وفاة اول رئيس للجزائر المستقلة احمد بن بلة

كان أحمد بن بلة من الوجوه السياسية البارزة التي ظلت تنشط على المسرح السياسي والدبلوماسي في الجزائر، توفي بعد مرض عضال حد من حركته خلال الأسابيع الماضية، حيث نقل مرات عديدة إلى المستشفى العسكري بعين نعجة.
ولد أحمد بن بلة في مدينة مغنية بمنطقة الغرب الجزائري، أين تلقى تعليمه الابتدائي،قبل أن ينتقل إلى مدينة تلمسان ليزاول دراسته الثانوية هناك.
بعدها أدى المرحوم الخدمة العسكرية سنة .1937 إلا أنه انخرط بسرعة بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة بعد مجازر 8 ماي 1945 في صفوف الحركة الوطنية، حيث انضم بن بلة إلى حزب الشعب الجزائري ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية، حيث انتخب سنة 1947 مستشاراً لبلدية مغنية. واصل بن بلة مساره النضالي والحركي من خلال مساهمته في إنشاء أول منظمة شبه عسكرية -المنظمة الخاصة- وشارك في التخطيط والهجوم على مكتب بريد وهران عام 1949 بمشاركة حسين آيت أحمد ورابح بيطاط، للحصول على الأموال التي تستخدم لتمويل النشاط السري للمنظمة، إلا أنه تم القبض عليه في 1950 بالجزائر العاصمة من قبل الأمن الفرنسي، وحكم عليه في 1952 بسبع سنوات سجنا، إلا أنه فر من المعتقل في نفس السنة ليلتحق في القاهرة بحسين آيت أحمد ومحمد خيضر، أين تم تشكيل ما يعرف بالوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني.
كان بن بلة من بين القادة التاريخيين الذين تعرضوا لأول عملية قرصنة جوية قامت بها القوات الجوية الفرنسية في 22 أكتوبر 1956 ضد الطائرة '‘دي سي’'3 التي كانت تقل الوفد الجزائري المكون من بن بلة ومحمد بوضياف ورابح بيطاط وحسين آيت أحمد ومصطفى لشرف من المغرب أين التقوا الملك محمد الخامس وولي العهد الحسن الثاني، في طريقهم إلى تونس وتم اقتياد المجموعة إلى سجن ''حصن ليدو بجزيرة اكس بمقاطعة شارونت البحرية، وبقي بن بلة معتقلاً فيه إلى غاية الاستقلال في 5 جويلية 1962، إذ أطلق سراحه سنة 1962، شارك في مؤتمر طرابلس أين برز تباين في وجهات النظر والمواقف مع الحكومة المؤقتة، ليعود إلى الجزائر في 27 سبتمبر .1962
وبدعم من جيش الحدود يختار بم بلة رئيسا لمجلس الثورة، ثم في 15 سبتمبر 1963 أول رئيس للجمهورية، ليتم بعدها إزاحته في انقلاب 19 جوان 1965 من طرف مجلس الثورة، وتسلم الرئاسة هواري بومدين.
ظل أحمد بن بلة معتقلا ثم في إقامة جبرية منذ جويلية ,1979 ليطلق سراحه بقرار من الرئيس سابقا الشاذلي بن جديد في أكتوبر 1980، لينتقل إلى المنفى الاختياري في سويسرا العام 1981 ويؤسس بعدها بفرنسا الحركة الديمقراطية في الجزائر، وكانت هذه الحركة تصدر مجلتين هما البديل وبعده منبر أكتوبر. ومع الانفتاح السياسي، قرر بن بلة العودة إلى الجزائر في 29 سبتمبر1990، ثم يعود مؤقتا للمنفى في 1992، ليزاول بعدها عدة نشاطات سياسية غير رسمية على غرار عضويته في لجنة الرعاية لمحكمة روسيل حول فلسطين، ورئاسة اللجنة الدولية لجائزة القذافي لحقوق الإنسان، كما اختير ضمن حكماء القارة الإفريقية في إطار مبادرات تسوية النزاعات.
لازم الفقيد المرض منذ بداية السنة، مما استدعى نقله إلى مستشفى بالعاصمة الفرنسية باريس في 4 جانفي، ثم دخل عدة مرات مستشفى عين نعجة، قبل أن توافيه المنية يوم أمس بعد صراع طويل مع المرض.

ان لله و ان اليه راجعون

ان لله و ان اليه راجعون وربنا يرحمه ان شاء الله

لله مااعطى ولله ما اخذ وكل شئ عنده بمقدار
انا لله وانا اليه راجعون
نسال الله ان يتغمده فى واسع رحمته ومغفرته