حق المواطنة لغير المسلمين .. د/ راغب السرجاني

[CENTER][SIZE=“5”]

حق المواطنة هو من أجل الحقوق التي كفلها الإسلام لغير المسلمين في الدولة الإسلامية، والمواطنة التي نعنيها هي المرتبطة بالحدود الجغرافية وليس لها أي ارتباط بالهوية أو الدين أو الفكر.

وحق المواطنة التي يكفلها التشريع الإسلامي في مصر مكفول للمسلمين ولغير المسلمين، فكل من ولد في مصر أو كان آباؤه وأجداده مصريين أو اكتسب الجنسية المصرية فله حق المواطنة كاملة غير منقوصة، وهذا من عظمة الشريعة الإسلامية.

جاء ذلك في الدرس الأسبوعي لفضيلة الدكتور راغب السرجاني بمسجد الرواس 7 يونيو 2011م عقب صلاة العشاء والتي كان الدرس بعنوان “حق المواطنة”.

وقد أشار فضيلته أن هذا القانون مكفول لكل مصري مادام يحترم قوانين هذا البلد ولا يحزِّب ويؤلِّب البلاد الآخرين عليها أو يتآمر على البلد عندئذ يسحب منه هذا الحق أيا كان هذا الإنسان وأيا كانت جنسيته أو هويته، كما فعلت السلطات المصرية مع موريس صادق عندما حاول تأليب أمريكا ضد مصر بحجة اضطهاد الأقباط.

وفي إشارة إلى معنى الأخوة في المواطنة ذكر فضيلته أن معنى الأخوة يجمع المختلفين في العقيدة في الوطن الواحد، فغير المسلمين إخوة للمسلمين في المواطنة ما دام يجمعهم وطن واحد، فقد قال الله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا}، ولم يستنكف رسول الله عندما قال له مفروق بن عمرو قبل الهجرة " إِلَامَ تَدْعُو يَا أَخَا قُرَيْشٍ؟"، ولما بعث هرقل رسولا إلى رسول الله فكان الرسول يناديه ويقول هل: “يَا أَخَا تَنُوخَ”.

ولترسيخ معنى المواطنة داخل قلوب جموع المصريين تساءل فضيلته: من هم المصريين؟

وأوضح فضيلته أن لفظ المصرين واسع يشمل الفراعنة وغيرهم، وقد تكون نحن من أصول الفراعنة، والفراعنة ينحدر أصلهم من مصرايم بن حام بن نوح ، وحام بن نوح هو أبو الأفارقة جميعا، وكلمة مصر جاءت من مصرايم، وهذا النقل لا نعلم صحته أو عدم صحته على وجه التحديد، فهؤلاء حامييون أما العرب فهم ساميون من أولاد سام بن نوح .

وأشار فضيلته أن مصر قديما كان مهبطا للعديد من الجنسيات والأعراق، منهم الإغريق والآشوريون والسودانيون وغيرهم كثير، بل هناك الكثير من المصريين عاشوا في بلاد آخرين في الجزائر وتونس وغير ذلك، ومع مرور الأيام جاء العرب بالفتح الإسلامي لمصر سنة 21هـ وكان تقديرهم 5 آلاف عربي في مقابل 2 مليون مصري، ودخل المصريون في الإسلام أفواجا وهناك بعض المصريين لم يدخلوا الإسلام وظلوا على دينهم النصراني أو غير النصراني، بل إن العرب الفاتحين لمصر لم يستقروا في مصر، فهناك من أكمل مسيره في ليبيا ومنهم في إفريقيا ومنهم من أكمل مشواره في الأندلس، بل إن هناك من المصريين من ترك مصر إلى الجزائر والصحراء المغربية وفلسطين فهناك الكثير من هؤلاء أصولهم مصرية.

وأما عن لفظ الأقباط، فيذكر الدكتور راغب السرجاني أن الإغريق كانوا يطلقون على المصريين “إيجبتس” أي الذين يسكنون هذه الحدود الجغرافية، وكان العرب يعرفون مصر من قديم الزمان قبل الفتح الإسلامي، فأطلقوا عل أهل مصر مع مرور الزمن لفظ “القبط”، فلفظ القبط كلمة عربية تطلق على أهل مصر بصرف النظر عن معتقدهم، وقد قال رسول الله في أهل مصر: " إذا افتتحتم مصرفا فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما"[1].

فكل من يعيش على أرض مصر فهو قبطي مسلم أو نصراني أو يهودي أو ملحد أو مشرك.

وبعد أن فصّل فضيلته القول في هذه القضية تناول قضية أهم، وهي قضية إكراه غير المسلمين على الدخول في الإسلام، وقد فصّل فضيلته فيها القول وبين أن المكرهين على دخول الإسلام هم أخطر على الأمة من غيرهم بل لا يعد مسلم أصلا.

كما أوضح فضيلته أن التاريخ الإسلامي لم يشهد حادثة واحدة تدل على إكراه الناس على الدخول في الإسلام، وإن كان ذلك فهم في عصور التخلف والضعف.

وهذه الرحمة في الإسلام على عكس ما عانى منه المسلمون في الأندلس تحت محاكم التفتيش النصرانية عقب طرد المسلمين منها.

كما أن هناك قضايا أخرى ناقشها فضيلته في موضوع المواطنة، لا يسع الوقت لسردها هنا.

[1] الحاكم: المستدرك (4032)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

شكرا لك
أعتقد أن عليهم دفع الجزية والخراج