الخبير التنموي د.سيد دسوقي: الإسلاميون والعلمانيون تناسوا التنمية وتفرغوا للحروب الكلامية

[COLOR=red]أقول للإسلاميين فكروا في صناعة بناء الأمة وأعرضوا برامجكم, لا تقولوا لنا أسماء سميتموها قولوا لنا ماذا ستصنعون؟

[/COLOR]

[ul]
[li][COLOR=#ff0000][B]-[/B][B]الغرب وأمريكا يضغطون لاستمرار الجيش في السلطة كما فعلوا مع عبد الناصر في 1954[/B][/COLOR][/li][li][COLOR=#ff0000][B]-[/B][B]اقترحت على مبارك لجنة من 50 خبيرا لوقف الانهيار الكارثي في مصر…لكنه لم يسمع[/B][/COLOR][/li][li][COLOR=#ff0000][B]-[/B][B]غياب الإستراتيجية التنموية يهدد مشروع الدولة المصرية[/B][/COLOR][/li][li][COLOR=#ff0000][B]-[/B][B]مراكز التحكم الصناعي ودراسة حاجة المجتمع والتعليم الفني مفاتيح نهضة الشعوب[/B][/COLOR][/li][li][COLOR=#ff0000][B]-[/B][B]مصر في عهد المخلوع مبارك لم يكن لديها أي تفكير استراتيجي في أي مجال[/B][/COLOR][/li][li][B][COLOR=#ff0000]يجب أن يكون لدينا ورد محاسبة للتنمية للأفراد والدول[/COLOR][/B][/li][li][B][COLOR=#ff0000]أقول للإسلاميين والعلمانيين: قبل الصراع على أصوات البرلمان تنافسوا في مشاريع تنموية[/COLOR][/B][/li][li][COLOR=#ff0000][B]-[/B][B]تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم أن نشتغل في مجال التنمية[/B][/COLOR][/li][/ul]
[B]

تمر المنطقة العربية ودول الربيع الثوري بإشكاليات ولحظات فارقة، تحتاج من ينير طريقها ويحدد خطواتها…من هذا المنطلق زار “علامات أون لاين” الأستاذ الدكتور سيد دسوقي حسن، وهو أحد أعلام التنمية والفكر النهضوي في مصر، وأحد ذخائر الأمة من العلماء الأفذاذ… للوقوف على رؤية نهضوية للارتقاء بالدول العربية والإسلامية وفي القلب منها مصر[/B][B]…[/B]

[B]د.دسوقي…حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1959، نال درجة الماجستير من جامعة أوهايو عام 1962، حاز درجة الدكتوراه حول “الميكانيكا الهوائية” من جامعة ستانفورد عام 1965. وهو أول من درس هندسة الفضاء في كلية الهندسة جامعة القاهرة، درس وأشرف على رسائل الماجستير في كل التخصصات في هندسة الفضاء، أشرف على أكثر من 150 رسالة ماجستير ودكتوراه في مجالات الهندسة، كان مسئول الحركة الإسلامية بأمريكا وأحد مؤسسيها في الفترة من 1964- 1971[/B][B].[/B]

[B]إلى تفاصيل الحوار[/B][B]:[/B]

[B]الانهيار الكارثي[/B]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]بداية… كيف ترى المشهد المصري بعد نحو تسعة شهور من ثورة 25 يناير؟[/B][/COLOR]

[B]المجاهيل كثيرة والأيدي الخفية كثيرة لا أستطيع أن أتبينها ولكن أتبين كيف تلعب، فقد قامت الثورة ولا ندري كيف أن الله تبارك وتعالي يسر لها الأمر كله وما هي إلا بعض الكتابات علي الحاسوب وإذا بنا ونحن في ميدان التحرير نذهب لا نفعل شيء غير الهتاف، وإذا بهذه الثورة تكلل بالنجاح وإذا بنا -الحمد لله رب العالمين- نرى نظاماً بكامله تهاوي، وبدأنا ننتظر ما ستسفر عنه الأيام القادمة[/B][B].[/B]

[B]والحقيقة أن هناك غموض كثير وأظن أن هناك أيدي أجنبية تلعب هنا وهناك وأيضاً عدم وضوح عند كثير من الناس وأنا منذ أيام كنت أقلّب في أوراقي فوجدت أنني كتبت ورقة منشورة على موقع “فقه حضاري” اسمها “تصميم عمليات الانهيار الكارثي في الأمم والجماعات” وهذا المقال كنت تنبًّأت فيه بشيء من هذا الحدث[/B][B].[/B]

[B]و”الانهيار الكارثي” هو نظام هندسي يتعلق بكيفية هدم مبني في مكانه بطريقة فنية، من خلال النظر لتصميم المبني وخاصة نقاط الضعف فيه ونضع عند كل نقطة ضعف مفجر وفي وقت واحد نطلق التفجير في كل المبني، مما يجعله ينهار فوق نفسه في ثواني معدودة، وكنت أقول أنه فيما يبدو المبنيان اللذان هدما في نيويورك هدما بنفس طريقة “الانهيار الكارثي” هذه والتي لا يقدر عليها إلا العلماء وليس صبيان من أفغانستان ولا مصر ولا من أي مكان آخر[/B][B].[/B]

[B]وبنفس السيناريو يبدو أن عمليات “الانهيار الكارثي” في مصر تمت وفق نفس السيناريو. حيث كافة عناصر الحياة في مصر قد انهارت في توقيت واحد (الاقتصاد – الحياة الاجتماعية والصحة والتعليم…)، بفعل القائمون على حكم البلاد عبر السنوات الماضية[/B][B].[/B]

[B]وقد كتبت ذلك المقال قبل نحو عامين، وطرحت نصيحتي علي الرئيس السابق حسني مبارك، وقلت له: “أنا لا أصدق أن رجلاً واحداً في قمة الرئاسة يمكنه أن يحدث كل هذا الضجة في مصر ويحدث كل هذا الذي نراه في مصر لابد أنه ليس حسني مبارك وحده ولكن وراءه جيشاً ولا أقصد -الجيش المصري- ولكن جيش من العملاء ومن الذين يعملون لحساب دول أخري يعملون ليل نهار[/B][B]“.[/B]

[B]وقلت له يا سيادة الرئيس: “إن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم”. واقترحت عليه اقتراحاً بسيطاً أن يحيط نفسه بلجنة من خمسين رجل من رجالات الأمة في الميادين المختلفة هؤلاء هم الذين يقررون له السياسات والقرارات السديدة ويدفعونه إليها، وكان في ذهني ناس كثيرين محترمين يبقي هم أعضاء هذه “اللجنة الخمسينية” وقلت هذا الحل فقط لمدة سنة أو سنتين كعملية إنقاذ سريع للوضع لأنني كنت في ميدان تخصصي أري الفساد حالا في كل شيء، كل مشروع نجتهد فيه ونعطيه وقتاً في النهاية يكون إلي زوال عن طريق تدميره من خلال أناس منا ومن أجهزة الدولة المختلفة[/B][B]!.[/B]

[COLOR=#ff0000][B]ما بين يوليو 52 و25 يناير[/B][/COLOR]

[B]الحقيقة ما حدث في ثورة 25 يناير هو أن النظام إنهار ولكن نحن لم نبدأ بعد في إنقاذ البلد، والعمل علي تحريره، فكل الذي فعلناه أن النظام السابق ذهب وما زلنا ننتظر وفي خلال هذه الفترة، أري أيادي خبيثة يميناً وشمالاً شرقاً وغرباً وأنت تعلم تاريخ الثورة المصرية[/B][B].[/B]

[B]أنا كنت من المتابعين لثورة 52 وكنت أعرف جمال عبد الناصر ومحمد نجيب وأعرف هؤلاء, وأعرف أن جمال عبد الناصر كان في التنظيم الخاص بالإخوان وأنور السادات كذلك أيضاً كان في التنظيم السري بالإخوان وهذا ليس سراً. لكن المشكلة عندما قامت الثورة في عام 52 وخرج الإخوان يحمونها، وكان منهم أبي كان رئيس الإخوان المسلمين بالمرج، حمل مدفعه وذهب هو زملائه لأن الفلاحين كان عندهم سلاح والصعيد الآن كل بيت فيه سلاح ذهبوا إلي طريق السويس ينتظرون إذا هاجم الانجليز القاهرة فسيقفون لهم بالمرصاد[/B][B].[/B]

[B]وعندما تقرأ كتاب مهم جداً كتبه حسن عشماوي “العشر أيام الحاسمة في تاريخ مصر” يتحدث فيها عن ثلاثة قبل الثورة وأربعة أثناء الثورة وثلاثة بعد الثورة، كانت الاجتماعات مستمرة بين قيادات الإخوان والضباط الأحرار. وكان الإخوان رأيهم واضح وصريح أن يعود الثوار إلي ثكناتهم وأن يكون هناك حكومة مدنية تحكم مصر، وكان عبد الناصر الوحيد الذي يقف ضد هذا التوجه، أما محمد نجيب كان مع هذا الرأي[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]خطأ عبد الناصر قد يتكرر في 2011[/B][/COLOR]

[B]وكان الخطأ الوحيد الذي فعله الرئيس عبد الناصر أن الأمريكان اتصلوا به وهو اتصل بهم قبل الثورة ولم يعلم إخوانه بهذا الاتصال. فأنا لم أكن أطعن ولم أطعن في وطنية الرئيس عبد الناصر ولا في تدينه ولكن المشكلة أنه أخفي عن إخوانه هذا الاتصال وهذا الاتصال أدي في النهاية أن سلم مصر للأمريكان[/B][B].[/B]

[B]والذين صنعوا أحداث الاعتقالات (الضباط) في 54 هم يقولون في كتبهم: إن الإخوان كانوا يصرون على عودة الضباط إلي ثكناتهم، ولم يكن أمامهم وسيلة للبقاء في الحكم إلا بتدبير “حادث المنشية[/B][B]“.[/B]

[B]وعندما جاء “حادث المنشية” قاموا بتمشيط كل مصر ووضعوا الإخوان في سجون ألعن من أبو غريب وجونتنامو. بالرغم من أن السجون المصرية قبل ذلك بشهور وخلال النظام الملكي والنظام الإنجليزي كانت راقية جداً، فقد سجنت في فترة 54 قبل أن تتحول السجون إلي أبو غريب, وكانت سجون خمس نجوم، يأتوك في الصباح تفطر أيه يا أستاذ سيد؟ تتغذي أيه يا أستاذ سيد؟ تتعشي أيه يا أستاذ سيد؟ وأنام علي سرير جميل ومعي كتبي كنت في الثانوية العامة ساعتها[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]عبد الناصر أعتقلك؟[/B][/COLOR]

[B]أنا اعتقلت فعلاً في أيام عبد الناصر، لكن كان الاعتقال في نهاية 54 قبل حادث المنشية , خلال مشاركتي في إحدى المظاهرات[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]تكرار سيناريو 54[/B][/COLOR]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]يتكرر الحديث الآن عن تكرار سيناريو 54 مع الإخوان المسلمين ومع الثورة بسيطرة العسكر على الحكم؟[/B][/COLOR]

[B]الذي أخشاه الآن أن يكون الأمريكان ومن معهم من الأوروبيين يلعبون نفس اللعبة مع المجلس العسكري، ولذا تجد ضغوط شديدة تقع علي المجلس العسكري. أنا متأكد أن عليهم ضغوط ليل نهار، وأنهم يؤكدون أننا بلد ضعيف قمنا بثورة لكن كل أسلحة القوة ليست بأيدينا واقتصادنا مرتبط بالخارج والمخلوع حسني مبارك خفض اقتصادنا لنقطة الصفر، لا زراعة ولا صناعة ولا تعليم… الحقيقة أنا أدعوا الله تبارك وتعالي أن الناس تهدأ قليلاً وأن يصمد المجلس العسكري أمام الضغوط التي تقع عليه من جميع الجهات التي تقع عليه هذه الضغوط[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]هل هي ضغوط على المجلس العسكري أم رغبة؟[/B][/COLOR]

[B]الله أعلم, لكن هم ضباط مصريين محترمين أنا شخصياً منحت دكتوراه لأحدهم. لكن أحياناً تختلط الرغبة بالضغط فالله أعلم بالنيات لكننا ندعو لهم ونقول صباحا ومساءا احرسوا الثورة، وأسرعوا بالانتخابات وتحويل الثورة إلى مؤسسات مدنية، وكونوا حراساً لها[/B][B].[/B]

[B]وفي نفس الوقت أنا أيضاً أخشي من فتنة المكان وفتنة الحكم فادعوا الله لهم جميعاً أن يثبت أقدامهم علي الخير ويعيدهم إلي ثكناتهم ويعيد الله لمصر مكانتها في القريب العاجل[/B][B].[/B]

[B]حقيقةً أنا في حيرة لست أعرف ولا توجد عندي معلومات بشان موقف المجلس العسكري ولا أخمن ولا أضرب بالغيب وأقول كذا ولا كذا، ولكن أنا أقول أن الشعب نفسه لابد أن كل واحد يصبر، ولا يصح أبدا الخروج كل يوم بمطالبات ومطالبات، فينبغي أن تستقر الدولة أولاً ثم يأتي وقت المطالبات[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]ولكن من خلال مؤشرات الواقع؟[/B][/COLOR]

[B]المؤشرات أنني أعرف ضباطاً كثيرين في الجيش من تلاميذي وأسألهم عن ذلك فيذكروهم بالخير ويقولون كأفراد أنهم يعرفون بعض من قادة المجلس العسكري وأنهم يثقون فيهم. ومصر الآن أمانة في أيديهم فلابد أن يسلموها فعلاً إلي الطريق الذي حدده العقلاء ألا وهو طريق الانتخابات وهذه الانتخابات أولأ المجلس التشريعي ثم الرئاسة ثم وضع الدستور، فإذا مضوا في هذا الطريق فهم في نيتهم خير[/B][B].[/B]

[B]رغم أننا للأسف نجد كثيرين يحرضون المجلس العسكري على البقاء في السلطة مثل هذا الذي كنت أظنه يفكر أفضل من ذلك أسامة الغزالي حرب الذي طالب المجلس بأن يظل في السلطة سنتين. الله يسامحك يا شيخ أسامه يعني مع احترامي لهم وهم فوق رءوسنا جميعاً لكن لابد أن يلتزموا بما عاهدوا الأمة عليه وينسحبوا رويداً رويداً[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]رغم المطالبات الغربية والأمريكية لهم بالتسليم؟[/B][/COLOR]

[B]لكن أيضا هناك خبثاء كثيرون …هنا وهناك، فأنا رجائي لهم أن ينسحبوا في هدوء ويتركوا الأمة في طريق الديمقراطي السلمي[/B][B].[/B]

[B]ليست هناك ثمرة ناضجة لتأكلونها[/B]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]وما تقييمك لموقف القوي السياسية في تعاملها مع المجلس العسكري القوي الإسلامية والليبرالية وغيرها؟[/B][/COLOR]

[B]أنا لا أعرف جزئيات ولكن الصورة العامة كل من كان في الجُحر قد خرج وخرج فرحاً وأنا ساعات أقول إن الله لا يحب الفرحين. أي أنه يجب أن نهدأ فأنا أذكر أننا خلال ثورة 52 كنا فرحانين جداً وخرجنا نهتف في الشوارع “لمن الملك اليوم لله الواحد القهار”، وما هما إلا عامين اثنين إلا وإذا بنا كلنا في السجون فأقول إن هذا التخاصم والتلاسن مرفوض وانتبهوا إلى أنه ليست هناك ثمرة ناضجة ستأكلونها، البلد لازال أمامها وقت طويل، ومازلنا لا نعرف ماذا ينوون لنا هنا وهناك[/B][B].[/B]

[B]والآن القوي الوطنية تحاول أن تتوافق فيما بينها فليتوافقوا حتى العلمانيين والإسلاميين وحتى طبعاً إخواننا السلفيين فنحن نعلم أنهم قبل ذلك كانوا يحذرون الناس من اللعب بالسياسة أصلاً, والصوفيون كذلك لكن يبدوا أن العملية صارت ظهور وجوه[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]كثير من القوي العلمانية يتهمون الإخوان والتيارات الإسلامية بمساندة الجيش في مواقفه مما يضر بمستقبل العمل السياسي أو الإنتقال الديمقراطي للسلطة؟[/B][/COLOR]

[B]والله لو الإخوان عملوا هذا فهم مخطئون، لكنهم في الحقيقة هم يقفون مع أمتهم في مطالب واضحة. العلمانيون يقولوا هذه الاتهامات لأنهم كانوا يريدون أن يضغطوا علي المجلس العسكري أن يلغي الاستفتاء ويلغي كل الانجازات السابقة[/B][B].[/B]

[B]وأنا أقول لهم “تعالوا إلي كلمة سواء نحترم ما قاله الاستفتاء، وصناديق الاقتراع تأتي بمن تشاء”. وأنا أنصح الإسلاميين أن يتوافقوا مع الآخرين من التيارات العلمانية وغيرها ويقولوا هناك البرلمان يمثل الجميع ليس فقط يمثل المشايخ واللحي لا بل يجب أن يتوافقوا مع الجميع. وأصلا لم تنضج الثمرة بعد حتى نتصارع عليها[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]إستراتيجية غائبة[/B][/COLOR]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]وكيف تنهض مصر في المرحلة الحالية …نريد روشتة علاج سريع؟[/B][/COLOR]

[B]نحن في عهد الرئيس السابق مبارك لم نكن نملك أي تفكير استراتيجي في أي مجال لا في الصناعة ولا في الزراعة ولا في التعليم، لا يوجد أي تفكير استراتيجي وقبل أن نفعل شيء لابد أن يكون عندنا إستراتيجية للدولة. مصر ليست عندها إستراتيجية[/B][B].[/B]

[B]أنا بحثت في هذا الأمر فقد اشتغلت مع وزارة الصناعة والجيش ومع جهات كثيرة ، وزارة طويلة عريضة لا تجد عندها إستراتيجية, وأقصد بالاستراتيجية ماذا سأعمل؟ وفي أي يوم؟ وما هو الأمر الأولي؟[/B]

[B]وأنا حاولت مرارا مع الحكومة المصرية وضع استراتيجية، وبالفعل وضعنا استراتيجية لكن تركوها وذهبوا إلي حيث يريدون حيث مكاسب فردية ومكاسب شخصية وغيرها[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]علماء الأمة وفريضة التنمية[/B][/COLOR]

[B]يجب أولا أن يجتمع فقهاء الأمة وعلماؤها مع بعضهم ليضعوا استراتيجية لمصر. مثلاً عندما عُين الدكتور عمرو سلامة وزيراً للتعليم العالي أصدر فور قراراً بتعييني مستشارا، فذهبت إليه عدة مرات، وعندما قدم استقالته هنأته بشدة وهنأت نفسي[/B][B].[/B]

[B]قلت لهم وقتئذ: قبل أن تضعوا استراتيجية للتعليم لازم يبقي في استراتيجية تنموية لكي تعرفوا ماذا تريدون من التعليم[/B][B] .[/B]

[B]وقلت لهم يومها وكان عندي فكرة من زمان نتحدث فيها أنواع من التنمية ثلاث: تنمية البقاء, وتنمية النماء, وتنمية السبق, فتنمية البقاء هي ما كنا نعيش عليها من الصناعات الصغيرة من ملابس وأحذية فهذه التنمية عشنا عليها آلاف السنين وكانت القرية المصرية مستغنية عن الدنيا كلها, كنا هنا نصنع طعامنا وشرابنا وملابسنا وبيوتنا ونبني بيوتنا وكل شيء في القرية[/B][B].[/B]

[B]أما تنمية النماء هي عبارة صناعة النماء في الصناعات المختلفة, ثم بعدها تنمية السبق. الآن أي نوع من التنمية نملك, لا نملك أي نوع منها حتى تنمية البقاء التي كنا من المفروض نجعل 90% ممن يدخلون المدارس في خدمة تنمية البقاء, فنخرج صناع وزراع وحرفيين[/B][B].[/B]

[B]وقلت آنذاك للمسئولين المصريين (ساخراً) أنتم أحسن من سويسرا وأنتم أغني من سويسرا التي يـأتيها أموال العالم كله، فهناك في سويسرا يدخل أولي ابتدائي 100% بعد ست سنين 90% منهم يتجهون للتعليم الفني و10% فقط للتعليم الجامعي، أما في مصر فنحن أغني منهم بكثير 100% يتجهون للتعليم الجامعي وبناءا على ذلك ليس عندنا مدارس فنية في مصر إلا مدرستين معتبرتين علميا ، هما: مدرسة دومبوسكو اسكندرية، ودومبوسكو القاهرة اللتان أسستهما الأرساليات التبشيرية الإيطالية في الستينات مجاناً[/B][B].[/B]

[B]ومن يقول إن مصر ليس فيها مال نقول لماذا لا نقول تعالي يا سعودية أقيمي 50 مدرسة صناعية لوجه الله تعالي في مصر، وأنت يا دبي، وقطر, وأخواننا في كل مكان وأيضاً الأتراك[/B][B].[/B]

[B]ومنذ فترة قريبة دعاني الأخ فتح الله الكلدي من تركيا صاحب مدارس”فتح الله كول” ووجدت أنه قد أنشأ مدارس في كل بلد, وفي مصر أنشأ مدرسة اسمها مدرسة صلاح الدين, وكذلك دعاني أخي محمد منصور إلى عشاء مع مدير هذه المدارس في العالم كله اسمه دكتور مصطفي فقلت له: هل مصر في حاجة إلي مدرسة لغات إسلامية؟ ففي قريتنا واحد شيخ راسب ابتدائية أزهرية وآخر راسب ثانوية أزهرية وكانوا كافيين جداً في القرية, وكان الناس كلها تعمل في الحرف فلماذا تنشأ مدرسة إسلامية لغات؟ ماذا أصنع بهؤلاء؟ لماذا لم تنشأ مدرسة مثل “دومبسكو” ولتعمل بمصاريف ولو مرتفعة[/B][B].[/B]

[B]فلكي تنهض مصر يجب أن نضع إستراتيجية تنموية، تتبعها استراتيجية صناعة, واستراتيجية تعليمية, وهذه الأخيرة تأتي بعد أن أحدد كم مهندس طيران أحتاج إليه في مصر؟ وكم مهندس كهرباء أحتاج إليهم؟ لكن نظل نخرج مهندسين، وتجاريين وخريجي آداب، ثم اشتكي أن لا عمل لهم[/B][B]!!.[/B]

[B]وبالفعل من هؤلاء عمل، وعندما قلت لأهل الخير أن يقوموا بفتح مدارس فنية وكنت في أحد المصانع التي يملكها أخي الأستاذ محمد منصور، فقام بإنشاء مدرسة صناعية تابعة للمصنع. عندها قلت هذا عظيم كل مصنع يعمل مدرسة جانبه بحيث تكون الورشة والمعامل التابعة للمصنع يستخدمها الطلبة وهو يأخذ منهم للعمل[/B][B].[/B]

[B]نحن في حاجة حقيقية إلى وضع إستراتيجية تنموية أولاً وقبل أي شيء، وهل ستكون تنمية البقاء التي سنهتم بها أم ماذا؟ وما هي الصناعات التي نحتاج إليها؟. ويجب على العلماء أن يحددوا لنا الصناعات والحرف والمهن التي نحتاج إليها في تنمية البقاء، وأنا شخصياً أحاول أن أعمل هذا النوع دون توريط لأحد معي فأنا أقوم بجهد فردي خالص[/B][B].[/B]

[B]مثلاً أنا كنت فيما سبق لا ألبس إلا من صناعات بلدي، فعمري ما لبست بنطلونا ولا قميصا ولا لباسا إلا من صناعة بلدي زمان طبعاً، أما الآن فللأسف الشديد بعد ما بقيت أستاذ لا ألبس إلا من الصناعات الأجنبية من صيني أو أمريكي أو أوروبي[/B][B].[/B]

[B]فأول شيء أننا نحتاج إلى إستراتيجية تنموية يتلوها إستراتيجية صناعية وزراعية وهي جزء منها، ثم إستراتيجية تعليمية. نحن نتكلم عن البناء الداخلي بناء نهضة لكن ما هي النهضة؟ وكيف ننهض وأنت جائع؟ يجب أولاً أن نصنع أكلنا بأيدينا فكل فرد يسأل نفسه من أين أكله؟ ومن الذي صنعه؟، ومن أين ملابسه؟ ومن الذي صنعه؟ وإذا لم تكن أنت الذي صنعته فهل شاركت في إنتاجه ولا لا؟ فضيحة إذا كنا لا نشارك في هذا الإنتاج[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]ورد المحاسبة التنموي[/B][/COLOR]

[B]يجب أن يكون هناك ورد محاسبة عن التنمية ،مثل ورد المحاسبة الأخلاقي الذي يصنعه الإخوان، فينبغي أن يكون هناك ورد المحاسبة التنموي على مستوي الأفراد وعلي مستوي الدول، فالدول التي لا تحاسب نفسها تنموياً لن تنهض[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]تنمية البلد لا تحتاج إلى خلاف[/B][/COLOR]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]وماذا عن الخلاف العلماني الإسلامي في هذه الفترة؟[/B][/COLOR]

[B]على ماذا يختلفون، أنا أقول للجميع تعالوا ننمي البلد، نريد صناعة قوية وزراعة قوية ومنتجات وطنية، هل هذا يحتاج إلى خلاف؟[/B][B]!!. [/B]

[B]الحقيقة أننا أمام خلاف مصطنع وجزء من الحرب الخارجية علينا فبعض العلمانيين أو بعض الإسلاميين يؤججون الصراع ويتبادلون الشتائم والاتهامات ويضيعون الوقت. لو كانوا جادين فعلاً في خدمة البلد لجلسوا يبحثون كيف ينمون بلدهم, على أي شيء يختلفون فليقرءوا كتابي عن التنمية اسمه “الرؤية الإسلامية في التنمية”، فأنا لا أعتقد أن علماني يختلف معي ولا إسلامي يختلف معي لأني أقول نريد أن نصنع تنمية[/B][B].[/B]

[B]أنا لي أصدقاء شبه علمانيين جاءوني نتناقش فقلت لهم: لا أتناقش تعالوا نقعد نشتغل. والله كنا قاعدين في إسكندرية معي مجموعة من الأخوة أصدقاء يعني أساتذة زملائي بعضهم إسلامي وبعضهم علماني فدخل اثنين في نقاش فكري حول الأفكار، فقلت لهم أرجوكم تعالوا نتكلم على كيف نعمل تنمية في مصر، فجلسنا أربع ساعات لم نختلف في أي شيء، لكن أول ما يتكلمون في السياسة يكاد بعضهم يضرب بعض[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]لكن كلاً له أجندة يحاول فرضها على الآخرين؟[/B][/COLOR]

[B]نعم كل له أجندة وقد تكون هذه الأجندة داخلية و خارجية وقد تكون خارجية فقط، لكن أريد أن يتعالى الجميع عن هذه الخلافات الوهمية في قضايا وهمية وأن يركزوا على عملية بناء الأمة وإنتاجية الأمة وتنمية الأمة، وهذا ما بسعدني جداً وأن أضع يدي في يد العلماني والإسلامي ما دام الأمر يتعلق بتنمية البلد[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]خلافات الإسلاميين[/B][/COLOR]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]كيف تري التنافس أو الخلافات الإسلامية الإسلامية بين فصائل التيار الإسلامي …السلفيين والإخوان؟[/B][/COLOR]

[B]على ماذا يتنافس هؤلاء وهؤلاء، هي نفس القضية يتنافسوا على أصوات الناس في البرلمان ، فقبل ما يوفروا أصوات الناس للحصول على البرلمان يوفروا مشاريع تنموية حقيقية وحينها سيحصلون على أصوات الناس. والله لو أن السلفيين يقيمون مشاريع تنموية أكثر من الإخوان في أماكن معينة الناس ستعطيهم أصواتهم ولو أن الإخوان مشغولين بالكلام ولا يقيمون مشاريع تنموية للناس لن يعطوهم أصواتهم. القضية ليست قضية كلام بل هي قضية التنمية وخدمة الأمة وعطاء للأمة[/B][B].[/B]

[B]لو الإخوان أقاموا خمس مدارس صناعية والسلفيون سبقوهم وعملوا خمس مدارس صناعية فهذا عمل حقيقي يخدم الناس، وقد كانوا في عهد النظام السابق يشتكون من التضييق الأمني ومنعهم من خدمة المجتمع[/B][B].[/B]

[B]أقول لهم فكروا في صناعة بناء الأمة وأعرضوا برامجكم وكفوا عن الكلام والمهاترات الإيديولوجية، لا تقولوا لنا أسماء سميتموها قولوا لنا ماذا ستصنعون، أنت إسلامي طيب الإسلام يدعوك إلى عمل الخير[/B][B].[/B]

[B]كنا في حركة الإخوان المسلمين وكانت القرية التي نعيش فيها لأول مرة ترى مستوصف طبي أقامه الإخوان وكان والدي الله يرحمه رئيس الشعبة وقتئذ وقد لقى ثلاثة من خريجي شباب الإخوان في عين شمس والزيتون، فقال لهم تعالوا نقيم لأول مرة مستوصف طبي في منطقة المرج بالقاهرة، أقامه شباب الإخوان وكان وقتها بخمس قروش أو بقرشين لا أذكر. وكان الإخوان أول من أنار شوارع المرج فكنا نأتي بالفوانيس ونضع فيها مصابيح لإنارتها يوميا[/B][B].[/B]

[B]وكنت أنا ونحو عشرين شابا نقوم بتركيب الفوانيس لإضاءة الشوارع بالليل. وكنا نأتي بالمكانس ونقوم بتنظيف شوارع المرج ويوم الجمعة نذهب إلى المساجد، وأذكر أن خادم المسجد لاقاني أنا وعشرين طفل معي قبل الصلاة بنصف ساعة، فقال لنا غاضباً ماذا تفعلون سيتسخ المسجد اخرجوا…فقلت له يا عم فلان نحن جئنا من أجل خدمة المسجد, قال وكيف ذلك؟، فقلنا سنقوم بملء خزان المياه الكبير من اجل أن يتوضأ الناس به، ثم نقوم بتنظيف دورات المياه في المسجد فقال ستقومون بذلك؟ قلنا نعم ، وكنا نقوم بذلك حتى أصبحت المساجد تدعونا إليها ويقولون لنا متى ستأتون عندنا؟[/B][B].[/B]

[B]وكان الأمن في القرية ضعيف مما شجع اللصوص من كل مكان أن يهاجموا القرية، فقام والدي باستدعاء كبير اللصوص في المنطقة وقال له: زمان كنا لا نفعل شيء معكم أم الآن أصبح الإخوان دولة من أول أسوان إلى الإسكندرية، هلى تعرف ماذا يعني الإخوان مسلمين يعني ملايين يعني لو قمت بمهاجمة القرية مرة أخرى منطقة المرج فإن شاء الله ستُعدم لا بأيدي الدولة والحكومة ولكن نحن من سيعدمك… ومن وقتها انقطعوا عنا، ما أريد أن أقوله هو إن الإخوان لو ظلوا يقولون للناس “الإسلام هو الحل” دون أن يهتموا بهم ويقومون بخدمتهم فلن يحصلوا على شيء[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]هناك قضية أخري أنتقل إليها وهي أن أهل الفكر مازالوا بعيدين عن أهل الحركة مما أنتج حالة من التسطيح أحياناً أو رؤي بعيدة إلي حد ما عن المنهج الإسلامي الصحيح؟[/B][/COLOR]

[B]أنا جيت مصر علي مكتب الوزير للتعليم العالي وطبعاً لم يكن ممكنا الانقطاع عن الاخوان . فقلت للأستاذ عمر التلمساني، قلت له أنا تحت أمرك في أي شيء . فقال لي : خليك وبدأت في كتاباتي الفكرية ، منذ منتصف السبعينات والأخ عبد الحليم أبو شقه كان له دور في دفعي إلي هذا مثال . وكان الأستاذ عبد الحليم أبو شقة رجل فكر ولا يملّ من الجانب الحركي، وكنت أنا أقول لنفسي لا تملّ من الحركة يعني دعنا نكون قريبين من الحركيين إذا احتاجوا مننا دراسة أو شيء. فهناك نوع اكتوي بنار التنظيم السري وهذه الأشياء، لكنني قلت إن منهجي من فترة أن نبقى قريبين من الحركة لعلنا نفيد إن احتاجوا إلى مشورة هذا منهج، لكن طبعاً في الحركة نفسها في ناس يأخذهم التنظيم يعني هو كل حياتهم التنظيم التنظيم التنظيم وحركة التنظيم[/B][B].[/B]

[B]أنا أقول أن التنظيم يجب أن يكون له حدود ولا يصبح هو السائد في الدولة كلها كل الناس في الحركة الإسلامية في التنظيم غير مقبول، لكن التنظيم يجب أن يكون مثل المدرسة يتخرج منه بعض الناس يقودوا المجتمع، ولا يكون معيار قبول الناس أو حركتهم الإصلاحية مرهونة بأنه كان في التنظيم أم لا[/B][B].[/B]

[B]أنا لا أنسى أنني في سنة 65 لما أعدم الأستاذ سيد قطب، وكنت ساعتها تخرجت من جامعة “استانفورد” وأعمل في إحدى الشركات، لكني ألقيت خطبة الجمعة في مسجد “استانفورد” فقلت خطبة نارية وبكيت في الخطبة وأبكيت الناس، وبعد الخطبة قام بعض المصريين الذين يعتزمون العودة إلى مصر وشتموني وقالوا أنت تتحدث في السياسة ورفض بعضهم العودة إلى مصر خوفاً من أن يصيبهم أذي بسبب النظام الحاكم[/B][B].[/B]

[B]وفي المساء اتصل بي رجل يدعى محرم محمود وكان وكيلاً بوزارة التخطيط ويدرس بجامعة “استانفورد” وقال: إنه يريد أن يراني، فذهبت إليه، فقال: أنت أخطأت، قلت: لماذا؟، فقال: أنا كنت سأبكي وانفجر في البكاء في الخطبة النارية التي قمت بإلقائها، فقلت: طيب ما المشكلة ما الذي حدث، فقال: أنا كنت من الإخوان وكان كل يوم يذهب إخوان الجامعة للإمام حسن البنا يشتكون مني ويقولون إنه ورطنا في شجار مع الشيوعيين وبعد أسبوع يأتون مرة أخرى فيقولون محرم ورطنا اليوم في خناقة مع السعديين، كل أسبوع شجار ونزاع[/B][B].[/B]

[B]فناداني الأستاذ البنا وقال لي: تعالي يا محرم أنت الآن نضجت جيداً الدعوة الآن في قلبك وفي دمك -ففرحت بالكلام- ثم قال: ومن أجل ذلك لا تأتي يا محرم هنا مرة أخرى، فقلت له: نعم يا أفندم, قال البنا : أقول لك لا تأتي هنا مرة أخرى لا تحتاجنا أنت كنت في حاجة إلي عملية نضج وتمت والحمد لله، أنت ستتخرج هذه السنة ثم ستعمل في وزارة المعارف أريدك أن تظل في هذه الوزارة إلي أن تصل إلي صناعة القرار وفي هذا المكان اخدم دينك[/B][B].[/B]

[B]وهكذا فعل أيضاً الإمام البنا مع المستشار الأستاذ محمد فريد فقد نصحه البنا قائلاً: يا فريد أنت راجل كبير في الدولة ورجل مستشار ورجل في التعليم ، ستأتي معانا لن تخدم، أريدك أن تظل في وزارة المعارف وتشتغل فيها ليل مع نهار شغلتك المناهج يا فريد؟، نعم. إذا قم بضبط المناهج …وفعلاً كانت المناهج في تلك الفترة فترة عبد الناصر في غاية الروعة[/B][B].[/B]

[B]فالإمام البنا كان إذا وجد واحدا نضج وسيظل في التنظيم فقط يتشاجر مع من حوله، فكان يقول له اذهب إلى المكان الفلاني وقم برسالتك، يعني أنت أصبحت إسلامي جيد وحاجة فحمل رؤيتك الإسلامي لمن حولك[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]التنظيم وحده لا يكفي[/B][/COLOR]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]هناك حظر علي أي إخواني أن ينضم لأي حزب؟[/B][/COLOR]

[B]هذا ما أقصده ألاَّ يظل الإخوان مكتفين بتنظيمهم وجماعتهم ، بل لابد من الانفتاح على الأحزاب والجماعات الأخرى ويشتغلوا للأمة. الإخوان ما هي إلا جماعة من الناس الطبيين المحترمين الذين وجدوا في الإسلام طريقاً إلي الخير[/B][B].[/B]

[B]وأريد أن أقول إن الفكرة قبل التنظيم، التنظيم عظيم وكل شيء ولكنه لما يبلغ حكم معين يريد رعاية وعناية وعمل ليل نهار تشتغل عليه، لذا خلي عنك كل هذا واكتفي بإنشاء وإقامة المؤسسات، بناء المدرسة أو الجامعة جامعة الإخوان المسلمين، أنا عندما أقول هذا يغضب مني إخواني وأحبائي، لكن ربنا يكرمنا ويكرمهم[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]كيف تري مستقبل التيار الإسلامي في المنطقة العربية؟[/B][/COLOR]

[B]التيار الإسلامي ربنا أتاه فرصاً كثيرة وأنعم عليه بفرص كثيرة وأقبلت عليهم الأمة فيجب أن نحافظ علي هذا، يعني لا جدال أن الله أنعم علينا فلم يكن التيار الإسلامي، هكذا من 25 سنة، الآن انتشر هذا التيار، لكن مطلوب أن كلاً يراجع فكره[/B][B].[/B]

[B]فلا يصح أن يشغلنا إخواننا السلفيون بكم من الأحاديث الضعيفة ويخلوا الأمة مشغولة، فأنا كنت مرة أسمع خطبة الجمعة في مسجد هنا بالمعادي وكان الخطيب سلفي والموضوع الذي اختاره أنه (الخطيب) سمع حمار ينهق وهو في طريقه للمسجد والمعلوم أن “الحمار لا ينهق إلا إذا وسوس له شيطان”، لكننا كنا في رمضان والشياطين تصفد، فكانت الخطبة مقارنة هذا الحديث وذاك الحديث يعني أن هناك حديث منهما ضعيف هو أن الشيطان يوسوس للحمار[/B][B]!!.[/B]

[B]وعلى رأي لطفي السيد مرة يقول إن الشيخ محمد عبده كان يخطب في أسيوط فوجد مشايخ أسيوط اجتمعوا عليه وقالوا: يا مولانا عندنا مشكلة كبيرة جداً هناك أناس تلقي بالسلام كثير جداً، قال لهم: بركة. فقالوا: والشيخ حسنين يعلّم الناس الوضوء علي مذهب الإمام أبي حنيفة، والشيخ محمدين يعلمهم علي الإمام الشافعي، وآخر يعلّمهم علي مذهب الإمام…؛ فقام الشيخ محمد عبده بنزع عمامته وألقاها على الأرض وقال: الله يخرب بيوتكم قولوا لهم أن يغسلوا وجوههم وفقط[/B][B].[/B]

[B]فالحقيقة أن الحركة السلفية ما أأخذه عليها أنها تضيع وقت الناس في قضايا فرعية جداً، ولا يكتفون بأن يتعلم الناس الشعائر والعبادات بل لابد أن يعلموهم ذلك على مذهب بعينه. فأرجو من إخواننا السلفيين الذين يقولون عن أنفسهم سلفيين -وأنا سلفي أكثر منهم- أن يبدءوا في الاهتمام بعظائم الأمور ولا يشغلوا الناس بمواضيع بسيطة[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]وبالنسبة للتيار الصوفي؟[/B][/COLOR]

[B]أنا بصراحة لست مع الطرق الصوفية، أنا أعلم أن الله تبارك وتعالي يبعث من وقت إلي آخر ناس محترمة جداً تعرف ربها ومتصلة به سبحانه وتعالى اتصالاً عظيماً، ثم يحاول كل قطب عظيم أن يكون له أتباع لكن ذلك لا يحتاج إلى تنظيم وتنظيم ورائه تنظيم وجمعيات هنا وجمعيات هناك[/B][B].[/B]

[B]نحن ندعو أن يتحلّق الناس حول قطب يكون موجود بالفعل وليس على قطبية متوارثة فالقطبية لا توَّرث مثل الحسن الشاذلي فلا تورث قطبيته[/B][B].[/B]

[B]أنا نشأت وأنا صغير في الجماعة “البيومية” كان جدي بيومي وكانت القرية ليس فيها غير تلك الطريقة، يقيمون حلقة ذكر كل شهر مرة نلتقي فيه ونقعد نذكر الله وهكذا ليس هناك مانع فكأنها رياضة، لكن إذا ذهب القطب لن يبقي إلا الورد[/B][B].[/B]

[B]وأما قصة التنظيمات والشجار والنزاع بينها فهذا لا يليق، فأنا أري أن يقتدوا في هذا الأمر بأكبر صوفي في العالم في العصر الحديث كان رجل لا يعرفه كثيرون ، وكان من بلدنا الشيخ محمد عبد المؤمن، وكان الدكتور عبد الحليم محمود يذهب إلى بيته ويجلس عند قدمه والله عند قدمه. وعندما توفى أرسل إلي أخي وكنت في بعثة في أمريكا، فقال لي: مات اليوم أستاذي ودعوت الله أن أكون أول تلامذته لحاقاً به وفعلاً مات يوم الأربعين من وفاة الشيخ[/B][B].[/B]

[B]ويحكي أخي أن الشيخ عبد الحليم محمود يتحدث عن الشيخ محمد عبد المؤمن في عزاه فقال: أستاذي وشيخي ومعلمي، ووقف الشيخ أبو العيون يقول : أستاذي، والشيخ أبو العيون، كل الأساتذة الأزهريين والمشهورين كانوا تلاميذ عنده[/B][B].[/B]

[B]ومرت الأيام وكنت في البحرين وقابلني أخ هناك أسمه محمد العلوي المالكي -يرحمه الله- كان أستاذ جامعي فقال لي: من أين أنت؟ فقلت أنا من مصر من المرج، قال لي: من المرج بلد القطب العظيم الشيخ محمد عبد المؤمن، قلت له من أين تعرفه، قال لي: من أين أعرفه!! هذا كان شيخ العالم كله[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]لكن ماذا عن دخولهم في معترك السياسة حاليا؟[/B][/COLOR]

[B]هذه لعبة جديدة يدخلونها وهم أصلا لا يعرفون سياسة ولم يكونوا في السياسة من قبل، بل كانوا في السياسة من قبل مع الحزب الحاكم. ليتهم يكتفون بما نذروا أنفسهم له هم والسلفيين بدل من أن يضيعوا وقتنا، ويقوموا بعمل اجتماعي فالصوفية ممكن أن يصنعوا الكثير في هذا الميدان، ليتهم فعلا يتنافسون فيما بينهم في ميدان العمل الاجتماعي التنموي ولو يريدون أن أرشدهم إلى مجالات للعمل الخدمي الاجتماعي فأنا على استعداد أن أقول لهم ما يعملوه بالضبط[/B][B].[/B]

[B]توطين التكنولوجيا[/B]

[B]*[/B][B]نعود إلي تخصصك في تكنولوجيا الفضاء …كيف تري قضية توطين التكنولوجيا في مصر والوطن العربي في هذه الآونة؟[/B]

[B]مرّت مصر بطريق متخبط في توطين التكنولوجيا فكثيراً ما كانت تتقدم خطوة ثم تتراجع، وكلما وقعت صعدت، وكلما صعدت وقعت وذلك إلى الآن. في عهد الرئيس عبد الناصر حصل توطين التكنولوجيا وحتى قبل عبد الناصر كان في صناعة صواريخ وصناعة طائرات صغيرة، ثم جاء عبد الناصر وأضاف إليها، ثم جاءت هزيمة 67 فخرج كل من كان في مصر بالمصانع إلى الخارج وذهبوا إلي الأرجنتين وإلى أوروبا وإلي أمريكا وكان معنا أيضاً ألمان يساعدوننا في توطين هذه التكنولوجيا خرجوا أيضاً بعد حرب 67 فقد كانت نكسة عظيمة جداً لهذه الصناعة، ونحن بالفعل كان عندنا مصانع صواريخ ومصانع طائرات وكان الألمان يساعدونا مساعدة جبارة في هذا الاتجاه[/B][B].[/B]

[B]بعد ذلك جاء السادات حاولنا ندعي لتوطين التكنولوجيا وأنا كنت مسئول علمي عن مؤتمر الرياض الإسلامي للعلم والتكنولوجيا والذي تبناه الملك فيصل يرحمه الله ، وخرجنا من هذا المؤتمر بمجموعة من أوراق لبناء أشياء معينة، ومن ضمن الأبنية التي قمنا بإنجازها “هيئة التصنيع العربي” والذي وضع خطته الدكتور إبراهيم عبد النبي الذي كان بعد ذلك مدير الكلية الفنية العسكرية فهو الذي وضع هذه الخطة وتبناها المؤتمر وبدءوا في تنفيذها فعلاً ولكن للأسف الشديد حدث إجهاض لهذه الفكرة العظيمة ولم يعد الآن بناء عربي إسلامي في هذا المجال[/B][B].[/B]

[B]أنا دوري الآن أن أجلس في كلية الهندسة قسم الطيران وأقول لنفسي: عليّ أن أخرج كوادر ولعلهم يستخدمونهم، وحتى الآن لم يستخدم أحدا من هذه الكوادر. قمت بتخريج طلاب بكالوريوس وماجستير ودكتوراه…معظمهم من النابغين… ثم بعد ذلك يولون الأدبار إلى أوروبا أو إلي أمريكا ولا يعودون[/B][B].[/B]

[B]وفي مشروع آخر مع وزير الدفاع المصري المشير عبد الحليم أبو غزاله يرحمه الله، مشروع “صاروخ بدر 2000″ والذي كلفوني به بعد أن ذهبوا إلي أوروبا وأمريكا وضيعوا 650 مليون دولار، ثم جاءوا إلى مكتبي وقالوا: راجع لنا هذه الوثائق وننطلق من عندك ورصدوا لمكتبي مبلغ خمسين ألف جنيه، صرفوا ستمائة وخمسين مليون دولار في الخارج وأنا خمسين ألف جنيه، ولم يكملوها أظن أخذنا 25 ألف ولم يكملوها وأغلقنا المكتب بعد أربع شهور لأن الوزير أُقيل[/B][B]!.[/B]

[B]كان هناك شياطين الإنس والجن في الخارج تضغط علي الحكومات الضعيفة جداً فهذه الحكومات تموت على الفور ولا يوجد تعاون لا عربي ولا إسلامي، لا نريد صناعة الطيران أو صناعات الصواريخ أين الصناعات الصغيرة مثل صناعة “موتور”، كل شيء يأتينا من الخارج[/B][B].[/B]

[B]أنا الآن في سن 74 أدعوا الله تبارك وتعالي أنا لا يقبضني حتى أري بصيص أمل أنهم بدءوا في اتجاه ما، فأنا منذ أن رجعت مصر في عام 71 كان كل همي قسم الطيران ، كان مغلقاً فأحييناه بعون الله وأصبح قسم رقم واحد في العالم العربي وقد يكون من أحسن الأقسام في العالم والحمد لله، طلابنا في القسم ينجزون الدكتوراه في سنتين وبعضهم في سنتين ونصف، حقيقة شيء عظيم[/B][B].[/B]

[B]أما مشروع الفضاء الذي أخذ مني 50 عاما فقد تم إجهاضه، لأنهم عملوا مشروع في أوكرانيا وأخذوا 40 شابا من شباب المهندسين إلى أوكرانيا لكنهم أجلسوهم على المكاتب ليقرءوا الأوراق[/B][B]!.[/B]

[B]وفي هذه الأيام هم يريدوني الآن أرجع رئيساً للجنة موضوع الفضاء مرة أخري لكني اعتذرت لسببين: أولاً لسني، وثانياً يجب ان يكون هناك دولة أولا بمعني دولة تراجع وتحاسب[/B][B].[/B]

[B]أنا كنت في العشر سنين عملت فيهم لم يعطي المسئولون المهندسين الذين كانوا معي أجورهم، فقد كان معي خبراء أحدهم كان خبير في أجهزة القمر الصناعي وكان يعمل في أمريكا، وظل يعمل معي عاماً كاملاً ، وطلبت له مكافأة فلم يستجيبوا لطلبي[/B][B]!!.[/B]

[B]هم لا يريدون هذا الطريق الداخلي هم يريدون الطريق الخارجي، يريدون أن يذهبوا إلي بلد خارجي تقول لهم إلي أين؟ يقولون نحن مسافرون إلي أوكرانيا عائدون من أوكرانيا. الحقيقة أنني لا أري أملاً قريباً لكن ربما عندما تستقر الدولة، ولذا نقول مرة أخري لأخوتنا في الجيش بسرعة شديدة سلموا الدولة إلى سلطة مدنية وأطلقوا أيدي المدنيين[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]عودة علمائنا المهاجرون[/B][/COLOR]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]كيف نحدث الهجرة العكسية للعلماء المصريين في الخارج؟[/B][/COLOR]

[B]بسيطة جداً سهلة جداً عن طريق إقامة مجموعة عمل مراكز للبحوث المتميزة ونطلق فيها أيديهم، وهذه فكرة أنا عرضتها علي عاطف عبيد عندما كان رئيساً للوزراء ، فقد استدعاني مرة وكان زميلي في البعثة لأمريكا في بداية حياتي فقال لي: ما رأيك كيف نعيد علمائنا المهاجرين؟ فقلت له ما رأيك أن نبدأ في إقامة مراكز لبحوث التحكم الصناعي نقيم عشرين ثلاثين مركزا، فقال: ما هو المركز هذا؟ فقلت له: عندك خطوط إنتاج في مصانع تحتاج إلى تصميمات وهذا الموضوع في كل مصر فهذا المركز سيخدم بالمليارات ولن يكلفك كثيرا فقط ندفع أجوراً محترمة ونتعاقد مع الدكتور فلان من أحسن جامعة في أمريكا هو يأخذ هناك عشرين ألف دولار نعطيه خمسة ألاف دولار فقط ، لكن لا تقول له ألفين جنيه ولا مائتين دولار[/B][B].[/B]

[B]الحقيقة وضعنا تصورا وكان مدير مكتب عاطف عبيد آنذاك أخ اسمه صفوت النحاس فقال له: اكتب يا صفوت شكل لجنة برئاسة الدكتور سيد، فقلت له لا أنا مجرد مستشار في هذا الموضوع ولا أريد شيئاً لا أريد مكافأة أنا سأعمل لك ليل مع نهار. واتفقنا ثم خرجت وانتظرت ثلاثة أشهر دون أن يتصل بي أحد[/B][B]!!.[/B]

[B]وبعد ثلاثة أشهر من هذا اللقاء وثلاثة آخرين اتصل بي عاطف عبيد وأقسم بالله أنه عرض الأمر علي المسئولين فرفضوا، أنا لا أعرف من هؤلاء المسئولون الذين هم فوق رئيس الوزراء المصري لا أعتقد أنه حسني مبارك هناك آخرين من الخارج ومن داخلها أيضا[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]مالبزيا سبقتنا[/B][/COLOR]

[B]كان لي صديق اسمه عزمان شرف الدين هو عالم في مانشيستر تعرفت عليه هناك ففي يوم من الأيام لاقيته يتصل بي من ماليزيا ويطلب أن أنتظره في القاهرة فجاء ونزل عندي في البيت، فسألته ما أمرك؟ فقال والله أنا قلت فكرة لمهاتير محمد قلت له أنا عندي فكرة لإخراج ماليزيا من الضياع الذي هي فيه وتصبح مثل النمور الأسيوية فقال له نفس الفكرة نقيم مركز بحوث ونجمع فيه العلماء من الشرق ومن الغرب ونعطيهم أجورهم كما ينبغي . فمهاتير محمد ليس مثل حسني مبارك، مهاتير محمد قال له كم تحتاج لتبدأ؟ فقال له حوالي خمسة مليون رينجت، فسأله متي تريد أن تبدأ؟ فقال يعني ثلاثة أشهر؟ قال له ثلاثة أشهر! لماذا، ابدأ اليوم الفلوس جاهزة فقال له جاهزة؟! فقال مهاتير نعم جاهزة من أمس. وبدأ عزمان وجاء لي يريد ستة علماء من مصر يذهبوا معه. فالفكرة ليست اختراع أنا كنت في مرة جالس مع المسئولين عن الفضاء هؤلاء الذين رفضوا أن يدفعوا أي مبلغ من المال لأي شخص، والله العظيم عشر سنين كل المكافأة التي أخذتها تسعة عشر ألف جنيه ونصف خلال عشر سنين، وأنا صرفت في رحلة واحدة تسعة آلاف دولار ونصف من مالي الخاص، أعطوني تسعة عشر ألف جنيه في عشر سنين يعني في السنة ألف وتسعمائة جنيه يعني في الشهر مائة جنيه[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]التخطيط التنموي في القرآن[/B][/COLOR]

[B]ففي مرة وأنا جالس مع المسئولين كانت لجنة كلها رجال أمن قومي فيها علماء قليلين جداً فقلت لهم علي فكرة أنا اليوم قرأت آية في القرآن الكريم آية عجيبة جداً قالوا: ما هي؟ فقلت لهم آية عن التخطيط التنموي؟ ماهي هذه الآية؟ فقلت لهم في سورة المنافقون آية تقول: “هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا” فالعلم يريد حشد علماء وتراكم خبرات، ولكي تجعل العلماء يتفرقوا ويهربوا لا تنفق عليهم, ومن الذين كانوا مع الرسول كانوا العلماء والنجباء والقادة والناس المحترمة الطبقة القيادية فلكي تفرقها لا تنفق عليهم. والله من بعدها لم يفتحوا فمهم بكلمة فهموا أن الكلام موجه إليهم، أنا سميت هذه الآية آية الإنفاق التنموي “هم الذين يقولون لا تنفقون علي من عند رسول الله حتى ينفضوا” هذه هي القاعدة الشيطانية الموجودة في العالم العربي والعالم الإسلامي، المفروض في العالم الإسلامي والعالم العربي هذا أن يتلاحم مع بعضهم البعض يعني السعودية تقيم مركز بحوث عندها أو تقيم مركز بحوث مشترك مع مصر، بدل ما تروح تشتري كل سنة طيارات بثلاثين مليار طيارات والخليج يظل يشتري طيارات ولا أدري لماذا يشتريها[/B][B].[/B]

[B]أتعلم أنني وقع في يدي تقرير منذ سنوات طويلة كتبت عنه ورقة صغيرة عن شخص يدعى فيدر في إسرائيل، هذا الرجل عمله أن يدرس ما يحتاج العالم العربي إليه، وأن يوجه رجال الصناعة ورجال الاستثمار في أوروبا وفي أمريكا[/B][B].[/B]

[B]يعرف ماذا تريد أنت أن تصدر أتريد أن تصدر حلاوة طحينية؟ وإلى أين ستصدرها؟ بحيث أنه يقوم برصد هذه الصناعة وكيفية تحطيمها لدى الدول العربية[/B][B].[/B]

[B]نحن نحتاج رأسا تضع إستراتيجية صناعية ورأسا تضع إستراتيجية أمنية، أقصد بالاستراتيجية الأمنية أي أنك قبل أن تصنع أي شيء لابد أن توفر لها أمن لصناعة هذه الاستراتيجية الأمنية ليست أن تأتي بخفير يمشي في الشارع يقول: أحم أحم بالليل[/B][B].[/B]

[B]الإستراتيجية الأمنية تعني أن اعرف ما هي الصناعة؟ وكيف أحميها؟ مثلاً كيف أحمي التعليم الآن لا أترك الأمر للجامعات الخاصة، ماذا يفعلون في الجامعات الخاصة كل واحد يملك قرشين يقيم جامعة، لابد من جامعات تحمي الصناعة وتحمي الزراعة، عمرك رأيت كلية زراعة خاصة؟[/B][B]!.[/B]

[B]كنت في ندوة في مكتبة الإسكندرية كان فيها العالم العربي كلها وزراء وكبراء فأنا قاعد أسمع كلام عجيب اليابان حلوه، اليابان الجميلة، فرفعت يدي وطلبت الكلمة فقلت عندي اقتراحين اقتراح هزلي واقتراح جدي، الاقتراح الهزلي أن نتبادل الحكومات حكومة اليابان وحكومة مصر لمدة عشر سنين نرسل حكومة أحمد نظيف إلي هناك لمدة عشر سنين ونأخذ حكومة اليابان تدير الأمور عندنا عشر سنين فالدكتور إبراهيم بدران كان جالس جانبي فقال: الله يسامحك يا سيد أنت ما شأنك باليابان أتريد أن تخرب الدنيا في اليابان أخوك أحمد نظيف سيخرب الدنيا في اليابان[/B][B].[/B]

[B]قلت لهم أما الاقتراح الأخر في كل بيت من بيوتنا جهاز ياباني، لكن اليابان لم تفكر في إقامة جامعة تقنية في مصر باسمها “الجامعة اليابانية” تدرب فيها الناس وتنتج صناعات. قالوا من قبل أنهم سيقومون جامعة يابانية في برج العرب منذ عشر سنوات ولم يقيموا شي[/B][B].[/B]

[B]فنحن نريد وزير تنموي محترم حكومة محترمة تقول لن نستورد من إيطاليا شيء حتى تأتون وتقيموا لنا معاهد لصيانة هذه الأجهزة. نحن باختصار شديد لا نملك دولة نحن دولة محتلة صناعة القرار فيها محتل تماماً[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]قبل وبعد الثورة؟[/B][/COLOR]

[COLOR=#000000][B]قبل وبعد الثورة محتلة وحتى على مستوي رجال الأعمال أيضا وكمستثمرين فماهم إلا احتلال فالدولة لم تعد مهيمنة علي هذه الأجهزة كلها[/B][B].[/B][/COLOR]

[COLOR=#ff0000][B]مناهج تفاعلية[/B][/COLOR]

[COLOR=#ff0000][B]-[/B][B]وماذا عن جديد د.دسوقي في المرحلة المقبلة؟[/B][/COLOR]

[B]أنا أريد أن أنفق وقتي الآن في شيء جديدة كنت بدأت فيه من عشرين سنة ثم توقفت، وهو أن نضع مناهج للتفاعل بين العلم والمجتمع والتكنولوجيا، وكنت فالحقيقة وضعت تصور لهذا من قبل لكن جاء موضوع الفضاء أخذ وقتي وجاء موضوع الدكتوراه في الجيش أخذت وقتي فلم أنصرف إليه، فمشروع المناهج هذا سيكون على مستوي العالم العربي كله، وأنا كنت تعاونت مع أخي عبد الله نصيف رئيس جامعة الملك عبد العزيز وأقنعته بالفكرة وقال أنه يريد أن ينفذها في جامعة الملك عبد العزيز وأنجزنا شغل له زمان في هذا الموضوع، لكن أنا أرى أن الموضوع مهم جداً[/B][B].[/B]

[B]سندرس المجتمع ونحدد ما الذي يناسبه من العلم والتكنولوجيا؟ وكيف نأصله فيه؟ وهذا المشروه سننجزه بالتعاون مع أي جهة[/B][B].[/B]

[COLOR=#ff0000][B]مشروع “توصيف الحرف القديمة[/B][B]“[/B][/COLOR]

[COLOR=#ff0000][B]*[/B][B]هناك مشروعات تنموية في مصر عامة أو في الوطن العربي كانت موجودة ولكن غير مفعلة تفعليها يدفع حركة النهضة في مصر وفي المنطقة العربية إلي الأمام كثيراً كيف تتذكر هذه المشروعات أو عناوينها حتى تكون روشته أو وصية إلي الحكام العرب والمسئولين في الدول العربية وفي مصر؟[/B][/COLOR]

[B]أنا قلت لك أن هناك في ثلاثة أنواع من التنمية تنمية البقاء وهذه تحتاج 90% من الجهد، نقوم بوصف كل الحرف القديمة مثل: مشروع توصيف صناعة الجبن القريش توصيفاً دقيقاً بحيث رضا عبد الودود يعرف يأتي بالمواد ويصنعها لبيته[/B][B].[/B]

[B]وكذلك كيف أصّنع الملابس أو الأحذية لنفسي، ومن الحرف القديمة الزراعات نحن كان عندنا في القرية خبراء عظماء في الزراعة لا أنسي عمي حسين الصيفي أنا والدي كان مشغول في الورشة التي يمتلكها فقد كان عنده ورشة أحذية وفلاح أيضا لكن كان عنده مستشار زراعي من الطراز الأول يقول له: يا دسوقي ما لا تزرع الآن خيار انتظر قليلا المناخ غير مناسب، ثم كم أسقيه وكم مرة وكذا وكذا فكان خبير زراعي من الطراز الأول[/B][B].[/B]

[B]نحن نحتاج ما أسميه “توصيف الحرف القديمة” كلها وهذا مشروع قومي باليت من يملك مال يضع مبلغاً لله ونبدأ نأتي بالخبراء ونبحث إذا كان هناك دول أخرى من جيراننا عندهم خبرات ننقلها معانا ونبدأ نعمل[/B][B].[/B]

[B]أنا منذ حوالي عشرين سنة أعلم الناس كيف يبدءون يشتغلوا في هذه المواضيع ولكن لا يوجد تمويل، فالجزء العملي ناقص كثير جداً، فأنا أقول أنه يجب أن توضع إستراتيجية لكل صناعة من صناعات السبق، وصناعات النماء، والصناعات الأخرى، ثم ننطلق في كل صناعة من خلال هذه الإستراتيجية[/B][B].[/B]

[B]تعالوا إلى كلمة سواء[/B]

[B]*[/B][B]في ختام هذا الحوار نود أيضاً بعض الوصايا للفاعلين في العمل السياسي ومنهم الإخوان في هذه المرحلة القادمة وبقية الأحزاب الإسلامية التي تسعي لمشاركة العمل السياسي؟[/B]

[B]نصيحتي لهم جميعاً أن يجمعوا الأمة علي كلمة سواء هذه الكلمة السواء تبقي كلمة واضحة جداً وخاصة في مجال التنمية، لأننا نحتاج أن نلتقي جميعاً علي تنمية بلدنا، والتنمية أنواع فتعالوا نقتسم هذا العمل التنموي والعمل الخيري تعليماً وتدريباً وتمهيناً زراعة وصناعة وندفع الأمة إليه وحينئذ لن نختلف، والقضايا الوهمية التي نختلف حولها سننساها وهذا الكلام يقال للأمة كلها ليس فقط لمن يسموهم إسلاميين بل للأمة جمعاء يقال لها هذا الكلام تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم أن نشتغل في مجال التنمية[/B][B].[/B]
[B]ـــــــــــــــــــــــ[/B]
[B]* علامات أون لاين – [B]حوار : رضا عبد الودود [/B][/B]