أشهر المساجد الأثرية في الحضارة العربية الإسلامية

يعتبر المسجد من أهم الأبنية التي تميز المعالم المعمارية الدينية في الحضارة الإسلامية، فقد اتسمت المساجد علي اختلاف أماكنها بالتنوع في منشآتها ومكوناتها المعمارية والثراء في عناصرها الزخرفية .
وفي بداية الأمر كان المسلمون يصلون نحو بيت المقدس ، فأقاموا حينئذ ظلة يصلون أسفلها ويستظلون بها ، ثم حولوا قبلتهم بأمر من المولى عز وجل نحو بيت الله الحرام في مكة المكرمة ، وعندها أقاموا ظلة أخرى في الجهة المقابلة ،ونتج عن هذا التخطيط فناء أوسط مكشوف ،وبعد الإضافات الأولى للمسجد أصبح هذا التخطيط النموذج الأول الذي بنيت عليه المساجد في الإسلام .
وقد كانت المساجد الأولى في الإسلام بسيطة في تخطيطها الذي يتناسب مع شعائر الدين الجديد فكان الغرض من بنائها هو إقامة صلاة جماعية على قطعة من الأرض تحاط بجدران أربعة ، وكان السقف مُقاماً على أعمدة مصنوعة من جذوع النخل .
ثم لم تلبث المساجد الإسلامية أن أصبح لها نظام عام متشابه مع اختلاف في التصميم , فكان لمعظمها جزء أوسط يسمي الصحن، يكون مكشوفا أو مسقوفا، وتحيط به أربعة أجزاء أخرى تسمى أروقة أو ظلات، أوسعها هو رواق القبلة وفيه المحراب , وتُغطىَ الأروقة بسقوف مستوية محمولة على عقود أو أقواس، تقوم على أعمدة من الرخام أو الحجر أو أكتاف من البناء .
وقد حدث تطور في تصميم المساجد، عندما ظهر نظام المدارس في الإسلام دعت إليه مستلزمات المدرسة ومرفقاتها بما شكل نمطا خاصا للجوامع التعليمية .
ويمكن عرض أهم المساجد والجوامع الأثرية في الحضارة العربية الإسلامية، بشئ من الاختصار المنتقى من مصادر متخصصة بما يسمح به طبيعة البرنامج، وبما يعرف بتلك المساجد التي أدت دوراَ كبيرًا فى المجتمع الإسلامي في الحياتين الدينية والعلمية على الصفحات التالية :

المسجد الحرام بمكة المكرمة
[FONT=Traditional Arabic]

[/font][CENTER]
نظرا لمكانة المسجد الحرام والكعبة المشرفة في قلوب المسلمين قاطبة، فقد حظيا بعناية ورعاية خاصتين من خلفاء المسلمين على اختلاف العصور الإسلامية ,وقد شهد المسجد الحرام تطورات عمرانية وبنائية عبر العصور ، حيث قام الخلفاء الراشدون بإجراء توسيعات مهمة، وبالأخص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب الذي قام بتوسعة المسجد الحرام بحوالي ( ألف وخمسمائة متر مربع )، أما في عهد الخليفة عثمان بن عفان فقد أصبحت المساحة الكلية للمسجد الحرام 4482 متراَ بزيادة تعادل 25٪ من مساحته السابقة.

ثم جاء التجديد في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان الذي أمر عندما حج بتجديد سقف المسجد الحرام من خشب الساج ، وأمر بإضاءة الصفا والمروة , ووضع مصابيح تنير هذا الطريق ، وعلق في سقف الكعبة قدحين زجاجيين وشمسيتين من القماش الديباج، ثم شهدت عمارة المسجد الحرام خلال فترة حكم ابنه الوليد تطورا ً كبيرا ً باستعمال الرخام، والذهب، وتزيين الجدران والسقوف بالفسيفساء.

ومر المسجد الحرام بالتجديدات والإضافات العديدة بعد ذلك ، فقد أضافوا إليه السقوف والأعمدة، ووسائل الإنارة وغيرها ، ومن أبرزتلك الإضافات ذلك الإعمار الذي أجراه السلطان العثماني سليم وابنه السلطان مراد عام 1572م وذلك عندما أعيد تعمير المسجد بأكمله، بأسلوب جديد، استُخدمت فيه أجود مواد البناء.
ثم ما تم إنجازه خلال عهد الأسرة السعودية التي اهتم قادتها اهتماما ً بالغا ً بتوسعة المسجد الحرام وعلى الأخص في عهد الملك عبد العزيز آل سعود 1375– 1396 هـ، والملك فهد بن عبدالعزيز سنة 1409هـ.
ولا يفوتنا في هذا المقام الحديث عن الكعبة المشرفة التي تعتبر أقدم مكان للعبادة في الأرض ، حيث اختارها الله جلت حكمته مكانا ً لبيته المحرم، أول بيت وضع للناس على هذه البسيطة , يقول الله تعالي : (( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ً وهدى للعالمين )) (آل عمران 96). وبذلك اكتسبت مكة قدسيتها من هذا الاختيار، وحظيت بالتكريم والتعظيم ,وأضحت من المدن التي تهفو إليها النفوس والأفئدة. فقد بعث الله نبيه إبراهيم وولده إسماعيل ليرفعا قواعد البيت العتيق ، فقاما ببناء الكعبة من الحجر الرخام. ثم شرفه بكونه قبلة أهل الرسالة الخاتمة، وموطن رسولها عليه أفضل الصلاة والتسليم .

كان ارتفاع الكعبة 4,5 متراَ، ثم قامت قريش قبل البعثة النبوية باستقصار الارتفاع و بناء سقف مسطح بسطحين من الدعائم في كلً صف ثلاث دعائم. وكان ارتفاع كل دعامة من الخارج حوالي عشرة أمتار، كما تم بناء مدماكين من الخشب والحجارة , وقد ورد في سيرة ابن هشام، إن الرسول - صلى الله عليه وسلم – قام بنقل حجارة بناء الكعبة على رقبته، وبعباءته، وهو الذي فض التنازع بين البيوتات القرشية حول من يضع الحجر الأسود في موضعه في قصة معروفة في كتب السيرة النبوية الشريفة.

المسجد النبوي الشريفبالمدينة المنورة

[/center]
[FONT=Traditional Arabic]

[/font][CENTER]

يعد المسجد النبوي الشريف من أوائل النساجد التي بنيت في الاسلام ,وقد بنيت على غراره معظم المساجد الإسلامية، فكان بذلك الصورة الأولى والأساسية لتصميم عمارة المساجد في الإسلام .

ورغم أنه ليس المسجد الأول الذي أقامه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في المدينة المنورة، حيث كان مسجد قباء هو الأول، فإن اختفاء معالم هذا المسجد، جعل المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة أول المساجد التي بنيت في الإسلام من حيث التصميم المعماري والأهمية .
ولقد تم اختيار حرم المسجد جهة الشمال، وتم تحديد هذا الحرم من خلال جذوع النخل، وتم اختيار الجزء الجنوبي الشرقي كحجرات لمعيشة الرسول مع أسرته الكريمة.
وأصبح للمسجد قبلة من اللبن، كانت تتجه إلى بيت المقدس، فحولها الرسول بعد سبعة عشر شهرًا إلى الكعبة،وذلك بعد نزول الآية الكريمة : ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ( سورة البقرة آية 145 .
وقد بنى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مسجده الشريف من اللبن، وجعل في سقفه الجريد المغطى باللبن كذلك ، وأما اسطواناته فكانت من خشب النخيل.
ولما انتقلت الخلافة إلى عمر بن الخطاب بعد وفاة أبي بكر الصديق، قام بتوسعته من جهة القبلة ، وجعل أساس المسجد بالحجارة في جوف الأرض، ثم أقام البناء عليه باللبن ، وجعل سقفه بالجريد، والأعمدة من خشب النخل.
وما إن آلت الخلافة إلى عثمان بن عفان حتى أحدث زيادة كبيرة في المسجد، واستبدل مادة البناء من اللبن إلى الحجارة، كما وضع اسطوانات حجرية بدلا ً من الخشبية، واتسعت مساحة المسجد من الناحية الشمالية 50 ذراعا ً ومن الشرق 60 ذراعا ومن الغرب 50 ذراعا ً، ومن الجنوب 100 ذراع، ولم يزد في عدد الأبواب، بل في عدد النوافذ.
وحين تولى الوليد بن عبد الملك الخلافة، أمر واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز، بتوسيع مساحة المسجد من جهتي الشرق والغرب، وشراء الدور المجاورة، وعلى أثر ذلك اشتملت الزيادة على حجرات زوجات النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وعدد من الدور ، واحدة لعبد الرحمن بن عوف، والثانية لعبد الله بن مسعود، وأضيفت دارُ من جهة الغرب لطلحة بن عبيد الله، ودار لعمار بن ياسر، ودار للعباس بن عبد المطلب، وأمر الخليفة الوليد بإرسال أعمدة رخامية من الشام، وفسيفساء من مصر، وأقيم الأساس من الحجارة والرصاص والحديد، وبني الجدار بالحجارة المنقوشة المحشوة بالرصاص، فأصبح طول المسجد بعد هذه التوسعة 180 ذراعا ًمن ناحية الجنوب، و110 من ناحية الشمال، ونقشت جدران المسجد بالفسيفساء، وأدخل قبر النبي ( صلى الله عليه وسلم) ضمن المسجد، وأقيمت أربع مآذن في زوايا المسجد.
وعمر بن عبد العزيز هو أول من جعل للمسجد محراباً. وفي عهد الخليفة أبي جعفر المنصور تصدعت جدران المسجد، فأمر بصيانتها وتجديدها.
وفي عهد ابنه المهدي ضاق المسجد بزواره وبالمصلين، فأمر واليه على المدينة آنذاك جعفر بن سليمان بزيادته من جهة الشمال 100 ذراع، ومن الشرق والغرب 50 ذراعا ً، وزاد ذراعين في ارتفاع الجدران، وكان ذلك في عام 162هـ. واستمر خلفاء البيت العباسي في الاهتمام بالمسجد إصلاحا ً وترميمًا .
وكان في المسجد أربعة مآذن في أركانه، أزال منها سليمان بن عبد الملك المئذنة الجنوبية الغربية لإشرافها على بيته، ثم أزيلت المئذنتان الشماليتان ، ولم تبق إلا المئذنة الجنوبية الشرقية، وهي عبارة عن برج مربع طول ضلعه 5,4 مترًا وارتفاعه 29 مترًا.
وكان للمسجد عدد من الأبواب، منها باب جبريل ,وكان اسمه باب عثمان ,وهو الباب الذي يدخل منه الرسول (صلي الله عليه وسلم)، والباب الثاني هو باب النساء الذي فتحه عمر بن الخطاب، والباب الثالث هو باب الرحمة، وكان اسمه باب السوق في عهد الرسول، وهو الوحيد من جهة الغرب، والباب الرابع هو باب السلام وكان اسمه باب مروان لموقعه على بيت مروان الذي كان ممتداَ على طول الجدار من الزاوية الجنوبية الغربية وحتى غربي المحراب، ولقد أزال المهدي الواجهة الشمالية للمسجد عند تعديله.
وتتركز زخرفته في تزيين الجدارين الجنوبي والشمالي، فقد زُيًن الجدار الجنوبي بأشرطة رخامية ، وهي أشرطة عرضية، تعلوها كتابات من آيات قرآنية، وأشعار وقصائد قصيرة.

أما في الجدار الشمالي، فقد تم وضع فتحات لإدخال النور، وتم تزيينه بالفسيفساء، وتم تغطية السقف بالخشب الملون والمزين. ويقوم المنبر في الوسط بين الجدار الجنوبي والمحراب، وكان محراب الرسول (صلي الله عليه وسلم) مكونًا من درجتين، فجعلها معاوية ثماني درجات، بإضافة ست درجات في أسفله، وقد احترق هذا المحراب في القرن الثالث عشر.
وفي الجهة الجنوبية الشرقية أقيم قبر الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في غرفته الخاصة، وقام عمر بن عبد العزيز ببناء حاجز مستطيل حول القبر . وبين القبر والمحراب فضاء يسمى (الروضة) وهو مكان استعمله الرسول للاستقبال، وقد تم تبليطها في العهد الأموي.

وكان مشروع التوسعة في العهد السعودي الحالي أكبر مشروع توسعة يشهدها المسجد على مر العصور، حيث بدأها الملك عبد العزيز بن سعود في النصف الأول من القرن العشرين، ثم جاءت التوسعة الكبرى في عهد ابنه الملك فهد بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية .
[/center]

المسجد الأقصـى المبارك بالقدس الشريف

[FONT=Traditional Arabic]

[/font]

في إطار جهود المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الهادفة إلى التصدي للمحاولات العديدة لطمس الهوية العربية الإسلامية في القدس الشريف خصصت مساحة من نافذتها على شبكة المعلومات الدولية ( الأنترنت ) لنشر المعلومات التاريخية والحضارية للقدس الشريف , وإبراز الحقائق الأثرية التي تؤكد عروبة مدينة القدس وإسلاميتها وذلك بهدف توعية شباب المسلمين بتاريخ هذه المدينة المقدسة وحضارتها المجيدة .

[CENTER]
ففي الوقت الذي تتعرض فيه مدينة القدس الشريف، قبلة المسلمين الأولى ، ومسرى النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، ومهد الديانات السماوية إلى حملة عاصفة ومنظمة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية لتغيير هويتها العربية الإسلامية ,وطمس معالمها الحضارية وتراثها الثقافي الضارب في أعماق التاريخ كان لابد أن يعرف العالم حقيقة ما يجري من مسخ وتزوير لمعالمها وتاريخها . ولذا تؤكد الإيسيسكو وبالأدلة الأثرية والوثائقية أن القدس عربية منذ أكثر من خمسة آلاف عام ، وأن بيت المقدس إسلامي منذ أسراء النبي صلي الله عليه وسلم إليها في بداية بعثته الشريفة .
وقد ارتبط اسم المسجد الأقصى بإسراء النبي صلي الله عليه وسلم منذ أن قال تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ًمن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هو السميع العليم ).
ثم كان هذا المسجد أحد الأماكن المقدسة التي تدخل زيارتها في الشعائر الإسلامية لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تشدٌ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى).

المسجد الأقصى المبارك

[/center]

[FONT=Traditional Arabic]

[/font]

يقع مبنى المسجد الأقصى المبارك في الجهة الجنوبية الشرقية لمنطقة الحرم القدسي الشريف في القدس، وهو القبلة الأولى للمسلمين وثاني مسجد بني لعبادة الله وحده وثالث الحرمين الشريفين، أما أول من أمر ببنائه فهو الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب بعد أن فتح بيت المقدس في16هـ/636م ثم أعاد بناءه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك (86-96هـ/705-714م) في الفترة الواقعة ما بين 90-96هـ/708-714م) كما أكدت ذلك أوراق البردى التي أخذت عن مراسلات بين قرة بن شريك حاكم مصر الأموي وأحد حكام الصعيد. (وكانت مساحة المسجد أكبر بكثير مما هي عليه اليوم، وقد ذكر المقدسي (375هـ/985م) وهو أول من أورد وصفا للمسجد الأقصى أنه كان يتكون من خمسة عشر رواقا أكبرها الرواق الأوسط وسبعة أروقة في كل من الجهة الغربية والجهة الشرقية. ويفتح في كل رواق باب باتجاه الشمال أكبرها الرواق الأوسط، وجميعها مغطاة بسقف على شكل جملون أعلاه سقف الرواق الأوسط الذي ينتهي في الجهة الجنوبية بقبة خشية مغطاة بالرصاص. وقد ظل المسجد قائما بتخطيطه الأصلى حتى سنة 132هـ/749م حيث تهدّم جانباه الشرقي والغربي جراء الهزة الأرضية التي حدثت في تلك السنة.وتم ترميمه في عهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور 141هـ/758م. ثم تعرّض المسجد لزلزال آخر في العهد الفاطمي سنة 425 هـ/1033م فأعاد بناءه الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله 427هـ /1035م، وقد وصفه الرحالة الفارسي ناصر خسرو الذي زار المسجد بعد هذا الترميم عام 437هـ/1045م بوصف يشبه وصف المقدسي فقال: “على الساحة خمسة عشر رواقا، وعليها أبواب مزخرفة، ارتفاع كلً منها عشرة أذرع، وعرضه ستة أذرع”.
أما اليوم فيتألف المسجد الأقصى من رواق أوسط كبير يقوم على أعمدة رخامية ممتداَ من الشمال إلى الجنوب، يغطيه جملون مرصع بألواح الرصاص، وينتهي من الجنوب بقبة عظيمة الهيئة والمنظر، كُروية الشكل، تقوم على أربعة دعامات حجرية تعلوها أربعة عقود حجرية، نتج عنها أربعة مثلثات ركنية، لتكون بمثابة القاعدة التي تحمل رقبة القبة. والقبة نفسها مكونة من طبقتين: داخلية وخارجية، زينت من الداخل بالزخارف الفسيفسائية والجصية، وأما من الخارج فقد تمت تغطيتها بصفائح الألمنيوم، واستبدلت حديثا بألواح من الرصاص، وذلك في أثناء أعمال الترميم التي قامت به لجنة إعمار المسجد الأقصى. ويحيط بالرواق الأوسط من كلا جانبيه الغربي والشرقي ثلاثة أروقة من كل جانب جاءت موازية له وأقل ارتفاعا منه.
أما الأروقة الواقعة في القسم الغربي فقد غطيت بالأقبية المتقاطعة المحمولة على العقود والدعامات الحجرية والتي تم إنشاؤها في الفترة المملوكية، وأما القسم الشرقي فقد غطي بسقوف خرسانية تقوم على أعمدة وعقود حجرية تم ترميمها وإعادة بنائها على يد المجلس الإسلامي الأعلى (1357_1363هـ/ 1938-1943م.
ويُدخل إلى المسجد من خلال أبوابه السبعة الموجودة في الجهة الشمالية، والتي يؤدي كلُ منها إلى أحد أروقة المسجد السبعة، ويتقدم الواجهة الشمالية واجهة أخرى هي عبارة عن رواق تمت إضافته في الفترة الأيوبية، ويمتد من الشرق إلى الغرب، يتألف من سبعة عقود حجرية تقوم على دعامات حجرية، وعوضاً عن تلك الأبواب السبعة، فقد فتح بابان آخران في كل من الجهة الغربية والشرقية للمسجد، وباب واحد في الجهة الجنوبية وذلك في فترات متأخرة.

مسجد قبة الصخرة بالقدس الشريف

[FONT=Traditional Arabic]

[/font]

تعد قبة الصخرة أقدم معلم من معالم الحضارة الإسلامية في مدينة القدس الشريف وهي تشكل بقعة مهمة في الحرم الشريف، تم بناؤها في العصر الأموي علي يد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان عام 72 هـ 691 م ، ومثل شكلها الهندسي رمزًا عالميًا لمدينة القدس الشريف .

[CENTER]
وفي عهد الخليفة المأمون بن الرشيد تم ترميم قبة الصخرة وجددت عماراتها ،ولكن العمال استبدلوا اسم الخليفة الأموي عبدالملك باسم الخليفة العباسي المأمون , وفاتهم أن يغيروا السنة التي أرخت للبناء فبقيت علي حالها 72 هـ تدل على تاريخ بنائها الأول . والكتابة نصها : ( بنى هذه القبة عبدالله ( الإمام المأمون ) أمير المؤمنين في سنة اثنتين وسبعين تقبل الله منه ورضي عنه(ٍ
ويتكون المبنى من فناء مركزي تغطيه قبة كبيرة وتدور حوله ممرات خارجية مزدوجة. وهذه القبة أنشئت على الصخرة المقدسة طولها سبعة عشر مترًا وسبعون سنتيمتر، وعرضها ثلاثة عشر مترًا ونصف المتر، بارتفاع مترين، من الحجر الصلد غير المشذب، جرداء قاتمة اللون، ولهذه الصخرة قدسية ترتبط بحادث المعراج، حيث انطلق النبي (صلى الله عليه وسلم) عند معراجه على براقه إلى السماء من هذه الصخرة . ولذا سمي الجدار المجاور لها بحائط البراق، وهو الذي سماه اليهود في تاريخ قريب باسم حائط المبكى دون وجود أساسي تاريخي لهذه التسمية .
كما تعتبر قبة الصخرة المشرفة إحدى أهم المعالم المعمارية الإسلامية في العالم، لعدة عوامل منها: قدسيتها ومكانتها الدينية عند المسلمين، وأنها تمثل أقدم نموذج في العمارة الإسلامية، وهي لوحة فنية وجمالية رائعة تطوي بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية عبر عصورها المتتابعة، ولذلك فقد جلبت انتباه واهتمام الباحثين والزائرين وجميع الناس من كل بقاع الدنيا لما امتازت به من تناسق وانسجام بين عناصرها المعمارية والزخرفية حتى اعتبرت آية في فن الهندسة المعمارية.
تتوسط قبة الصخرة المشرفة تقريباً ساحة الحرم الشريف حيث تقوم على فناء (صحن) يرتفع عن مستوى ساحة الحرم حوالي 4م ويصل إليها الزائر من خلال البوائك (القناطر) التي تحيط بها من جهاتها الأربع.
بنى هذه القبة المباركة الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان (65-86هـ/684-705ميلادية) حيث بدأ العمل في بنائها سنة66 هجرية /685ميلادية، وتم الفراغ منه سنة72هجرية /691ميلادية. وقد أشرف على بنائها المهندسان العربيان رجاء بن حيوة وهو من بيسان بفلسطين، ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان وهو من القدس، وقد أنفق عليها خراج مصر لمدة سبع سنوات.
ووُضع تصميم مخطط قبة الصخرة المشرفة على أسس هندسية دقيقة ومتناسقة تدل على مدى إبداع العقلية الهندسية الإسلامية حيث اعتمد المهندس المسلم في تصميم هيكلها وبنائها على ثلاث عناصر هندسية ترجمت بعناصر معمارية لتشكل فيما بعد هذا المعلم والصرح الإسلامي العظيم. وأما العناصر المعمارية الثلاثة التي جاءت محصلة تقاطع مربعين متساويين فهي: القبة التي تغطي الصخرة والتي تحيط بها تثمينتين داخلية وخارجية تحيطان بالقبة نتج عنهما رواق داخلي على شكل ثماني الأضلاع.


أما القبة التي جاءت بمثابة الدائرة المركزية التي تحيط بالصخرة فإنها تجلس على رقبة تقوم على أربع دعامات حجرية (عرض كل منها ثلاثة أمتار) واثني عشر عموداً مكسوة بالرخام المعرق، وتحيط بالصخرة بشكل دائري ومنسق، بحيث يتخلل كل دعامة حجرية ثلاثة أعمدة رخامية، وتتكون القبة من طبقتين خشبيتين داخلية وخارجية وقد نصبتا على إطار خشبي يعلو رقبة القبة كما زينت القبة من الداخل بالزخارف الجصية المذهبة ومن الخارج صفحت بالصفائح النحاسية المطلية بالذهب، وفتح في رقبة القبة ست عشرة نافذة لغرض الإنارة والتهوية، وتضم التثمينة الداخلية ثماني دعامات حجرية يتخللها بين كلً دعامة وأخرى عمودان من الرخام، وتعلوها عقود نصف دائرة متصلة بعضها ببعض بواسطة جسور خشبية، وتتألف التثمينة الخارجية من ثماني واجهات حجرية، فتح في كل من الواجهات المقابلة للجهات الأربع باب وخمسة شبابيك، وقد كسيت الواجهات من الداخل بالبلاط الرخامي الأبيض. ومن الخارج كسي القسم السفلي للواجهات بالبلاط الرخامي الأبيض، والقسم العلوي بالقاشاني، علماً بأنها كانت مكسوة بالفسيفساء المزخرفة في الفترة الأموية، كما تم تغطية سقفي الرواقين الممتدين من التثمينة الخارجية وحتى القبة بجمالونات خشبية صفحت من الداخل بألواح خشب دهنت وزخرفت بأشكال مختلفة وأما من الخارج فقد صفحت بألواح من الرصاص.
وفي أسفل الصخرة المشرفة يوجد كهف صغير يعرف بالمغارة، وهو مربع الشكل تقريباً (5ر4م مربع) ومتوسط ارتفاعه 3م وقد أقيم في جهته القبلية محرابان أحدهما وهو الواقع في الجانب الشرقي للمغارة يعود تاريخه للفترة الأموية.
وقد استطاع الفنان المسلم أن يزين ويحلّي قبة الصخرة المشرفة بعدة أنواع من الزخارف، من أهمها: الزخارف الفسيفسائية، والزخارف الرخامية، والزخارف الخشبية، والزخارف القاشانية والخطوط كعنصر زخرفي إلى جانب وظائفه التوثيقية.
أما الزخارف الفسيفسائية والتي تعرف بالفسيفساء فهي عبارة عن قطع زجاجية ملونة ومذهبة تميل في شكلها إلى المربعات الصغيرة حيث اشتهرت كعنصر زخرفي في تجميل العمائر الهندسية في العصرين البيزنطي والأموي.
وقد اختار الفنان المسلم ثلاثة ألوان رئيسة ليستخدمها في نسج زخارفه الفسيفسائية، حيث اشتملت الألوان على الأخضر والأزرق والمذهب (اللون الذهبي) إضافة إلى ألوان أخرى ثانوية.
وأهم مواضيع الزخرفة كانت: الزخرفة النباتية كالأشجار والفواكه والأوراق النباتية مختلفة الأنواع، والأشكال، وورق الأكانتس، والمجوهرات بجميع أنواعها، والمزاهر (المزهريات)، والأشكال الهندسية والخط، وجاءت كلها لتكون مواضيع الرسالة التي أراد الفنان إبرازها للناظرين والمتمعنين بها.
وكأن الفنان يريد أن يذكرنا بتصويراته هذه الأشياء الموجودة في الجنة التي وعد الله بها المؤمنين والتي تمً وصفها في القرآن الكريم بما فيها من أشجار وثمار مختلفة الألوان ومجوهرات ثمينة وقصور… الخ.
أما الزخرفة الرخامية فقد استخدمت بشكل لافت للنظر في الأعمدة وتيجانها، وفي تكسية الدعامات الحجرية، إضافة إلى الأفاريز المذهبة التي تزخرف أماكن مختلفة من داخل البناء، إضافة إلى القاشاني، وهو ذلك الآجر المزجج والملون والذي يعرف في بلادنا بالبلاط الصيني، وقد استخدم لأول مرة في عمارة قُبة الصخرة المشرفة في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني الذي استبدل الزخارف الفسيفسائية التي كانت تغطي واجهات التثمينة الخارجية منذ العهد الأموي بالبلاط القاشاني المزجج والملون وذلك في سنة 959هجرية / 1551 ميلادية.

مسجد عمر بن الخطاب بالقدس

[/center]

[FONT=Traditional Arabic]

[/font]

يقع جنوبي ساحة كنيسة القيامة في القدس. وقد أقيم على المكان الذي صلى فيه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما فتح القدس. ففي أثناء زيارته لكنيسة القيامة حان موعد الصلاة، فطلب منه بطريرك القدس الصلاة، فرفض الصلاة داخل كنيسة القيامة احتراماً للنصارى، وحفاظاً على ملكيتهم للكنيسة، وحتى لا يقوم المسلمون ببناء مسجد في مكان صلاته في الكنيسة.

وقد أعاد بناءه الملك الأفضل أبو الحسن نور الدين بن صلاح الدين سنة 589هـ/ 1193م. وتهدم عام 863هـ/1458م بسبب زلزال تعرضت له المدينة، فأُعيد بناؤه عام 870هـ/1465م، والمسجد الحالي تم ترميمه في العهد العثماني.
يتكون المسجد من المدخل وهو مزخرف بزخارف متقنة تعود للفترة العثمانية، ويلي ذلك درج ينزل به إلى ساحة المسجد الواقعة على الجهة الشرقية، ثم من خلالها إلى مكان الصلاة أو المسجد نفسه، وهو يتألف من قنطرتين لهما عقود محمولة على أربع دعامات كل واحدة منها منفصلة عن الأخرى بواسطة عقود قاطعة، وفي منتصف الجدار الشرقي للقنطرة الشمالية الشرقية يوجد باب يؤدي إلى درج يصعد به إلى أعلى المئذنة، والمئذنة طويلة مربعة الشكل تتبع طراز الأبراج السورية، ويعود تاريخ بنائها إلى الفترة المملوكية.

المسجد الجامع الأموي بدمشق

[FONT=Traditional Arabic]

[/font]

شيد الوليد بن عبدالملك المسجد الجامع في دمشق بين عامي 88 ـ 69 هـ / 707 ـ 714 م واستقدم له الصناع والعمال من شتي البلاد الإسلامية، ويقوم هذا الجامع في منطقة مقدسة من معبد وثني قديم , كان له برج في كل ركن من أركانه الأربعة . وقد استعمله المسلمون للأذان، ولا يزال إحداها قائمًا في الركن الجنوبي الغربي من المسجد .
وقد تأثر الوليد في بنائه للجامع بمسجد النبي في المدينة، من حيث وجود الحرم المسقف، والصحن المحاط بالأروقة.
ويتألف الجامع من صحن كبير مستطيل الشكل وإيوان رئيسي طوله 136 م وعمقه 37 م . وفي هذا الرواق ثلاثة صفوف من الأعمدة الموازية لجدار القبلة ارتفاعها 15 م . وفي وسط هذا الرواق صف من الأعمدة المتعامدة على جدار القبلة ارتفاعها 23 م , تقوم فوقها قبة حجرية أضيفت في عصور لاحقة، ورواق القبلة مسقوف على هيئة مقبية، وتحيط بالصحن أروقة أخرى تحدها أقواس محمولة على دعائم . وبعضها مدبب قليلاً وبعضها على شكل حذوة الفرس . وفوق هذه العقود صف من النوافذ مستطيلة الشكل يعلوها جزء نصف دائري.
أمر الوليد بزخرفة الجامع وإنشاء الجملونات الواقفة على الأعمدة، وكذلك أقام قبة النسر، والواجهة المطلة على الصحن، حيث الأروقة الشمالية والشرقية والغربية، بأبعاد 121متراً ×297 متراً.
وكان أول ظهور للمآذن في عمارة المساجد في الإسلام في الجامع الأموي الكبير بدمشق ، فعند إضافة الوليد من جهتي الشرق والغرب ملحقين بعمق 45,9 أمتار جعل من هذين الملحقين قاعدة لأربعة أبراج (مآذن)، وبين كل مئذنتين يقع إيوان الباب.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن الوليد بن عبد الملك أنفق في إنشائه على الجامع أموالا ً طائلة شكلت خراج الإمبراطورية لسبع سنوات، واستغرق إنشاؤه تسع سنوات، إضافة إلى مئذنة العروس التي أنشأها الوليد بن عبد الملك في وسط الجدار الشمالي.
ويشكل الصحن، والحرم أهم أجزاء الجامع، فالصحن واسع باتجاه العرض، وبأبعاد 121متراً × 48 متراً ، أما عرض الحرم فهو 136مترًا. ويتألف الحرم من ثلاثة أجنحة، و68 دعامة. ففي الجنوب يقع محراب المالكية، أو محراب الصحابة، الذي يعتبر أقدم محراب في الإسلام، ثم محراب الشافعي، ومحراب الحنابلة. وفي الوسط يقع المحراب الكبير، حيث تقع مقصورة الخطيب.
وللجامع عدة أبواب أحدها باب الزيادة ، الذي يفتح على الحرم، في حين تفتح ثلاثة أبواب أخرى على الصحن، وهي باب الساعات الشرقي (باب جيرون)، والباب الغربي ( باب البريد )، والباب الشمالي ( باب العمارة أو باب الفراديس) الذي جاء في موقع بيت عمر بن عبد العزيز. وهناك بابان صغيران أحدهما في الشرق والآخر في الغرب.
وأهم ما يميز التصميم الداخلي للجامع الأموي الكبير في دمشق نقوش الفسيفساء، أما السقوف فقد استعمل في بنائها الخشب المنقوش بالأشكال النباتية، وبالألوان الزرقاء والذهبية، والحمراء، والخضراء.

[CENTER]

[/center]

[FONT=Traditional Arabic]

[/font]
ومن المساجد التي تشبه في تخطيطها الجامع الأموي في دمشق جامع الزيتونة في تونس، ومسجد سيدي عقبة في القيروان . وقد بنى الأول علي يد ابن الحبحاب عامل بني أمية سنة 114 هـ / 732 م وأعيد بناؤه في عصر الدول الأغلبية .

جامع سيدي عقبة في القيروان

[FONT=Traditional Arabic]

[/font]
بدأ في بنائه عقبة بن نافع سنة 50 هـ ، وأصبح من أبرز معالم مدينة القيروان التي صارت من أهم حواضر المغرب، وكانت القيروان قد تم تخطيطها وإنشاؤها على يد عقبة بن نافع أيضا ، ثم هدمت وأعيد بناء مسجدها نحو سنة 76 هـ / 695 م ثم زيد فيه بأمر الخليفة هشام بن عبدالملك سنة 105هـ .
ونظرًا لتصدع معظم المباني التي أنشئت من قبل عقبة بن نافع، فقد هدمها حسان بن النعمان بعد عشرين عاما وأعاد بناءها، ثم جاء بشر بن صفوان عامل هشام بن عبد الملك على القيروان، الذي أرسل إليه أمر توسيع البناء في القيروان وفق خطة وضعها هشام نفسه، و مازالت باقية آثارها حتى الآن. ورغم التعديلات التي أجُريت لاحقًا على المبنى، إلا أن الشكل بقي كما هو الآن، وأهم هذه التعديلات هي :
- تعديلات زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب (836م)، التي أعطت للمسجد شكله النهائي، إلا أنها لم تغير كثيرا ً من شكل المسجد الذي أنشئ في عهد الأمويين , لأنها اقتصرت على توسيع الرواق الأوسط، وإقامة المحراب والقبة.
- تعديلات إبراهيم بن أحمد بن الأغلب (875 م).
- تعديلات الحفصيين، من خلال إضافة قبة المدخلين الشرقي والغربي.
وجاء تخطيط المسجد على شكل مستطيل غير متساوي الأضلاع فوق منحدر أتاح لجدرانه الخارجية أن تبدو في تنسيق طبيعي موائم لانحدار الموقع باختلاف مستوياتها، كما خفف اختلاف أشكال الدعائم المتنوعة الأحجام من قوة خطوط المئذنة الضخمة المربعة ذات الثلاثة طوابق التي يتسم أدناها المربع المسقط بالبساطة المقرونة بالقوة، وتقل كلما ارتفع، في حين يصغر ارتفاع الطابقين العلويين بالنسبة للطابق الأدنى، كما يصغر حجم الطابق العلوي عن الطابق الثاني.
وتعتبر مئذنة مسجد القيروان من أضخم المآذن الأثرية الإسلامية وقد تم اشتقاقها من المئذنة الشامية المربعة ، ويبلغ ارتفاعها 60,10 مترًا.
ويروى أن هشام بن عبد الملك أوفد معماريًا من الشام لإقامة هذه المئذنة على غرار المآذن الأربعة في الجامع الأموي الكبير بدمشق.
أما ما يتعلق بقباب جامع القيروان، فيغطي مدخل الحرم والمحراب قبتان، الأولى هي القبة التي أقامها زيادة الله فوق المحراب، وتتكون من قاعدة مربعة تعلوها قبة نصف كروية وتقوم القاعدة على أربعة عقود فوق رواق المحراب، وهذه القبة محززة بـ 24 حزا ً، تقوم على رقبة ذات ثماني فتحات مغطاة بنوافذ مشبكة، وتحت الرقبة مثمن مؤلف من عقود مستديرة مرفوعة على ثمانية أعمدة صغيرة، والقبة الثانية تقع في مدخل الحرم، وكانت تتألف من نفس عناصر قبة المحراب، ولقد أدخلت عليها تعديلات لم تغير من شكلها الأصلي، وهي مطابقة للقبة الأولى (قبة المحراب). من ناحية المقاييس والارتفاعات.
ولقد زاد إبراهيم بن أحمد بن الأغلب في دورها اثنتين وثلاثين سارية من بديع الرخام، وفيها نقوش عربية، ولقد أقام إبراهيم قبة مماثلة في مسجد الزيتونة في تونس العاصمة، والقبة الثالثة، هي تلك الموجودة فوق مدخل الأريحانا ,وهو المدخل الشرقي في الحرم، ولقد أنشئت في عهد الخليفة أبي حفص عام 1293م، والقبة الرابعة تعلو مدخلا ً آخر في الجهة الغربية من الحرم، وتعود إلى عهد الخليفة نفسه .
ورغم البساطة البعيدة عن الترف، في زخرفة جامع القيروان، إلا أن روعتها وجمالها تنعكس في تداخل هذه الزخرفة مع الصياغة المعمارية، وبالأخص في محراب الجامع، حيث يتكون تجويفه الأعلى من الخشب الأزرق على شكل محارة بتوريقات ذهبية، مأطَرة باللون الأحمر، ويحيط بالمحراب عمودان لكل منهما تاج، ويلتصق بجوفة المحراب ستار رقيق من الرخام، يخترق الضوء ثقوبه، وكان من الروعة والإتقان أن أصبح مثلاً قلده الفنانون المسيحيون في إسبانيا، وفرنسا خلال العصور الوسطى.
وتم تغطية سطح المحراب وجوانبه بمئة وثلاثين بلاطة مزججة ذات بريق معدني، مربعة الشكل، يبدو أنها قد جيء بها من بغداد لكون طرازها مشابهًا لطراز سامراء.
ويحتوي المسجد على عناصر جميلة , من بينها مقصورة من الخشب المخروط والمحفور، ويبدو أنها شيدت للخليفة الفاطمي المعز بن باديس الصنهاجي (1023 م) خوفاً من اغتياله أثناء الصلاة ,وهي تقع على يمين المنبر، والراجح أن تكون زخارف هذه المقصورة أقدم نموذج معروف لزخارف المشربية في التاريخ الإسلامي.
ويتجلى في مسجد القيروان عصران للبناء، أولهما الذي تنتمي إليه المئذنة والمدخل والدعائم والمنبر والقبة والبلاطات، وقد أنشئت في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك (725م) وتظهر فيه قوة كتل البناء وهيبتها، والعصر الثاني عصر قبة المحراب، حيث تبدو الرشاقة والرهافة، وإن كان العصر الأول هو الذي أعطى لمسجد القيروان شكله المعماري، والطابع الذي يبدو عليه الآن , وكذلك الاهتمام بالكتلة، في حين اهتم العصر الثاني بالأسطح الصقيلة والزخرفة، حيث سادت الحليات والزخرفيات الهندسية والنباتية، وظهرت سيادة عنصري الدائرة والمربع كعناصر منفردة أحيانا ً ومتداخلة أحياناً أخرى .
وتميز جامع القيروان بنوع من الزخرفة ساد فيما بعد في عمارة المغرب والأندلس، وهو إحاطة أبواب المساجد والقصور، بإطارات مستطيلة كما هو في مسجد قرطبة.

[CENTER]الجامع الكبير في قرطبة

[/center]

[FONT=Traditional Arabic]

[/font]

من العمائر الوثيقة الصلة بالطراز الأموي جامع قرطبة الذي بدأ تشييده سنة 169 هـ / 785 ـ 786 م ثم زيدت مساحته إلى الضعف في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي , خلال فترة حكم الأمويين في الأندلس التي دامت ثمانين عامًا وازدهرت الفنون والآداب الإسلامية الأندلسية .
بدأت قرطبة الأندلسية تأخذ أهميتها عندما أقام بها عبدالرحمن الداخل، وجعلها عاصمة للدولة الجديدة عام (756م). وازدهرت هذه المدينة في العصر الذهبي للأندلس، تحت حكم عبد الرحمن الثالث، وازدانت فيها المعالم والمنشآت التي يمثل الجامع الكبير أبرز معالمها . حيث تعاقب على بنائه أربعة حكام ليكملوا ما بدأه عبد الرحمن الداخل عام 785م.


تأثر تصميم جامع قرطبة بالمنشآت التي بنيت في أيام العصر الأموي الأول، وبالأخص الجامع الأموي في دمشق، حيث يشترك معه في وجود الحرم المسبوق بالصحن، ووجود مئذنة واحدة في الواجهة، شأن مئذنة العروس في دمشق، ومئذنة جامع القيروان، وقد تم بناء مئذنة جامع قرطبة في عهد هشام بن عبد الرحمن الداخل عام (788م)، ثم تم تبديلها في عهد عبد الرحمن الناصر (951م). وهي مئذنة ذات شكل مربع طول ضلعه 48,8 أمتار. وقد تهاوت هذه المئذنة، ولم يبق منها إلا جزؤها الأسفل .
وفي عهد الخليفة الحكم المستنصر عام (961م) تم إجراء بعض الإضافات الفنية الرائعة والمشابهة للفن الدمشقي، كجدار المحراب، والسقوف المزخرفة، والعقود المفصصة، إضافة إلى العقد الحذوي. واحتوى حرم المسجد تسعة أجنحة باتجاه العمق، والجناح الأوسط هو أكثر الأجنحة عرضا ً.
وأهم ما يميز الجامع هو غابة الأعمدة الموجودة في الصحن، والتي تحمل سقوف الصحن من خلال طبقتين من الأقواس المتطابقة، إضافة إلى وجود الشرفات التي تعلو سقوف الجامع في الواجهة الغربية، المتدرجة والمثلثة الأشكال، المشابهة لأسنان المشط. وقد تمت استعارتها من الفن الزخرفي الشرقي لتصبح فيما بعد شكلا ً أساسيا ً من ملامح الفن الأندلسي.
وهناك نوعان من تيجان الأعمدة، الأول هو ذلك النوع الموجود في الجزء الذي تم بناؤه في عهد عبد الرحمن الناصر، حيث الطابع الإسلامي الأندلسي المميز، كما تمتاز تيجان أعمدة الجزء المضاف في عهد الحكم بالأصالة وعدم التأثر بالفنون الغربية.
أما الجدران الداخلية فأهم ما يميزها هو المشبكات التي تغطي النوافذ كما هو سائد في بعض المباني بدمشق، في حين تحتوي الجدران الخارجية على روائع فنية زخرفية تتمثل في الأعمدة والأقواس المأطرة، وهو الشكل السائد في الأبواب الخارجية. وتغطي الفسيفساء المذهبة، والأحجار الرقيقة والصغيرة ذات الشكل المربع، سقف القبة وإطار المحراب، وكذلك الأبواب المجاورة للمحراب. وقد أعطى استعمال الأشكال والخطوط العربية الأصيلة تميزًا فريدًا ورائعًا لهذه الزخارف الفسيفسائية.
وبهذا يمكن القول بأن فن العمارة الإسلامية ولد في عصر بني أمية ثم نما وترعرع سريعا بعد أن استفاد المسلمون من فتوحاتهم ووحدوا كثيرا من العناصر الفنية في أجزاء دولتهم ,وألفوا منها طرازا ممتازا .

ثم يأتي الطراز العباسي في العمارة الإسلامية الذي امتاز باستخدام الآجر، وبالتأثر بالأساليب المعمارية الساسانية ,وبتفضيل الأكتاف أو الدعامات علي الأعمدة في حمل البوائك، كما يمتاز أيضا بالأقبال على استخدام الجص في كسوة العمائر . وأهم ما خلفه لنا هذا الطراز من العمائر الدينية المسجد الجامع في سامراء ، وأبي دلف في العراق ثم جامع أحمد بن طولون في مصر .

المسجد الجامع في سامراء، وأبي دلف في العراق
[FONT=Traditional Arabic]

[/font][CENTER]
وسامراء أو ُسرَ منْ رأي هي المدينة التي تتجلي فيها مظاهر الطراز العباسي . وقد شيدت شمال بغداد بأمر من الخليفة المعتصم سنة 221 هـ / 836 م واتخذها عاصمة الخلافة ,وأصبحت سامراء عاصمة للدولة العباسية لأكثر من خمسين عاماً، وحكم من خلالها سبعة خلفاء، حاولوا جعلها عاصمة تضاهي بغداد من حيث مبانيها ومنشآتها، وأبرز ما تم بناؤه فيها هما مسجد سامراء الكبير ومسجد أبي دلف المبني على بعد خمسة عشر كيلومتر إلى الشمال .
شيَد المسجد الجامع في سامراء الخليفة المتوكل على الله بين عامي 234 ـ 237 هـ / 849 ـ 852 م ولكن لم يبق منه الآن سوى سوره الخارجي . وكان فيه رواق كبير في اتجاه القبلة وأروقة أصغر حجمًا في جوانب الصحن الباقية . ولهذا الجامع منارة حلزونية تسمى الملوية .

وكان المسجد الجامع في سامراء مستطيل الشكل 240 م في 158 م ليسع ثمانين ألفا من المصلين . وكان سقفه يقوم علي أكتاف متصلة بها أعمدة من الرخام . وكان سوره العظيم مدعمًا بأربعين برجًا، قطر كل منها نحو أربعة أمتار ونصف ، وبروزه عن الجدار متران.

مسجد أبي دلف في العراق

[/center]
[FONT=Traditional Arabic]

[/font][CENTER]
بقى من دعائم مسجد أبي دلف عدد وافر يعطينا فكرة واضحة عن المظهر الداخلي للبناء، وهذه الدعائم الضخمة ذات المقطع المستطيل، مشيدة بالآجر، بينما نلاحظ أن سور المسجد من اللبن . وذلك من خلال المئذنة أو المنارة ذات الدرج الحلزوني المعروف باسم (الملوية).

وتختلف الملوية عن المآذن العادية أو الأبراج في أن سلمها الحلزوني يدور حولها من الخارج وليس من داخلها، كما هو مألوف، وقد ترك هذا التصميم أثره الواضح في مئذنة جامع ابن طولون بالقاهرة .

جامع أحمد بن طولون في القطائع

[/center]
[FONT=Traditional Arabic]

[/font][CENTER]
تم بناء الجامع الطولوني سنة 265 هـ / 878 م . وهو يتكون من صحن مربع مكشوف، وتحيط به أروقة من جوانبه الأربعة ، وتقع القبلة في أكبر هذه الأروقة، وهناك ثلاثة أروقة خارجية بين جدران الجامع وسوره الخارجي تسمي الزيادات، والراجح أنها بنيت عندما ضاق الجامع بالمصلين . وكانت مثل هذه الزيادات موجودة في المسجد الجامع بسامراء وفي مسجد أبي دلف بالعراق أيضا .

ومنارة الجامع الطولوني تتكون من قاعدة مربعة تقوم عليها طبقة أسطوانية وعليها طبقة أخري مثمنة . أما السلالم فمن الخارج،وعلى أجزاء كبيرة منها زخارف هندسية ونباتية مأخوذة عن الزخارف العراقية في سامراء.


الجامع الأزهر بالقاهرة

[/center]
[FONT=Traditional Arabic]

[/font][CENTER]
الجامع الأزهر أول مسجد جامع أنشئ في مدينة القاهرة الفاطمية، بناه القائد جوهر الصقلي باسم الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي وتمت عمارته سنة 361 هـ/ 972 م،وسمي الجامع الأزهر في بادئ الأمر بجامع القاهرة ، نسبة إلى العاصمة الجديدة التي أنشأها جوهر الصقلي . ثم جاءت تسميته بالأزهر في عصر العزيز بالله الفاطمي نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ـ رضوان الله عنها ـ .
وكان الجامع الأزهر وقت إنشائه يتوسط العاصمة الفاطمية الجديدة ,ويقع علي مقربة من القصر الشرقي الكبير الذي اتخذه الخلفاء الفاطميون مقرًا لهم ، وتعرض جامع الأزهر إلى كثير من الإصلاحات، وازدادت سعته لكي يتلاءم مع وظيفته كجامع وجامعة علمية.
ورغم أن الهدف الأول من بنائه هو إقامة مسجد خاص لقصر الخلافة الفاطمية، غير أنه ما لبث أن تحول عام 988م إلى مركز للدعوة الإسماعيلية في عهد الخليفة الفاطمي العزيز بالله.

وكان مسقط الجامع الأفقي وقت إنشائه مكوناً من ثلاثة أروقة حول الصحن، الذي هو مستطيل الشكل محاط بأروقة من أطرافه الأربعة، يتكون الشرقي منه من خمسة بلاطات، و كل من الرواقين الجنوبي و الشمالي من ثلاث ظلات، ويتوسط الباب الرئيسي الذي كانت تعلوه المنارة الجزء الغربي للجامع، و بأعلى الجدران نوافذ حصينة مفرغة بأشكال هندسية، بينها حشوات يحيط بها أفريز عليه آيات قرآنية كتبت بالخط الكوفي المزخرف، و ما زالت بقايا هذه النوافذ موجودة إلى الآن تحدد جدران الجامع القديم، ويقطع رواق القبلة مجاز يتجه مباشرةً إلى المحراب، وقد ارتفعت عقوده كما ارتفع سقفه عن مستوى سقف الرواق ، و حليت بطون عقوده بآيات من القرآن الكريم مكتوبة بالخط الكوفي، كما زينت واجهة عقوده بزخارف نباتية ، و في نهاية المجاز يقع المحراب القديم الذي ظل محتجباً سبعة قرون خلف كسوة خشبية تغطي طاقيته، ما أن أزيلت حتى ظهرت نقوشه و كتابته، و حول عقد المحراب توجد كتابات بالخط الكوفي المزهر، و تتكون زخارف المحراب من توريقات نباتية مدببة شبيهة بأنصاف المراوح النخلية المنبثقة من سيقان متعرجة متقابلة، و تتوسط رأس المحراب ورقة نباتية كبرى على هيئة مروحة نخلية تعلوها ورقة كبرى مقلوبة على شكل قنديل أو مشكاة .
و قد تمت أول إضافة للمسجد في عهد الخليفة الحافظ لدين الله الذي لم يجد متسعاً سوى الصحن فأضاف إليه رواقاً يحيط به من جوانبه الأربعة و قبة على رأس المجاز حفلت جوانبها بالزخارف و بالكتابات الكوفية التي تعد أجمل نماذج الخط الكوفي في العهد الفاطمي، وكلها آيات قرآنية، و قد أجريت بها عدة إصلاحات , و امتلأت جوانب العقود بزخارف نباتية من سيقان وأوراق محورة.

على أن أهم المنشآت الأخرى في الجامع الأزهر ترجع إلى عصر المماليك، وإلى زمن عبدالرحمن كتخذا . فترجع المدرسة الطيبرسية إلى عصر المماليك، على يمين الداخل من الباب الغربي الكبير،والمدرسة الأقبغاوية المقابلة لها، والمئذنة التي شيدها السلطان قايتباي على يمين الباب الواقع بين المدرستين، ثم المدرسة الجوهرية والمئذنة ذات الرأسين التي أقامها السلطان الغوري . وإلى الأمير عبدالرحمن كتخذا يرجع الفضل في إضافة الإيوان الشرقي خلف المحراب القديم ,وفي بناء باب الصعايدة وباب الشوربة ومنارتيهما، وباب المزينين وهو الباب الكبير الذي يطل على ميدان الأزهر .


ولمزيد من التفاصيل وللتعرف على دور الأزهر الشريف في بناء الشخصية الإسلامية عبر العصور يمكنك زيارة موقعنا على العنوان التالي :http://www.isesco.org.ma/arabic/Azhar/Index.htm
جامع القرويين بفاس

[/center]
[FONT=Traditional Arabic]

[/font][CENTER]
تم بناء مدينة فاس سنة 812م، على يد جماعات من العرب جاءت لنصرة الأمير إدريس الثاني، وأهم ما بني فيها هو جامع القرويين في حقبات مختلفة على يد الأمراء المرابطين , وبالأخص الأمير المرابطي علي بن يوسف، وهو نفس الأمير الذي أنشأ في مدينة مراكش قبة البديعين الرائعة، وأروع ما في هذا الجامع هو مئذنته، التي تشبه مئذنة القيروان، ورغم أن جامع القرويين قد أنشئ خلال فترة حكم المرابطين، إلا أنه شديد الاختلاف عن مباني تلك الحقبة، وبالأخص جامع تلمسان، وجامع مدينة الجزائر. من ناحية الاهتمام بالزخرفة والشكل الخاص.
ومخططه يتضمن تسعة عشر جناحاً تمتد فيه بصورة موازية للواجهة وجدار القبلة، ونموذج المساجد هذا ذو الأجنحة المعترضة يعود كما يبدو إلى بداية الإسلام في دمشق، ويتكرر أيضاً في مباني مصر الإسلامية.

ولمزيد من التفاصيل وللتعرف على دور القرويين في بناء الشخصية الإسلامية عبر العصور يمكنك زيارة موقع الإيسيسكو على العنوان التالي:http://www.isesco.org.ma/arabic/Karawiyine/Index.htm

مسجد حسان بالرباط

يعتبر جامع حسان من مآثر الموحدين الخالدة التي حققت وحدة الفن الشرقي والفن الأندلسي المغربي، فهو رمز لفخامة الدولة الموحدية ومشاعرها في السمو والعظمة وذوقها في التناسق الجامع بين الفخامة والبساطة .
ويقع جامع حسان شمالي شرقي مدينة الرباط على ارتفاع حوالي 30 مترًا فوق سطح البحر، وقد شيده الأمير الموحدي يعقوب المنصور عام592 هـ / 1184م ، وهو الذي شهد عصره ذروة السلطة الموحدية ، ولم يتم بناؤه كليًا سوى منارته التي تعتبر أقرب عهدًا من منارة الكتبية في مراكش، ومنارة جامع اشبيلية المعروف بالخيرلدة وهي كمنارة جامع دمشق , يبلغ عرضها ربع طولها حسب التقليد المعماري 64 مترًا، وهو ما يجعل من منارة حسان أعظم منارة في الغرب الإسلامي .
أما الجامع فإنه مربع المساحة تقريبًا هندسي التقسيم لتساوي سواريه الفاصلة بين صحونه الواسعة ,ومحرابه المربع الشكل، على خلاف المحاريب المغربية ،وهو منحرف بعض الشئ عن القبلة مثل جامع القرويين . ويتألف المسجد في قسمه الشمالي من واحد وعشرين بلاطا وسبعة أساكيب، يليه قسم آخر جنوبا يتوسطه أحد عشر بلاطا ، يعترضها أحد عشر أسكوبا ،ويحف به من كل جانب شرقًا وغربًا صحن مستطيل تليه بلاطتان أخريان بطول البلاطات المتجهة من الصومعة إلى القبلة , وسقوفها أكثر ارتفاعًا عن بقية الأسقف.
وصومعة مسجد حسان حلقة في سلسلة صوامع المنصور بالكتبية والقصبة واشبيلية ، غير أن مهندسها استعمل الحجر المنجور ، وقد ضاع بفعل الزمن جزؤها العلوي أو أنها لم تتم أصلا ، ولا زالت زخرفتها المعمارية المتنوعة على أوجه الصومعة بعقودها وتوريقاتها تعكس فخامة الفن الموحدي.

جامع السلطان أحمد في اسطنبول

[/center]
[FONT=Traditional Arabic]

[/font][CENTER]
جامع السلطان أحمد الأول بأستانبول من أجمل مساجد الأستانة وأفخمها . وتدل الكتابة الأثرية المنقوشة على أحد أبوابه على أنه شيد بين عامي :1018 ـ 1020 هـ / 1609 ـ 1616 م . أما مهندسه فهو محمد أغا أشهر المعماريين الترك بعد سنان باشا وداود أغا . ويقع هذا المسجد جنوبي أيا صوفيا وشرقي ميدان السباق البيزنطي القديم . وله سور مرتفع يحيط به من ثلاث جهات ، وفي السور خمسة أبواب ، ثلاثة منها تؤدي إلى صحن المسجد واثنان إلى قاعة الصلاة .
أما الصحن ففناء كبير يسبق المسجد ،وتحيط به أربعة أروقة ذات عقود محمولة على أعمدة من الجرانيت ،ولها تيجان رخامية ذات مقرنصات وفوقها نحو ثلاثين قبة صغيرة . وفي وسط الصحن ميضأة سداسية الشكل وتقوم على ستة أعمدة . وأكبر الأبواب التي تؤدي إلى الصحن هو الذي يتوسط الجانب الغربي، ويظهر فيه التأثر بالأساليب الفنية الايرانية ،وأما البابان الآخران فأصغر منه ولكنهما من الطراز نفسه . وداخل المسجد مستطيل ، طول ضلعه 64 م و 72 م وتتوسطه قبة كبيرة محمولة علي أربعة عقود مدببة ، تتكئ على أربعة أكتاف ضخمة تشبه الأعمدة في شكلها الأسطواني ذي التجاويف ، ويحف بالقبة أربعة أنصاف قباب ,و في كل جهة نصف قبة ، فضلا عن أن كلَ ركن من أركان المسجد مغطى بقبة صغيرة . وتدور في ثلاثة جوانب من المسجد ثلاثة أروقة مرتفعة تقوم على أعمدة . وفي القباب والجدران عدد وافر من النوافذ يجلب ضوءًا يزيد أبهة وفخامة . والجدران مغطاة بالقاشاني الأزرق والأخضر . أما المحراب والمنبر فمن المرمر المزخرف ، ويحف بالمحراب شمعدانان كبيران ،وللمسجد ست مآذن عالية ممشوقة .

جامع السليمانية باسطنبول

[/center]
[FONT=Traditional Arabic]

[/font][CENTER]

واحد من أبرز ما بني من المنشآت العثمانية، فقد تم بناؤه عام 1550م، وهو جامع السلطان سليمان القانوني، ويسمى أيضاً مسجد السليمانية، و يعتبر نموذجاً من الأعمال المعمارية المهمة للمعماري سنان أشهر المهندسين المعماريين الأتراك، وهو رجل متعدد الكفاءات ذو عزيمة ماضية و قدرة فريدة على العمل، قلما خلت مدينة في تركيا من مسجد أقامه فيها، و حتى خارج تركيا، و ينسب إليه عدد ضخم من الأبنية يقدر من 343 مبنى، و رغم عدم اتصاف عمارته بالتنوع، إلا أنه استطاع ابتكار حلول يتغلب بها على ما يطرأ من مشكلات معمارية. ويعد العصر الذهبي للعمارة العثمانية على يد المهندس سنان في القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي .
تأثر جامع السليمانية كثيراً بعمارة ( أيا صوفيا ) باسطنبول، حيث نشهد الشبه فى القبة المركزية و نصفي القبتين الأمامية و الخلفية .

جامع محمد علي بقلعة الجبل بالقاهرة

[/center]
[FONT=Traditional Arabic]

[/font][CENTER]
جامع محمد علي بقلعة الجبل من أمثلة المساجد التركية الطراز، ويمكن القول إن العمارة العثمانية المقامة في إستانبول ،والتي أنضجها المعماري سنان، قد وجدت طريقها إلى القاهرة عندما كلف محمد علي باشا (مؤسس مصر الحديثة) المعماري التركي (يوسف بوشناق) بإنشاء الجامع الكبير، في سنة 1246 هـ / 1830 م وهو الذي يتوج بشكله القوي القلعة ويعد من معالمها البارزة.

وكان تصميم الجامع على منوال جامع السلطان أحمد في أستانبول، ويسبق المسجد من الجهة الغربية صحن مربع تقريبا 53 في 54 مترًا تدور حوله أربعة أروقة ذات عقود محمولة علي أعمدة رخامية، وفوقها قباب صغيرة مغطاة بألواح من الرصاص ومنقوشة من الداخل . ويتوسط الصحن قبة تقوم على ثمانية أعمدة رخامية، تؤلف مثمنًا فوقه رفرف ذو زخارف بارزة، وتضم هذه القبة قبة أخرى أصغر منها ،وهي مثمنة ومصنوعة من الرخام أيضا، وعليها نقوش بارزة تمثل عناقيد عنب فضلاً عن شريط من الكتابة القرآنية .

أما القسم الشرقي من البناء، وهو بيت الصلاة ، فهو مربع ضلعه 41 مترا، تتوسطه قبة قطرها 21 مترًا وارتفاعها 52 م وتحملها أربعة عقود كبيرة على أربعة أكتاف مربعة، وتحف بالقبة أربعة أنصاف قباب ونصف قبة أقل ارتفاعا فوق المحراب . وفي كل ركن من أركان المربع قبة أخري صغيرة . والقبة الكبيرة وأنصاف القباب محلاة بزخارف بارزة مذهبة . وجدران المسجد والأكتاف الأربعة مغطاة بالرخام إلى ارتفاع 11 مترًا . وخلف الباب الغربي المؤدي إلى الصحن دكة المؤذنين، تحملها ثمانية أعمدة رخامية فوقها عقود، ومحراب المسجد من الرخام أيضا . والمنبر القديم من الخشب المحلى بالنقوش الذهبية ،وأضاف الملك فاروق إليه منبرًا رخاميًا جديدا . أما المئذنتان فرشيقتان وارتفاع كل منهما نحو 84 مترًا، وتقعان في طرفي الواجهة الغربية للصحن .

وللمسجد أبواب ثلاثة، يؤدي القائم في واجهته الغربية إلى الصحن الذي يكسو جدرانه رخام المرمر، و تحيط به أروقة أربعة عقودها و أعمدتها من المرمر، وتتوسط الميضأة الصحن المكشوف.

مسجد الشاه في أصفهان بإيران

[/center]
[FONT=Traditional Arabic]

[/font][CENTER]
ابتدأ الشاه بإنشاء مسجده عام 1033هـ / 1612م، واستمر بناؤه ثمانية عشر عاما ً، ويعد من أفخم المساجد التي بنيت في العصر الصفوي، كما يمثل التكامل الفني المعماري الإسلامي، وخاصة من الناحية الزخرفية التي هي أرقى ما وصلت إليه العبقرية الفنية الإيرانية، وقد صممه المهندس العبقري (علي الأصفهاني) .
وتوجد البوابة، وعلى جانبها منارتان ضمن إيوان مشرف على الصحن، وفي صدر الصحن تتقدم قاعات ذات قباب، والقاعة القبلية الأكثر اتساعا ً والإيوان الأساسي الذي يسبق هذه القاعة على جانبيها أربعة أجنحة مسقوفة بمجموعة من القباب الصغيرة .
أما جدرانه الداخلية والخارجية فإنها مكسوة بالقاشاني الملون الجميل، ذي الرسوم الزخرفية البديعة التي تظهر في زخارف باطن عقد المدخل الكبير، وأماكن الإيوانات والإطارات المحيطة بعقود الأروقة التي تكتنف المدخل الذي يعد أروع أثر إسلامي شيد في فارس.

منارة جامع مسعود الثالث في غزنة

[/center]


أقيم هذا البرج في أفغانستان بين عامي 519 – 536هـ / 1098 – 1115م، وهو في الحقيقة إحدى منارتين نسب بناء الثانية منهما إلى السلطان محمود الغزنوي، والواقع أن الذي أنشأها هو )بهرام شاه الثالث( عام 1115م، وقد عرف هذا البناء دائما باسم (برج النصر)، ويبدو أن الهيئة الحالية لهذا البناء وهي التي نراها في صورة برج يشبه شكل النجمة المثمنة لا تمثل الأصل تماما ً، فقد تبين من الرسوم التي بقيت لهذا البرج منذ القرن التاسع عشر أن طابقا ً اسطواني الشكل كان يعلوه ثم أزيل فيما بعد.
ويعطينا هذا المبنى فكرة صادقة عن الطابع الأصلي للمنارات التي أقامها السلاطين الغزنويون ، والتي أثرت فيما بعد على عدد من العمائر الإسلامية مثل ضريح جنبادي قابوس بإيران، وتكسو البرج زخارف رائعة من قوالب الآجر والجص المشغول تتخلله نقوش وكتابات.

المساجد في الهند



بعد أن فتح المسلمون جزءا كبيرا من الهند تقلص نفوذهم فيها، ولم يبق لهم إلا الجزء الغربي من شبه الجزيرة الهندية، إلى أن أتيح للإمبراطور بابر حفيد تيمور لنك أن يمدَ سلطانه وأن يفتح دهلي وأجرا سنة 933هـ /1526م، فأسست على يديه إمبراطورية المغول الهندية التي حكمت الهند ما بين عامي 933 ـ 1275 هـ / 1526 ـ 1857م.
وقد نشأت في ظل هذه الأسرة نماذج من الطراز المعماري الهندي الإسلامي . وقوامه الأساليب الفنية الهندية القديمة، ومادخل عليها من أساليب فنية في العصر الإسلامي . وقد تأثرت الهند الإسلامية بالطرز المعمارية الإيرانية . وامتاز عصر الاباطرة أكبر وجهانجير وشاه جهان بازدهار فن العمارة وسائر الفنون،وتوالت العواصم في هذه الدولة على النحو التالي: [ أجرا] ثم [ فتح بور سكرى ] ثم لاهور ثم دهلي .
وقد امتازت المساجد الهندية بامتداد مساحتها وبانفصال أجزائها بعضها عن بعض، ومن أشهر تلك المساجد الجامع الكبير في بيجابور الذي يرجع بناؤه إلى منتصف القرن العاشر الهجري ( 16 م ) . وهو عبارة عن قاعة كبيرة تغطيها قبة وحولها قباب صغيرة فوق أركان القاعة . وتمتاز معظم المساجد الهندية بمداخلها الكبيرة التي تبدو كأنها أبنية قائمة بذاتها. وكان بعضها يشيَد على ربوة منبسطة كما هو الحال في مسجد الجمعة بدهلي، ذي المدخل الكبير المحاط بمنارتين رشيقتين.

ضريح تاج محل



كما امتازت العمارة الهندية الإسلامية بالأضرحة الضخمة، وأشهرها تاج محل بمدينة أجرا الذي شيده (شاه جيهان) لكي يضم رفاة زوجته ممتاز محل، (1039 – 1058هـ /1630 – 1648 م) ويحاط هذا المدفن بحدائق رائعة تتقدمه صفحة مياه بحيرة طويلة محاطة بالسرو، وهو من الرخام الأبيض، وتنهض في واجهته بوابة عالية محلاة بالمقرنصات، على طرفيها طابقان من الحنيات، وتعلو الكتلة المثمنة قبة بصلية، تحيط بها حواش كما تنهض في أركان السطح الذي يقوم عليه المدفن، أربعة مآذن مخروطية منعزلة عن البناء، وتسود في الداخل الزخرفة المنفذة في الحواجز الحجرية والمشابك، وبالتصفيح بالرخام الأبيض المنزل بالرخام الأسود وبالحجارة الكريمة.


جزاكم الله خيرا على ذلك المجهود
ولى طلب صغير…ارجو بعض المواقع عن المساجد فى العصور المختلفه…
و جزاكم الله خيرا…