان وآشوريين وكلدان وسريان و أرمن وعرب وعلويين ودروز ومسيحيين و موارنة وشيعة وسنة يؤمنون بأن هدف الثورة الأسمى هو بناء وطن ديموقراطي متمدن تكون فيه المواطنة ، وسيادة القانون ، والتساوي في الحقوق والواجبات ، وتكافؤ الفرص بين جميع أفراده الركيزة الأساسية لبنائه كما هو الحال في جميع الدول المتقدمة أو السائرة في طور التقدم والتي لم تتخلص من ديكتاتورياتها إلا في الماضي القريب من قبيل الديكتاتوريات في أوربا الشرقية وأندونيسيا والبرازيل أو حتى اسبانيا.

نعم إننا شعب أعطى أول أبجدية في العالم وبني أبناؤه صروحا إبداعية وعلمية تفخر بها البشرية ، ولكنه لا زال يرزح تحت قبضة القهر والإفقار و الذل والتهميش والظلم ، ولذلك فإن ثورة 15 آذار هي استنهاض حق لكل ما في ضمائر ووجدان ومورثات هذا الشعب العظيم ليقوم ويقف وقفة رجل واحد متحضر متمدن عاقل وأبي يقول بلا خوف أو وجل : لا للظلم والاستعباد ونعم فقط لوطن حر يعيش فيه جميع أبنائه أحراراً كرماء.

[RIGHT]

ائتلاف ثورة 15 آذار في سورية

الظلم ملة واحدة.