د. راغب السرجاني: نحتاج إلى نضج سياسي وواقعي

[SIZE=“5”][CENTER]

أكد الأستاذ الدكتور راغب السرجاني -عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح والمشرف العام على موقع قصة الإسلام- في حوار له مساء أمس، الثلاثاء 3 يوليو 2012م، مع الشيخ خالد عبد الله على قناة الناس الفضائية، أننا نحن المصريين نحتاج إلى نضج سياسي وواقعي، ويجب أن نعلم أن المشاكل لا تُحلّ في يوم وليلة، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه المدينة لم تحل مشاكلها في يوم واحد؛ ولذا يجب أن نعلم أن الرئيس المنتخب د. محمد مرسي لا يمكن أن يقود المركب بمفرده.

ودعا د. راغب السرجاني إلى سرعة إصدار قانون لتجريم الكذب ونشر الشائعات في وسائل الإعلام، مؤكدًا أن إصلاح الإعلام يعدُّ أكبر تحدٍّ في مواجهة الرئيس، في ظل التغلغل العميق للفلول في الجهاز الإعلامي، وغلبة فلسفة التشكيك في الفصائل الإسلامية.
وأكد د. راغب السرجاني أن الإعلام في معظمه يميل إلى التيار الليبرالي والعلماني، ولديه قناعات معينة، وينظر إلى دول معينة على أنها قمة الحضارة، ونماذج معينة هي الأفضل فيما يرى، ومن الصعوبة بمكان أن يغيِّر مساره في أيام قليلة أو حتى سنوات قليلة، وأن الهجوم الإعلامي الضاري على الرئيس مرسي سوف يستمر فترة، وأنه سواء فعل هذا أو ذاك سوف يتم الهجوم عليه، حتى يظهر أمام الناس بعض الإنجازات، وأن تظهر طهارة يد الناس، وتتعامل الحكومة بشفافية مع الناس وتتواصل معهم، عندها سيكون الهجوم طبيعيًّا والنقد منطقيًّا.
وطالب الدكتور راغب السرجاني الرئيس محمد مرسي ألاّ يسكت على الإعلام، وألا تُثار قضايا ويتم السكوت عليها، ودعاه لتشكيل جهاز إعلامي قويّ يوضح للناس حلول المشاكل التي تُعرض عليهم في الشاشات، ويكون هناك رد منطقي وعلمي على كل ما يثار، وأن يكون هناك قدر كبير من الشفافية والوضوح والإعلان اليومي عن تفاصيل ما تم إنجازه، وأسباب عدم تنفيذ ما لم يتم تنفيذه.
وردًّا على ادعاءات روبرت فيسك أن المجلس العسكري زوّر النتيجة لصالح الدكتور محمد مرسي، أوضح د. راغب السرجاني أن هناك أجهزة تختص بالشائعات في المخابرات تعمل على نشر شائعة بين الناس؛ ليكون هناك حالة من الشك داخل الناس والغليان، وأنا أعتبر ما قاله “فيسك” هو نوع من الهزل والفكاهة؛ فالعقل والمنطق يقولان إنه لا يمكن أن يزوِّر العسكري النتيجة لمرسي، فالدولة العميقة المنتشرة في مصر كلها لا يمكن أن تقوم بالتزوير لكي ينجح عدوّه التقليدي، بل هي كانت فرصة لعودة النظام السابق… وأنا أعتقد أن لو كانت النتيجة غير ذلك، ما كان الفريق شفيق يقبل بها ويأخذ الأمور بسلميَّة.
وفي سؤال للشيخ خالد عبد الله عن إمكانية أن يعود الجيش إلى ثكناته ويترك الدولة المدنيّة تسير في مسارها الطبيعي، أوضح فضيلته أنه يتمنى ألاّ يحدث صدام بين الرئيس مرسي والمؤسسة العسكرية، وأنه يتخيل أن الإعلان الدستوري المكمل جاء لمعرفة المسار الذي سيسير فيه الدكتور مرسي، وهو لتأمين أعضاء في العسكري أو في طرة أو لمنع فتح ملفات معينة أو منع صدام مع الكيان الصهيوني، وحين يطمئن المجلس العسكري إلى أن الأمور ستسير بشكل طبيعي، وأنه لا توجد نية لتصفية الحسابات، ستكون العلاقة طبيعية مع العسكري.
وأشار الدكتور راغب السرجاني أن المشاورات والاتفاقات التي حدثت قبل جولة الإعادة جعلت من الصعوبة بمكان تشكيل حكومة بسهولة، فكل فريق من الداعمين للرئيس مرسي يريد جزءًا معينًا وله مطالب، فمهمة تشكيل الحكومة صعبة للغاية في هذا الظرف، وليس لها من دون الله كاشفة، وإن لم يوفّق الله الدكتور مرسي في هذا الاختيار، فسيكون الوضع سيئًا.
وأوضح د. راغب السرجاني أننا سنكون في مشكلة حقيقية إذا شُكِّلت الحكومة من شخصيات بينها صراعات وخلافات عميقة.
وأشار السرجاني إلى أن حدوث استقرار بعد تشكيل الحكومة سيقلل حجم الشائعات المثارة، وسيضع الأمور في نصابها، مشددًا على أن وعود الرئيس بتمثيل كافة التيارات السياسية في الحكومة الجديدة يدع مجالاً كبيرًا للتشكيك في قدرة الحكومة علي التعاون والتنسيق فيما بينها في ظل التباينات الأيديولوجية لأعضائها، واختلاف البرامج والمشاريع التي يمثلها كل وزير ينتمي إلى اتجاه سياسي بعينه.
ودعا د. راغب السرجاني إلى أنه يجب أن يكون هناك نوع من التناسق بين الرئيس ورئيس الحكومة، فلا يمكن أن يأتي رئيس وزراء بصلاحيات كاملة من تيار مخالف للتيار الذي ينتمي له الرئيس، عندئذٍ سنكون في خلافات وصراعات، وستكون أزمة كبيرة جدًّا، ومن الطبيعي أن يكون رئيس الوزراء متفقًا مع الرئيس؛ ليحدث انسجام بينهما لكي يستطيعا أن يعملا معًا.
وطالب د. راغب السرجاني بأن يكون رئيس الوزراء إسلاميًّا، وإذا كان لا يمكن أن نأتي برئيس وزراء إسلامي، فعلى الأقل أن يكون تكنوقراط يستطيع العمل مع الرئيس.
وأشار فضيلته إلى ما قاله رئيس وزراء كندا حينما تعجب من استقالة الدكتور محمد مرسي من حزبه بعد الفوز، وهذا لا يحدث في كل دول العالم، فلا يوجد رئيس ينجح بأصوات حزبه فقط، بل بأصوات آخرين لا ينتمون لحزبه، ثم يأتي بعد ذلك يختار الحكومة كلها من حزبه؛ لينفذ برنامجه.
وقال د. راغب السرجاني إنه بعد الانتخابات اتضح أمام الناس أن هناك كتلتين كبيرتين: كتلة التيار الإسلامي (الإخوان وحزب النور والفضيلة والجماعة الإسلامية وآخرين)، والكتلة الأخرى هو الحزب الوطني المنحل، ولديه رموز في كل مكان وإعلاميين ورؤساء مدن.
وأشار فضيلته إلى أن التيار الثالث عبارة عن كوكتيل من تيارات مختلفة، وكل تيار يرى أنه من المستحيل أن يصل لحكم البلاد بمفرده، وأنا ليس لديّ مشكلة في وجود تيار ثالث ورابع وخامس في ظل القوانين والأدبيات العامة، ولا مشكلة في ذلك في ظل التنافس الشريف.
ويرى الدكتور راغب السرجاني أن اختيار نائب للرئيس من النصارى هو اختيار غير منطقي، وقال: أتفق مع ما قاله الأستاذ جمال أسعد المفكر النصراني أن إعطاء “كوتة” للنصارى في الحكومة أو مؤسسة الرئاسة هو نوع من التمييز، ويحوّل مصر إلى تمييز طائفي غير مقبول في هذا الوقت. وأوضح د. راغب السرجاني أن مصر ليست لبنان، وأنا أقبلُ أن يكون هناك نائب من كتلة حصلت على 4 مليون صوت أو ما شابه للحصول على أصوات هؤلاء، ولكن يجب الاختيار على أساس الكفاءة وبحسب النسب الحقيقيّة لإدارة البلد، ويجب ألاّ تختل النسبة نتيجة الضغط الإعلامي.

[/center][/size]

[[SIZE=“1”][COLOR=“White”]

د. راغب السرجاني: نحتاج إلى نضج سياسي وواقعي
[/color][/size]](http://islamstory.com/ar/node/35185)