الروبوت: جندي المستقبل في طبيعة وعرة


علوم وتكنولوجيا

الروبوت: جندي المستقبل في طبيعة وعرة

تجرى عالمياً أبحاث عدة لغرض تطوير روبوتات قادرة على تقديم الدعم أثناء الصراع المسلح والكوارث البيئية أو النووية وذلك للتقليل من حجم الخسائر البشرية. وفي هذا الإطار يشهد معرض M-ELROB أحدث موديلات الروبوتات.
للمرة الخامسة على التوالي يشارك المهندس تورستن لوتيل في المنافسات المقامة في إطار معرض M-ELROB في سويسرا. ورغم أن الأخير يعمل في مجال تطوير الأنظمة المستقلة في أبحاث الفضاء، إلا أنه يقدم في هذا المعرض مع فريقه الألماني موديلاً لسيارة فولكسفاغن من طراز Touaregمزود بتقنيات عالية، بما فيها ماسحات الليزر للبيئة المحيطة والتي تقوم بتحديد المسافة بين السيارة والأشياء المحيطة بها. وعلى ضوء البيانات التي يتم التوصل إليها، يرسم حاسوب مزروع داخل الروبوت خارطة ثلاثية الأبعاد للمحيط الجغرافي، ما يمكن الروبوت من قيادة السيارة بشكل مستقل: أي أن السيارة تسير من دون سائق.
مهمة تورستون لوتيل في هذا المعرض إظهار مدى قدرة الروبوت على قيادة السيارة بشكل مستقل. وهنا يجب القول، إنه حتى إن كان الروبوت هو من يقود السيارة بالفعل، إلا أنه بحاجة إلى من يوجهه. فلا بد له لكي يتحرك أن يقتفي أثر سيارة أخرى، كما يوضح المهندس لوتيل، الذي يضيف بالقول إن الروبوت “لا يعرف وجهته، وإنما يعتمد على سيارة أخرى تكون في المقدمة للتعرف على طريقه”.
الروبوت يقوم بعملية المسح لمحيطه الجغرافي.
ماسحات ليزر لرسم خريطة المكان
أما معهد فراونهوفر للمعلوميات Fraunhofer-Institutفقد قدم روبوتات تسير بشكل مستقل تماماً معتمدة في ذلك على نظام (جي. بي .إس) وعلى ماسحات الليزر المثبتة بداخلها. وهي معدة للسير وفق البيانات التي لا تحتوي على منعطفات كثيرة. ولأنها تقوم أيضاً برسم خارطة للمكان “فبإمكانها إيجاد منفذ بديل، إذا ما وجدت نفسها أمام طريق مسدود”، كما يشرح فرانك هولر من معهد فراونهوفر.
غير أن هذا النوع من الروبوت سريعاً ما يخسر الرهان، إذا ما نصبت في طريقه أي عقبات كأشجار مثلا. فهو لا يتعرف على أي شيء يعترض طريقه أو يستطيع تحديد نوعيته، حتى وإن تعلق الأمر بالعشب. ففي تلك الحالة تعجز ماسحة الليزر بداخله على إيجاد مخرج بديل.

هذه العربة تستطيع التعرف على حاويات القمامة والغاز.
ومن بين الاختبارات التي تمر بها الروبوتات خلال المنافسات، التعرف على علامات الخطر، مربعة الشكل وبرتقالية اللون، كالتي تعلقها سيارات الشحن الكبيرة التي تقوم بتحميل مواد خطرة. وفي هذا الإطار طور مهندس علوم الحاسوب تورستن فيولكا ماسحات لا تحدد المسافة بين الروبوت والأشياء المحيطة فحسب، بل وتحدد نسبة الخطر المحيط أيضاً.
تقديم الدعم للجيش والشرطة
وكل تلك الأبحاث تخدم هدفاً رئيسياً يتمثل في تطوير روبوتات قادرة على تقديم الدعم للجيش ورجال الشرطة والإطفاء في مهامهم المعقدة والخطرة. ولهذا تقوم الأجهزة المذكورة بإرسال ممثليها إلى المعرض، للتعرف على آخر ما تم التوصل إليه. وصرح المشرف على المنافسات في المعرض السويسري، فرانك شنايدر من معهد فراونهوفر، أن الأبحاث في مجال الروبوت عليها أن تعمل بالأساس في اتجاه دعم “الجيش والشرطة ورجال الإطفاء”.
في المقابل ينظر إلى الروبوت لدى رجال الإطفاء على وجه الخصوص بعين الريبة، فهو متهم عادة بالبطء وقلة المرونة. وبحكم أنه وفي لحظة الأزمات الحرجة التي تفصل فيها ثواني معدودة بين الحياة والموت، فإنه من المستحيل الاستغناء عن الإنسان. فمهما بلغت قدرة الروبوت على التعاطي مع الأوضاع الحرجة، فإنه لن ينجح في التحرك بذات سرعة الإنسان وبمستوى ذكاءه ودقته.