صاحب الجنتين‏

[FONT=arial][SIZE=4][COLOR=#0000FF][B][SIZE=4]
[FONT=arial][SIZE=5][COLOR=navy]صاحب الجنتين‏


[/color][/size][/font]
[/size][/b][/color][/size][/font]

قصة صاحب الجنتين من القصص القرآنية التي تزخر بالعديد من العبر والعظات والتي ورد ذكرها في سورة الكهف ،
وهنا سنتناول مجموعةً من الدروس المستفادة من هذه القصة القرآنية العظيمة الني تعلمنا كيف نشكر الله
على نعمه العظيمة ونحمده عليها وكيف نشكره أيضا ًعلى القليل مقارنةً بغيرنا من هم أفضل حالاً.
قال تعالى:
"وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً"
[الكهف: 32-33].
تزخر قصة صاحب الجنتين بكثيرٍ من المعاني العظيمة والعظات ، وهذه مجموعة منها لنتعلم منها دروساً لنا في الحياة العملية:
واليكم أحبتىى فى الله قصة من قصص هذا الاعجاز
وسنشرحها حتى نتعلم منها مايفيدنا
المؤمن والكافر

كان في قديم الزمان رجلان صديقان ، وكان أحدهما مؤمنًا ، والآخر كافرًا ، وكان المؤمن يقترب من الكافر،
ويدعوه إلى توحيد الله، لكن الكافر كان يصر على كفره وعناده .
فترك الرجل المؤمن صديقه الكافر ، وتركه بعد أن يئس من عدم إيمانه ، فكان المؤمن يتقرب إلى الله ،
وينفق على الفقراء والمساكين ، وانشغل الكافر بماله وتجارته حتى أصبح غنيًا .
وفي يوم من الأيام قرر المؤمن أن يذهب إلى الكافر ، فلما ذهب إليه ليزوره ، قابله بقسوة وشدة وتَكبَّر عليه ،
وعاب عليه في اعتقاده بأن " لا إله إلا الله " ، فحاول المؤمن أن يرشد الكافر إلى الإيمان ،
لكن الكافر أراد أن يظهر للمؤمن ما هو فيه من النعيم .
ثم أخذ المشرك بيد صاحبه المؤمن ، وأدخله بستانه الذي كان ينتصفه نهر ماؤه عذب ، فرأى المؤمن
بستانًا جميلاً ، فيه من أنواع الثمار ما تطيب به النفس ، وفيه الخدم يعملون ، فقال المشرك لصاحبه المؤمن:
" أنا أكثر منك مالاً وولدًا وخدمًا "
ثم جعل يطوف بالبستان وينظر إليها ويقول له:
" ما أظن أن تهلك هذه الحديقة أبدًا "
وما أظن الساعة ستقوم ، بل إذا رجعت إلى ربي - كما تزعم - فإني سأجد خيرًا منها ؛
لأنه أعطاني في الدنيا لكرامتي عنده ، فسيعطيني في الآخرة أيضًا !
فوقف الرجل الصالح يفكر ماذا يفعل مع هذا الرجل، فقال له:
" يا أخي ، لا تغتر بما آتاك الله من المال والولد والخدم ، ولا تكفر به ، فإنه ( سبحانه )
الذي خلقك من تراب ثم من نطفة ، ثم أصبحت رجلاً فرزقك ، وما أنت فيه من نعيم الله ،
وبدلاً من الغرور بحديقتك ، فإذا دخلت عليها فقل : ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ، وإن كنت تراني فقيرًا ،
فالله قادر على أن يرزقني خيرًا من حديقتك ، وأن يرسل على حديقتك عذابًا من السماء،
أو مطرًا غزيرًا ، لا يبقى معه أي شيء ".
وفي يوم من الأيام خرج هذا المشرك إلى حديقته ، فإذا به يرى عجبًا ؛ فقد حدث ما أخبر به الرجل الصالح ،
إن حديقته غير موجودة ، لا ثمر فيها ، ولا شجر، إنها أرض ملساء ، لا زرع فيها ولا ماء ،
فجعل يضرب كفًّا بكف ويتحسر على ما حدث له ، وعلى ما أنفقه على حديقته ،
وإذا به يجلس واضعًا يده على رأسه ، ويقول:
" يا ليتني لم أشرك بالله شيئًا ، لقد ضاع كل مالي ، لم تنفعني الأموال ، ولا الأولاد ، ولا الخدم "
وجعل يتحسر ويندم ، ولكن لم ينفعه الندم.
وكانت الحسرة والندم لذلك الرجل الذي ظلم وطغى ، وتكبر وبخل بماله ، وكان درسًا لكل من يتعظ :
أن المال كله لله ، وأن الله هو الذي يعطي ويمنع ، ويرزق ويأخذ ، ويهب ويهلك ؛ فلا يتحقق شيء إلا بمشيئته ،
وكان درسًا لكل الناس أن يتعظوا، وأن يتذكروا صورة الرجل الغني ، وهو يتحسر ندمًا على إهلاكه ماله ،
وتمنى ألا يشرك بالله شيئًا ، وأن ينفق من ماله في سبيل الله.

الشرح والتفسير
1. الاعتبار والاتعاظ بحال من أنعم الله عليه نعماً دنيوية ، فألهته عن آخرته وأطغته وعصى الله فيها.
2. ليس في معرفة أعيان الرجلين وزمانهما ومكانهما فائدة أو نتيجة ، والتعرض لذلك من التكلف،
وإنما الفائدة تحصل من قصتهما فقط.
3. أن بساتين الدنيا يتنعم بها من يدخلها ويرى خضرتها ، وتفرح ناظرها ، لما فيها من النعيم واللذة ،
وفي جنتي هذا الرجل أفضل الأشجار وهي النخيل والأعناب.
" وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً "
[الكهف:34].
4. اغترار هذا الرجل وافتخاره بكثرة ماله وعشيرته وقبيلته ، أي بالغنى والحسب ،
يقوله افتخاراً لا تحدثاً بنعمة الله عليه بدليل العقوبة التي حصلت له.
5. أن المال والولد لا ينفعان إن لم يعينا على طاعة الله
( وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا ).
6. ينبغي للعبد إذا أعجبه شيء من ماله أو ولده أن يضيف النعمة إلى مسديها ؛ ليكون شاكرا لله متسببا لبقاء نعمته عليه.
7. الافتخار الذي لم يُعترف بفضل الله فيه ولم يشكر الله عليه يحبط الأعمال.
8. أن الله ينعم على عباده ليبتليهم ؛ هل يشكرون أم يكفرون ؟
"وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً
وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً"
[الكهف:35-36].
9. الغالب أن الله يزوي الدنيا عن أوليائه وأصفيائه ، ويوسِّعها على أعدائه الذين ليس لهم في الآخرة من نصيب.
10.حقارة هذه الدنيا من أولها إلى آخرها ، فالله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الدين إلا من يحب !.
11. نسيان الرجل قدرة ربه الذي أعطاه ومكّنه ، بأن يسلبه ما آتاه !.
12. نصح صاحبه المؤمن له وتذكيره بنعم الله عليه ، وكيف خلقه ونقله من طور إلى طور،
ويسر له الأسباب، فكيف يليق بك أن تكفر بالله ؟!.
13. اعتزاز المؤمن بإيمانه بالله واعترافه به وبفضله عليه ، وإقراره بربوبية ربه ، والتزام طاعته وعدم الإشراك به.
سبحان من جعل كم هذه العظات والعبرات في آيات وقصص القرآن الكريم ، هلموا إلى قصص القرآن



منقووول