صناع التكنولوجيا العربية
أحمد بن موسى بن شاكر هو احد صناع التكنولوجيا العربية قديماً وأحد العقول العربية المبدعة والذي قدم العديد من الاختراعات العملية للتدبير المنزلي ، والألعاب الميكانيكية المدهشة للأطفال كالمعلف المخصص لشرب الحيوانات الصغيرة فقط ، وقناديل ترتفع بها الفتائل تلقائياً ويصب فيها الزيت تلقائياً أيضا ولا تنطفئ عند هبوب الريح عليها ، كما أخترع آلة تحدث صوتاً بصورة ذاتية عند ارتفاع المياه إلى حد معين في الحقول عند سقيها ،وابتكر عدداً من النافورات التي كانت تظهر صوراً متعددة بالمياه الصاعدة منها ، وهذه تحتاج إلى أجهزة ميكانيكية معقدة ومتطورة ، ولازالت هذه الأفكار العبقرية تستند عليها وتقتبس منها تصاميم النافورات الحديثة التي يخرج منها الماء بأشكال مختلفة ،ومن أعمال احمد بن موسى الميكانيكية المدهشة الأخرى ،التي قام بصنعها مع أخيه محمد هي آلة في مرصد سامراء ذات شكل دائري تحمل صور النجوم ورموز الحيوانات في وسطها ، وتديرها قوة مائية , إذ كلما يغيب نجم في قبة السماء تختفي صورته من الآلة في اللحظة نفسها ، وأما إذا ظهر نجم في قبة السماء فتظهر صورته في الخط الأفقي من الآلة وهذا يتطلب معرفه دقيقة في علم الفلك ومهارة فائقة في علم الميكانيكا تتميز بالخيال الخصب والأفكار العملية التي تبرز فيها الدقة والعمق والموضوعية العلمية ، واهتم علماء الفلك اهتماماً كبيراً بابتكار وصنع الآلات التي كانوا يحتاجونها وكان لديهم آلات متعددة الأشكال للتطويع وتقطيع الحلقات.
واهتم العرب بدراسة الميزان واخترعوا أدق الموازين التي تقل نسبة الخطأ فيها عن أربعة أجزاء من ألف جزء من الغرام , بل كان لديهم أدق من ذلك .
وقد اخترع عبدالرحمن الخازن ( توفي سنة 550 ﮬ/ م1155) ميزاناً غريبا هو عبارة عن آلة مركبة من عدة أعضاء تتكون من (( خمس كفات بخلاف سائر الموازين وتوزن به الأشياء في الهواء و الرطوبات )) وهذا الميزان يختلف تصميمه عن بقية الموازين الأخرى التي وصفها في كتابه ( ميزان الحكمة ) .