[CENTER]المهندسة المسلمة العاملة بين تحديات الأنوثة وتحقيق الذات"
[/center]
اخوانى واخواتى واحبتى فى الله حديثى اليوم ليس لمناقشة قضيه المرأة وحقها فى التواجد الفعلى فى المجتمع وحقها فى المساهمة فى نهوض هذه الامة العربية المسلمة .
انا هنا لاخص بالحديث المهندسة المسلمة العاملة التى انكر الرجل حقها فى المشاركة الصناعية عمدا او سهوا مستندا الى طبيعه تكوينها التى صورها الله عليها تارة والى عدم قدرتها على الريادة فى مثل هذه المجالات تارة اخرى, وقام بفرض حظر التجوال عليها فى المجال الهندسي مشرعا لها مجالات بعيدة عن الهندسة ومحرما عليها اخرى .
لنتحدث اولا – ومن منظورى الشخصي جدا – ولنبدا باول سؤال :
هل جميع المجالات الهندسية ملائمة لطبيعه المرأة ؟
بالطبع لا, فليست كل المجالات تناسب الطبيعه الانثويه الحانية فهناك التخصصات التى تحتاج الى خشونة وصلابة الرجال , ولنلاحظ ان التصنيف يعود الى الصفات الجسمانية لكل من المرأة والرجل , كالنزول الى المواقع الانشائية وورش الانتاج والتصنيع والتعامل مع بعض الماكينات غير تلك المجالات فهو مناسب لها , فلا يجوز ان يتم تصنيف الفتاة بانها تصلح للاعمال الادراية والحسابية والاعمال المكتبية المختلفة فقط والتى فى الغالب لاتحتاج من الاساس لتخصص الهندسة , ويندرج تحت هذه النقطة سؤال آخر وهو لما لا يتم قبول الفتاة كمهندسة للعمل بالمصانع واعطاء الذكور الافضلية والاولوية حتى لو تفوقت فى الشهادات المقدمة ؟
هنا نجد انفسنا امام اصحاب المصانع او الشركات واذا طرحت السؤال نفسه عليهم تجد الاجابة المعتادة والحجة المستهلكة , بسبب كثرة الاجازات وعدم القدرة على المتابعه على العمل بسبب الحمل والرضاعه ورعايه الاسرة وهل عدم اعطائها الفرصة هو عقابا لها على هذه الاشياء التى هى من تصريف الله عز وجل وحكمته البالغة فى توزيع المهام على خلقه, اليس هذا دربا من دروب الظلم البشري ان يتم اقصاء الفتاة عن فرصه العمل لمثل هذه الاسباب .
مازال الرجل العربي يفضل تقمص دور الديكتاتور – وهناك بالطبع فئة تربو عن هذا الوصف – مازال يري ان المكان الطبيعى للمرأة البيت وتربية الابناء ورعاية الزوج , الا يمكن للفتاة ان تكون مهندسة ناجحة وام معلمة وزوجة صالحة لما يجب ان تكون دائما او هى الفاصلة بين الكلمات .
وفى تلك النقطة تحديدا اوجه العتبى علينا – نحن النساء – بالطبع يمكنكِ ان تكوني عالمة ومهندسة عبقرية ومخترعه ان كنتِ منظمة وتحسنين ادراة الوقت والجهد , يمكنك التمييز فى عملك واتقانه على اكمل وجه ويتنتهى حدود العمل حينما تتدخلين المنزل لتبدئي الحرب على الجبهه الاخرى , بالطبع المرأة العاملة ولا سيما المهندسة والملتزمة بالتفكير وايجاد الحلول العملية من اقصر الطرق ستجد نفسها تحارب على جبهتين ويطلب هذا منها المجهود المضاعف من اجل اثبات النجاح فى الجبهتين والا تضغى احدهما على الاخري , اذا كان مرادك هو تحقيق الذات واثبات القدرة على الريادة فى المجالات الصناعيه فهذه ضريبه النجاح .
طموح بلا حدود خطر يهدد الاسرة .
من حق كل فرد فى المجتمع ان يحلم بمكان لنفسه ومراكز ليرتقيها ولكن كمرأة وأم وزوجه يجب ان تعلمى ان لطموحك سقف لا يمكن تعديه .وهذا لا يضر باحلامك وانما عند مرحلة معينة تجدى الاحلام ينسجها مستقبل الابناء واحتياجاتهم ولهذا يجب ان يكون لدى المرأة دائما الحكمة فى التمييز ما بين الاحلام والطموحات التى ترتقي بها ومن ثم ترتقي بمستوى الابناء والاسرة وما بين الاحلام والطموحات التى قد تعطيها المراكز المرموقه ولكن تسلبها الاسرة المستقرة .
نعود ادراجنا الى الرجل العربي المتقمص دور الديكتاتور , كثيرا من الرجال يرون انه طالما يحسنون من معاملة المرأة ويوفرون مستوى المعيشه الكريمة فلا سبيل الى الموافقة ان تكون الزوجة عاملة وتختلط بالرجال ( ولندع موضوع الاختلاط جانبا لانه يحتاج الى جلسة مفصله للحديث عنه وعن ضوابطه وحيثياته) وكأن احتياج المرأة للعمل احتياجا ماديا فقط , طلب المرأة ولا سيما المهندسة لتحقيق الذات ليس من التفلسف والسوفسطائية العارمة وانما حق مشروع يسلبها المجتمع اياه .
يمكنا الريادة يمكنا التميز والابداع فقط اذا منحت المرأة فرصه ودعم فكرى سأذكر امثله للنساء مسلمات عربيات ومحجبات بالطبع ناجحات على المستوى الشخصى والمهنى ذكرتهم لاذكر الرجل العربي المسلم ان النساء التالية اسمائهم هم نماذج عادية منا منحهم ازواجهم الفرصة والدعم الفكرى والمساندة وتنازلوا عن ديكتاتورية القرار الى حكمة القرار وديمقراطية الحوار فاصبحوا نساء يشهد لهم العالم بالعبقرية ويشهد لهم ابنائهم وازواجهم بالمثالية .
د. فايزة مسعود رئيس أخطر هيئة في مصر وكانت أول سيدة ترأس هيئة الطاقة الذرية حيث عملت في مفاعل انشاص وكذلك في المحطات النووية.
ورئاستها لهيئة الطاقة الذرية سبقها مشوار علمي بدأ بالتحاقها بقسم الفيزياء النووية بكلية الهندسة وكانت أول فتاة تلتحق بهذا القسم. وهي واحدة من العالمات التي حفرت اسمها دوليا ولها ابحاث كثيرة في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. ونجاحها علميا ووظيفيا… لم يعق دورها كزوجة لمهندس ناجح… وأم لأربعة ابناء متفوقين دراسيا.
د. نهاد الشاذلي
استاذ باحث ورئيس شعبة البحوث الهندسية خبرتها في مجالات بالغة الدقة… خواص المواد وتحليل الاجهادات والتحليل الديناميكي وتصميم مكونات أنظمة الطاقة الهوائية والشمسية… والتحليل الاقتصادي لنظم طاقة الرياح المتكاملة… والتحكم الآلي في عمليات الانتاج باستخدام الكمبيوتر… ونظرا لتفوقها العلمي طلبتها الجامعة الأمريكية للتدريس في مجال هندسة المواد وتحليل الاجهادات.
اشرفت علي رسائل دكتوراه وماجستير واشرفت علي مشروعات بحثية في مجال طاقة الرياح… واستخدام الهيدروجين والغاز الطبيعي كوقود للحركيات ومشروع بحثي حول ‘تعقيم مياه الشرب باستخدام الطاقات الجديدة والمتجددة’ وهي عضو بجمعيات دولية مثل الجمعية البريطانية لطاقة الرياح والجمعية الدولية للطاقة الشمسية وعضو بمنظمة العالم الثالث للمرأة العالمية.
د. سامية التمتامي استاذ الوراثة البشرية حصلت علي جائزة الدولة التقديرية عام 2001. اسست مدرسة علمية تضم 73 متخصصا منهم اساتذة مساعدون وباحثون… في تخصصات الوراثة البشرية المختلفة… وكانت أول سيدة مصرية وعربية تحصل علي الدكتوراه في علم الوراثة من جامعة جوكز هوبكنز واشرفت علي 50 رسالة ماجستير و45 رسالة دكتوراه ولها 70 بحثا علميا منشورا، وتوصلت من خلال البحث الي طريقة للاكتشاف المبكر للتخلف العقلي بأخذ عينة من اللثة… ولها مؤلفات عالمية يتم طبعها دوريا.
وهي صاحبة موقف من قضايا طبية وفقهية.
وتفوقها العلمي لم يعقه تكوينها الانثوى المحسوب علينا وتوازي معه نجاحها كزوجة للاستاذ الدكتور مصطفي رأفت بالمعهد القومي للأورام وأم لابنتين .
ابتسام باضريس : أول باحثة تنضم للمنظمة الاوروبية , أول باحثة سعودية تنضم للمنظمة الاوروبية للابحاث النووية، حصلت على البكالوريس في الفيزياء من مدينة جدة، ونالت الماجستير من الولايات المتحدة الاميركية وحاليا تتابع الدكتوراة . وبانضمامها الى المنظمة الاوروبية تساهم مع باحثين وعلماء من 43 دولة حول العالم بتجربة اطلس التي تبحث في افاق جديدة في علم الفيزياء .
الامثله كثيره ولاحصر لها , وسأقوم ان شاء الله بإعداد موضوعا خاصة بالمتفوقات مهنيا والعالمات المسلمات ولا سيما المهندسات سأركز عليهن مبينه الاسهامات العلمية وذلك فى موضوع منفصل.
اذا امعنتم النظر فى الامثله المذكورة ستجدون اشياء متشابهه ان كلهن مسلمات متعلمات كافحن من اجل اثبات الذات والقدرة على الريادة العلمية والمهنية الناجحه وفى نفس الوقت تقديم اسرة صالحة للمجتمع ولبنه بيضاء فى صرح امة كانت خير امة اخرجت للناس .
الفرق واضح بين امرأة تعلمت ووصلت لارفع الشهادات ثم اكتفت بالبيت والاسرة معتقدة انها بما وصلت اليه من العلم ستكون افضل من ذات المؤهل المتوسط وبين التى كافحت بشهادتها لتثبت انها يمكنها تحقيق نفس النتيجة مع تحقيق الذات وطموحاتها المشروعه فى الحياة ولكن هناك فرق لن يعرفه سوي الابناء ايهما الافضل ان حققن الاثنتين نفس المعادلة أم جالسة فى البيت ضحت بمستقبلها المهنى من اجلهم ام أم كفاحت وضاعفت من الجهد واحسنت استغلال الوقت من أجل الا تقصر بحقهم فاصبحت نموذجا مشرفا يذكر امامهم داعيهم للفخر بان هذه العبقرية امى ؟
تحقيق الذات فى تربية الابناء .
ونجد انفسنا امام راى آخر , اليست تربية الابناء ليكونوا رجال ونساء الغد اساتذة ورواد طموح ومهمة صعبة وكافية لتكون فى حد ذاتها هدف الحياة , وان كانت هى اختارت ان تترك مستقبلها المهنى من اجل هذا الهدف الا يستحق هذه التضحية .
نعم , تربية الابناء ليكونوا روادا وعلماءا ونماذج مشرفه بالمحتمع هى اولوية اى أم وأب فى العالم , ويجب ان تكون هدف فى الحياه وليس هدف الحياة وحسب , لما يتوجب دائما ان يكون الحل باختيار واحد , لما دائما يجب ان تكون أو هى الفاصلة بين كل الاختيارات , لم تضع مستقبلى وطموحى المهنى فى اتجاه والسبيل الى الاسرة الناجحة فى اتجاه آخر وان كان من الممكن تحقيق الاثنان فلما اكتفى باحدهم ؟ بالطبع هناك ضريبة لهذا وهى بذل المزيد من المجهود وحسن ادراة الوقت وتفهم ودعم كامل من الزوج للزوجة ايمانا منه بحقها فى تحقيق الذات .
[FONT="][SIZE=3]الامر يا سادة ماهو الا نسبة وتناسب , ايمان ودعم , مثابرة ومساندة , ولا يمكن اختزال الحلول دائما فى اما…او …
هذا راي وهذه قضيتى ولنفتح ساحة الحوار ونتناقش حول الموضوع .
[/size][/font]