طاحونة تدور مع تيار المياه المندفعة


الطاقات المتجددة

	    			[B]طاحونة تدور مع تيار المياه المندفعة[/b]

	    		
    	
 	     	 	    	  	    		 	    			يعتبر تشغيل الطواحين باستخدام الطاقة المائية تقليدا قديما استفاد  منه الإنسان منذ آلاف السنين. واليوم تنتج هذه الطواحين الكهرباء الرفيقة  بالبيئة، ومنها على سبيل المثال، الطاحونة التي توجد في منطقة غولميتس  شمالي برلين. 	    		
 		     		 				 	عند التجول في منطقة أوكرمارك يشاهد المرء منظرا طبيعيا خلابا على مسافة  لا تبعد أكثر من نصف ساعة بالسيارة شمالي  برلين، ويتذكر  أبيات أغنية من  الحقبة الرومانسية الألمانية تقول: ""تدور الطاحونة مع تيار النهر  المندفع.. والطحان مستيقظ دائما ليل نهار".
هناك يمكن أن ترى منزلا من الطوب الأحمر بني على الطراز التيودوري بالقرب  من بركة مياه، وعلى الجانب الآخر تدور طاحونة مائية ارتفاعها ستة أمتار.  إنها طاحونة غولميتس Gollmitz . لقد كتب بعض شعراء  الحقبة الرومانسية أشعارا في القرن التاسع عشر تتحدث عن مثل هذه الطواحين،  ومن بين الأسباب التي دعتهم إلى هذا، هو أن هذه الطواحين التي تعمل بقوة  المياه، كانت تطحن الغلال وتوفر الطحين، وهي بالتالي مصدر من مصادر "الخبز  اليومي". ومع تطور الصناعة، أصبح إنتاج الدقيق يتم بطرق حديثة، واختفت  الطواحين، أو توقفت عن العمل كما هوا الحال مع طاحونة غولميتس، لكن حال هذه  الطاحونة القديمة تبدل، بعد ان عبر كاي روغوتسنيسكي بزورقه من أمامها.
	وبلهجته التي تشي بجذوره البرلينية، يسرد روغوتسنيسكي كيف كانت البداية:  "أردت أن أستخدم قوة المياه." فبالنسبة لروغوتسنيسكي  الذي يهوى التجديف  بالقارب، كان يمكن أن تمثل تلك الطاحونة القديمة  عقبة في طريقه، إلا انه  شعر بالحماس حيال هذه التكنولوجيا القديمة، وأقدم قبل عشر سنوات على  شرائها، وزودها بعجلة جديدة، وأصبحت بهذا صالحة مجددا للعمل. وقام  روغوتسنيسكي وهو في الأساس يعمل كمهندس تدفئة، بإعطاء عمل الطاحونة القديمة  معنى جديدا، وذلك من خلال استخدامها لتوليد الكهرباء وتزويد سكان المنطقة  بها.

[IMG]http://www.dw.de/image/0,,15939639_402,00.jpg[/IMG] 		قطر عجلة الطاحونة التي تعرف بساقية تسوبينغر يبلغ ستة أمتار

وكما يوضح بصوت عال حتى لا يطغى عليه الضجيج، فإن هذه الطاحونة التي تعرف بـZuppinger يبلغ قطرها ستة أمتار، وحصل المهندس ومطور التوربينات السويسري على براءة اختراععند بنائها في عام 1849، "وذلك لأن الشفرات أكثر فعالية وهي تتميز أيضا بانحناء خاص يجعلها مختلفة عن التصاميم التقليدية التي كانت معروفة حتى ذلك القت. إن العجلات والشفرات في طاحونة غولميتس مصنوعة بشكل تقليدي للغاية من الخشب الداكن اللون، ويتم توليد الكهرباء من البحيرة التي تكونت من المياه التي تم حجزها بشكل ينحرف إلى الأعلى بحيث تدور العجلة الى الوراء تقريبا.
الطاقة للاستخدام الخاص ولشبكة الكهرباء أيضا
واليوم تنقل الطاحونة القديمة طاقة المياه عبر تكنولوجيا جديدة، فهناك مولد كهربائي يختفي داخل غرفة صغيرة وراء عجلة القيادة. وتبلغ كمية الكهرباء الذي توفرها طاحونة روغوتسنيسكي 90 ألف كيلو واط/ساعة، وهذا بحسب قراءة العداد خلال العام الماضي، وهو يعادل متوسط ما تستهلكه 25 أسرة، أما الطاحونة نفسها فتستهلك حوالي 15 ألف كيلواط/ ساعة، وهي تذهب للبيوت الملحقة بالطاحونة والتي جهزها روغوتسنيسكي بحيث أصبحت ملائمة لقضاء العطلات.
أما ما تبقى فيذهب إلى شبكة الكهرباء، حيث يضمن قانون الطاقات المتجددة في ألمانيا شراء الكهرباء من قبل الشركة المشغلة للشبكة، إلا أن المقابل قليل بالمقارنة مع الأشكال الأخرى من الطاقة المتجددة، حيث يبلغ سعر الكيلو واط/ ساعة 9 سنتات (زبائن القطاع الخاص في ألمانيا يدفعون حوالي 25 سنتا لكل كيلوواط ساعة)، مع ملاحظة أن سعر الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية يبلغ أكثر من الضعف. ونظرا لانخفاض أسعار الكهرباء فإن استغلالها للاستهلاك الذاتي مجد مقارنة ببيعها.
وكما يقول روغوتسنيسكي فإن توليد الكهرباء بزيادة قدرها 12 في المائة هو أمر ممكن بواسطة التوربينات الحديثة، لكن هذا لن يصب ضمن إطار الحفاظ على التقاليد، هذا بخلاف أن الولايات تقدم الدعم المالي من أجل صيانة الطواحين القديمة كما يوضح روغوتسينسكي قائلا: “صيانة الطاحونة وإعادتها إلى العمل مجددا، كان ذا جدوى اقتصادية بالنسبة لي، فقط لأنني تلقيت دعما ماليا.”

[IMG]http://www.dw.de/image/0,,15939684_401,00.jpg[/IMG] 		استغلال الطاقة المائية في الطحن له تاريخ طويل منذ العصور القديمة 

 	[B]الطاقة المائية: تقليد قديم في أرجاء العالم[/b]
	ويرجع تاريخ طاحونة غولميتس إلى القرن الثالث عشر، وكما يبين روغوتسنيسكي:  "نحن نعلم أن الطاحونة الأصلية دمرت في القرن السابع عشر خلال حرب  الثلاثين عاما. أما الطاحونة الموجودة حاليا فقد تم بناؤها عام 1724 ثم مرة  أخرى".  ويعتبر استخدام طواحين المياه من أقدم تقنيات استخراج الطاقة من  الطبيعة في تاريخ البشرية، وقبل أن تكون هناك كهرباء أو محركات للاحتراق  الداخلي، كانت الطواحين - سواء كانت تشغل بالمياه أو بالرياح - العمود  الفقري لمجتمعات ما قبل الثورة الصناعية. وقد كانت الطواحين وسيلة أساسية  لطحن الحبوب والغلال، ولتشغيل مناشير الأخشاب، وأيضا لعصر الزيوت النباتية،  وكانت أقدم الطواحين الهوائية المعروفة توجد في بلاد ما بين النهرين،  ويرجع تاريخها إلى 500 عام قبل الميلاد.
	ووفقا لروغوتسنيسكي، فإن طاحونة  أوكرماركتثبت شيئا واحدا وهو أنه إذا  توفرت درجة سقوط الماء المطلوبة، فإن الطواحين قادرة على العمل بكفاءة في  كل مكان تقريبا وبكمية ضئيلة من المياه. وفي الأصل "كانت توجد هنا10  طواحين، واليوم بقيت منها اثنان فقط."
وبالرغم من أن جهود روغوتسنيسكي  لتوليد الكهرباء تكللت بالنجاح، إلا أنه  لا يرغب في التخلي عن الحرف التقليدية، وهو يعمل منذ عام 2006  على طحن  الذرة من حين لآخر، لكنه يخطط مستقبلا لتزويد المخبز المجاور بانتظام  بالدقيق.
	الكاتب: هانو بويك/ نهلة طاهر
مراجعة: سمر كرم