[CENTER]فقدان الاتزان الانفعالي يجعل الشخص سهل الاستثارة
[/center]
مازالت سرائر النفس البشرية غامضة رغم ماقدمه العلم من تفسيرات كثيرة للسلوكيات اليومية وتظل شخصية الانسان علامة فاصلة في كيفية التعامل معه وتحديد ردود افعاله ولان كل شخصية لها مكونات كثيرة فان البدايات تلزمها دائما بمعرفة هذه المكونات حتى نستطيع الحكم على شخصية اي انسان.
فشخصية الانسان… تشتمل على مايلي:
1 - الدوافع
2 - العادات
3 - الميـول والاهتمامات
4 - العقــل
5 - العواطف
6 - الآراء والعقائد والأفكار
7 - الاتجاهات
8 - الاستعدادات
9 - القدرات
10 - المشاعر والأحاسيس
11 - السمـات
وقد تكون هذه العناصر او المكونات امـا:
أ ) وراثيـــة «أي منقولة للفرد من الآباء والأجــداد» عن طريق الجينـات او ناقلات الوراثة.
ب) متعلمة أو مكتسبـة من خلال تفاعل الفرد او احتكاكه بالوسط الاجتماعي والمادي الذي يعيشه في كنفه.
وقد تصاب الشخصيـة بالاضطراب أو بالتفكك كما يحدث في حالة ثنائية الشخصية أو تعدد الشخصيـة.وتعد هذه الحالة التي تتعدد فيها شخصيــة الفرد الواحد أحد اعراض عصاب الهستريـا فيما يعرف الأعراض التفككية في حالات الهستريا.
الهــــوية الشخصيــة
شعور الشخص بأنه نفسه.
نتيجة اتسـاق مشاعره.
واستمرارية أهدافـه ومقاصـده.
وتسلسل ذكرياته.
واتصال ماضيه بحاضره ومستقبلـه.
شعور أو احساس المرء بأنه نفسه هو الذي يقوم اساسا على الحس المشترك واستمرارية الأهداف والمقاصد والذكريات.
وتعني أيضاَ الشعور بالاستمرارية الشخصية على مـر الزمان وثبات الشخصيـة رغـم التغيرات البيئية والتركيبية مع الوقت، وتشيـر ايضا الى الشعـور الذاتـي بالوجود الشخصـي المستمـر.
الشخصيــة العــدوانيـة
يتشابه سلوكها مع سلوك الشخصية اللااجتماعية او الشخصية غير المتـزنة انفعاليا حيث تستجيب بنوبات وتتسـم بسهولة الاستثاره واللجوء للتـدمير لمجـرد الاحباطات البسيـطة وحتى تأخذ الاستجابة شكل التذمر المرضي، وسلوكها دائما تعبيـر عن الاعتماد اللاشعوري الكامن ويأخذ عدوانها شكل نشر الاعلانات والقيل والقال والقذف بالأشياء.
فالشخصيـة العدوانية هي التي يغلب على سلوكها العدوان والتدمير والتخريب.
وقد يقارب هذا المصطلح مصطلح آخـر هو الشخصية المضادة للمجتمع أو الإجرامية او المنحرفة التي تتورط في ارتكاب الجرائم أو الأعمال المضارة للمجتمع والتي تخرق فيها القانون
الشخصيـــة اللا اجتماعيــة
أو الشخصيـة المضادة للمجتمع وهي شخصيـة متناقضة مع مجتمعها.
عاجزة عن الولاء لأي فرد أو جماعة أو ميثاق
واستجاباتها بعدم النضج الانفعالي وضعف الحكـم. ويشمـل هذا التشخيـص الشخصية السيكوباتية. وتشيــر السيكوباتية الى… الميـل الى الاجرام وضعـف الضميـر الأخلاقي والرغبة في الاستغلال والغش والخداع والنصب والاحتيال والكذب والرغبة في الانتقام والجمود الانفعالي وقلة الأصدقـاء والأنانية.
وتنتشـر السيكوباتية بين المجرمين والأحداث الجانحين ومحترفات الدعارة والمرتشين والمختلسيـن ومعتادي الاجرام. ويقال في الشخـص السيكوباتي بأنه «يقتـل ويضحـك» اشارة الى عدم شعوره بالذنب على ضحاياه كما يوصف بأنه يعض اليد التي تتقدم لنجدته. ويمتـاز بأنه لايستفيد من تجاربه ولايجدي معه العقـاب ويصعب علاج الشخصية السيكوباتية.
الشخصيـــة الواهنـــة
رقيقة البنيـان… طويلـة الأطراف… انطوائيـة.
وتتميــز هذه الشخصيــة بمشاعر وانفعالات الهبوط أو الكـف والجسم الانساني صغير الجذع.طويل الأطراف.ويؤكد كرتشمر على أن هذا النوع من الشخصيـة يقترن بالخصائص العقلية الشبيهة بالفصام.
الشخصيــة التسلطيــة
محبة للسلطـة… حرفية في تنفيذ القوانين… مرجعيــة… ذات منشأ غير ديمقراطي، بمعنى أنها تميل الى التسلط والسيطرة على الغير.
نمط مميزات الشخصيـة التسلطية هو نمط الشخصية القابل لأساليب التحكم والاخضاع والمرؤوسية من جانب الغير.
الشخصيــة العصابية القهرية
تقوم بالأفعال القهرية الثابتة… وهي أفعال سخيـفة غير مفيــدة وغير معقولة… تنمو مع الشخص خلال فترة التدريب على عملية الاخراج في طفولتـه ولذا تسمى هذه الشخصيـة بالشرجية.
لأن نموها يثبت على هذه المرحلة من النمو النفسي الجنسي.وهي شخصية مصابة بالنزعات العصابية أي بأعراض الأمراض النفسيـة كالقلق والفوبيا والاكتئاب والوسواس القهري والهستريا وعصاب الوهـن أو الضعف وعصاب الصدمة.
الشخصيـــة الدوريــة
تتسم بالانبساط والمودة الشديدة والسخـاء في المعاملة والنشاط والاندفاع والهيـاج والغضب عندما تعرقلها دوافعها، وتتسـم بتقلبات مزاج من الاكتئاب الى المرح نتيجة عوامل داخلية مستقلـة عن الظروف المحيطة الخارجية.
الشخصيــة الاكتئابيـــة
تتســم بالحــزن واليـأس والبـطء النفســي والصعوبة في التفكيـر والشعــور بالتفاهة والذنب والاكتئاب.
ومعـروف أن هناك نوعين من الاكتئاب احداهما: عصــابي «أي مرض نفسي» وأعراضه أخـف وطأة… وآخــر ذهاني أي مرض عقلي وأعراضه أكثـر شده والمريـض بالاكتئاب الذهاني يعـد خطرا على نفسـه وعلى المجتمع.
شخصيــة غير مستقــرة انفعاليـا
تتسـم بشدة الانفعـــال في المواقف الضاغطة الخفيفة وبتعطيل الأحكام والجعجعة والجـدل والطبـع المشـاكس والتقلب والهوائية وتفتقـر الى الثبــات الانفعالي أي عدم التقلب الانفعالـي وسرعة التغير الانفعالي من حالة الى أخـرى وعــدم النضـج الانفعالي وعدم ملاءمة الاستجابات الانفعالية بمثيراتها.
وصاحــب هذه الشخصيـة… شخـص يستجيب باستثارة وعدم فاعليـه للمواقف الشدة الهيــنة. والذي علاقتـه بالآخرين والناس مفحمة باتجاهات انفعالية متذبذبة وتتسـم بالتغيـر الانفعالي.
آثار التغيرات في الشخصية:
يواجه الانسان خلال مراحل حياته خبرات متعددة وكثيرة، تترك آثارا واضحة على تعامله وتفاعله مع الآخرين في المجتمع، وهي تشكل بالتالي سلوكه ونمط شخصيته الواقعية.
وعند النظر الى الخريطة التي ارتسمت عليها شخصيته نلاحظ أنها مرت بعدة مراحل من الطفولة الى المراهقة ثم الرشد حتى منتصف العمر، بمختلف امتداداتها لتصل الى الشيخوخة الأولى، وان أمدّ الله في عمره، دخل مرحلة الشيخوخة المتأخرة بعد سن الـ70 سنة، كما صنفها علماء النفس الكبار.
ان كل مرحلة من مراحل النمو لدى الكائن البشري تحمل معها خصائص وميزات وبنفس الوقت سقطات وأزمات يتدنى بعضها حتى لتترك آثارا نفسية سلبية تنعكس على جميع التعاملات الاجتماعية مع الآخرين، وأهم تلك المراحل مرحلة الطفولة ثم تليها بالامتداد الطبيعي مرحلة المراهقة والتي سماها بعضهم الصحوة بعد الكمون، حيث تعد أعنف مرحلة للشاب أو الشابة وتعد بحق أزمة المراهقة.
ان السلوك غير الاجتماعي كالكذب والسرقة والهروب من البيت وعدم الطاعة، والعصيان والأنانية والغش والفوضوية تبدو واضحة في هذه المرحلة بعد أن تكونت بذرتها الأولى ونشأت في مرحلة الطفولة، ولكنها مرت بمرحلة كمون حتى تفجرت في مرحلة المراهقة.
المراهقة، الأزمة، الشخصية:
تكاد تشكل مرحلتا الطفولة والمراهقة مرحلة واحدة، لولا وجود فواصل الزمن التي امتدت من سن السادسة حتى سن الثانية عشرة، حيث فصلت هذه الفترة العمرية زمن المرحلتين، رغم أن كليهما له تميز بإرهاصات مختلفة ومتطلبات متعددة فرضت على الكائن، سواء نعم برعاية القائمين عليه بالتربية والاحتضان بمراحله الأولى، أو نما كما تنمو الكائنات الحية دون تدخل الآخرين في مسار نموه. وكما هو معروف عند الباحثين فان الانسان هو الكائن الحي الوحيد، من بين كل تلك الكائنات، يحتاج الى رعاية مركزة منذ ولادته حتى بلوغه واجتيازه مرحلة المراهقة ووصوله الى النضج بأقل ما يمكن من عقد وأزمات، ولقد قال الله سبحانه وتعالى: (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير…) (الروم: 54) وعلى العكس تماما الكائنات الحية الأخرى التي تولد وتحمل مع ولادتها مقومات وجودها وبقاءها، وقدرتها على الاعتماد على نفسها، لذا فان الانسان ككائن حي، اختص بمزايا دون الكائنات الحية الأخرى من خلق الله، حيث قال تعالى: (لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم) (التين:4).
أما عوارض الزمن والنكبات وصعوبات التوافق والنمو فهي تنتج بفعل مشكلات يتعرض لها هذا الكائن البشري خلال مراحل النمو وبضمنها أزمة المراهقة، وربما تمر هذه المرحلة ولا تترك آثارا مؤلمة. ويرى أحمد عزت راجح أن المراهق: (لا تظهر لديه مشكلات عديدة ما دام نموه يسير في اتجاهه الطبيعي، وهي مرحلة تحقيق الذات ومرحلة المرح ونمو الشخصية وصقلها، لذا عرفت المراهقة بأنها المرحلة التي تبدأ من البلوغ، وهي سن القدرة على التناسل وتنتهي في مجتمعنا عند حوالي سن الـ(22) سنة من العمر).
دور المجتمعات
وتحدد الثقافات والمجتمعات طول فترة هذه المرحلة وبداياتها لدى كلا الجنسين، وتتميز هذه المرحلة بالنضج الجنسي لدى الشباب واشتداد الرغبة الجنسية، ويميل الشباب المراهق الى التحرر من قيود الأسرة ومحاولة تحقيق الاستقلال عنها والشعور بالذات، والاعتداد بالنفس، ورؤية الأشياء بمنظار آخر يحدده هو دون تدخل الأب أو الأم، واختيار الأصدقاء ومحاولة البحث عن انتماء الى نادٍ رياضي أو جماعة اجتماعية تشعره بالرضى عن انتمائه لها، وتعطيه ما يحتاجه من الحاجات النفسية التي تعجز الأسرة أو المدرسة عن تحقيقها له، فيحول ولاءه لتلك الجماعة أو النادي أو التجمعات المنتشرة في المدن الكبيرة، وتستهويه خلال مرحلة من المراحل العمرية، وربما ينشأ على تعاليمها ويلتزم بها أو يتركها وينفصل عنها حال تقدمه في العمر، ويعود ذلك الى مستوى النضج الذي يحققه. وبعض آخر من الناس تشتد عوامل التأثير على حياته ويمر بأزمات ومشاكل تترك بصماتها على مسار حياته، وتظهر هذه التأثيرات بشكل واضح في المجتمعات المتحضرة أو ذات الثقافات المنفتحة كثيرا، أو التي حققت لشعوبها تحولات اقتصادية واجتماعية متباينة ماديا بشكل ترف ورفاهية أعلى، فاشتدت بها أمراض الحضارة ومتطلبات النمو السريع غير المتزامن مع مستوى الطموح، حتى كادت الأزمات في مرحلة المراهقة تضعها على مفترق طرق، لشدة عصفها وتأثيرها في البنى التي يقوم عليها المجتمع، فظهور المشكلات السلوكية الواضحة لدى أجيال في سن المراهقة، وتركها آثارا واضحة لدى جيل بعينه، وقبوله بصرعات الموضة التي تجتاح المجتمعات أو التقليعات المختلفة في السلوك… وكل هذا يظهر النتائج بعد ذلك واضحة من خلال قياس آثار الأزمة وما خلفته بعد أن تكون حدة الأزمة قد خفت تدريجيا حتى يصل المراهق في نهايتها الى حالة الاتزان الانفعالي من خلال النضج في المرحلة اللاحقة.
والأزمة هي حالة انفعالية مؤلمة تنشأ من الاحباط الناتج عن دافعٍ أو أكثر من الدوافع القوية، ونستطيع أن نجمل بعض عوامل نشوء الأزمة وأسبابها في حالات اجتماعية ونفسية وجسمية وتتحدد فيما يلي:
1 - التغيرات الجسمية والفسيولوجية السريعة والمفاجئة في شكل المراهق وحجمه ومظهره وازدياد رغبته في الأكل، فضلا عن ظهور أحلام الاستمناء عند الذكور وظهور الطمث عند الاناث.
2 - بروز الدوافع المختلفة التي تثير لديه الارتباك والحيرة مع اشتداد الدافع الجنسي والرغبة العالية في توكيد الذات.
3 - الاستقلال في الرأي والتفكير والسلوك عن الأب أو الأهل بشكل عام ومحاولة بناء هوية جديدة مختلفة تماما عن هوية الخنوع أو الخضوع لسلطان الأهل.
4 - نظرة الآخرين اليه ومعاملتهم له، وموقف الذين يحيطون به وما يفرضون عليه من قيود يشعر أنها تشكل ضغطا كبيرا لا معنى له، فتصرفهم معه يشعره بأنه طفل، وعند تصرفه كالكبار يضحكون عليه، فاذا ما اقترب من الكبار أعرضوا عنه، وان ارتد نحو الأطفال لم يرحبوا به. كل تلك التصرفات تجعله يشعر بالغربة في عالمه الاجتماعي الصغير.
هذه العوامل تؤدي بالمراهق الى أن يدخل في دائرة الصراع الذي يزيد من توتره، ومن أهم هذه الصراعات:
أولا: صراع بين شعوره الشديد بذاته وشعوره الشديد بالجماعة.
ثانيا: صراع بين مغريات الطفولة ومخلفاتها وبين الرجولة ومتطلباتها.
ثالثا: صراع بين ميله الجديد الى الاستقلال وبين الاعتماد على الآخرين.
رابعا: صراع بين طموحه الزائد وبين قلة حيلته.
خامسا: صراع جنسي بين الدافع المتحفز لديه وبين تقاليد المجتمع أو بينه وبين ضميره.
سادسا: صراع ديني بين ما تعلمه من شعائر وهو صغير، وبين ما يصوره له تفكيره. ويمكننا أن نستعرض بعض أسباب عدم الطاعة (العصيان) لدى المراهق في هذه المرحلة كما يلي:
أ) عدم الجدية في المعاملة الصحيحة في هذه المرحلة بالذات، وانشغال الأب بمشاكل الحياة واهمال الضبط السلوكي الذي يجب اتباعه مع المراهق لكي لا يقع منه التمرّد المبكر الذي يؤدي الى ضياعه.
ب) عدم معرفة الأهل فيما هو صحيح أو غير صحيح وخاصة اذا كان المراهق الولد البكر في الأسرة.
جـ) التساهل الشديد وقبول الأب بتصرفات المراهق، باعتباره سلوكا رجوليا.
د) رغبة المراهق بالاستقلال الذي لا يجد رد الفعل الحازم أو استجابات الحد من فرض الشخصية بالقوة، مما يفاقم الحالة مع تضارب الأدوار الاجتماعية التي تؤدي الى سوء التعامل مع المواقف الأخرى.
أما الشخصية فتعرف على أنها الأنماط المستمرة والمتسقة نسبيا مع الادراك والتفكير والاحساس وأنماط السلوك التي تبدو لتعطي الناس ذاتيتهم المميزة، وهي أيضا… التفاعل المتكامل للخصائص الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تميز الشخص وتجعل منه نمطا فريدا في سلوكه ومكوناته النفسية.
تحولات المراهقة والبلوغ
في ضوء المسلمات الأساسية التي تطرحها مرحلة الطفولة وما يتبعها من سلوكيات ومظاهر، وحين العبور الى المرحلة اللاحقة أي المراهقة وما تنتابها من أزمات ومشاكل تعصف بحياة المراهق، نقف أمام عدة تحولات تكاد تضع الفرد أمام مفترق طرق، فاما التأكيد على الذات والابقاء على متطلبات هذه المرحلة بكل ما تحمله من افرازات ومصاعب حتى ليكاد الفرد ينوء تحت وطأة آثارها، أو عبورها الى مرحلة المواجهة وتقبل الحياة مع قدرة عالية من التحصين النفسي الى مرحلة النضج. فالتحولات بين مرحلتين تعد بداية عبور الأزمة، لذا فان كل ما ترجوه النفس السوية هو أن تنعم بالطمأنينة والهدوء، واذا ما بقيت النفس الانسانية تحمل معها آثار المرحلة السابقة فهي تحس بالتأزم والمهانة ويصدر عنها الكبر، والحسد، والعجب والغرور.
كذلك فان معظم الأخطاء في السلوك والتفكير ناجمة عن ضعف في قدرة الفرد على التعرف على متطلبات الواقع والتعامل معه واحترام معاييره، فيكون سلوكه اندفاعيا تهيمن عليه النزوات النفسية غير المشبعة، ويتسم بمظهر يعد من أخطر مظاهر مرحلة المراهقة ألا وهو (الصراع داخل الذات) وهو صراع نفسي لا ينتهي، ويظل غير محسوم، صراع غير مشبع لدى الانسان، تترتب عليه أعراض، وتصاحبه مظاهر سلوكية كالقلق، والتوتر، والاحباط للاحساس بعدم القدرة على الانجاز، والاخفاقات المستمرة التي يشعر معها بالاثم والخطيئة من أفكار اعتقد بها ولم يفعلها وظلت تلازمه، ولم يستطع تجاوزها…
فالنفس البشرية على الأعم الأغلب عندما يتملّكها عدم الثقة بالنفس وفقدان الشعور بالاستقلالية الذاتية تسقط في دائرة الصراعات غير المحسومة والمتراكمة عليها حتى لتعيق توازنها، وهي تعد بحق بقايا آثار مرحلتين سابقتين من مراحل النمو لدى الانسان.