أولاً المهندس محمد أنا الأولى لك بالشكر على فتح مواضيع ثقافية تخدم الهدف الأساسي للمنتدى وهي جزء لا يتجزأ من أهداف المنتدى.
ثالثا : قبل وضع الموضوع كان خوفى من ابو انس يقول احنا فى منتدى
للسوليد وليس للنقاش وربنا سلم
يا هندسة بداية أنا أعرف للخبرة وللعمر الهندسي قدره لأنه لو كان للرتب والأقدمية احترام فالهندسة أولى بها من العسكرية، لأنه كل يوم يمر على المهندس فهو إما تعلم أمراً جديداً غداً سنحتاج له حتماً، أو قدم منفعة مدان له من انتفع له، وكل ما سبق يحتم علي أن أعطي التحية الميري كلما اشتركت معك في موضوع.
أما لما نيجي تاني لموضوعنا فأنا فقط أحب أن نوه لنقطة مهمة وهي أن لا نتكلم فقط من واقع ما مررنا به من ظروف لأننا لا نناقش الواقع وإنما نناقش الفكرة نفسها.
يعني مثلاً لو دخلنا على مواقع التوظيف وبحثنا عن designer فستجد 90% من الوظائف تخص الرسامين - في فمهنا نحن- شوفوا يا شباب أنا أعمل في مجال تصميم المعدات الاستاتيكية (أوعية ضغط وأبراج التقطير والمبادلات الحرارية والخزانات) وهذه صورة لما نصممه
ولكم مثلاً أن تتخيوا برج تقطير يبلغ ارتفاعه 60 متراً (يعني ما يكافئ 20 دوراً) في حين أن القطر فقط 5 أمتار والوزن يصل لألف طن لأن سمك الحديد يصل ل 150 مم.
المشكلة التي تتحدثون عنها متعلقة ثقافتنا الشرقية كمصريين وعرب وهذه المشكلة مش موجودة في الغرب. وأنا مثلاً كنت أعمل في شركة بتروجت في مصر وكان مدير الإدارة الهندسية لا يعرف ثقافة “الرسامين” وكان إذا كانوا محتاجين رسام كان يقول وليه هاتوا مهندس يصمم ويرسم بنفسه وأنا كنت أحد هؤلاء ولذلك فبفضل الله احترفت الرسم الهندسي وعلى أصوله واحترفت الأوتوكاد ولله الحمد.
ثم أراد الله لي شئ من الاستقلال النسبي وعملت مع مدير اسمه الدكتور محمد فيصل أنا أدين له بالفضل في ثقافة العمل كمهندس تصمم وهو أول من عرفني الفرق بين design engineer & designer وهو من عملني أن احترم خبرة الرسامين وأن معطياتهم فيي إنجاز التصميم لا تقل عن المهندس بل إن ضياع وقت المهندس في الترسم هو فقد لقدراته أن تستغل فيما يبنغي.
ومن هذه الاثناء تبنيت الفكرة وبدأنا في تأهيل رسامين واهتممت انا بقتل فكر المهندس والرسام والعداء التاريخي بينهم لدى ثقافة المصريين وبفضل الله قبل أن أترك بتروجت كان لدينا في مكتب المعدات الاساتيكية 5 رسامين محترفين ويستحقوا لقب designers
ثم جئت للسعودية فوجدت رسامين ولكن العكس محتقرين تماماً للمهندسين لأنهم هنود والمهندسين الهنود “نص كم” ومالهمش في الرسم، المهم إن بدايتي كانت معاهم إني غيرت طريقتهم في الرسم تماماً وغيرت ثقافتهم تماماً حتى يعلموا أن الرسم ليس مجرد خطوط وإنما
هو فن يختبئ تحت خطوطه علم
حتى بفضل الله أصبحوا من ممتهنين لمهنة مهندس التصميم لأصدقاء للمصمم يعرفون له قدره وساد الاخترام المتبادل بيننا.
المهم أن القضية نفسها كانت دائماً تشغلني أكثر من الشغل نفسه وكنت أتعمد أن أضيع فيها وقتي لكي أغير ثقافتنا نحو “المهندس” و"الفني" وفي شغلنا ده “الرسام” لأنه بصراحة هناك عداء تاريخي مرتبط بثقافتنا كمجتمعات شرقية وحساسية بالغة نحو الألقاب الشهادات، وهذا أمر ليس مرفوضاً فقط اجتماعياً بل دينياً.
لأنني لاحظت أن الجميع يتكلم من واقع خبرته الحياتية وما مر به من ظروف واستمرانا في هذا الفكر سيعوقنا كثيراً قي مسيرة النهوض بمجتمعاتنا الوليدة بعد الربيع العربي (نسأل الله أن يجعل بفرج سورية).
أما قصة البيضة وصفارة فهذا نابع من جهل المهندس نفسه لحقيقة وظيفته ونتاج قافة المجتمع.
كان طبعاً المفروض إنه ياخد البيضة ويدي قشرتها للرسام ههههههههههه
وبعدن مثلاً رداً على نقطة المهندس محمد حلمد بمثاله، فهناك أيضاً أمثله مضادة. يعني مثلاً أنا عمي مصمم “بتعريفي أنا :)” يعمل في شركة مدستار وهو وزملاؤه المصممين يقومون بتصميمات منتجاتهم واستمطباتها ولا يوجد عندهم مهندسي إلا كمديرين فقط فهل معنى ذلك أنه لا حاجة للمهندسين؟؟ أو أن هؤلاء ليسوا مصممين؟ طاب هانسميهم آيه :)؟
وتلخصياً أكرر فأقول:
مهندس التصميم: هو من يضع المعالم والأبعاد الأساسية للمنتج ويحدد خاماته وسماكاته وقطاعاته، وهو المسؤول عن تحمل المنتدى للأحمال الواقعة عليه
المصمم: هو من يترجم كلمات المهندس وحساباته “وشخبطه” لتصميم واضح المعالم ومن ثم تبدأ مشاكل التصميم في الظهور
يبقى الموضوع بين المهندس والمصمم ذهاباً وإياباً حتى يتم إنجاز التصميم.
الرسامين: علينا قبلها أن نعترف أنه ليس في كل التصميمات نحتاج لرسامين إضافيين بعد المصمم لكن إذا كان المنتج كبير وفيه تفاصيل يغلب عليها الطابع الفني الإنتاجي وتقنياته أكثر من كونها تكنيك تصميمي أو هندسي فستكون الحاجة الحتمية للرسام مطلوبة لأنه يكون جزء من ورشة الإنتاج وليس جزءً من الإدارة الهندسية.
أنا اتلكمت كتير، بس لأنكم فحتم موضوع هو عن جد مهم لي جداً وأحب أن انشره بين كل الأوساط الفنية حتى تقتل الفكر الجاهلي الموجود لدينا بقيته في الألقاب.
فأنا أرى كثيرين يستحون أن يقولوا أنهم رسامين، أو واحد يتكلم مع التاني ويقولوا “أنا مهندس وانت …”
وبالتالي المهندس باستمرار يسيب حته ليه ما يعرفهاش للرسام علشان يجيله في كل مرة يعملها، كذلك الرسام يدفن حته على الماشي في اللوحة حتى إذا عدت على المهندس ونزلت الورشة يرجع الرسام يعدل اللوحة ويصحح الخطأ (أو يطلع الجثة) علشان يحط المهندس في موقف وحش مع زملائه في الانتاج.
يعني مرة في مركز صيانة سيارات
والمهندس بيشخط في الميكانيكيين العربية دي لازم تطلع حالاً
الميكانيكي يا باشمهندس العربية خلصت بس واحنا بنجربها “سير المارش انقطع”؟ -هو ده القتيل المدفون-.
المهندس: اشتروا سير بداله فوراً
هههههههههههههه- اتفضح الهندسة لأنه لا يوجد مارش في أي سيارة بسير.
وعلى هذا المنوال هذا المهندس سيبقى إدارياً ما بقي ويبقى الميكانيكي منحصر فيما يعرفه ما بقي ولا تطوير ولا تحسين.
تعبت من كتر الكتابة بس إن شاء الله تكونوا ما زهقتوش