سطرى الخير قبل موتى فى بورسعيد

[FONT=“Arial Black”][SIZE=“4”]سطري الأخير
صلاح محمد صلاح

ها هو الان يحبس دمعته الأخيره فلم تعد الدموع تكفي أوجاعه, فهل هو الغدر أم الخوف؟ بل إنها الخيانة نعم. إنها الخيانة, لماذا تركت وحيدا؟ أين الجميع بأي ذنب قتلنا, هل هذا هو سطري الأخير…

إكشفوا الغيوم لأرى مشهدي الأخير, أريد أن أعلم من قاتلي و هل انا شهيد ام انني قتيل, لقد كنت وحيدا ودمائي تنزف لم يكن معي أحد, لقد مت مئة مرة قبل ان الفظ أنفاسي الأخيرة, فلقد ساد الظلام بفعل فاعل وكأن القدر كان يستعجل موتي , ولم يساعدني أحد بالرغم من انني كنت قادرا على التماسك ولو لبعض الوقت, فأنا لم أردي بالرصاص ولم تخترقني الشظايا, بل انني مت مدهوسا بل مضروبا او حتى ملقيا من فوق مدرج.

أجيبوني فلم يتبقى لي من هذه الدنيا الا نهايتي, حتى إن الملائكة لم تسألني بعد وإن سألتني بماذا أجيب, هل كنت أدافع عن وطني عن قضيتي عن ديني, هل كنت في وسط كارثة, هل هي القيامة؟

إني أراكي يا أمي إني أسمعكي وأشعر بكي, كنت أتمنى أنا انال منك قبله أخيره أملأ عيوني بكي, أشعر بحضنك ولو لثواني, وأنت يا أبي أعذرني… سامحني لقد حاولت جاهدا أن أخرج من سجلات طفولتي وأن أكون بجوارك أساندك, فلا تحزنوا لقد كنتم أنتم مشهدي الأخير الذي إستحضرته عندما فقدت الأمل في نجدتي.

وأنتم يا أخواني يا أحبائي, أعذروني ان كنت يوما قد أخطأت وأعلموا انني لم أكن متعمدا فقد كان كل همي أن أكون متفوقا, وأنا أعلم مدى حزنكم وغضبكم على ما حدث معي, ولكنني كما ترون كنت أنزف دموعا من قميصي الأحمر, نعم لقد قتلت وأنا أدافع عن الأهلي حبي وعشقي الأول و نعم كنت خلف فريقي في بورسعيد كما كنت من قبل أسير خلفه في كل مكان, لأثبت اننا لم نكن أبواق لشعارات أو إنه مجال من مجالات تضييع الوقت كما يردد البعض.

كنا نعلم إننا في خطر ولكن لم نكن نتخيل حدوده, ومن منا من قبل ذهب ولم يحمل نعشه للمحلة أو الاسماعيليه, من منا لم يكن لطوبه تقتله أو كمين في محطة قطار قادره لتنهي حياته ولو بالخطأ, نعم انهم يكرهونا ولا يحتاجوا الى دولارات أو فلول أو مخطط جهنمي, فلم يكن بعض أو قلة ولم تكن هناك أصابع خفية, وإن كان… ودعوني أمشي مع من يقول أصابع خفية, فهل هي حجة لتقتل, لتزهق روح, لتنهي حياة إنسان.

لم يعد ذاك الذي كان من قبل, ولم تعد هناك أرواح سبعة وسبعون روح, ولم يعد هناك مجالا لشحوب الوجه وإكتساء السواد, ولم يعد هناك مجالا للإقناع أو للسيطره على الأفكار, فمصيبتنا أكبر من دموع مذيع أو أغنيه حزينة أو حتى كلمات أكتبها في مقاله, لم يعد هناك سوى القصاص… القصاص… القصاص, والقانون في غيابه سنضعه نحن وسنمشي عليه قبل أي أحد, وسنجبر الجميع على إحترامه, فلنجتمع على قرار ونعيش به إن كان قانون جنائي أو عشائري أو حتى قانون الغاب.

وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[/size][/font]

وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ