لذة الإستمتاع بالعمل !

[CENTER]

التعلّم من دون تفكير جهد ضائع , والتفكير من دون تعلّم أمرٌ خطير
كونفوشيوس

الجهد المبذول العملي الذي ينتج نتاج صالحاً للأمة والشعوب هو المطلب في مثل هذه الأوقات , وضياع مثل هذا الجهد في العمل ليس بالخسارة الكبرى , وإنما ضياع وقته في اللهو واللعب هي الخسارة العظمى التي سوف نسأل عليها من رب الجلال والإكرام أو حتى من عملنا وما قدمناه لأمتنا الإسلامية خاصة وللعالم أجمع عامة , حكاية هذا الجهد وكيف نبذله وكيف ننتجه , هي بحد ذاتها مسألة عميقة تحتاج إلى إختصاصيون في تحليلها , ولكنها من جانب آخر عملية بسيطة أفسرها وأطرحها في جملة واحدة ( كما تُعطي ستأخذ ).
[SIZE=5]

[/size]
هل سمعتم يوماً عن قصة محرك السفينة العملاقة الذي تعطل , استعان اصحاب السفينة بجميع الخبراء الموجودين، لكن لم يستطع أحد منهم معرفة كيف يصلح المحرك , ثم أحضروا رجل عجوز يعمل في إصلاح السفن مند أن كان شابا . ونظرو اليه نظرة استهجان واستغراب لضعفه وعمره الكبير , كان يحمل حقيبة أدوات كبيرة معه، وعنماا وصل باشر في العمل. فحص المحرك بشكل دقيق، من القمة إلى القاع. كان هناك اثنان من أصحاب السفينة معه يراقبونه، راجين أن يعرف ماذا يفعل لإصلاح المحرك. بعد الإنتهاء من الفحص، ذهب الرجل العجوز إلى حقيبته وأخرج مطرقة صغيرة. وبهدوء طرق على جزء من المحرك. وفوراً عاد المحرك للحياة. وبعناية أعاد المطرقة إلى مكانها. المحرك أصلح! و بعد أسبوع استلم أصحاب السفينة فاتورة الإصلاح من الرجل العجوز وكانت عشرة آلاف دولار , أصحاب السفينة هتفوا “هو بالكاد فعل شيئاً” لذلك كتبوا للرجل العجوز ملاحظة تقول “ نرجوا منك إرسال فاتورة مفصلة.” أرسل الرجل الفاتورة كالتالي :


الطرق بالمطرقة =2.00 $
معرفة أين تطرق =9998.0 $
المجموع = 10,000 دولار $

[SIZE=5]

[/size]
الجهد مهم ، لكن معرفة أين نبذل الجهد في حياتنا تلك هي الأهمية , هي تلك الطاقة الداخلية التي نحتاجها في أغلب أوقاتنا.


مفهوم الإسلام عن الجهد الإنساني هو أن الإنسان وحدة حياتية قائمة بذاتها لها حاجاتها من الخدمات والسلع والمنافع تقوم هي ذاتياً بتوفيرها وصيانة نفسها باستعمال الطاقة المخزونة فيها ، بالتفاعل مع العناصر الأولية والأساسية للإنتاج. والإنسان الذي صرف هذه الطاقة من كيانه ، هو صاحب الحق في امتلاك الفائض منها عن حاجته وليس من حق أحد ان يستولي عليها. وفي كيان الإنسان قوى حركية وفنية وعقلية ضخمة بإمكانها أن تتفاعل مع عناصر الطبيعة ، فتوفر الحاجة للجميع ، وأن تبعد الفقر والجوع والحرمان عن كل إنسان يعيش على هذه الأرض لأن الله سبحانه قد جعل في كل إنسان من القدرة والطاقة مايمكنه من توفير لوازم الحياة ومستلزماتها.


إن الحقيقة التي لا خلاف عليها أن الأشياء لن تتحقق بذواتها , أي بدون عمل , فالعمل هو أساس كل شيء , فإذا سألت نفسك : لماذا أتعلم ؟ تجد الإجابة المباشرة من أجل الحصول على شهادة < أياً كان مجالها لكي أعمل أو ألتحق بوظيفة تتطلبها , فالعلم هنا < أي الحصول على شهادة < وسيلة من الوسائل المتبعة للوصول إلى العمل , وتجد آخر يقول : أتعلم العلم الشرعي كالفقه ، أو الحديث أو التفسير… الخ لكي أعمل به , وأطبقه بشكل عملي مبني على العلم , انطـلاقاً من قول الرسول صلى الله عليه وسلم , فعن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين”. متفق عليه.
إذاً لكي يتحقق الإيمان في نفسي فلابد من عمل بالجوارح يبرهن على وجوده، فالإيمان ما وقر في القلب وصدّقه العمل , إذاً فالإيمان مقدمة للعمل، وقد ورد ذكر العمل بعد الإيمان في كثير من الآيات الكريمات.
وبين الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات جزاء العمل الصالح , قال تعالى: “وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً”.
[النساء:124]، وقال تعالى: “وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”. [البقرة:25].
إن العمل والعلم متلازمان ، فلا فائدة من علم بلا عمل ، ولا فائدة من عمل لا يقوم على علم فالعلم , مقدمة للعمل ، وكذلك العمل مقدمة للعلم.



العمل ليس بنقمة ، أو عقاب للإنسان يصيبه بالتعب والنصب ، بل هو نعمة من الله سبحانه , لا يقدرها حق قدرها إلاّ كل ذي لب ، وفهم لحقيقة الكون , فحياة أي إنسان بدون عمل لا تُطاق , فالعمل يقي المؤمن من شرٍ الوحدة والفراغ , التي تورث في النفس الكثير من المهلكات ، ومن أهم هذه المهلكات الكسل ، وهو نقيض من نقائض العمل ، وليس لبيان خطورته على الإنسان المسلم أكثر من تعوذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منه في أذكار اليوم والليلة، حيث يقول: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال”. فالعمل يصنع الأمجاد، ويحقق الذات، ويوصل للآمال، والكسل يورث العجز في نفوس أصحابه الذين لا يتطلعون إلى المعالي، ويركنون إلى التخاذل.
[SIZE=5]

[/size]
رؤية كاتب


جميعنا نستطيع أن نعمل , ولكن العمل الذي أقصده هنا هو العمل القائم على التفكير والتخطيط محدد المعالم والمهام ، والنتائج كذلك , وهذا العمل بالتحديد يتطلب منّا البذل والعطاء ، والجد والاجتهاد ، والاستمرارية , فالعمل إن لم يُعطى من جانبنا لتحقيق الأهداف المحددة , لن يأتي إلينا أبداً بالتمني أو بحوادث الحظ ، وإنما يأتي إلينا من خلال العمل الجاد والشاق ، وبالصبر والمثابرة.

[/center]

موضوع رائع
جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا وانعم عليكم بنعمه…

بصراحة موضوع ممتاز من وجهة نظرى ومن مجال العمل هذا صحيح فتلك هى الخبرة مع العلم
وجزاك الله خيرا