نواب النور والأوتوبيس .. الصحافة المصرية

[COLOR=#CC3300][B]المصريون | النواب فى الأتوبيس…!

السيد البابلى [/b][/color] | 22-01-2012 14:30

                                                                     العاملون  فى مجلس الشعب أصيبوا بالدهشة عندما وجدوا على باب المجلس الرئيسى  أتوبيسًا خاصًا يريد الدخول، واكتشفوا أنه يحمل بداخله 48 نائبًا من حزب  النور جاءوا لاستلام بطاقات العضوية واستيفاء البيانات الخاصة بهم.

والمشهد بالطبع كان غريبًا على العاملين بالمجلس الذين اعتادوا رؤية النواب وهم يأتون فى سيارات فارهة.

والرسالة كانت بالطبع واضحة من نواب حزب النور السلفى فهم يقولون بذلك إنهم أتوا من صفوف الشعب ولن ينفصلوا عنه.

وهى رسالة مفيدة تشبه ما يفعله الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، الذى ظل محتفظًا بسيارته القديمة رافضًا حياة القصور، ومفضلا أن يكون مواطنًا عاديًا مع شعبه، وهو ما منحه الدعم والتأييد والالتفاف الشعبى.

وتزامنت هذه الرسالة مع تصريحات أخرى للدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، أكد فيها أن أنصار الدعوة سيتواجدون يوم 25 يناير فى ميدان التحرير وجميع الميادين بالمحافظات لمنع الفوضى والتدمير والتخريب حفاظًا على سلمية الثورة.

وبرهامى أظهر جانبًا مهمًا فى الدعوة السلفية عندما قال إنه لابد من التواصل والحوار للبحث عن مصلحة البلاد، وباب الحوار مفتوح للجميع.

وهى مواقف وسياسات تعكس وتدل على أن الدعوة السلفية قد دخلت المعترك السياسى المصرى الداخلى لتبقى وتثبت دعائمها، وأنها حريصة على تهدئة مخاوف وانتقادات الذين هاجموا الأحزاب السلفية قبل الانتخابات البرلمانية وحذروا منها.

وسيكون الامتحان الأول للحركة أو الدعوة السلفية تحت قبة البرلمان وقد كانت البداية طيبة بالذهاب إلى المجلس فى أتوبيس، وستكون التجربة أفضل عندما ينقلون إلى المجلس آلام وهموم المواطن المصرى الباحث عن حقه فى الحياة الكريمة.

وإذا كان لنا أن نعرض واحدة من أهم قضايا الوطن والمواطن التى تستلزم أولوية البحث والنقاش فإننا نتحدث عن قضية البطالة بين شباب مصر، خاصة بين خريجى الجامعات.

فنحن لا نريد أن نصل إلى الحد الذى يدفع شبابنا إلى الانتحار كما حدث فى الدار البيضاء فى المغرب قبل بضعة أيام عندما قام خمسة من الشباب المغاربة العاطلين عن العمل بإحراق أنفسهم احتجاجًا على البطالة، رغم أن نسبة البطالة بين خريجى الجامعات فى المغرب تصل إلى نحو 16% فقط، بينما تزيد النسبة على ذلك فى مصر كثيرًا الآن.

إن الأحزاب الدينية التى حصلت على الدعم والتأييد الشعبى فى الانتخابات البرلمانية أمامها فرصة تاريخية الآن للتأكيد على أنها تحمل فى مخزونها برنامجًا كاملاً متكاملاً للإصلاح والتقدم والتنمية، وهى فرصة لم تكن متوقعة ولكنهم يستحقونها.

أول مرة لا يتوافد اعضاء مجلس الشعب لاستيفاء بياناتهم واستلام بطاقات العضوية فى سياراتهم الفارهة التى يقودها السائقون الخصوصيون فقد فوجئ العاملون بمجلس الشعب بوصول اتوبيس خاص يحمل 48 نائبا من حزب النور. على الفور تم التحقق من بياناتهم داخل الأتوبيس ثم تم السماح لهم بدخول المجلس لاستيفاء الأوراق.
وقد اتفقت آراء النواب الجدد الذين حضروا أمس سواء كانوا من حزب النور أو حزب الحرية والعدالة أو الأحزاب الليبرالية على ضرورة تكاتف كل الجهود تحت قبة البرلمان فى العمل من أجل الصالح العام، وأن تكون اولويات العمل النيابى هى بذل أقصى جهد لاعادة بناء مؤسسات الدولة على أساس جديد وسليم وتفعيل دورها فى الأداء الاقتصادى والسياسى والاجتماعي، ومحاربة الفساد واجتثاثه من جذوره حتى تستطيع مؤسسات الدولة أن تقوم بدورها فى خدمة المجتمع، وأن يتم القضاء بشكل حقيقى على البيروقراطية المتفشية فى أجهزة الإدارة المحلية وتطهيرها من الفساد تطهيرا كاملا وشاملا، حتى تعود إلى دورها الحقيقى فى تحسين أداء جميع أجهزة المرافق العامة وتوفير الخدمات للمواطنين وحل مشكلاتهم، لأن هذا من شأنه ان يخفف المطالب عن النواب فى البرلمان ليتفرغوا لأداء دورهم الحقيقى فى اعمال الرقابة والتشريع تحت قبة البرلمان. من ناحية أخرى التقى الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء أمس مع النائبين المهندس صبرى عامر، وسعيد العزب عضوى مجلس الشعب عن المنوفية ومعهما المهندس حسن الصواف رئيس شركة شبين الكوم للغزل والنسيج لبحث تنفيذ حكم القضاء بإعادة الشركة إلى قطاع الأعمال العام التى كان قد تم بيعها فى إطار سياسة الخصخصة فى عهد النظام السابق، حيث أدى البيع إلى الإضرار بنشاط الشركة وتدهور انتاجها، كما تضرر العاملون نتيجة الخصخصة. وقد تم الاتفاق فى الاجتماع على تشكيل لجنة فنية لدراسة إمكانية اعادة الشركة إلى قطاع الأعمال العام من عدمه.