مخاطر النفايات

[CENTER][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=red]لمخاطر النفايات جريمة ولكن لا، فإن غالبية نفايتنا التي تتعدى العشرون مليار طن في العام تقذف إلى البحر، دون أي إجراء مسبق. تحذر أبسط المخلوقات من رمي النفايات حيث تأكل، ولكن هذا مالا نفعله كل يوم حيث نرمي بالنفايات والمياه المبتذلة في البحر. يعمل الكثيرين في مجال البيئة وهم يسعون للبحث عن الحلول.

أول ما قد يفكر به المرء حين نتحدث عن تحويل المعادن بمعلبات، ولكن التحويل الذي يهتم به الناس هو بأجسام كبيرة، نحن في عصر التحويلات الكبرى.

رغم أن تزايد كمية المعلبات التي نحولها كل عام، فإنها لا تمثل من جمل المعادن التي نحولها إلا أذنه. يعاد تصنيع تسعون بالمائة من المعادن في مصانع الكسر، وهذا هو أكثر ما يحول. السيارات الأمريكية، تعادل السيارة الواحدة منها خمسين علبة من المرطبات، ويمكن أن تصل إلى ضعف هذا الحجم، إذا أخذنا بعين الاعتبارات عدد السيارات الهائل الذي يترك ويهجر ويتلف كل عام، بحيث لا تكفي كل معلبات المرطبات لموازات هذه المعادن. وليس هذا وحده فهناك أيضا الأدوات المنزلية وحديد الأبنية القديمة والمستوعبات البالية، كلها معادن يجب أن تنتهي في مكان ما.

مكان ما كهذا، في شركة إل إن زي إل إيه للتحويل في ريتشموند كليفورنيا. حيث تتحول سيارة الرولز رايز خلال عشرون ثانية إلى فتات من النفايات المعدنية. تصل إلى هذا المكان ألف ومائة سيارة في اليوم الواحد، ليجري تفتيتها وفصلها بين عناصر معدنية وأخرى غير معدنية، ينقل أكثر من نصف هذه النفايات عبر البحر، ليذهب النصف الآخر إلى أفران الصهر كالتي في الولايات المتحدة.

ولكن لا تحزن على عمالقة الشوارع الفخورة هذه، فهي على خلاف البلاستيك والورق، يمكن استخدام المعادن مرة بعد أخرى، دون أن تضعف بنيتها الجزئية.

أي أن هذه المعادن تتجسد في عدد كبير من الأشكال عبر عدد لا يحصى من السنوات. ولكن عمر المعادن الطويل ليس السبب المنطقي الوحيد في تحويله.

يستهلك تحويل المعادن ثمانية وثلاثين بالمائة فقط من الوقود الذي يستخدم في صناعته من المواد الخام، كما يعني ذلك تقليصا كبيرا في الدمار البيئي الذي ينجم عن استخراج الخامات باستعمال الفحم الحجري وما يسببه من مطر حامضي.

كما أن تحويل الحديد لا يستهلك سنتا واحدا من جيوب دافعي الضرائب. كما أن هذه هي الصناعة الوحيدة التي لا تخضع للمضاربات وهي تساوي الملايين دون أن تضطر يوما للاعتماد على المساعدات الحكومية.

لا يتحقق نجاح تحويل المعادن بحسن النوايا وأطيب التمنيات، هي المؤسسات الصناعية الضخمة التي تتمكن من الاعتماد على نفسها فقط القادرة على الاستمرار طويلا.

يعاد استخدام أكثر من خمسين ألف طن من المعادن التحويلية في الولايات المتحدة الأمريكية.

لهذا من المرجو هو أن يستمر جمع معلبات الألمنيوم في الأحياء السكنية ونقاط التجميع.

أما فيما يتعلق بعمليات التحويل الكبرى، فهناك مصانع مجهزة بالكامل لاستقبال سيارة، وتحولها خلال ثوان قليلة، إلى علبة مضغوطة.

يتحقق التطور النوعي بالممارسات التي نقوم بها ، دون الإساءة إلى الأجيال القادمة، باستخدام الثروات القابلة للتحويل، يمكن أن نحقق الاستقرار.

معالجة النفايات الصلبة

هناك ثلاثة أشياء رئيسية يمكن أن نقوم بها عبر النفايات الصلبة. رميها بالمجمعات، أو حرقها، أو تحويلها. ولكن هذا الحل الأخير هو الأجدى إذا أخذنا بالاعتبار المشاكل الناجمة عن المجمعات والحرق .جمع المواد ومعالجتها جزءان من عملية التحويل الصناعي، التي تعالج أهم المشكلات البيئية في العالم.

بلغت أزمة النفايات الصلبة حدها الأقصى بعد أن نشأت وسط العملية عقبة تتعلق بالتخلف عن شراء تلك المنتجات .

بدأت المصانع والشركات بتكثيف الجهود لتنفيذ برنامج يستهدف تقليص النفايات.

ولكن رغم توزيع مستوعبات التحويل ونشر حملات التوعية، فإن برامج التحويل في الولايات المتحدة لا تحقق النجاح المرجو. فلماذا؟

يعود السبب في ذلك إلى الموارد الهائلة من الصحف التحويلية والزجاجات وأوراق المكاتب وغيرها من المواد التي تم جمعها.

عندما يصل الأمر إلى المستهلك وطلب الأسواق على البضائع المصنوعة من هذه المواد، تصاب عمليات التحويل بالعجز الاقتصادي.

قلة من الناس يدركون بأن البرامج المحلية لجمع المواد ليست سوى الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل.

لا شك أن كلفة جمع هذه المواد ومعالجتها في الوقت الراهن تفوق جدا قيمة المواد التي يمكن بيعها للمصانع.

لن يعتمد نجاح التحويل فيما بعد على مساحة الأراضي التي يمكن توفيرها من مجمع النفايات، بل سيعتمد على تمتعها بالمنطق الاقتصادي.

عدد من مدراء الشركات الكبرى على غرار بيل أتلانتيك، جعلوا من شراء المنتجات التحويلية والاستثمار في الأبحاث البيئية جانب رئيسي من استراتيجيتهم في العمل.

فعملوا على خفض كمية النفايات، وزادوا من مستوى الأرباح وتبوءوا مواقع طليعية بين أعضاء تحالف مشاريع بيع المواد التحويلية العامل على جمع النفايات وتحويلها على المستوى الوطني.

يلتزم هؤلاء القادة بزيادة شراء المواد التحويلية، ما سيوجد الحلقة المفقودة، المتمثلة بالطلب على المنتجات التحويلية.

تعمل شركة بيل أتلانتيك انطلاقا من وعيها البيئي على تجديد برامجها التحويلية القائمة وذلك بإقامة شراكة مع هانوفر أسوسيشين للمواطن المتخلف في فيرجينيا. ومع كامدين كانتري أسوسيشين للمواطن المتخلف في نيوجرسي.

يعمل أعضاء هاتين المنظمتين ست ساعات في اليوم لتصنيف عدة أنواع من الورق المتلف، لتأخذه شركات التحويل بعد ذلك مباشرة.

تستعمل شركات الاتصالات أوراق تحويلية لصناعة كتب الدليل الجديدة، كما أنها تعاود تحويل الكتب المستعملة.

أضف إلى أنه تم إلغاء الصمغ المذاب بالحرارة لتفادي تعثر عملية طحن الورق.

يصدر عن هذا المصنع كميات من المواد الإضافية والأضرار والأجهزة القديمة والمواد أثناء عمليات إنتاجها الطبيعية.

كانت أجهزة الهاتف وكرارات الأسلاك وأزرار الإشعال لتنتشر في كل مكان لو أن شركات لم تعثر على الطريقة المناسبة لتحويل بضائعها.

بعد إصلاح الأجهزة، وإعادة المواد الغير مستعملة إلى مراكز التوزيع، وبيع القطع القابلة للاستعمال لشركات أخرى هو بعض من الخيارات المتوفرة.

بعد استنفاذ هذه الخيارات يتم التعامل مع باقي الأشياء لبيعها كخردة.

تبذل كل هذه الجهود لأبقاء مجمعات النفايات خالية من بقايا مصانع الاتصالات.

تسعى وكالة حماية البيئة للتخلص من أربعين بالمائة من النفايات قريبا، ما يعني أن ، المستهلك والشركات سيقومون بإعادة شراء ثمانين مليون طن من المنتجات التحويلية سنويا.

حرق النفايات السامة

تؤكد التقارير أن خمس وعشرون بالمائة من مجمعات النفايات تستقبل النفايات السامة من المصانع. مع امتلاء هذه المجمعات في أنحاء البلاد، أصبح فتح أخرى جديدة لاحتواء هذه النفايات محط اهتمام. أكدت إحصاءات جرت مؤخرا بأن تسع وخمسون بالمائة من الناس يرفضون فتح مجمع للنفايات في مناطق مجاورة لهم. سنتحدث الآن عن بدائل للتخلص من النفايات السامة.

أخذ النمو السكاني في العالم يسجل ازدياد بمعدلات مخيفة. ما بدأ يزيد من حجم الطلب على مصادر التمويل الطبيعية. ويوتر قدرتنا على التعامل مع حجم النفايات التي ننتجها.

ساهمت التكنولوجيا الحديثة من تحسين عمليات النقل، فأصبح التنقل من المحيط إلى المحيط يتم خلال بضع ساعات فقط.

كما ساهمت الاتصالات الحديثة بنقل المعلومات والأصوات والصور إلى أبعد المناطق في العالم.

ولكن الفوائد التي جاءت بها هذه التكنولوجيا لم تكن بلا ثمن. أما بالنسبة للبيئة فقط كان الثمن غاليا.

يمكن لبعض النفايات أن تتحول ويصنع منها منتجات مفيدة أخرى، ولكن هناك بعض النفايات السامة لسوء الحظ التي لا يمكن الاستفادة منها عمليا على الإطلاق.

لهذا لا بد من تخزينها في مناطق يشكل مجرد وجودها هناك خطرا على البيئة، أو أن تتلف.

صمم محرق لاستقبال أنواع مختلفة من النفايات الصلبة والسائلة والترسبات، وهو يعتمد على أسلوب فعال للتعامل مع النفايات الخطيرة.

توضع مواد مثل الترسبات الصادرة عن براميل التنظيف في صناعة الطلاء، في أعلى الفرن الدائر.

يضاف الوقود الإضافي حسب الحاجة والطلب، للحفاظ على عملية الحرق ضمن الحرارة الفضلى، التي يمكن أن تصل إلى ألف وثمانمائة درجة ضمن مقياس فهرنهايت، حسب المادة المشتعلة.

مع دوران الفرن الخبيث تتحول النفايات السامة إلى ترسبات ورماد تسقط بعد اشتعالها في أسفل مستويات الفرن.

عند وصولها إلى هناك تنتقل إلى غرفة ما بعد الحرق. تخضع الترسبات الناجمة عن ذلك إلى تحاليل إختبارية وتوضع في في مجمع نفايات آمن معزز بطبقتين، بعد معالجة تضمن استقرارها النهائي.

تتحول الغازات الصادرة عن عمليات الحرق، إلى فرن آخر بدرجة حرارة أعلى لتتحلل في مرحلة تتبع الحرق.

في هذه المرحلة تدخل النفايات القابلة للاحتراق وأنواع وقود أخرى لإشعال الحرائق.

يمر تدفق الغاز الصادر عملية الغلي، عبر مجموعة من أنظمة التحكم بالهواء الملوث بما في ذلك الترسبات الرطبة والمعلقات المكهربة.

تعلق هنا الجزيئات الصغيرة من الدخان لتصفيتها، قبل أن تتمكن من التسلل نحو البيئة عبر المدخنة.

تحول هذه العملية الأخيرة من الحرق دون المطر الحامضي، كما تقضي على أي نوع من الروائح الكريهة في المحطة.

جميل جدا أن نعيش في عالم لا مكان فيه للنفايات السامة والخطيرة على الإطلاق.

ومع ذلك يمكن أن نتعلم كيفية التعامل مع هذه المشاكل عبر طرق مسؤولة.

تساعد شركات على التخلص من النفايات بطرق آمنة، لتمكن عائلاتنا من التمتع بعالم سليم معافى تعيش فيه.

معالجة النفايات الصناعية

الماء وحده كفيل بإطفاء الظمأ. ولكن عندما تشرب، ضع الزجاجة أو العلبة في صندوق التحويل. يرمي كل منزل عادي سنويا ما يعادل خمسمائة زجاجة وخمسمائة علبة ألمنيوم. بتحويل علبة واحدة يمكن أن نوفر من الطاقة ما يكفي لتشغيل التلفزيون ثلاث ساعات، فما بالك بتحويل خمسمائة علبة؟

هل سبق أن بحثت عن شيء كان أمام عينيك؟ هذا ما يحدث دائما في البحث عن الثروات الطبيعية، حيث تقومالشركات في استكشاف المزيد من المصادر، ولكنها قلما تتنبه إلى الثروات الهائلة التي يتم هدرها، في مكب النفايات. لنرى ذلك.

تخلص منها، أتلفها، ادفنها، ارمها‍‍‍‍!!!

كثيرا ما تكون هذه هي الخيارات الوحيدة التي نتعامل بها مع النفايات الصناعية. ولكن بالإضافة إلى مضاعفة مشكلة التلوث الحالية، من الملاحظ أن الشركات تصر على رمي النقود في مياه الصرف الصحي.

حان الوقت لاعتماد سبل جديدة للتعامل مع النفايات كما هو حال:

التحويل، والاستعادة وإعادة التصنيع.

من المحتمل أن تكون التكنولوجيا الكفيلة بجعل هذه الخيارات قائمة، بين أيدينا.

هناك عدد من السبل التكنولوجية لاستعادة الثروات الطبيعية من النفايات الصناعية.

تساعد تكنولوجيا جديدة على التعامل بطريقة مختلفة مع النفايات. فبدل التعامل معها على أنها منتجات فرعية غير محددة الهوية تنجم عن العملية الصناعية، تعتمد أنظمة لفصل العديد من النفايات وإعادتها إلى ما كانت عليه من مصدر للثروات.

هناك تقنية تستقبل أسلاك الكهرباء المتلفة وتحولها إلى معادن قابلة للاستعمال وبلاستيك.

وتقنية أخرى تعالج النفايات السائلة الخطيرة، لتستخرج منه المعادن والترسبات القابلة للبيع.

بالإضافة إلى تقنية ثالثة تسمى زيب، وهي قادرة على تحويل آلاف الأطنان من غبار الأفران الكهربائية إلى زينك ورصاص وحديد ونوع من الزجاج.

تسلط على الغبار حرارة بدرجات مرتفعة جدا عبر مشاعل مخصصة فتحوله إلى غازات، يجري تكثيفها فيما بعد ومعالجتها لتصبح معادن قابلة للاستعمال، ثم تفرز بعدها لتصبح قوالب من الزنك والرصاص والحديد.

أما المركبات الغير معدنية فيتم تجسيدها وتحويلها إلى زجاج، أو مواد إضافية للإسمنت أو غيره، دون أن يتلف شيئا.

معالجة النفايات وإعادتها إلى ما كانت عليه من مركبات يقلص من حجم الطلب على الأراضي لمجمعات النفايات، ويقلل من استنزاف الثروات الطبيعية، كما يقي من وصول النفايات الصناعية إلى الماء والهواء والتربة.

القضاء على النفايات، هو شعار ستعلنه مجتمعات المستقبل. ولكن مع تقدم التكنولوجيا القادرة على التحويل والمعالجة واستعادة الثروات، قد يصبح هذا الشعار قابل للتحقيق، في أفق ليس بعيد.

يعتبر البعض أن البراميل كابوس من النفايات الخطيرة، بينما يعتبرها البعض الآخر حلما من الفرص. وإذا كان العالم من حق الحالمين، من المحتمل أن نصحو غدا على عالم أفضل، لأن فرق الباحثين تركز اليوم على ما كان يسمى نفايات، وتبحث عن سبل لتحويلها إلى ثروات، إذ تمكنت بعض التكنولجيات الحديثة من تحويل جداول النفايات الخطيرة إلى أنهر من ذهب.

من خلال هذه محطة لتفعيل السوائل، يمكن تحويل النفايات السامة إلى منتجات قابلة للاستعمال.

من خلال الحرارة وعامل منشط اسمه كيميكس، يتحول الفولاتيل العضوي، كمحاليل الطلاء، إلى غاز يمكن سحبه وتخزينه في مستوعبات.

يساعد العامل المنشط على تحويل هذه المادة إلى غاز بسرعة أكبر، بينما يستخدم المحلول المستخرج من هذه العملية كوقود نظيف.

كما يساعد كيميكس على ربط العناصر الصلبة بمادة غير ضارة يسمونها الحبيبات، يمكن استخدامها كمواد خام إضافية في صناعة البناء.

طور الباحثون عملية مشابهة أخرى يسمونها التفعيل الكيميائي الحراري، الذي يفاعل بين عنصر كيميائي مع النفايات الصناعية على درجة حرارة عالية.

تحول هذه العملية النفايات إلى زيت قابل للاستعمال، أو وقد نظيف، ومعادن تحويلية ومواد خلوية، يمكن استعمالها كعناصر إضافية لصناعة الإسمنت وحجارة البناء ومواد أخرى متعددة.

يمكن لتكنولوجيا التفعيل البارد أن تعمل مع التفعيل الكيميائي الحراري، لإزالة عناصر التلوث العضوية وغير العضوية من الغازات المعالجة.

عبر حقن العناصر المنشطة وسائل النيتروجين في ممر التسخين، يعزز التبريد السريع تركيز مواد الفولاتيل، ما يسمح بتحويل نسبة عالية من جزيئات المعادن.

تعتمد هذه العمليات على مبدأ استخراج العناصر الصناعية القابلة للتحويل من تلك التي تزيد مجمعات النفايات. أخذت تكنولوجيا تحويل النفايات الصناعية تنضج جديا خلال العقد الأخير، وما زال العمل جاريا لتحقيق الكلفة المناسبة لتحويل النفايات إلى مواد خام، وذلك عبر التكنولوجيا المتقدمة.

من المحتمل جدا أن تسفر هذه المساعي عن ضرب عصفورين بحجر واحد وذلك بتحويل النفايات إلى مصادر للمواد الخام بكلفة ضئيلة والتوصل إلى حل بيئي مناسب للتعامل مع النفايات.

بما أن مفهوم الجميع للنفايات يتغير، أخذت تنشأ فرصا جديدة للاستفادة من هذه المصادر الهامة للثروات.

من المتوقع أن يتم إحراز المزيد من التقدم التكنولوجي الكفيل بتحويل نفاية صناعة ما إلى مواد خام لصناعة أخرى.

تحويل الزيوت

لا يعرف الكثيرون بأن الزيت يمكن أن يستخدم مرة بعد أخرى. لو كررت زيوت المحركات في الولايات المتحدة وحدها يمكن أن تسخن ستمائة ألف منزل سنويا. سنتعرف الآن على ما يجري إحرازه في مجال استرداد الزيوت وبدائل الوقود في المستقبل.

هذه السيارات ليست أسيرة ازدحام السير، بل تصطف عناك بملء إرادتها. تنتظر حتى تسنح لها فرصة إنزال مواد الاستعمال المنزلي من زيوت وطلاء وماد كيميائية تعتبر خطيرة.

تنزل هذه المواد وتصنف حسب نوع النفايات، ثم تؤخذ بعدها إلى مركز خاص بمعالجة النفايات حيث يتم تحويلها أو التخلص منها، ضمن السبل البيئية المناسبة.

لا يمكن رميها في النفايات من حيث تصل إلى المجمعات أو تتسرب إلى المياه الصحية. خلال هذا اليوم المحدد للنفايات السامة ستمر ألف وستمائة سيارة في نقطة التجميع، تجاوبا مع هذا البرنامج السكاني الذي يتم سنويا.

يجري تنفيذ هذه العملية بالاعتماد على شركة ميراث الخدمات البيئية، التي تقدم خدمات إختبارية للنفايات وتبني وتدير منشآت لمعالجة النفايات، والتي تعالج وتحول وتتخلص من النفايات الصناعية.

كما تمتلك شبكة من المختبرات البيئية التجريبية، التي تتخصص بتحليل المياه المبتذلة والزيوت، والنفايات الصلبة السامة وحتى مياه الشفة.

تنقل النفايات التي يتم جمعها إلى مركز معالجة الميراث. تفرغ المواد الكيميائية ثم توزع على مجموعات تخضع للتحويل أو المعالجة أو التخلص منها.

عادة ما توزع النفايات التي تجمع على أربع تصنيفات: الطلاء، وزيوت السيارات، والمنظفات المنزلية، ومواد كيميائية للتسميد وإبادة الحشرات.

يوازي الطلاء الزيتي منه وغيره أربعين بالمائة من مجموع النفايات التي يتم جمعها. يمزج هذا الطلاء بعناصر كيميائية أخرى لها قيمة الوقود.

تحرق غالبيتها العظمى كعناصر بديلة للوقود في محارق الإسمنـت، بينما تنظف العلب وتضغط كي ترسل إلى مصاهر الحديد، لتخرج من هناك على شكل سيارة جديدة. المواد العادية الأخرى التي تصل إلى مراكز التجميع هذه هي الزيوت، التي استعملت في سيارة العائلة أو في قاطعة الأعشاب.

تستخرج الأوساخ والجزيئات المعدنية منها لتخضع بعد ذلك للمعالجة مي تستعمل وقودا في صناعة الإسفلت.

تفصل المنظفات المنزلية كالمبيضات التي تتميز بالإتلاف، لتوضع في تصنيف محدد لإزالة المواد الضارة منه. تؤخذ المبيدات والسماد إلى محارق بدرجات حرارة أعلى، حيث تخضع للإتلاف.

تغسل المستوعبات الزجاجية وتتحطم، ويجري تحويلها كمواد إضافية تستعمل في الإسفلت.

يبطل مفعول البطاريات ويستخرج الرصاص منها للصناعات التحويلية. في هذا اليوم وحده، جاء الناس بألف غالون من الزيوت، وثمانية آلاف من الطلاء، وستة آلاف من نفايات المنظفات المنزلية المتنوعة. لولا عملية تجميع النفايات الخاصة هذه، لانتهت هذه المهملات في المجمعات وشبكة المياه الصحية من حيث يمكن أن تتسرب إلى المياه الجوفية وتتلف مياه الشرب.

إلا أن اتباع السبل الإدارية المناسبة، يمكن معالجة وتحويل سبعين بالمائة من المنظفات المنزلية الكيميائية، وبالتالي رفعها عن كاهل البيئة.

النفايات الطبية

لا تفكر غالبيتنا العظمى بالمواد التي نستعملها للتغليف، ولكن التغليف يستهلك، خمسون بالمائة من الحجم، وثلاثين بالمائة من وزن النفايات التي تنقلها البلديات. سنتعرف في عالم البيئة اليوم على مجموعة من سبل التغليف الطبية التي تقل من حجم النفايات التي تخرج من المستشفيات.

تحصل العجائب الطبية كل يوم في غرف عمليات المستشفيات. ولكن الظروف الخطيرة ما زالت قائمة، وهي لا تهدد العناية الصحية الآمنة كنظام صحي كامل فحسب، بل ولها تأثير سلبي على البيئة أيضا.

ينجم عن المستشفيات الأمريكية حوالي بليون رطل من النفايات الملوثة سنويا. تتصل العناصر الملوثة أثناء العمليات الجراحية بكثير من الأدوات واللوازم بين إبر وحقن وضمادات وشاش وصحون المختبرات والقفازات المطاطية وغيرها.

هناك كميات أخرى من الأدوات التي تستعمل لمرة واحدة فقط، وهي تساهم في تراكم أزمة النفايات الطبية.

بعد أن ضيقت القوانين وتزايد القلق العام بسبب تناقل النفايات بين الولايات، وازدحام مجمعات النفايات والمحارق، أصبح لا بد من معالجة المشكلة.

هناك شركة للمنتجات الطبية في بحيرة نورث سالت، أوتا،تقوم عبر دائرة التكنولوجيا الجراحية بإيجاد حل مؤقت لهذه المشكلة.

تقدم هذه الشركة خدماتها للمستشفيات والمراكز الجراحية ومنشآت العناية الصحية، منتجات وخدمات تعنى بالمريض وفرق الجراحين، وهي تخدم البيئة في آن معا.

يمكن لاستخدام هذه المنتجات والخدمات أن يخفض من حجم نفايات غرف العمليات بنسبة ثمانين بالمائة، وذلك من خلال الاعتماد على أقمشة صناعية يمكن استخدامها عدة مرات كبديل عن المنتجات التي تستعمل لمرة واحدة.

تصنع من هذه الأقمشة عباءات وأغطية الطاولات والمرابط وستائر المرضى. وهي تعتمد على تكنولوجيا تضمن جدارا واقيا لحماية فريق الجراحة والمريض طوال حياة القماش.

صنع هذا القماش من مواد صناعية وأنسجة طويلة الأمد، ما يجعله قابلا للتحويل أكثر من مائة مرة.

تتبع خطوات خاصة للتأكد من أن إجراءات التعقيم تتبع بدقة متناهية أثناء عمليات التوزيع.

تستخدم عربات محكمة من البلاستيك المعقم لنقل الإنتاج إلى المستشفيات.

تستعمل عباءات للحماية الوقائية عندما تعاد هذه المنتجات بعد استعمالها إلى محطات التحويل.

تنقل المنتجات الصلبة عبر عربات منفصلة للمصابغ، مخصصة بوقت مسبق للغسيل الملوث.

تتم عملية الغسيل عبر غسالات تعتمد على كمبيوتر، يمكن برمجته ليتناسب مع متطلبات القماش.

تفحص المنتجات على طاولة إنارة للكشف عن الثقوب والتمزق أو البقع المحتملة، وذلك للتأكد من مستوى النوعية المطلوبة.

إذا تم العثور على أي خلل يجري إصلاح الإنتاج أو إخراجه من الخدمة. في هذا الموقع توضع علامة محددة تشير إلى القماش قد تعرض لدورة استعمال ومعالجة كاملة.

بعد طي المنتجات ووضعها في الصناديق، توضع في غرف للتعقيم حيث تتعرض لعملية تبخير قاتلة تضمن أقصى حدود التعقيم.

تقدم الشركة للمستشفيات بدائل آمنة منخفضة التكلفة ومقبولة بيئيا للمنتجات الجراحية ذات الاستعمال الواحد.

يمكن لهذا النظام أن يؤثر جديا بالتدفق المستمر للنفايات الطبية نحو مجمع النفايات والمحارق، كما أنه يضمن وقاية أفضل للمرضى والمشرفين على معالجتهم.

عبر توعية المستشفيات إلى أهمية الصناعات التحويلية، يمكن لنظام الشركة أن يشجعها على البحث عن سبل لتحويل منتجاتها بدل التخلص منها بعد استعمال واحد

[/color][/size][/font][/center]